أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - زحمة يا دنيا زحمة














المزيد.....


زحمة يا دنيا زحمة


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 11:06
المحور: المجتمع المدني
    


كانت العرب تسمي الحصاة بنت الأرض، والكلمة بنت الشفة، والدمعة بنت العين، والمصيبة بنت الدهر، وفي المعنى الاخير قال المتنبي:

أبنتَ الدهر عندي كل بنتٍ فكيف وصلتِ أنتِ من الزحام

وهنا يخاطب المصيبة ـ حاله حال أيّ عراقي سابقا ولاحقا ـ أن كيف استطعت يا مصيبة أن تصلي اليّ وسط زحام المصائب على بابي، ويعلمنا المتنبي أن الزحام ليس بالبشر فقط كما جاء في المعاجم أن الزِّحام هو مصدر زَحَمَ وزاحَمَ أي تدافع الناس وغيرهم في مكان ضيق، ويوم الزِّحام هو يوم القيامة.
وقرأنا وسمعنا وشاهدنا الكثير عن الزحامات ولكن لم نر مشهدا مثيرا للشفقة مثل الزحام على منصة المؤتمر الصحفي المشترك في 9 ايلول الحالي لقراءة بيان الرئاسات وقادة الكتل المتنفذة، ففي أشد المناطق تخلفا وحين تذهب كاميرات القنوات لتصوير تحقيق تلفزيوني فلايتزاحم حتى الاطفال مثلما تزاحم تجار السياسة في بازارنا على المنصة المذكورة، ولم يكن الزحام بشريا بل سياسي، انهم يبتلعون كرسي العراق مثلما الحوته ابتلعت القمر.
ففي الساعة الثامنة والدقيقة الثالثة مساء 8/11/1938 انخسف القمر في بغداد وراحت "الحوتة" تبتلعه تدريجيا، فضجت محلات العاصمة وسطوح دورها بضربات صاخبة من (التنكات والقدور والصواني والطبول والجفاجير) وسُمع صداها على بعد عشرة اميال، والكل يضرب ويراقب ويترقب ويردد: (ياحوته يامنحوتة.. هدي كمرنا العالي.. هذا كمرنا انريده.. هو علينا غالي.. وإن جان متهدينه.. اندك لج بصينية.. طاق طيق).
وتهدر الاصوات والضربات علّ الحوتة تخاف فتترك القمر وتهرب، وعلى رأس كل عكد وقف ابو طبل يضرب، وحوله صبيان يحملون الفوانيس ويتصايحون و"الحوتة" لاتأبه لصياحهم، أما العجائز فقد اجتمعن في تلك الليلة المشؤومة فوق السطوح رافعات الأيادي بالدعاء: (ياقريب الفرج.. ياعالي بلا درج.. كمرنا طايح ابشدة.. ونطلب منك الفرج).
وعلى ضفاف دجلة ترى المرضعات والحبالى والمجبوسات (اللواتي لايحبلن) والخائفات من أن يتزوج عليهن أزواجهن، وقد وقفن صفوفا، وهن من الهول لايفرقن بين الدعاء والصياح.
وبعد ثلاث ساعات ونصف الساعة، طلع القمر من جديد، فتصايح البغداديون من فوق السطوح وأعالي المنائر وبأيديهم الفوانيس واللمبات والشموع: (زاعته الحوتة!!.. خافت وزاعته!)، وعلت الهلاهل، وتبادل الناس التهاني، لأن الحوتة داخت و(انسطرت) من شدة الأصوات، فزاعت أي (تقيأت) القمر وهربت خائفة، وتنفست بغداد الصعداء .
واليوم، هذه الحيتان الطائفية لاتهدّ الكرسي مالم ندوخها ونسطرها بالهتافات والأهازيج والصراخ في التظاهرات السلمية، ثم نكتب نوتة التغيير يوم الانتخابات، يوم لاينفع (سانت ليغو معدل) ولا(هوندت) ولاجارة.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تغريدة الاربعاء.. خارج المنطقة الخضراء
- تغريدة الاربعاء: الفرزدق يمر على التظاهرات
- عمّتنا أمريكا
- حشيشة بالنعناع
- خروقات انتخابية خضراء
- ميس الكلام قناة (العراقية) تأكل مع الكبار فقط
- ستوتة انتخابية
- وي وي .. انتخابات آخر زمن
- سجّل أيها التأريخ
- تارباش: عَشرة على عَشرة
- الملا عبود في تظاهرات الغربية
- البرلمان تحت منبر جامع حنّان
- الدنيا خوش دنيا
- ومن الحب صار فرحنا
- هادي الربيعي.. الطائر الغريب
- 2013 مش حتقدر تغمض عينيك
- وامعتصماه
- فغضّّ الطرف انك لم تقدم استقالتك
- تلويحة في ميناء الانتخابات
- ياحريمة سنينك العشرين


المزيد.....




- دراسة: إعادة اللاجئين السوريين قد تضر باقتصاد ألمانيا
- إطلاق سراح سجين كيني من معتقل غوانتانامو الأميركي
- إعلام الاحتلال: اشتباكات واعتقالات مستمرة في الخليل ونابلس و ...
- قوات الاحتلال تشن حملة اعتقالات خلال اقتحامها بلدة قفين شمال ...
- مجزرة في بيت لاهيا وشهداء من النازحين بدير البلح وخان يونس
- تصويت تاريخي: 172 دولة تدعم حق الفلسطينيين في تقرير المصير
- الجمعية العامة للأمم المتحدة تعتمد قرارا روسيا بشأن مكافحة ت ...
- أثار غضبا في مصر.. أكاديمية تابعة للجامعة العربية تعلق على ر ...
- السويد تعد مشروعا يشدد القيود على طالبي اللجوء
- الأمم المتحدة:-إسرائيل-لا تزال ترفض جهود توصيل المساعدات لشم ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - زحمة يا دنيا زحمة