أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الرئيس الإيراني والواقعية السياسية














المزيد.....

الرئيس الإيراني والواقعية السياسية


راغب الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 22:49
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    




حتى من قبل ان يُنتخب كان هذا الرجل يثير اهتمامي في توجهاته الدينية الواقعية ، وكان روح التحدي والواقعية ظاهر وواضح فيه كما كان يسعى من أجل الخروج من عباءة التاريخ والعقيدة في السلوك والعمل السياسي ، لهذا أثني على اهتمامه بالسياسة كفن ممكن وليس كحتمية قدرية كما كان يروج في إيران مع بداية الثورة ، ولم يكن الروحاني هذا بعيدا عن كل تلكم الصراعات والجدل الذي دار في الساحة الإيرانية ، ولهذا حين يسعى لكي تخرج إيران من دائرة الظلام فإننا نجد في ذلك رؤية واقعية لإيران تعيش وتتعايش بعيداً عن الفنتازيا والكلام الممل المتعب الذي كنا نسمعه ، والذي جر عليها دماء واحقاد وفتن من هنا وهناك وفقدت في هذا الطريق أصدقاء ورفاق سلاح ، والرئيس الإيراني في سلوكه ودعواه إنما يناغم تلك العقلية الإيرانية المرنة ويناغم تلك الرؤية التي بدأ يراها المرشد علي خامنئي في ان تكون إيران بعيدة وفي مأمن من الحجر الذي يكاد يرمى .

ديناميكية الرجل ستأتي على إيران بفوائد كما ستأتي على الشيعة بفوائد ، فالحد من نزعة العدوان والحرب واللا مبالات كنا نريدها ونطلبها ونهمس في أذن القريبين لكي تتجاوز إيران مرحلة الثورة وشعاراتها ، وقد كان للشيخ المنتظري الراحل قدم سبق في هذا الاتجاه ، كان يؤمن بان معادات امريكا والغرب وإسرائيل إلهاء للشعب وتضييع للفرص وتعطيل لقوى الإنتاج والبناء ، وإذا كانت قضية الصراع بين إسرائيل والفلسطينيين هي ماتغنى بها كبار القوم فهي في الواقع بالنسبة لإيران قضية سالبة بإنتفاء الموضوع إذ لا يجب على الإيرانيين ان يكونوا ملكيين أكثر من الملك ، والحكمة تقتضي مساعدة الطرفين على قبول فكرة التعايش والإيمان بالواقع كما هو ، هذا هو المطلوب من غير الفلسطينيين ، وحتى قضية المفاعل النووي التي تتضخم في الإعلام هي قضية سردية لا منطقية ولا واقعية والإطناب فيها ملهاة الناس و تعطيل لحركة المجتمع الإيراني .

سيكون ممكناً إن تبنى الروحاني الخيار الواقعي في تحديد معنى المراد من النووي لإيران ، وسيكون أكثر شجاعةً وجدوى فيما لو سعى لتلبية احتياجات الشعب بدلاً من تضييع الجهد والمال في أمر لا ينتفع به ومنه ، إلاّ إذا كانت إيران جادة في سياستها السلمية منه ومن المُراد من بنائه ، ولنقل إن زمن نجاد قد ولى وهو زمن تعيس بكل تأكيد من كل وجه .

إذاّ فعلى الروحاني تقع المسؤولية في إثبات حسن النوايا بالأفعال وليست بالأقوال ، وهذه مسؤولية سنجد صدآها في الأيام المقبلة ، وسنتابع إجتماعات الروحاني التي سيعقدها مع زعماء العالم في نيويورك بتمعن ، وليتذكر إنه في أمريكا التي تحتضن هذه المنظمة الدولية ، وحين يحط الرئيس الإيراني بتوجهاته الواقعية سيجد من يدعمه ويقف معه ، حتى وإن شكك البعض وتمنى البعض كي لا ينجح في مسعاه ، إن أمريكا مدعوة لتدعم الرئيس هذه المرة وتثبت إنها جادة في وضع حد لهذه الخصومة في عالم يحتاج من الطرفين لقبول الآخر كي تُحل بعض المشكلات التي تسبب لنا في المنطقة العربية الكثير من القلق والتوتر ، وإني لا أشك في جدية وواقعية الرئيس أوباما منذ ان بدأ عهده في الحكم فالتغيير والإصلاح وتذويب الجليد والتخفيف من حدة النزاع منهجا وشعارا رفعه وسعى له ، وها هو اليوم يؤكد على ذلك من خلال التريث في قضية الصراع في سوريا بعدما تبين له ، إن تشجيع الإرهاب سيزيد من معاناة المشرقيين هناك على يد العصابات التي تتخذ من الدين غطاءاً لها .

والمُغري في الأمر إن الرئيس الإيراني ينتمي في درجة ما إلى فكر وسلوك ونهج الشيخ رفسنجاني الداعم والمؤيد للحوار مع الغرب وأمريكا حتى في أيام التوتر والصراع ، وكان هو مهندس عملية إيران جيت الذائعة الصيت ، هذا القرب منه يجعلنا نؤكد على ان طريق الروحاني في الحكمة والأمل طريق واقعي ليس مخادع ولا هو كسب للوقت في ظل إمكانية تغيير قواعد اللعبة ، خاصةً وهناك إتجاه يدعوا لحسم مراحل نمو حركات التطرف التي أربكت وستربك المشهد الدولي .

ولا أقول إن إيران ستتخلى عن ولاية الفقيه في القريب لحساب الواقعية السياسية لكنها ستعمل على محو سلطة رجال الدين إلى القدر الذي يسمح بالحرية في المجال الإجتماعي والإقتصادي والسياسي والثقافي ، وسنشاهد ذلك في حياة الإيرانيين عما قريب ، وهذه هي البداية الصحيحة لعالم خال من غلوى الدين ورجاله المتطفلين ، وإنني واثق من نجاح الرئيس الروحاني وواثق كذلك من دعم المجتمع الدولي الحر لتوجهاته وأعماله ، وسيكون ذلك مدعاة لتقليص حدة الكثير من الشغب والمتاعب في الشرق الأوسط .



#راغب_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لاتضربوا سوريا
- الإسلام السياسي وهاجس الحكم
- تلوث العقل السياسي العربي
- تجربة مصر تُثبت مدى الحاجة لليبرالية الديمقراطية
- تهنئة
- القرضاوي وكذبة رجل الدين
- ماذا تعني السيادة الوطنية ؟
- موقفنا مما يجري في المناطق الغربية
- بمناسبة الإنتخابات البلدية في العراق
- عقلية الطوائف
- حينما يتكلم الملك
- المعركة في سوريا
- العلمانية كما أرآها
- قول في الوطنية
- مبادئنا
- كيف ننقذ الوطن ؟
- الإصلاح الديني ... لماذا وكيف ؟
- فوضى التظاهرات
- رأينا في الأزمة الجديدة
- مصلحة العراق فوق الجميع


المزيد.....




- النهج الديمقراطي العمالي يدين الهجوم على النضالات العمالية و ...
- الشبكة الديمقراطية المغربية للتضامن مع الشعوب تدين التصعيد ا ...
- -الحلم الجورجي-: حوالي 30% من المتظاهرين جنسياتهم أجنبية
- تايمز: رقم قياسي للمهاجرين إلى بريطانيا منذ تولي حزب العمال ...
- المغرب يحذر من تكرار حوادث التسمم والوفاة من تعاطي -كحول الف ...
- أردوغان: سنتخذ خطوات لمنع حزب العمال من استغلال تطورات سوريا ...
- لم تستثن -سمك الفقراء-.. موجة غلاء غير مسبوقة لأسعار الأسماك ...
- بيرني ساندرز: إسرائيل -ترتكب جرائم حرب وتطهير عرقي في غزة-
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال ... دفاعا عن الجدل --(ملحق) دف ...
- اليمين المتطرف يثبت وجوده في الانتخابات الرومانية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - راغب الركابي - الرئيس الإيراني والواقعية السياسية