أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .















المزيد.....

ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .


حميد طولست

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 18:58
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كعادتي ، أبدأ طقوسي الصباحية المعتادة ، ومنذ الساعات الأولى من النهار ، بتصفح الإيملات التي تكون قد وردت على بريدي الإليكتروني أثناء ساعات الليل ، ومتابعة أخبار الأحداث الجهوية والوطنية والدولية ، من خلال المواقع الالكترونية الإخبارية جادة ، وبعد الإفطار ثم انتقل إلى وضع تصميم لما سأكتب خلال اليوم ، اخرج حوالي السادسة صباحا للتمشي -صحبة كلبتي "أيدي" التي غادرتنا قبل شهور- والبحث عن افكار جديدة لكتاباتي ، من خلال حوارات وقع خطواتي على طرقات دروب وشوارع المدينة الشبه فارغة في تلك الفترة من النهار ، وعبر المصادفات واللقاءات الصباحية الاستثنائية مع الأشخاص والأحداث ، والتي تتحول ذكراها الرقيقة والناعمة إلى أفكار أؤثث بها تدويناتي ومقالاتي ..
ومن بين الرسائل التي اثارت انتباهي ، تعليق مميز على الجزء الأول من مقالاتي الأخيرة المعنونة بـ" ومن شر البلية ما أضحك " بعثت به إحدى المداومات على كتاباتي ، الآنسة Ranya من فاس ، تدعوني من خلاله , إلى ترك الكتابة عن كل ما له علاقة بالدين وغيبياته ، وتنصحني بالابتعاد عن الخوض في نقد حتى المشوه من بلاويه المثيرة للأسى والسخرية السائدة في عالمنا العربي والإسلامية ، بدعوى أنني علماني ولا صلة لي بالدين ولا توجد خانة للإيمان في دماغي ..
وليست هذه هي المرة الولى التي تتبرم فيه الآنسة Ranyaمن بعض كتاباتي ، فقد فعلت نفس الشيء في تدخل سابق لها ، جاء على شكل مقالة متكاملة، حذرتني من خلالها من مغبة الخوض في غياهب السياسة ومصائبها، وطالبتني بالاقلاع عن الكتابة فيها وعنها، لأن شأنها صعب ونثن، وله أناسه المتخصصون، وكتابه المراوغون، الذين يحسنون النفاق، ولسح الاحذية، ولعق تراب الأسياد، للوصول للمآرب الانتهازية. وقد نشرت تعليقها ذاك في مقالة عنونتها بـ" رد جديد" إشراكا للقارء الكريم ، وتعميما للفائدة ، خاصة وأن الموضوع يتعلق بالسياسة التي تحولت إلى مس شيطاني سكن عقول واهتمامات وتطلعات الكثير من النخب الذين احترفوا السياسة في كل شبر من الأرض ، وجعلوا منها وسيلة للاغتناء اللامشروع ، ونشر ثقافة الفساد بين الأجهزة والمؤسسات والأنظمة.
ورغم شدة انتقاد الآنسة Ranya في تعليقها هذا ، وقسوة اتهاماتها ، سامحها الله ، فإنها – والحق يقال – كانت أكثر لطفا ولباقة وتأدبا من غيرها من المعلقين المتطرفين ، الذين تهافتوا على انتقادي عبر بريدي الالكتروني وغيره من وسائل الاتصال ، حاملين كل أنواع الاسلحة الهجومية ، من سباب وشتائم واستخفاف وتشويه ومغالطات ، وغيرها من الأمور البذيئة التي لا تخطر على بال إنسان سوي وعاقل ، مبررين هجومهم علي كون ان جل مقالاتي ضد الإسلام والمسلمين ، وبمعنى أصح ضد الإخوان المسلمين ، وأن كل موضوع من مواضيعي يحمل اهانة للمقدسات ، وجرحا للكرامة ..
مع أنهم لو تمحصوا قليلا فيما قرؤوه من كتاباتي ، وحاولوا فهم مضامين موضوعاتها ، واستيعاب محتوياتها ، لوجدوا أن توجهاتها ليست إلا صورة حية ومحايدة ومجردة للأوضاع الاجتماعية والسياسية والاقتصادية الراهنة للبلاد ، وأنها ليست سوى نقل أمين ومنطقي وعقلاني لبعض التوترات التي يشهدها المغرب ومحيطه المغاربي والعربي والعالمي ، وأنها غير موجهة ضد أي أحد أو جماعة أو طائفة او توجه أو مذهب أودين ..
ولتبين لهم أنه ليس بيني وبين جماعة الاخوان المسلمين وكافة الجماعات الإسلامية ، أي ثأر شخصي ، أو كراهية خاصة .
ويشهد الله أنها مجرد اختلاف فى الايدلوجيات ، وبسبب تصرفات جماعة الإخوان –الدين كنت من بين من كانوا يعقدون عليهم امل إنقاذ الأمة العربية والإسلامية من ذلها - والذين لم يأت احد بما فعلوه خلال مدة حكمهم القصيرة جدا ، من استغلالهم لاسم الله الاعظم والمتاجرة بدينه الحنيف ، واستحلالهم الكذب والخداع ، وقول الشيء وعكسه فى آن واحد واستخدامهم المساجد فى الدعوة للجهاد ضد افراد الشعب المصرى ، حتى انطبق عليهم قوله تعالى "كَيْفَ وَإِن يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لاَ يَرْقُبُواْ فِيكُمْ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً يُرْضُونَكُم بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْاْ بِآيَاتِ اللّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّواْ عَن سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاء مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ (9) لاَ يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلاَ ذِمَّةً وَأُوْلَـئِكَ هُمُ الْمُعْتَدُونَ (10)" صدق الله العظيم .
ولعرفوا أنني أؤمن ايماما قاطعا بالشعار : "إذا لم أستطع قول الحق ، فإني لا أصفق للأكاذيب والأباطيل الموقدة لنيران الفتن " ؛ ولظهر لهم ، وبكل جلاء ، أن ديدني ، أن لا أقول إلا الصق أو أصمت , ولا أكتب إلا ما أظن فيه الخير والإصلاح , وأمتنع عن نشر ما قد يتسبب في الشرور والآثام ويلحق الاضرار بالعباد والمجتمعات والأوطان ، ولعرفوا أنني لا ألجأ للكلمة المكتوبة ، لأملأ بها صفحات المواقع الإلكترونية ، على أساس أنها مجرد حروف متشابكة ومجرد خطوط حبر لتسويد بياض الأوراق ، بل إني أتعامل مع الكلمة على أنها معانٍِ ورسائل ، تحتويها القلوب ، وتستوعبها العقول ، وتترجمها الأنامل ، وتتغلغل داخل نفوس المتلقين ، فتترك اثرا كبيرا بداخلها ، فترفع الكاتب الصادق المحايد إلى فوق ، أو تهوى بمن يكتب لنصرة الظلم والظالمين إلى الحضيض ..
ورغم ما أبداه المعلقون ضدي من غضب شامل ، وجنون كامل وهيجان جامح ، يستحقون عليه أن يجابهوا بقولة الشاعر : الا لا يجهل احد علينا = فنجهل فوق جهل الجاهلينا.
فإني لم انزعج منهم قط ، والتمست لهم العذر ، على اعتبار أن تصرفهم ذلك ، ليس إلا نوعاً من التنفيس الانفعالي الناتج من الإحساس بالعجز والانزعاج ، وان سلوكهم ذاك ، ليس إلا اسلوب تعامل اجتماعي متخلف ، وتفكير بدائي من العصر الحجري ، تغلغل في عقليهم ، كما تغلغل في العقلية العربية جمعاء بحبكة قدسية دينية مرتبة ومنظمة بذكاء خبيث وتسلط اجرامي متأصل ، فجمد قدرات الدماغ العربي على التمدد والتوسع والتطور والنمو والتغير ، وأدى الى تحجره وتراجعه الى اقل مستوى من الوعي المنطقي والإدراك الظرفي في تفاعله الوجودي مع الحياة والإنسان ، حتى صعب ازالته والتخلص منه عبر تاريخه ، الذي تميز معاداة كل المصلحين والعباقرة والمجددين من الشعراء والكتاب والفلاسفة ، وكل من تجرأ على كسير "التابوهات" في أمة ساخرة من فجائعها ، وجرب التمرد على السائد والمعتاد في كل المجالات الفكرية المجردة المنطقية والعقلانية العلمية منها والاجتماعية والأدبية والأخلاقية والسلوكية ، التي أدخلت ذلك الدماغ العربي إلى منطقة الحظر العقلي أو المنطقة الرمادية ، التي يتحاشها الجميع خشية عواقبها الوخيمة ..
وأختم ردي هذا ، بتساؤل موضوعي وبسيط : هل هناك من شك في انطباق مقولة "شر البلية ما يُضحِك" على مثل هذا النوع من النقد الهجومي الجاهلي ، المنبثق عن نمذجة عدائية عمياء ، وآرا مسبقة ، بعيد كل البعد عن النقد الحقيقي المسؤول الذي نصغي اليه ونستفيد منه .. واني لا انتظر اجابة على تساؤلي الأحمق ، لأني متيقن أنها ستكون ، ومن دون شك ، تحصيل حاصل .



#حميد_طولست (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ومن شر البلية ما أضحك !.الجزء الثاني
- ومن شر البلية ما أضحك !.
- حقيقة شعار - الأصابع الاربعة- ؟؟
- أفضل لحظات استرجاع الذكريات .
- ردا على أصوات ناشزة !
- النصر الناتج عن العنف مكافىء للهزيمة !
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات! الجزء الثاني .
- ثقافة السير بين الواقع والمأمول !
- لماذا لا يأتي المهدي وجودو أبدا ؟؟
- الإسلاميون والعفو الملكي عن مغتصب البراءة !؟
- الإعاقة في المغرب وحقيقة الولوجيات!
- كلام غير مقبول من وزير سابق !
- الجدارن فضاء مثالي لتصريف المكبوتات.الجدارن فضاء مثالي لتصري ...
- من فتنة عثمان إلى فتنة مرسي
- الديمقراطية والإسلام السياسي
- هل الدين هو السبب فيما يحدث من صراع بين الناس ؟؟
- قمة الخداع والنفاق !
- توحيد الصيام بين الشعوب العربية والإسلامية
- مذاقُ لحمِ الخيل خير أم لحم الحمير؟؟؟
- الخرافات الإخوانية !!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - حميد طولست - ومن شر البلية ما أضحك !الجزء الثالث .