داود ابراهيم
الحوار المتمدن-العدد: 1206 - 2005 / 5 / 23 - 08:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
يا رجال الدين لا تعبدوا الشيطان انه لكم عدو مبين…واعبدوا الحقيقة فإنها صراط ربكم المستقيم..؟؟
ما هي غاية كل إنسان..؟؟
السعادة …فهي مسعى الإنسان دائما وأبدا…ونراه يبحث عنها بين مفردات مناهج سلوكه اليومي..انه يبحث عن شيء مفقود..لكنه للأسف يرى الحقائق بالمقلوب..؟؟
فالشيطان يأخذ دوره في تضليل الإنسان وإبعاده عن المعنى الحقيقي للسعادة…لذلك نجده قد قلب هرم السعادة في إيديولوجيا البشر على اختلاف مستوياتها وانتماءاتها..وراح الشيطان يصور السعادة بالمال والجنس مع إنهما سبب شقاء هذا العالم..مستغلا كون هذين العاملين سببين لديمومة الحياة..؟؟
إن الشيطان يأخذ دوره الواضح في تعميق تصور الهرم المقلوب…الذي تتربع على قمته في الأسفل سعادة السعادات….ألا وهي….معرفة الحقيقة …؟؟؟
فالحقيقة..هي سعادة السعادات…لكن الإنسان اليوم يعتقد إنها الشقاء بعينه..لان الشيطان قلب المفهوم..ورغم ذلك..فان جنس بني البشر يقطعون كل يوم شوطا مهما في طريق الحقيقة…طريق السعادة الأبدية المطلقة…التي لاتحدها الحدود أبدا…إنهم يسيرون إلى حيث المجهول الذي لا يعدهم بشيء…سوى معرفة الحقيقة..؟
الطريف في الأمر..والمثير للأسى في نفس الوقت ..هي إن الشيطان نجح ولفترة طويلة في إيهام البشر بان معرفة الحقيقة…..هي طريق الشيطان..؟؟
والتوراة واضحة في ذلك …وقصة شجرة المعصية التي أكل منها ادم..وكيف إنها هي شجرة المعرفة..والتي تسبب الأكل منها في إدراك ادم وحواء إنهما عريانين..؟؟ ولا يقتصر هذا فقط على التوراة..وإنما اغلب العقائد الدينية تحث الإنسان على الابتعاد عن الفلسفة والتفلسف … كي لا يقع…في المحذور ..؟؟
وهكذا كان الله هو الشيطان…والشيطان أصبح ولفترة طويلة هو الله المعبود..دون أن يدرك الإنسان..حتى جاء عصر النهضة..عصر النبوة البشرية الكبرى…عصر الألوهية الإنسانية المقدسة…العصر الذي أعلن فيه الإنسان صراحة..الحرب على الشيطان..ومع ذلك لا زال للشيطان جنوده من البشر..وقد نظمهم بنظام عجيب للقيام بحملته المعاصرة لدفع الإنسان عن معرفة الحقيقة…وقد جند رجال الدين..خصوصا في العالم الإسلامي اليوم…ليجمدوا النصوص…باسم الله..وليردعوا التفكر…باسم الله…والحق والحق أقول…هم يفعلون كل ذلك باسم الشيطان…وهم لا يشعرون ؟
ولا يعني هذا إن المعركة بين طرفين ( أمريكا ) و ( السلفية التكفيرية ) تعني إن احدهما مع الشيطان والآخر مع الرحمن…فالله ليس مع احد دون آخر …انه مع الكل ..وكذلك الشيطان..انه ليس صديقا لأمريكا أو السلفية التكفيرية…انه عدو الكل..كل بني البشر..
وهو يلعب بالأوراق ويخلطها..وفق نظام خاص..انطلى على الأغلبية التي راحت تسير بنهجه..من حيث تدري ( أمريكا)..ومن حيث لا تدري ( السلفية ) .
#داود_ابراهيم (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟