الرقصُ معَ الذئابْ

حسام الياس

الحوار المتمدن-العدد: 4222 - 2013 / 9 / 21 - 03:48
المحور: سيرة ذاتية
    

الرقصُ معَ الذئابْ .
قرأت في احد الايام عندما كنت اصغر عمراً ان الرقص وسيلة ترفيه وتنفيس نفسي اكثر من مجرد حركات على نغم محدد .. لم اشعر بتأثير هذا المفهوم الا حينما جربت في احد الايام ان ارقص على احدى الاغاني الغربية والتي كانت مشهورة جدا في افلام جون ترا فولتا ( grease ) في فترة الثمانينيات من القرن السابق خاصة تلك الاغنية الرائعة لل( Bee Gees stayin alive) كنت في وقتها شاباً غض العود صغيرا كنا في وقتها نحلم تلك الاحلام التي لا تتعدى متى نكبر لنكون اكثر استقلالية في قرارنا او متى تنظر لي تلك الجميلة الحسناء بنت الجيران او الشارع الاخر او متى لن يقول لي ابي لا حينما اريد اللعب .
كنا في وقتها نلجأ الى الكثير من الاساليب للتنفيس عن الغضب الذي يعترينا كمراهقين تارةً غناءاً وتارةً اخرى قراءة لبعض الكتب او ان نلعب في الطرقات كرة قدم .. او التدخين سراً بعيدا عن اذرع الاب التي تجود بكل شيء امامها لدى رؤيته ابنه يدخن سيكاره او حتى السهر على مذياع قيثارة او الراديو ابو اللمبات .هكذا كنا .. كنت في وقتها ادير المذياع الى اذاعه مونت كارلو او اذاعه القاهرة كي استمتع بالأغاني التي اسمعها وارقص عليها بعد ان اغلق باب الغرفة علي كنت في وقتها كثير التذمر ضد سلطة والدي التي تجبرني على مطالعة دروس المدرسة لذا كنت ارقص وحدي للتنفيس عن هذا الغضب .
الان وانا وقد تساقط شعر رأسي كبراً وبعد ان تجاوزت ال 35 سنة من عمري واصبحت مستقلا بذاتي مازلت احن الى تلك الرقصة التي كنت ارقصها كلما اشعر بالإحباط والملل لكن ربما لن تكون على نفس النغمة فهي قديمة فقدت بريقها فالذوق العام الان في تلك الاغاني الحديثة اصبح شبيه بالوضع السياسي متناقض بكل شيء فأستبدل الرقص مع البراءة والطفولة الى الرقص على وقع تناقضات المشهد العام الذي بات مخجلا اكثر ومحبطاً اكثر وهنا اصبح عنفوان الطفولة بمتطلباتها البريئة وبين متطلبات رجل وواقع عام مزري مثير للإحباط .
كنت حينما ارقص وحدي ارتقي بمخيلتي الى جنة الارض والان لأستطيع الرقص فمخيلتي باتت مليئة بتلك الذئاب التي تفترس واقعي سياسيا واجتماعيا ومجموعه نعاج تنتظر الافتراس لذا الان هو زمن الرقص مع الذئاب سادتي تلك الذئاب التي افترست حلم الطفولة في جنة ارضية لتحوله الى جنة بعد الموت والابتلاع في فم الذئب .
تحياتي

#حسام_الياس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات