أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - ما المطلوب ، مجلة جديدة أم صوت جديد ؟ حول الدعوة لإصدار مجلة عراقية فكرية سياسية معارضة .















المزيد.....


ما المطلوب ، مجلة جديدة أم صوت جديد ؟ حول الدعوة لإصدار مجلة عراقية فكرية سياسية معارضة .


علاء اللامي

الحوار المتمدن-العدد: 301 - 2002 / 11 / 8 - 01:47
المحور: اخر الاخبار, المقالات والبيانات
    


 

                                                                 

ليس من قبيل الترويج أو التباهي الساذج القول بأنها المرة الأولى – عراقيا- التي يفتتح فيها نقاش في وسائل الإعلام الحديثة حول دعوة لإصدار مطبوع فكري سياسي جديد قبل أن يصدر هذا المطبوع ، بل وليكون موضوع النقاش الأوحد هو مشروع الإصدار الجديد ذاته .

  لنمسك الخشب منعا للحسد ولنسجل أيضا : أن هذه الدعوة تأتي في سياقات سياسية عراقية خاصة على صعيد المعارضة والحكم الدكتاتوري معا . فعلى صعيد المعارضة بلغ الفرز السياسي والفكري  أقصى درجاته  بين تيارين ومنهجين وبرنامجين ينتسب ويتواصل  الأول مع جذور الحركة الوطنية العراقية العريقة والممتدة الى منابت الوعي الاستقلالي الحديث منذ الثورة العراقية الكبرى سنة 1920 وما قبلها و كذلك ما بعدها من تأسيسات كفاحية ذات طابع اجتماعي وسياسي ديموقراطي تبلورت في العقود الثلاث الأخيرة من القرن الماضي في مدارسها الرئيسية الثلاث : اليسارية والإسلامية بشقيها الشيعي والسني  والقومية دون أن نغفل الحضور اللبرالي الضعيف ولكن الموجود دون أدنى ريب .

  أما التيار الآخر والمقابل أو المخالف فهو التيار "اللاوطني " المتعامل والمتعاون مع العدوان الغربي على العراق وشعبه والذي علا ضجيجه واتسع حضوره خصوصا بعد عدوان "عاصفة الصحراء" وبسبب ما ناله من حظوة ومدد إعلامي ودفق مالي من الغرب والولايات المتحدة تحديدا، وصارت له ولبعض رموزه علاقات متينة مع الأوساط الغربية وحتى مع الصهيونية كاللوبي  " إيباك " . يمكن القول أن هذا التيار  فرع " أعوج " من ذلك  الأصل الذي مثله التيار الأول " الاستقلالي " فشكل خروجا منه وعليه ، وهذا الفرع  بدوره ليس منسجم المكونات ،ففيه تجد القوميين المنشقين على الحكم الشمولي ،والإسلاميين  من جميع المذاهب والمدارس ، واليساريين المرتدين من لصوص الأحزاب وتجار الثقافة  والباحثين عن الشهرة والمال .  وبين هؤلاء وأولئك ثمة "الخاتلون " والمتفرجون وأصحاب الأسماء المزركشة وذات الرنين الأدبي الخلاب والمنشغلون كما يقول الصديق حمزة الحسن بقصيدة النثر والمهرجانات الأدبية  وجنس الملائكة ولعن السياسة والسياسيين والروس واليابانيين حتى إذا ما أشرقت الشمس "غدا" قفزوا هم الى مقدمة الصالة كما تقفز ثعالب سيبيريا البيضاء الرشيقة و أخذوا  يقصون على الجمهور بطولاتهم في المنفى  !!

  إن الفرز الذي نتكلم عنه ليس بين هذين التيارين كما هما في الواقع بل بين أشخاص وتجمعات من، وعلى مقربة من التيارين حسموا خياراتهم السياسية والفكرية وانحازوا بالتالي لبلادهم وشعبهم ضد النظام الدكتاتوري والعدوان الغربي معا وبين  آخرين  حسموا خياراتهم وانحازوا الى العدوان الغربي بقيادة الإدارة الأمريكية  ومنظمة الإيباك الصهيونية   وهدفهم الأول والمعلن هو الحلول محل الدكتاتورية البعثية الحاكمة حتى ولو كان ثمن ذلك مليون قتيل عراقي وبلد محتل وثروات مصادرة .

  ليس من الصحيح الزعم أن هذا الفرز قد اكتمل ودخل مرحلته النهائية، ولكنه ،كما قلنا،  بلغ درجته القصوى وقد صاحب ذلك تماسك ووضوح معالم تيار يطلق عليه أحيانا التيار الوطني العراقي ، وأحيانا أخرى التيار الوطني الديموقراطي العراقي  . فما هو هذا التيار وما هي أبرز سماته ومكوناته .

  في الواقع ثمة تنظيم عراقي صغير يحمل اسم "التيار الوطني العراقي " يضم عددا من الشباب العراقيين وأغلبهم من العرب المقيمين في بعض المدن الإيرانية الكبرى الآن والذين كانوا يقيمون الى زمن قريب في إقليم كردستان العراق وقد غادروه مؤخرا  ، وهذا التنظيم ليس هو ما نقصده بعبارة التيار الوطني الديموقراطي العراقي أو التيار الوطني العراقي مع أنه يحمل مواصفاته كما سيأتي بيانها بعد قليل مع وجود خلافات وتقاطعات في الرأي .

  إن المقصود تحديدا بهذا "التيار الوطني الديموقراطي العراقي" الذي يدور حوله الحديث هو أنه ليس تنظيما أو حزبا أو تحالفا أو كيانا  ذا قيادة وبرنامج ، بل هو قوة سياسية غير منظمة أو امتداد جماهيري يضم العديد من الشخصيات والجماعات  السياسية والفكرية والأدبية التي عارضت النظام الدكتاتوري منذ عقود ووقفت ضد العدوان الغربي على العراق ورفضت الحصار الغربي العربي عليه ودعت الى رفعه فورا ودون قيد أو شرط ،وهي تتصدى حاليا للعدوان الوشيك ، وتطالب وتعمل على إنهاء الدكتاتورية في العراق وإنهاء المأساة  العراقية  المستمرة منذ ثلاثة عقود .

ومن هذه التيار غيب الموت أسماء مضيئة  و رسخت الأيام أسماءً أخرى جاءت من ميادين الفكر والسياسة والأدب والفن والى هذا التيار يمكن أن ينسب المرء قوى وتجمعات تتفق عمليا وفي العمق وإن لم تلتقِ رسميا ، تتفق  على رفض الدكتاتورية في الداخل والعدوان الخارجي وتطمح الى نظام حكم ديموقراطي تعددي في عراق حر .

  وبالعودة الى موضوع المجلة المطموح الى إصدارها يمكن للمرء أن يتساءل : هل يريد أصحاب الدعوة جعلها لسان حال لتيارهم الوطني الذي تبين لنا قبل قليل أنه ليس كيانا أو إطارا محددا بل هو أقرب الى الامتداد الجماهيري الفضفاض ؟

  شخصيا لا أعتقد أن هذه المجلة يجب أن تكون لسان حال أيٍّ كان ، حتى إذا تحول هذا الامتداد الفضفاض مستقبلا الى إطار تحالفي أو كيان  سياسي منسجم . ربما سيكون كل عدد من المجلة هو لسان حال المشاركين في تحريره لا أكثر ولا أقل و لا بأس في ذلك ، ولكنها لن تكون فوتوكوبي للمطبوعات الحزبية وشبه الحزبية القائمة في الساحة والتي تحولت الى "تكسيات" وحيدة الاتجاه .

   وعلى ذلك ، يمكن التساؤل : هل المطلوب هو عنوان جديد يضاف الى عشرات وربما مئات العناوين في قائمة مطبوعات المعارضة بشتى تلاوينها أم إن المطلوب هو مجلة  تطمح لتكون صوتا آخر ،مختلفا وجديدا ؟

والجواب المتواضع هو : شئنا أم أبينا فهي ستكون عنوانا جديدا ينضاف الى قائمة العناوين  ، أما إذا أرادت أن تتميز وتنشق  عن " سرب الفشل المقدس " فيجب عليها أن تغامر بفتح ملفات عراقية مهملة وأخرى مخبأة و ثالثة ممنوعة  ورابعة حساسة وخامسة خطيرة وسادسة مستفزة .. الخ .

  لنأمل مثلا بدراسة عن تجليات ثقافة اللاعنف و الكفاح السلمي في تجربة الشهيد الصدر الثاني وأخرى بآليات تشكل الكيانية العراقية قبل ثورة العشرين  وثالثة بالملفات السرية للحكم الملكي  في العراق  أو لبدايات الحكم الجمهوري ورابعة عن مظاهر اضطهاد المرأة العراقية في الدولة والمجتمع  .. الخ .

  وماذا عن الممنوع والمسموح والحلال والحرام في النشر والحجب ؟ وهل ستكون المجلة صوتا يساريا ومن لون أدلوجي واحد ؟ أعتقد – وهذا رأي شخصي كسائر الآراء التي طرحتها حتى الآن في هذه المقالة  - أن الخطوة الأولى نحو  توسيع مساحات الحرية في المجلة ستعتمد في الدرجة الأولى على كمية ونوعية ما يصلها من مواد من الأخوة الكتاب ، وثانيا على شفافية شاملة بين المحررين وبين القراء  . أما الشق الثاني من السؤال فربما شكلت هذه المداخلة نوعا من الجواب غير المباشر عليه، فهذه المجلة لن تكون يسارية وذات لون واحد بل ستكون مفتوحة أمام جميع الأقلام اليسارية والإسلامية والقومية واللبرالية و حتى لتلك التي لا تنتمي لاتجاه فكري أو سياسي محدد .

بخصوص الاسم الذي اقترحه الزميل عبد الأمير الركابي  للمجلة وهو " عراق الغد " أعتقد أنه معبر وجذاب ولكنه قد يوحي أو يحدد المدى المظنون  للمجلة بالدراسات التي تخص مستقبل العراق دون ماضيه أو حاضره  و لهذا أقترح اسما ينضاف الى  الموجود أو الى الأسماء التي سيقترحها أخوة آخرون وهو " كتابات عراقية "  .

 

الدعوة في بداياتها وهي مفتوحة للنقاش العلني والمكاتبة عبر البريد الإلكتروني وغير ذلك .

[email protected]

 



#علاء_اللامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مديح لصبية أوروبية !
- قرار إيران بالزج بقوات - بدر - خلال الغزو :هل هي صفقة إيرا ...
- صياحهم ضد أمريكا وسيوفهم الطائفية ضد الشعب العراقي !تعقيبا ...
- العفو الرئاسي في العراق والتفاصيل الخفية : بداية تغيير حقي ...
- اللازم والمتعدي في الظلم !
- نعم لعروبة الحضارة لا لعروبة العنصر والدم !
- عروبة العراق ليست قبوطا !
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة- الجزء الثالث والأخ ...
- كتاب جديد عن العراق : نقد المثلث الأسود: النظام والمعارضة ...
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !* -الجزء الثاني
- السلفية اليسارية وداء الشيخوخة المبكرة !* - الجزء الأول
- الصحف الإسرائيلية تعترف : إعادة الملكية الى العراق جزء من مش ...
- السينما المتربة
- ملاحظات سريعة على مقالة الأخ مالك جاسم ..
- الحزب الشيوعي العمالي و العدوان الوشيك على العراق : دوغما ست ...
- لكلٍّ منا إمبراطورهُ .
- دعوا الانتفاضة تنتصر وإلا فانسحبوا من الواجهة !
- لبراليون من نوع آخر !
- كيف رد علي بن أبي طالب على جورج بوش زمانه !
- الإرهاب الفكري في الفضائيات


المزيد.....




- التهمت النيران كل شيء.. شاهد لحظة اشتعال بلدة بأكملها في الف ...
- جزيرة خاصة في نهر النيل.. ملاذ معزول عن العالم لتجربة أقصى ا ...
- قلق في لبنان.. قلعة بعلبك الرومانية مهددة بالضربات الإسرائيل ...
- مصر.. غرق لانش سياحي على متنه 45 شخصًا ومحافظ البحر الأحمر ي ...
- مصدر يعلن موافقة نتنياهو -مبدئيًا- على اتفاق وقف إطلاق النار ...
- السيسي يعين رئيسا جديدا للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام
- ثلاثة متهمين من أوزبكستان.. الإمارات تكشف عن قتلة الحاخام ال ...
- واشنطن تخطط لإنشاء قواعد عسكرية ونشر وحدات صاروخية في الفلبي ...
- هايتي: الأطفال في قبضة العصابات مع زيادة 70% في تجنيدهم
- تحطّم طائرة شحن في ليتوانيا ومقتل شخص واحد على الأقل


المزيد.....

- فيما السلطة مستمرة بإصدار مراسيم عفو وهمية للتخلص من قضية ال ... / المجلس الوطني للحقيقة والعدالة والمصالحة في سورية
- الخيار الوطني الديمقراطي .... طبيعته التاريخية وحدوده النظري ... / صالح ياسر
- نشرة اخبارية العدد 27 / الحزب الشيوعي العراقي
- مبروك عاشور نصر الورفلي : آملين من السلطات الليبية أن تكون ح ... / أحمد سليمان
- السلطات الليبيه تمارس ارهاب الدوله على مواطنيها / بصدد قضية ... / أحمد سليمان
- صرحت مسؤولة القسم الأوربي في ائتلاف السلم والحرية فيوليتا زل ... / أحمد سليمان
- الدولة العربية لا تتغير..ضحايا العنف ..مناشدة اقليم كوردستان ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- المصير المشترك .. لبنان... معارضاً.. عودة التحالف الفرنسي ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- نحو الوضوح....انسحاب الجيش السوري.. زائر غير منتظر ..دعاة ال ... / مركز الآن للثقافة والإعلام
- جمعية تارودانت الإجتماعية و الثقافية: محنة تماسينت الصامدة م ... / امال الحسين


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - اخر الاخبار, المقالات والبيانات - علاء اللامي - ما المطلوب ، مجلة جديدة أم صوت جديد ؟ حول الدعوة لإصدار مجلة عراقية فكرية سياسية معارضة .