أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبد الامير عباس - رأيت الله يبكي في شوارع بغداد















المزيد.....

رأيت الله يبكي في شوارع بغداد


جاسم عبد الامير عباس

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 23:36
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


قبل ان يتهمني احدا من الكفرة اللصوص والقتلة بالكفر من خلال قرائته لعنوان المقالة فقط، اود ان اشير الى ان رؤيتي لله وهو يجوب شوارع بغداد باكيا لايخرج عن موقف انساني ووطني يشعر بهول الجرائم المرتكبة بحق شعبنا من جهة، ومن عدالة الله وهو يرى مريده من السنة والشيعة وهم يتسابقون لقتل خلقه او اشاعة الجهل بينهم من جهة اخرى. كما وان موقفي من رؤيتي لله وهو يتألم لقتل اطفال العراق يضعني في خانة بعيدة جدا عن المتمسكين بدينه!! من الذين يعادون انسانيتني وغيري الكثير لانهم يكفرونني كما شيوخ العهر ورعاة الارهاب ومريديهم من طائفيي منصات العار والجريمة في المنطقة "السنية"، أو من قبل شيوخ وسادة الجهل والتخلف ومريديهم اعداء الحداثوية والعلمانية والليبرالية في الوسط "الشيعي".

صحيح جدا ان لا احدا لليوم رأى الله بأم عينيه حتى وان كان من المقربين منه كالنبي موسى "ع" مثلا والذي اكتفى بالحديث اليه في طور سيناء "وكلّم الله موسى تكليما " أو النبي محمد "ص" الذي "دنا فتدلى، فكان قاب قوسين او ادنى"، الا انني رأيت الله اليوم في شوارع بغداد، رأيته بين الخراب الذي خلّفته السيارات المفخخة، رأيته بين الاشلاء الآدمية التي تناثرت في الفضاء وسالت دمائها على اسفلت الشوارع، رأيته بين ضجيج الناس وذهولهم مما حدث ويحدث لهم، رأيته وهو ينظر الى الارواح التي كانت تتسابق الى ملكوته لتشكوا اليه ما فعله المؤمنون من سنته وشيعته.

نعم رأيته شيخا جليلا وقورا سمحا جميل المحّيا طويل القامة حتى انه بوقفته التي رأيته بها كان يحجب عن عينيّ بيتين من بيوته "جامعا وحسينية" التي تمتلأ بها بغدادنا الفقيرة بالمدارس والمستشفيات ودور الايتام الذين ازداد عددهم اليوم اكثر، رأيته لوحده دون جيش من الحمايات الملائكية، رأيته يقف على جانب الطريق كي لايقطع الطريق امام السيارات التي كانت تهرع لانقاذ ما يمكن انقاذه. ولانني لم اعرف بداية انه الله فقد اشعرني طول قامته وهيبته بالرعب والخوف والذي لم اجده لهما مبررا وانا انظر الى عينيه وهما تغرورقان بالدموع في مشهد لم ار مثيلا له، ومما زاد من طمأنينتي هو ذلك الحوار الذي دار بيني وبينه.

أنا: سيدي من أنت؟
هو: أنا الله.
أنا: أيعقل، رب العزّة هنا في بغداد وبين هذا الدمار؟
الله: ولم لايعقل ايها العراقي الست برب هذا الكون؟
أنا: لا أعني ذلك سيدي حاشاك، ولكنني ظننتك ولكثرة مأساتنا قد نسيتنا نحن العراقيون.
الله: لا، فانا لاانسى عبادي وان اخطأوا ولكنني ومنذ الخليقة حددت لهم طريق الوصول اليّ لينالوا رحمتي.
أنا: وهذا ما نفعله سيدي، فنحن نستمع الى رجال الدين الشيعة والسنة ونعمل على القيام بما يطلبوه منّا، كما واننا من رواد بيوتك المنتشرة في ارجاء عراقنا سواء كانت حسينية للشيعة أم جامعا للسنة.
الله: ومن اخبركم ان رجال الدين هؤلاء يعرفون طريقي!؟ ومن يقول ان الجوامع التي يذبح بها الابرياء باسمي زورا وبهتانا هي بيوتي، ومن أخبركم أن الحسينيات التي يخرج منها الجهل والتخلف الذي يؤدي في النهاية الى دمار العقل البشري هي من بيوتي!؟
أنا: رجال الدين سيدي هم الذين اخبرونا بذلك، فكل فريق منهم يعتبر نفسه الوارث الحقيقي للمثل والقيم حتى انهم يشيرون الينا بانتخاب ساسة من طائفتهم و .... .
الله: الا عقل لكم لتميزوا به بين الخير والشر، بين الله والشيطان، بين الحقيقة والوهم ، بين الماء والسراب؟ ألم تكتشفوا لليوم تلك العلاقة السرية بين رجل الدين والسياسي وهدفها؟
أنا: بلى سيدي بعضنا يعرف وبعضنا يخاف ان يعرف حتى بتنا نستوحش طريق الحق!!
الله: وماذا عرفتم؟
أنا: عرفنا انهم شركاء في الجريمة ويعملون على قتل وطننا بأسم المذهب والدين.
الله: أذن فلا زال هناك في هذا البلد من يشعر بهول الجريمة المرتكبة بحق شعبه ووطنه، ولكن اياكم وخشية طريق الحق، ألم يقل لكم الامام علي (ع) " لاتستوحشوا طريق الحق لقلة سالكيه".
أنا: سيدي أنت ربنا وخالق كل شيء في الوجود وأنت الجبار القوي فلماذا البكاء؟
الله: لست وحدي الذي ابكي حالكم انتم العراقيون فلو عرجت بك الى السماء الان سترى الانبياء والرسل والملائكة جميعا يبكون حالكم وخصوصا حبيبي خير الانام ابا القاسم محمد "ص".
أنا: روحي وأرواح العالمين له الفداء لماذا يبكي رسول الله ونحن أمته؟
الله: يبكي حزنا على اطفالكم ونسائكم وخجلا؟
أنا: أن يحزن علينا نحن فقراء أمته فهذه من شيمه وحسن أخلاقه أوليس القائل "أنما بعثت لأتمم مكارم الاخلاق" لكن لماذا يبكي خجلا بأبي هو وأمه؟
الله: يبكي خجلا من اخوانه الرسل والانبياء هناك في جنان الخلد لان رجال دينه الذين يقفون خلف ساسة طائفيين أساءوا لدينهم وانفسهم و "وطنهم" بعد ان اصبحوا شركاء في جريمة ابادتكم وسرقة ثرواتكم.
أنا: يا لتعاستنا يا لمأساتنا فالله وحبيبه ورسله وانبياءه وملائكته يبكون حالنا ونحن لانبكي حالنا الذي يسوء يوما تلو الاخر.
الله: أذن فانتم تعرفون سوء حالكم؟
أنا: بالتأكيد سيدي ولكننا نخاف بعضنا بعضا بعد ان أضعنا الوطن واصبحنا لانرى الا طائفتنا .
......................................................
أنا: ماالعمل سيدي أهدنا الى حيث طوق النجاة.
..................................
أنا: سيدي، سيدي، سيدي.
أصوات انفجارات جديدة تهز الابنية وتزرع الرعب والموت بين بيوت الفقراء.
الله: ستستمر هذه الانفجارات لتحصد ارواحكم الى امد بعيد ان لم تعملوا انتم على انهائها.
أنا: كيف يا سيدي؟
الله: دكّوا "أشارة بيمينه" المنطقة الخضراء على رؤوس من فيها وحطموا "أشارة بيساره" خيم ومنصات العار في المنطقة الغربية أن كنتم تريدون لبلدكم نهضة ولشعبكم الحياة. ولاتستمعوا لما يقوله المعممون بعد اليوم لانني ورسلي وانبيائي منهم براء كونهم شركاء في الجريمة. انظر "رأيت نفسي مرفوعا في الهواء" الى المنطقة الخضراء وقل لي ماذا ترى؟
أنا: أرى سكان الخضراء من السياسيين ومعهم كائنات غريبة وقبيحة المنظر يشربون بانخاب مذهبّة فمن هم هؤلاء.
الله: انهم الشياطين يشربون نخب الفرح مع ساستكم.
أنا: وماذا يشرب ساستنا سيدي؟
الله: انهم يشربون انخاب السرقة والرشوة والخيانة والتجهيل وبعضهم يشرب نخب الدماء؟
الله: انظر الى الجهة الاخرى هذه المرّة وقل لي ماذا ترى؟
أنا: أرى خيام وأعلام بعثية ومنصّات عليها رجال دين وغيرهم ومعهم نفس الوجوه القبيحة التي رأيتها في الخضراء أي الشياطين ويشربون بانخاب مذّهبة ايضا فماذا يشرب هؤلاء؟
الله: جميعهم يشربون انخاب دماء ابناء العراق بعد ان تحالفوا مع شياطين القاعدة بأموال ارض نجد والحجاز، اضافة الى انخاب قطّاع الطرق من قتلة الابرياء من عبادي.
أنا: ما العمل يا ألهي فقد ضاقت بنا السبل.
الله: تمردوا، تظاهروا، لاتهابوا قوات سوات وغيرها من المليشيات، لاتستمعوا الى ما يقوله رجال الدين بعد اليوم لانني سأصليهم ناراً حامية يوم اللقاء لوقوفهم الى جانب الظالمين ومعاداتهم للمظلومين. ولكي تكون لكم ولاجيالكم القادمة حياة انسانية عليكم ان تكونوا احرارا من سطوة الطائفتين وتجهيل احداها للناس وحب الاخرى لتكفير عباد الله وقتلهم. فالدين لله والعراق للجميع.



#جاسم_عبد_الامير_عباس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - جاسم عبد الامير عباس - رأيت الله يبكي في شوارع بغداد