على حسن السعدنى
الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 22:48
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
انطلقت شرارة بداية الثورات العربية في 18 ديسمبر 2010 م عندما أشعل الشاب ( محمد البوعزيزي ) النار في نفسه بسبب قيام بلدية مدينة " سيدي بوزيد " إلى مصادرة العربة التي كان يبيع عليها الفاكهة والخضار ، وللتنديد برفض سلطات المحافظة قبول شكوى أراد تقديمها في حق الشرطية التي صادرت العربة ، فحدثت انتفاضة شعبية بدأت في مدينة سيدي بوزيد ثم انتقلت إلى جميع المدن التونسية الأخرى أطاحت بعد ذلك بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي .
في يوم 25 يناير 2011م سقط نظام عربي آخر هو نظام مبارك تحت ضغط ومطالبة شعبية بالتنحي عن السلطة ، وبعد الإطاحة بمبارك تم إجراء انتخابات ديمقراطية شهد لها العالم وتم انتخاب محمد مرسي رئيسا للجمهورية المصرية وهو مرشح جماعة الإخوان المسلمين في تلك الانتخابات ، سقط حكم الإخوان بعد مرور العام بسبب انتفاضة شعبية أيضا في 30 يونيو الماضي .
سقوط حكم الإخوان المسلمين سيكون مثار نقاشات وجدال لسنوات عديدة ، بسبب أنه سقوط أول تجربة لحكم إسلامي سني ، هذا السقوط أيا كانت الأسباب بالتأكيد سوف يؤثر مستقبلا على صورة الإسلام السياسي وفشلها ي قيادة الدولة .
في اعتقادي أن السبب الرئيسي في سقوط حكم الإخوان هو أن الفكر الإخواني لم يسمح بمرونة حقيقية وهو ما منع صانعي القرار في الجماعة من استيعاب التغيير المطلوب على نطاق واسع في المنطقة ، والذي كان لا بد من أن ينسجم مع متطلبات العصر ، كما أن حركات الإسلام السياسي في مصر تخبطت في قضايا مهمة وحساسة مثل الدولة الديمقراطية وعلاقة الدين بالسياسة والحريات الشخصية بالمجتمع المصري ، كما أن من وجهة نظر البعض أن الشعب قد أمهلهم عام كامل للوفاء بوعودهم خلال الانتخابات الرئاسية ولكنهم اتبعوا سياسة الإقصاء وأخونه الدولة المصرية حتى أن جميع الوزارات كانت تحت قيادة أعضاء ينتمون إلى جماعة الإخوان المسلمين ولم يشركوا أيا من الأطياف السياسية في بناء الدولة المصرية بعد ثورة 25 يناير .
حقيقةً أنا لستُ مع من يجزم بسقوط الإسلام السياسي وعدم قدرته على قيادة الدولة ، بل اعتقد أن حركات الإسلام السياسي قادرة على إدارة الدولة إذا خرجت من عباءة الاستفراد وابتعدت عن منهج الاستعلاء في خطابها السياسي وهو الذي كان يطغى على خطاب الرئيس المعزل محمد مرسي وجماعة الإخوان المسلمين .
#على_حسن_السعدنى (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟