|
شرف ايه اللي انت جاي تقول عليه .....
حامد الزبيدي
الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 10:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
شرف ايه اللي انت جاي تقول عليه ...
الشرف قيمة اعتبارية ...يتمتع بها الانسان الذي يتحلى بخلق عال وقيم انسانية نبيلة تمنعه عن ارتكاب اي عمل يتعارض مع ما يؤمن به ...
فات عن الموقعين عن وثيقة الشرف للسلم الاجتماعي ....ان الاوطان لا توحدها التعهدات ولا تلملم جراحاتها كلمة شرف........انما توحدها المصلحة المشتركة والاهداف التي توحد الامة وتوجه كافة طاقاتها لتحقيق هذه الاهداف المشتركة والتي ستعود نتائجها على الجميع دون استثناء لهذا الطرف او ذاك .....ذلك ان استثناء اي طرف سيحيد جزءا مهما ويبعده عن المشلركة الفعالة كونه جزءا من كل وجزء فاعل وليس جزءا زائد عن الحاجة او جزء مستبعد او مهمش .... كما انه فات على الموقعين غياب وحدة الهدف والاجماع عليه .... كما انهم لم يتخذوا اي اجراءات كفيلة بتهدئه الاطراف المختلفة والمتصارعة ....كما لم يتم التطرق الى هذه التفجيرات والاجراءات التي ستتخذ للحد من تدهور الحالة الامنية .... حيث ان الكلام العائم لم يعد يجدي مع شعب يتعرض للابادة الممنهجة ....كما انه لم تتم الاشارة الى المشاكل التي تتعلق بالتنمية والخدمات كذلك تم تجاهل تعطيل القوانين المهمة والتي لها علاقة ببناء الدولة واستقرارها ... لن نستطيع ان نقول ان من وقع على الوثيقة من السنة العرب هو الممثل الوحيد للسنة وهذا ينطبق على الشيعة وعلى قطاعات اخرى اعربت عن عدم مشاركتها في المؤتمر .... مما يسلبه صفة التمثيل الحقيقي لاحجام المكونات ..... لقد اراد المنظمون لهذا المؤتمر ان يكون عملا دعائيا واستعراضيا وان يكون بداية تغيرات في طبيعة التحالفات واستعدادا للانتخابات القادمة .... حيث ان الاحزاب المشاركة بالسلطة قد انتبهت الى صعوبة ما ستواجهه من تحديات في الانتخابات القادمة .حيث الرفض الشعبي لاداء هذه الاحزاب والاكتفاء بما حصلت عليه من امتيازات السلطة ومنافع حزبية ضيقة . لقد فات عن المشاركين في المؤتمر ان العراق وسوريا يتعرضان الى هجمة اقليمية من عدة اطراف وهي مهددة بالتقسيم وفي الدخول في حرب طائفية قد تستمر ثلاثين سنة كما الحرب التي اندلعت بين الكاثوليك والبروتستانت في اوربا ... ولم تتم الاشارة الى القتال الذي يدور على الحدود السورية العراقية والاختراقات التي تقوم بها جبهة النصرة بعد ان توحدت لتشمل عملياتها الاراضي السورية والعراقية .. لا ادري كيف يصمد الشرف امام تدفق مليارات الدولارات ...لشراء المواقف والولاءات ...... فات على الموقعين انهم فشلوا في تقديم المنجز الوطني وفشلوا في رتق ورقة التوت التي تمزقت عليهم بعد فشل ذريع للاحزاب الحاكمة .... انني استغرب لطريقة تفكير الطبقة السياسية الحاكمة .... التي عودتنا على البحث عن ادوات تجاوزها الزمن وحركة التاريخ ....فالعودة الى عسكرة الشعب وتسليح العشاير العراقية وربطها بمؤسسات الدولة وزجها بالمعترك السياسي وتحويلها من منظومة اجتماعية لها ادوار مهمة الى دكاكين حزبية تدين بالولاء وترتبط باحزاب السلطة لهو امر خطير ..حيث ستتعدد وتتفرق ولاءت هذه العشيرة عن تلك ولهذا الحزب او ذاك او هذه الطائفة او تلك مما يفتح مجالات للخلاف اكثر من اي وقت مضى وسنزج بالعشاير قي معترك السياسة الخطير .. ولا غرابة ولا عجب فلقد انسحبت هذه النظرة الى بغداد العاصمة ..... حيث انتهت الحياة المدنية وستكتشف انك في مدينة ريفية كبيرة حيث افرغت من المعالم التي تتصف بها العواصم في العالم .....لا مسارح لا سينمات ولا خدمات فندقية فيما عدا 3او 4 فنادق عاملة ولا خدمات مدنية ..... مثل شوارع جيدة نظيفة او متنزهات او اماكن تسلية او ترفيهيه ما عدا متنزه الزوراء .... ان نظرة واحدة الى اقدم شوارع بغداد ..شارع الرشيد الذي افتتح في عام 1913 ....والذي كان معلما عراقيا متميزا هو الاخر تحول في بعض اجزائه الى بؤر للقمامة ... مما يجعلك تشعربالاسى والحزن على بغداد التي تحولت الى كانتونات تفصل بينها جدران العزل الطائفي . من الواضح جدا ان احزاب السلطة تجتهد وتفكر فقط في البقاء في السلطة الى ما لا نهاية ....ذلك لانها لا تؤمن بمبدأ تداول السلطة ولا تؤمن بالديمقراطية التي اوصلتهم الى سدة الحكم ....وقد عطلت عن عمد قوانين مهمة جدا لاعتقادها انها تطالها وتصيبها في مقتل مثل قانون الاحزاب وقوانين اخرى دفنت في ادراج مجلس النواب .وتعمدوا تاجيلها مرة تلو الاخرى ..... والسؤال الذي يتبادر الى الذهن هل من الشرف ان يتم التحايل على الشعب بجملة اجراءات مهينة ليتم الالتفاف على مطالب شعبية برفض امتيازات الرئاسات الثلاث وتقاعد النواب واعضاء المجالس المحلية .....بعد مظاهرات شعبية ومطالبات من اغلب منظمات المجتمع المدني وبعض الكتل النيابية .....هل من الشرف ان يستمر القتل اليومي للشعب العراقي دون ان تتم محاسبة احد او اقالة احد او حتى توبيخه ....الا اذا كان المطلوب من هذه القيادات الامنية هي التفرج فقط ... والا كيف يفسر هذا الصمت الحكومي على هذا القتل ....هل من الشرف ان يستمر مسلسل التهجيرالطائفي لبعض العشاير والعوائل ....وهل من الشرف ان يتم السكوت على الامتيازات الهائلة لرجال الدولة العراقية بحجة ان الحاكم الامريكي بريمر هو من اصدر هذا التشريعات .... واين هو الشرف عندما تعيش عوائل عراقية على المزابل .... واين الشرف عندما تقول لنا الاحصاءات ان 23بالمائة من العراقيين يعيشون تحت خط الفقر ..... وهل من الشرف و بعد عشر سنوات و صرف عشرات المليارات من الدولارات لم يتم حل مشكلة الكهرباء وكأن الامر معلق بارادة الهية كونية فوق قدرات البشر . وهل ان الحفاظ على العملية السياسية (وهذه العبارة غالبا ما تكررعلى لسان المسؤلين ) اهم من هذا السيل الذي لا ينقطع من الدم العراقي ....واية عملية سياسية تلك التي تدافعون عن بقائها واستمرارها والشعب العراقي يدفع هذا الثمن الباهض جدا منذ عشر سنوات ... السلم الاجتماعي ياتي من خلال العدالة بين افراد المجتمع وعدم التفريق بينهم بالطائفة او العرق او الدين او اللون ... السلم الاجتماعي ياتي من توزيع الثروة توزيعا عادلا يشمل جميع افراد المجتمع ويقلل من الفوارق الاقتصادية والاجتماعية .... السلم الجتماعي ياتي من تقديم الفرص للجميع والتفوق للكفاءة والاداء ....السلم الاجتماعي هو التنمية المستدامة والقضاء على البطالة والجهل وخلق الفرص للعمل والانتاج ...السلم الاجتماعي هو الضمان الصحي والتعليمي والسكن لجميع افراد المجتمع دون تميز ...السلم الاجتماعي احترام الحريات العامة للانسان ...هذا هو السلم الاجتماعي ....يا من وقعت على وثيقة الشرف .........شرف ايه الي انت جاي اتقول عليه .......
حامد الزبيدي 21/9/2013
#حامد_الزبيدي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
علاقة البواسير بخدمة الجماهير ...؟؟؟؟
-
المبادرة الفاضحة
-
امريكا ... والسلاح الكيمياوي
-
الخروج الأمن .....؟؟؟
-
المأزق العراقي ......؟؟؟؟
-
دولة رابعة العدوية
-
نيرون بغداد
-
طريق العودة الى بابل
-
الهلال الخصيب .... تأريخ ومستقبل
-
فيضان النيل في 30 يونيو
-
ان يثور عليك شعب متعلم ... افضل من ان يثور عليك شعب جاهل
-
صدق اولا تصدق ...من قطر يأتي الخبر ...؟
-
الدولة الفاشلة
-
مؤتمرا ت نصرة جيش النصرة ....؟؟؟
-
تركيا .... والصراع حول الهوية ....؟
-
مسلسل التفريط بالسيادة .....؟
-
معركة القصير ....؟
-
العنف بالعنف ....؟؟؟؟؟؟
-
الشيعة ...مع بقاء العراق موحدا او تقسيمه ...؟؟؟
-
العرب وحالة .....كأن
المزيد.....
-
من معرض للأسلحة.. زعيم كوريا الشمالية يوجه انتقادات لأمريكا
...
-
ترامب يعلن بام بوندي مرشحة جديدة لمنصب وزيرة العدل بعد انسحا
...
-
قرار واشنطن بإرسال ألغام إلى أوكرانيا يمثل -تطورا صادما ومدم
...
-
مسؤول لبناني: 47 قتيلا و22 جريحا جراء الغارات إلإسرائيلية عل
...
-
وزيرة خارجية النمسا السابقة تؤكد عجز الولايات المتحدة والغرب
...
-
واشنطن تهدد بفرض عقوبات على المؤسسات المالية الأجنبية المرتب
...
-
مصدر دفاعي كبير يؤيد قرار نتنياهو مهاجمة إسرائيل البرنامج ال
...
-
-استهداف قوات إسرائيلية 10 مرات وقاعدة لأول مرة-..-حزب الله-
...
-
-التايمز-: استخدام صواريخ -ستورم شادو- لضرب العمق الروسي لن
...
-
مصادر عبرية: صلية صاروخية أطلقت من لبنان وسقطت في حيفا
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|