أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الأخطاء بين الآلهة والبشر














المزيد.....

الأخطاء بين الآلهة والبشر


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 4223 - 2013 / 9 / 22 - 01:44
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أحيانا يلجأ الإنسان في ذاته وسلوكه لكي يعرف أخطاءه ويكتشفها لكي يعيد مسار ترتيب حياته من جديد,وأحيانا يلجأ الإنسان إلى الآخرين ليلقي عليهم باللائمة ويحملهم مسئولية أخطاءه الشخصية التي تعرض لها في حياته,وفي النقد الديني هنالك اثنان يتحملون المسئولية وهما الإنسان نفسه والإله نفسه, فبعض الناس يعتقد أن أخطاءه وموته وحياته وتوفيقه وتعثره هما في الأصل من الإله الذي يعبده,وأحيانا يلجأ الإنسان إلى نفسه لتوجيه اللوم إليها, على أن الذي يعبد إله واحدا في وسط مجتمع واحد هو الذي يلوم نفسه ولا يلوم الإله,ولكن حين تتجزأ المشكلة مرة أخرى بين عدة آلهة متعددين يكون اللوم على الإله نفسه,وهذا الدور المتقن لعبت عليه كبرى ثلاث ديانات وهما الإسلام والمسيحية واليهودية, فعلى فترة من التاريخ قال اليهود بأن الإله هو الذي نصرهم وهو الإله الحقيقي الذي يستحق أن يعبد,ومن بعدهم المسيحيون قالوا حين انتصروا بأن المسيح هو الإله الحقيقي الذي نصرهم,وأيضا هذا ما فعله المسلمون.

وعلى فترة من التاريخ حين كانت الحرب تلعب أسلوب الكر والفر كانت المسيحية في حالة هزيمتها تضع اللوم على المجتمع المسيحي لتقول بأن الهزيمة عقاب من الرب أرسله على عباده الذين تركوا عبادته ومارسوا الفساد الديني والاجتماعي ,وكذلك المسلمون اليوم يلعبون نفس الدور حيث يلقون باللائمة على المجتمع وعلى الناس الذين لا يعبدون الله حق عبادته,وهنا لا أحد يستطيع أن يقول المثل القائل(الهزيمة ثلثين المراجل)بل هنالك من يتحملها نيابة عن الآخر,وكما قال الكاتب الألماني الساخر: أن الفرق بين الإنسان والكمبويتر,هو أن الكمبيوتر حين يخطئ لا يحمل كمبيوتر آخر مسئولية خطئه,بخلاف البشر الذين يحملون غيرهم مسئولية أخطائهم,وللموضوع بعدٌ آخر تعالوا لنتعرف عليه.

في عقيدة الشرك والتعدد في الآلهة عندما تُهزم فمن الممكن أن يكون هنالك إلهٌ أقوى أو أفضل من الإله الذي تعبده أنت,أما في عقيدة التوحيد فعندما تُهزم فمن الممكن أن تكون أنت قد ارتكبت إحدى الأخطاء,وعندما لا تهزم فهذا معناه أنك لست مرتكبا لأي خطأ وبأنك دوما على الطريق الصحيح,هذا ما يحدث على أغلب الأحيان في حياتنا اليومية, فإذا كنت موحدا لله وأعبدُ مع الجميع آلهة واحدة وكانت أموري دوما في تقدم وإزدهار فهذا معناه أنني على الطريق الصحيح.

واليوم نحن بين عالمين متقدمين ونعيش ضمن أكبر ثلاث ديانات وهن:المسيحية والإسلام واليهودية, لكل واحدة آلهة مختلفة عن الأخرى,وعملية هزيمة العرب المسلمين تشير إلى أن إله اليهود والمسيحيين أقوى من الإله الذي يعبده المسلمون,وداخل المجتمع المسيحي الواحد والمتعدد الأقطار يكون هنالك شعب متقدم أكثر من شعب آخر في حالة تقدم دولة على دولة والخطأ لا يكون في نوع الإله أو صنفه أو جنسه علما أن الشعبين مثلا يعبدان إلها واحدا وهو المسيح,ففي تلك البلدان أخطاء ترتكبها بعض الدول مما ينتج عنه تراجع الخطاة وتقدم غير الخطاة,وبالمقارنة بين العرب المسلمين والعالم الغربي المسيحي تقع مسئولية الهزيمة على الإله,ودائما النصر يكون حليف الشعب الذي يعبد الإله الصحيح,أما في داخل العقيدة الواحدة فإن الهزيمة سببها أخطاء ناتجة عن سلوكيات شخصية وفردية وجماعية.

وفي العقيدة الصحيحة أن الإله يعاملك كما تعامله أنت,ولا تعامل أنت الإله كما يعاملك أنت,وهذا يعني أن زمام القوة مربوطة بيد الإله وليست بيدك,والله أو الرب أو يهوه(يهوى) لا ينتظر منك أنت أي أمرٍ أو أي طلب ذلك أن الإله لا يحتاجك كما تحتاجه أنت,فأنت المحتاج إلى الله والله هو الغني عنك,وأنت تسأله أن يعطيك مما عنده وهو لا يطلب منك أن تعطيه مما عندك,ونظرا إلى أنك أنت محتاج إلى الله فعليك أن تعامل الله معاملة حسنة لكي يعاملك أنت معاملة أخرى أفضل من معاملته لك,هذه المبادئ كلها غرزتها الديانة التوحيدية الأولى في التاريخ ولأول مرة في التاريخ على يد الشريعة الموسوية.

وأحيانا داخل العقيدة الواحدة تكون المشكلة فينا نحن وفيك أنت لأنك من ضمننا,وفي الآلهة المتعددة تكون المشكلة أصلا في الإله الذي نعبده,فلماذا أتباع المسيحية واليهود اليوم منتعشون في الدول الأوروبية المتقدمة بخلافنا نحن التعساء؟ لماذا تقدم غيرنا علينا في كل المجالات وهزمنا نحن من كل الاتجاهات أو تخلفنا على كل الصعد؟, لا بد أن تكون المشكلة في العقيدة التي نتبعها وليست فينا,وعلينا أن ندخل ضمن إله المنصورين علينا, فيتضح مما جرى أن مشكلتنا نحن فينا وفي عقيدتنا في نفس الوقت واللحظة التي نشعر فيها أننا مهزومون.

وهنالك مقولة تقول:انتصرت (أثينا) على (إسبارطه) ثقافيا في نفس الوقت الذي انهزمت فيه أثينا عسكريا, فإما أن تنتصر عسكريا وتُهزم ثقافيا وإما أن تنتصر ثقافيا وتهزم عسكريا,أما نحن الأغبياء العرب فقد هزمنا ثقافيا وعسكريا واقتصاديا وحتى بيولوجيا, فنحن على كل الصُعد لا نستطيع أن ننتصر على العالم المسيحي واليهودي ولا في أي مجال,لا ثقافيا ولا عسكريا ولا اقتصاديا ولا رياضيا على مستوى البطولات العالمية الرياضية والألعاب الأولمبية,وهذا يدل على أننا مصابون في عقيدتنا وفي إلهنا وفي حكامنا وفي شعوبنا ولا نستطيع أن نجاري أوروبا ولا حتى في أي شيء.

وفي عقيدة التوحيد الثابتة على عبادة إله واحد؟وإذا كنت أيضا من ضمن أفراد هذا المجتمع وتم توقيع أقسى أنواع العقوبات بحقك فهذا معناه أنك تستحق ذلك العقاب,أما إذا كانت هنالك آلهة متعددة وحصل عقاب جماعي من ديانة لديانة أخرى فهذا معناه أن الإله الذي تعبده ليس حقيقيا ويستحق هو منك أن تعاقبه بأشد أنواع العقوبات,كأن تترك عبادته وذكره وتترك أيضا التمسك به والتوسل إليه وتلجأ إلى إله آخر يستحقُ أن يُعبد.



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصيبة المرأة
- حوار بين مثقف وزوجته
- يجب أن ندخل اليهود إلى قلوبنا وبيوتنا
- الأيام الأخيرة من حياة عمر بن الخطاب
- نبذة عن محمد والمسيح
- ما أجمل إله المسيحيينْ!
- بعض الناس أفضل من الأنبياء والرسل
- الإسلام سبب تخلفنا
- صكوك الغفران أو الإحساس بالذنب
- حيرة الإنسان
- لا شيء يعجبني
- الدولة الدينية والدولة العلمانية
- هؤلاء هم العرب
- الثالوث المقدس
- صدمة لغوية:الحج هو الحك
- أسئلة الغطارفة
- خاطرة المساء
- الإنسان سينقرض
- لا أندم على خسارتي وإنما أندم على كسبي
- مهمة خالد الكلالدة


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جهاد علاونه - الأخطاء بين الآلهة والبشر