الزومبي قادمون

محمد العلمي الوهابي

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 16:17
المحور: المجتمع المدني
    

لماذا على البشر أن يتكاثروا ليحصلوا في الأخير على قبور يعيشون فيها وهم أحياء لا تزيد مساحتها في أحسن الأحوال عن 60 متر مربع؟ لو كان عدد البشر معقول، لكان في إمكان كل واحد أن يشيد قصراً أو فيلا فخمة، يمرح فيها بحرية،... لقد انتهى زمن المنازل والخصوصية، ودخلنا إلى زمن المعتقلات والزنازن والقبور المضيئة من أوسع أبوابه، فهذه العمارات البغيضة، ليست سوى قبور مرصوفة فوق بعضها، يعيش فيها اناس استهلكهم ضجيج الحياة وقلق العيش، يمضون يومهم في اللهاث، ويخمدون في الليل كالموتى، وينتهون في أقفاصهم كجرذان تقضي في المجارير... كان على صناع الحضارة المعاصرة أن يفكروا في معضلة النمو الديمغرافي، كان عليهم ربما، أن يخصوا شعوباً بأكملها... مساحات الأرض الخضراء في تناقص مستمر، أما الغابات العذراء فصارت أندر من حجر الفلاسفة، والبشر، أو سكان العالم الثالث تحديداً، يتكاثرون كالأرانب، ويورثون لأبنائهم الفشل والتخلف ومحدودية الأفق، وهؤلاء يفعلون نفس الشيء مع أبنائهم، أيها العالم الأول رجاء! العالم الثالث بركان ينتفض، سيحرق نفسه ويحرقكم ويحرق العالم بأسره ذات يوم، أنتم يا من تتفرجون على همجية شعوبنا، وتمارسون همجيتكم الخاصة باستغلال مقدراتها دون أن تعبئوا بالكارثة القادمة، هذه الشعوب تتكاثر كمرض معد، وتنتشر كالكوليرا، وهي في طور التحول إلى أموات-أحياء، في طور التحول إلى "الزومبي" الذي تصورونه في أفلامكم التجارية المخيفة... ذات صبيحة غير مشمسة، ستنقض عليكم هذه الشعوب، ليس بترساناتها الحربية المتطورة، ولا بتكنولوجياتها الفائقة، بل بأسنانها وأنيابها وأظافرها - عفواً قصدتُ مخالبها - ستقتلون الملايين وستنهض الملايين من أسفل الملايين... أنا لستُ أهذي، للأسف، لستُ أهذي...

#محمد_العلمي_الوهابي (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات