أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مثنى كاظم صادق - نحو هوية وطنية مشتركة إشكالية الانتماء والتشظي














المزيد.....

نحو هوية وطنية مشتركة إشكالية الانتماء والتشظي


مثنى كاظم صادق

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 09:31
المحور: المجتمع المدني
    



الهوية في اللغة العربية تجذرت من كلمة ( هو ) التي تفصح عن الذات المنتمية إلى حيز ما ، كأن يكون هذا الحيز الوطن أوالقبيلة أو الطائفة أو الدين إلخ . وقد شغلت الهوية بال الدول كثيراً ، ولاسيما أن جميع الدول تشترك فيما بينها بتعدد الهويات الفرعية المتمخضة من تعدد إنتماءات أبنائها إلى أعراق مختلفة وأديان متباينة ، فكانت أن برَّزت وعززت الهوية الأكبر والأهم ، ألا وهي الهوية الوطنية . في العراق نعاني من تعدد الهويات الفرعية ، وطغيانها على الهوية الأهم ، وهي الهوية الوطنية ، وإن هذه الإشكالية لم تكن وليدة التغيير السياسي الذي حدث عام 2003م بل أتت ضمن تراكمات الآيدلوجية القومية التي حكمت العراق وجعلت الهوية للقائد فقط إلى أن تشظت هذه الانتماءات والولاءات بعد التغيير إلى انتماءات طائفية وعرقية وإثنيه ، وهي هويات فرعية ضيقة لا تجمع إليها سوى فئات ومكونات لا تشترك مع غيرها مع الهوية الأكبر ، وهي الهوية الوطنية. إننا نحتاج اليوم إلى البحث عن الهوية الوطنية العراقية ، ومعالجتها وإيجاد السبل لتطويرها ، ولاسيما أننا نعيش النظام الديمقراطي ، الذي يمكن من خلاله خلق هوية وطنية واحدة لجميع العراقيين ، وإن هذه الهوية نراها موجودة وطاغية في حالات كفوز المنتخب العراقي مثلاً بالبطولات الرياضية ، إذ نجد أن الجميع يحملون هذه الهوية إزاء هذا الحدث الوطني ، لكن هذه الهوية ما تلبث أن تخفت إزاء الهويات الأخرى !!! وهذا ما يتطلب الوقوف والنظر في الظروف المسببة لهذا الخفوت ، على الرغم من أن الحكومة عقدت الكثير من المؤتمرات والندوات من أجل تعزيز هذه الهوية التي ستكون الدواء الناجع الوحيد في التخلص من الاحتقانات الطائفية . إن عدم النهوض بمشروع الهوية الوطنية بصورة حقيقية بالنسبة للحكومات السابقة التي حكمت العراق ولاسيما التي قامت على أساس قومي لا وطني ، لمدة ثلاثة عقود وأكثر مما أدى ذلك إلى عدم الاعتراف بالهوية الوطنية وبالهويات التعددية !! فسبب عجزاً مستمراً في حل هذه الإشكالية ، وقد اندمجت هذه الإشكالية بإشكالية أخرى بعد التغيير وهي نظام المحاصصة والحكم بالمشاركة لكل الطوائف والقوميات ، ولعل القوى الإقليمة كانت ومازالت تريد أن تمحو هذه الهوية الكبرى للعراقيين وهذا ما سهل الطريق للتدخل في الشأن العراقي ، فانتهى الأمر إلى عمليات تهجير ، وقتل طائفي لغياب الهوية الجامعة ، وهي هوية الأرض ( الوطن ) .. إن المناهج التربوية خير وسيلة لإظهار الهوية الأم والتفاعل الإيجابي معها ، ولاسيما عندما تقر هذه المناهج بالاعتراف المتبادل للهويات الأخرى وأن القاسم المشترك لها هي الانتماء للوطن ، من أجل دمج الهوية الفرعية بالهويات الأخرى على أساس المواطنة الحقة مما يجعل التعايش السلمي الإيجابي طبيعياًَ جداً . إن هذا لا يتحقق إلا بالمصالحة مع الذات ومع الآخر ..... ربما أن هذه الحلول ستحتاج إلى جيل على الأقل لكنها ليست صعبة إذا ما حشدت الجهود المنهجية لها مع الكادر التربوي المؤهل لذلك . ثمة عوامل كثيرة مشتركة عند أبناء الوطن الواحد على اختلاف أطيافه هذه العوامل يجب أن تحيا في نفوسهم ، لتبعث فيهم وحدة الإحساس بالوطن وبهويتهم الواحدة .إن الدعوة لحمل الهوية الوطنية هي دعوة واقعية متوافرة ضمن إمكانياتنا المتاحة ، وأن العائق الوحيد ضمن هذه الإمكانيات هو التعصب الأعمى وداء المحاصصة الذي أصاب البلاد والعباد أما الغالبية من الشعب العراقي اليوم فباتوا يؤمنون أنه لا خلاص إلا بالتمسك بالهوية الوطنية ، ونبذ ثقافة الفرقة والتعصب ، وعلينا أن نغير تفكيرنا حول الوطن ؛ لكي نصل معه إلى شاطئ الأمان بتجسيد روح المواطنة بدلاً من أن يرتبط المواطن بالوطن بالروابط الإدارية فقط !! إن الهوية الوطنية العراقية اليوم تحتاج إلى صيانة ، فلا يكفي المثقف ورجل الدين لهذه المهمة إنها مهمة تقع في أولوياتها على العائلة بعدها أصغر وحدة اجتماعية من شأنها أن تخلق روح المواطنة في أبنائها.




#مثنى_كاظم_صادق (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التمثيل التمثيل السردي لصورة البطل مجموعة أرض من عسل مثالاً
- مخبوء النص وخبيء الناص العراق رائداً للنقد الثقافي
- خلف المتعارف عليه
- شمعة الشعر ومصباح النقد
- الصورة المركبة في قصيدة مشهد نهايته انتحار
- المتعاليات النصية في قصص ثورة عقارب الساعة
- مجموعة صاحب الاسمال القصصية المضمر المتخفي
- المرأة في شعر زهير بردى
- قصيدة النثر ومعطلات التعبير
- التحقيب السردي عند القاص حسين رشيد
- ابراهيم الخياط في جمهورية البرتقال
- الذي رأى الاعماق كلها
- الصورة المشهدية في مجموعة مدن وحقائب
- صورة الرجل الفنية في مجموعة الليلة الثانية بعد الالف
- بانوراما الذات في شعر علياء المالكي طوق الفراشة انموذجا
- عشاء لملائكة نظرة نحو الوجود وتأسيس الذات
- مع الجاحظ على بساط الريح سيرة قصصية للفتيان
- مؤسسة شهداء ديالى صورة للتناغم الابوي
- تجليات التناص في شعر إبراهيم الخياط
- الزواج من موظفة حلم الكثيرين


المزيد.....




- بورل: أندد بالقرار الذي اعتمده الكنيست الاسرائيلي حول وكالة ...
- بوريل: اعتقال نتنياهو وغالانت ليس اختياريا
- قصف الاحتلال يقتل 4 آلاف جنين وألف عينة إخصاب
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- المجلس النرويجي للاجئين يحذر أوروبا من تجاهل الوضع في السودا ...
- إعلام إسرائيلي: مخاوف من أوامر اعتقال أخرى بعد نتنياهو وغالا ...
- إمكانية اعتقال نتنياهو.. خبير شؤون جرائم حرب لـCNN: أتصور حد ...
- مخاوف للكيان المحتل من أوامر اعتقال سرية دولية ضد قادته
- مقررة أممية لحقوق الانسان:ستضغط واشنطن لمنع تنفيذ قرار المحك ...
- اللجان الشعبية للاجئين في غزة تنظم وقفة رفضا لاستهداف الأونر ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - مثنى كاظم صادق - نحو هوية وطنية مشتركة إشكالية الانتماء والتشظي