|
يحدثونك عن الهويه وعن أى هويه يتحدثون
أشرف عزيز
الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 21:55
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الهويه بضم الهاء تعنى الصفات والخصائص الأساسية الملازمة للشىء حتى يمكن التعرف به فإذا ما قلنا أن هويه شخص ما يقصد بها ما يتميز به هذا الشخص وما يلازمه من خصائص وصفات ، وقد تعنى أيضاً الهويه بفتح الهاء ما يميل إليه الأنسان من ميل قلبى تجاه وطن أو أنسان أخر مثل سورى الجنسية مصرى الهوى أو مصرى الجنسية فلسطينى الهوى ..........الخ أو ما يثبت صفة هذا الشخص من أوراق رسمية تثبت أسمه وعنوانه ومهنته أو ما يطلق عليه بطاقة الهويه. وما يعنينا فى هذا المقام الهويه بضم الهاء لاسيما بعد أن تناطح الكثيرين وأشتد الخلاف حول طبيعة الهوية المصرية والأصوات الزاعقة بأن طبيعة الهوية المصرية ذات توجهه إسلامى ويجب أن يتضمن الدستور القادم النص صراحة بما يحفظ تلك الهويه ويرون فى دستور الأخوان الساقط بنصوص المواد 219،81،44،43،11،2 ما يحافظ على تلك الهويه . وإذا عدنا الى دستور 1971 فى العصر الساداتى وقد نص فى مادته الثانية على أن الأسلام دين الدولة واللغة العربية لغتها الرسمية ومبادىء الشريعة الأسلامية مصدر رئيسى للتشريع ، حتى قام السادات وفى صفقة سياسية فى مايو 1980 بتمرير تعديل نص المادة (74) من دستور 1971 لينص على إطلاق مدد الرئاسة دون قيد بعد أن كانت مقيدة بمدتين فى مقابل اداة التعريف للمادة الثانية لتصبح (مبادىء الشريعة الأسلامية المصدر الرئيسى للتشريع) فى ظل إنسجام النظام الحاكم مع جماعات الأسلام السياسى آنذاك لطمس كل ما تبقى من العهد الناصرى إلا أن ذلك لم يدم طويلاً فسرعان ما أنقلبت تلك الجماعات على السادات وتم أغتيالة فى حادث المنصة الشهير صبيحة 6أكتوبر 1981 ، حتى بدأ مبارك عهده بإطلاق سراح المعتقلين ومنح لجماعات الأسلام السياسى مساحة واسعة من العمل الدعوى والسياسى مع إقصاء كافة التيارات السياسية الأخرى وحبسها رهينه جدران مقراتها مع أتباع سياسة الجزرة والعصا مع تلك الجماعات بتضييق أمنى فى القليل وترابط مصالح وعقد صفقات فى الغالب الأعم مما منح لجماعة الأخوان على وجه الخصوص مساحة واسعة لتنظيم صفوفها وأطلاق مشاريعها وعقد صفقاتها حتى أصبحت قوة عددية وأقتصادية وعند بزوغ أنتفاضة يناير 2011 فى الأفق كان قرار جماعة الأخوان عدم المشاركة والأحجام عن التواجد بالشارع فى أنتظار وترقب لما تؤول إليه الأمور حتى الجمعة 28يناير 2011 فيما عرف بأسم (جمعة الغضب) بدأ الأخوان يجهزون أنفسهم بأعتبارهم البديل القادم بعد أن تأكدوا من أن مبارك الى زوال وتحقق لهم ما أرادوه دون الدخول فى تفصيلات ما تم تحت ضغط أمريكى وتمويل قطرى وتهادن وخضوع من المجلس العسكرى آنذاك. وفى أعقاب سقوط مبارك حط القرضاوى خطاه النجسة بميدان التحرير فى 18فبراير 2011 مباركاً ومشيداً بدور الأخوان فى إسقاط النظام على حد قوله حتى بدأت المرحلة الأنتقالية وما صاحبها من أستقطاب سياسى وأنقسام المجتمع الى فسطاط الكفر والأيمان والجنة والنار وأصبحت البنية مواتيه لظهور العديد من الأحزاب المتسربلة بالدين فى أطار من الأعلان الدستورى الذى لم ينص صراحة على حظر انشاء الأحزاب على أساس دينى حتى أصبحت بضاعتها الرائجة إلباس الثوب الدينى فى كل مناحى الحياة دونما داع منطلقاً من حفاظه على الهوية الأسلامية. وهو ما يجرنا إلى الحديث بدأً بسؤال هل بالفعل مصر ذات هويه أسلامية وما خصائص ومظاهر تلك الهويه؟! لا يمكن حصر طبيعة الدولة المصرية فى الأطار الدينى وإسباغ وصف أسلامية أو مسيحية وفقاً للعد الأكبر من السكان الذين يدينون بدين معين ، فإذا كانت الهوية مجموعة من الخصائص والسمات الملازمة للشخصية المصرية فمن ثم لايمكن حصرها فى هذا الإطار الضيق فقد يكون أحد مكونات الشخصية المصرية العامل الدينى ولكنه ليس كل ما يفصح عن تلك الشخصية وهويتها ، وعندما يذهب حزب النور منصباً من نفسه المدافع عن الهويه المصرية بأعتبارها هويه إسلامية فهو أمر مفهوم منطلقاً من عدم أيمان هؤلاء بفكرة الوطن وأعلاء القومية الدينية على فكرة الأوطان وأن المسلم الماليزى أقرب إليها من المسيحى المصرى وأعتماد وحدة الدين كأساس وليس الجنسية وهو ما يعد من قبيل الدجل والشعوذه وخلط الأمور من أجل تحقيق أغراض أنتخابية إذا أفترضنا حسن النوايا وأغراض أستعمارية إذا ما أفترضنا سؤها من تأسيس دستور على أساس طائفى ومذهبى يؤدى الى التقسيم والفرقة والتشرذم وباباً مفتوحاً لدخول المستعمر حفاظاً على مصالحه من هذا التناحر ، فعندما يتمسك حزب النور بنص المادة (219) من دستور 2012 بتعريفها لمبادىء الشريعة الأسلامية بأنها الأدلة الكلية والقواعد الأصولية والفقهية ومصادرها المعتبرة فى مذاهب أهل السنه والجماعة وهو ما يفتح الباب على مصراعيه للجدل الفقهى والخلاف فى المذاهب للأمر الواحد وأعتماد المذهب الوهابى كأحد مذاهب أهل السنه فإذا خلصنا الى نتيجةً مؤداها أن طبيعة الشخصية المصرية وهويتها لا يمكن حصرها فى الإطار الدينى للتعبير عن طبيعة تلك الشخصية وأن كان الدين أحد تلك المكونات ولكنه ليس أهمها على الأطلاق لاسيما وأن حصر الهويه وأرتباطها بدين معين وفقاً للأكثرية العددية ظلم وجور لباقى معتنقى الأديان الأخرى أو من لم يؤمنوا بأى دين وهم ليسوا بالعدد القليل فضلاً عن أن هذا المعيار قد يؤدى إلى أختلال المفاهيم كلاً وفقاً لمفهومه لتعاليم الأسلام وسطياً أو أصولياً فنجد بعض مشايخ السلفية ترى فى الأزهر غير أمين على الدعوة الأسلامية ومفرطاً بها ومبتعداً عن فهم الأسلام الصحيح من وجهه نظرهم كما يرى الأزهر أن هؤلاء المشايخ بعيدون عن روح الأسلام الوسطى السمح وتحركهم أجندات سياسية ، وعلى ذلك يمكننا القول وبكل حسم أن طبيعة الدولة المصرية وهويتها هى هوية مصرية خالصة ومتفردة لغةً ولهجةً وثقافة وأخلاق وعادات وتقاليد وعرف سائد فى المجتمعات ووازع من ضمير نابع من إيمانها بوجود آله وحساب وثواب وعقاب وأخره وجنة ونار دون الأرتباط بدين معين ، ومن ثم لا يمكن البحث فى الشخصية المصرية وسبر غورها والبحث فى أعماقها إلا من خلال أشتباكها فى معارك الحياة الحالة والمستقبلة وطريقة دفاعها عن مصالحها ومستقبل وجودها ولنا أن نحدد تعريف الشخصية عامة إذا ما أردنا تطبيقه على المصري؟! نعني الشخصية من منظورنا، تلك العوامل الذاتية الداخلية المركبة التي تجعل سلوك الإنسان ثابتًا متصقًا مع ثقافته العامة والمباشرة مع محيطه الفردي والجماعي، مرنًا دون مبالغة، محافظًا على مكنوناته وقابلاً للتغيير وفق الظرف الزماني والمكاني، وإذا طبقنا ذلك على (شخصية المصري) لوجب القول أنه ولا بد أن يكون مختلفًا عما عداه وهذا كلة لا يمكن حصره فى الأطار الدينى الضيق مما يؤكد أن طبيعة الهوية المصرية هى مصرية خالصة لا يمكن إلصاقها بدين معين أسلامياً كان أو مسيحياً . 20/9/2013
#أشرف_عزيز (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
بين الديمقراطية والصندوقراطية الهدف والوسيلة
-
حادث أختطاف الجنود بين الحقيقة والوهم والسيادة الضائعة
-
ما بين إسقاط النظام وطرح البديل حتى لا نكرر الخطأ
-
من التوريث الى التمكين هنا نقف ..........فألى أين نسير؟!!
-
أفتينا يا سيدنا الشيخ
-
العدالة الإجتماعية كأساس للدولة المدنية فى الدستور المصرى
-
الدولة المدنية التى نريدها
المزيد.....
-
كاتدرائية نوتردام في باريس.. الأجراس ستقرع من جديد
-
“التحديث الاخير”.. تردد قناة طيور الجنة 2024 Toyor Aljanah T
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف بالصواريخ تجمعا للاحتلال
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تعلن قصف صفد المحتلة بالصواريخ
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف مستوطنة راموت نفتالي بصلية
...
-
بيان المسيرات: ندعو الشعوب الاسلامية للتحرك للجهاد نصرة لغزة
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تقصف بالصواريخ مقر حبوشيت بالجول
...
-
40 ألفًا يؤدُّون صلاة الجمعة في المسجد الأقصى
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تواصل إشتباكاتها مع جنود الاحتلا
...
-
المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف تجمعا للاحتلال في مستوطنة
...
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|