المناضل-ة
الحوار المتمدن-العدد: 4221 - 2013 / 9 / 20 - 08:09
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
افتتحت الدولة "الدخول الاجتماعي" بالقمع وتكميم الأفواه، كي تخل لها الأجواء لتمرير تعديات قاسية على مكاسب عمالية ـ شعبية هامة: الزيادات المتلاحقة في الأسعار، وتجريم الإضراب وتفكيك صندوق المقاصة، وتخريب أنظمة التقاعد التضامنية... وغيرها.
يأتي اعتقال الصحفي أنوزلا، في هذا السياق، بمبررات واهية هدفها خنق الحريات وبخاصة حرية الصحافة، فكل شيء يشير إلى أن المستهدف هو حرية الرأي والتعبير وبخاصة حرية الصحافة غير المروضة.
تضطلع الانترنت بأدوار رئيسية في الفضح والتشهير والتعبئة، سواء مواقع التواصل الاجتماعي، أو المواقع الاخبارية، وقد ظهر ذلك بوضوح إبان نضال حركة 20 فبراير والدينامية الشعبية المرافقة لها. نفس الشيء برز مع الحملة ضد العفو على مغتصب الأطفال دانييل. شكلت الانترنيت مجالا للخروج عن إجماع الصحافة الموجهة والصفراء التي دجنها النظام المستبد بالقمع والامتيازات والإشهار والدعم المالي السخي...الخ.
تريد الدولة تدجين الصحافة الالكترونية كما فعلت مع الصحافة المكتوبة والإعلام العمومي عبر تخصيص الاشهار والاشراك في الملتقيات ومزايا لا تحصى...الخ، وفي المقابل اقتنت الدولة تكنولوجيا متطورة للرقابة على الفايس، و مضامين البريد والمواقع لتشديد الرقابة على الانترنيت... وتكمل ذلك باعتقال رموزا ليكونوا عبرة للأخرين.
تلقى موقع لكم عدة ضربات، منها سد باب الاشهار بوجهه، والتضييق على صحافييه، والتشهير خاصة بأنوزلا من طرف النظام وأقلامه المأجورة. وقد سبق وتعرض أنوزلا لاستنطاق مرات عديدة، بمبررات مختلفة. كل شيء يشير إلى أن موقع لكم مزعج للنظام، وهذا ما عجل بمعاقبته. يريد النظام استعادة هيبته بامتهان هيبة من تجرؤوا على انتقاده، وقد كان أنوزلا واحدا ممن اقتحموا الخطوط الحمراء التي وضعها النظام منتقدا كلفة الملكية واستبدادها...
ظلت الدولة تقتنص الفرص للنيل من صحفي مزعج، وها هي على الأرجح تأخذه بجريرة الإرهاب، والكل يعلم أنه أبعد من أن يكون إرهابيا سنوات ضوئية. يؤدي علي أنوزلا ضريبة السباحة ضد التيار، في دولة جعلت أحزاب عريقة، ويساريين جذريين سابقين، وإعلاميين داقوا مرارة السجون والتضييق، جوقة تسبح بحمدها واستدرار عطفها. هذه الجوقة لم تتأخر في إلصاق كل أنواع التهم بهذا الصحفي الحر، من الإرهاب إلى التآمر مرورا بالخيانة، وهلم جرا. تهم تجتهد أنظمة الاستبداد في وضعها في متناول اليد تلصقها بكل من يخرج عن إجماعها المزعوم.
يقبل النظام على قرارات لا شعبية منها المقاصة والتقاعد وغيرها وبخاصة ما قد تفضي له من تمرد شعبي على استهداف مكاسب شعبية هامة، وهو لا يريد صحافة حرة ولا أي شكل من أشكال التعبير الجماعي عن السخط ، لذا يقوم باستباق ردود الفعل بنزع أسلحة المستغلين والمضطهدين مهما كانت متواضعة.
نتضامن مع أنوزلا ونطالب بإطلاق سراحه فورا
من أجل إعلام حر، لا للعقوبات السالبة للحرية
تيار المناضل ـ ة
#المناضل-ة (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟