أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مصطفى الصوفي - التطور البايولوجي : نظرية علمية















المزيد.....

التطور البايولوجي : نظرية علمية


مصطفى الصوفي

الحوار المتمدن-العدد: 4219 - 2013 / 9 / 18 - 07:25
المحور: الطب , والعلوم
    


كيف يعمل العلم؟ وما هو العلم؟
العلم هو استخدام المنطق والأسلوب المنهجي لبناء المعرفة:
1 ـ نشاهد ظاهرة معينة.
2 ـ نقيم تجربة ونقيس نتائج التجربة بسبب الظاهرة.
3 ـ نبني فرضية لتفسر الظاهرة والنتائج.
4 ـ نجرب الفرضية ونحاول أن نقارن نتائج الفرضية بنتائج التجربة.
5 ـ أ ـ إذا طابقت نتائج الفرضية النتائج التجريبية، تصبح الفرضية نظرية.
ب ـ إذا لم تطابق نتائج الفرضية النتائج التجريبية، تفشل الفرضية ونعود إلى خطوة رقم 2.

النظرية العلمية
هي عبارة عن مجموعة من المفاهيم تشتمل على تصورات تجريدية للظواهر القابلة للمشاهدة ويتم التعبير عنها في صورة خصائص ذات قيمة كميّة، مع مجموعة من القواعد (والتي يطلق عليها اسم القوانين العلمية) التي تعبر عن العلاقات القائمة بين المشاهدات المرتبطة بهذه المفاهيم. ويتم تصميم النظرية العلمية بشكل يتوافق مع البيانات المتوافرة والخاصة بهذه المشاهدات، كما توضع على هيئة مبدأ معين أو مجموعة من المبادئ التي تشرح مجتمعة فئة معينة من الظواهر. اما كيف يتم نشر العلم عند الوصول إلى نتائج معينة، فيتم ذلك عن طريق المقالات العلمية المحكمة عالمياً والموثقة من نوع Peer review.
وبعد ان انتهينا من تعريف العلم وبيان خصائصه نأتي الى نظرية التطور موضوع البحث.

التعريف بنظرية التطور

التطور اصطلاحا يعني تغيير او تحديث (تجديد) نمط او شكل معين من القديم الى الجديد وهو غالباً ما يكون ذو فائدة او منفعة اكبر من القديم.
التطور أو النشوء هو عملية لنمو او تطوير (تحسين) تتضمن تغييرات متعددة. الأصل اللاتيني للكلمة Evolution أتى من evolutio وتشير إلى كل عملية محددة الهدف، مسبقة التخطيط، لذلك كانت تطلق في البداية على عملية التطور الجنيني. لكن منذ ظهور كتاب داروين " أصل الأنواع " أصبحت الكلمة مرتبطة بعلم الأحياء التطوري كعملية غير موجهة non-guided process تتم في الطبيعة لتضمن ظهور الأنواع الحية من أسلاف أبسط وأقل تعقيدا.

التطور البايولوجي هو التغير في السمات (الصفات) الوراثية الخاصة بأفراد الكائنات الحية عبر الأجيال المتلاحقة. ويحدث نتيجة تداخل حيوي في الصفات الوراثية اثناء التزاوج بين الكائنات متغايرة الصفات بسبب الطفرات والتباين الوراثي لتنتج ابناء يحملون صفات اخرى جديدة، بما فيها الأنواع، أفراد الكائنات الحية، والجزيئات كالـ (DNA) والبروتينات.

التطور بواسطة الاصطفاء الطبيعي هو عملية يُستدل عليها من ثلاث حقائق تخص التجمعات:
1- النسل الذي يتم انجابه يكون أكبر عددا من ذاك القادر على النجاة.
2- السمات تتباين بين الأفراد، مما يؤدي لاختلاف معدلات النجاة والتكاثر.
3- الاختلافات في السمات هي وراثية.

تاريخ نظرية التطور

تشارلز داروين يعد أول من صاغ محاجة علمية لنظرية التطور بواسطة الاصطفاء الطبيعي (الانتخاب الطبيعي). لكن الاعتقاد بأن أنواع الحيوانات يمكن أن تتحدر من أنواع أخرى، يعود إلى زمن الفلاسفة الإغريقيين قبل سقراط مثل أناكسيماندر وإيمبيدوكليس. وفي مطلع القرن العشرين، تم دمج علم الوراثة مع نظرية داروين للتطور بالاصطفاء الطبيعي في الوراثيات السكانية. وقُبلت أهمية الاصطفاء الطبيعي في توليد التطور في فروع علم الأحياء الأخرى. ويواصل العلماء دراسة جوانب عدة من التطور عن طريق وضع فرضيات واختبارها، بناء نظريات علمية، استخدام معطيات ملاحظة، واجراء تجارب مخبرية وميدانية.
يُجمع علماء الأحياء على أن التحدر مع تغييرات (أي التطور) هو من أكثر الحقائق المؤكدة على نحو موثوق في العلوم. وقد تجاوز تأثير الاكتشافات في علم الاحياء التطوري حدود فروع الأحياء التقليدية، ويتمثل ذلك بتأثيرها الهائل في مجالات أكاديمية أخرى مثل علم النفس التطوري والطب التطوري والبايولوجيا الاجتماعية ونظرية الانتخاب الثقافي وغيرها.

ملاحظات وجانب من البيانات المتوفرة

ان التطور يعمل على الانتخاب الطبيعي فالكائنات الحية التي تحمل صفات وراثية أفضل واكثر ملاءمة للبيئة تكون أكثر عرضة للبقاء على قيد الحياة والتكاثر، وهذا هو قلب نظرية التطور بالانتقاء الطبيعي، تعززها المنافسة من أجل البقاء. فالكائنات الحية لا تمتلك نفس الصفات والامكانيات، وحاملي (ونقصد به الكائنات الحية من الاسلاف) الصفات المفيد او الافضل (كما قلنا سابقا) هم أكثر قابلية للبقاء على قيد الحياة. مما يمكن معه توريث صفاتهم الجيدة الى الاجيال اللاحقة، ثم سيقوم بعض افراد الجيل القادم بإظهار المزيد من هذه الصفات التي (ان كانت جيدة) ستورث للجيل الذي يله وهذا هو محرك التطور.

الجدير بالذكر ان تطور الكائنات الحية غير مبني على الصدفة انما على تكرار التجربة بعدم تكرار الخطأ، فالصفة السلبية الناتجة من التطور مصيرها الفناء واذا بقت في كائن حي فهي لن تتكرر مرة اخرى في الجيل للاحق، يساعد على ذلك عملية الانتخاب الطبيعي للإحياء، فالكائن الضعيف (حامل الصفة السلبية الجديدة) نسبة تعرضه للفناء كبيرة ولا توفر له اي فرصة للتكاثر ونقل صفاته الوراثية الى الجيل الذي يليه، على العكس من الكائن الاقوى (حامل الصفة الايجابية الجديدة) فنسبة بقاءه تكون اعلى مما يوفر له فرصة كبيرة للتكاثر ونقل صفاته الوراثية الى الجيل الذي يليه.

لكي تنجو سلالة معينة بايولوجيا يجب ان يكون لدى افرادها تغاير في الصفات الوراثية. خلال عصر داروين، لم يكن أحد يعرف من أين جاءت هذه الاختلافات او التغاير (التباين). اما الآن فالعلماء يعرفون عن طريق الاكتشافات المتلاحقة, أن الاختلافات في الكائنات تنشأ نتيجة لطفرات في الحمض النووي جنبا إلى جنب مع اختلاط المعلومات الوراثية أثناء التكاثر الجنسي.

كل ما نراه اليوم من كائنات حية (ومن ضمنها الانسان) هي كائنات متطورة عن اسلاف مشتركة مع بعضها البعض، الامر اشبه بالشجرة المتفرعة التي يمتد جذرها الى الخلية الاولى، لا يمكن ان يتطور احد الكائنات لينتج كائن من جنس اخر، مثلا لا يمكن لقردة الشامبانزي ان تتطور لتنجب احفاد الهومو (البشر) قردة الشامبانزي ستتطور لتولد احفاد مجهولي الصفات حاليا (لعدم معرفة نتائج التطور) فربما يكونون أذكياء مثل البشر وربما يكونون اكثر او اقل ذكاء. لكنهم يبقون لا ينتمون للجنس البشري ولن تكون صفاتهم التشريحية والشكلية والوراثية تنتمي للجنس البشري (الجنس البشري يتطور ايضا لينتج اجيال تحمل صفات اكثر ملائمة للظروف) ولدى الجنس البشري تطورات يمكن ملاحظتها في التغاير الواضح لصفات الجنس من بيئة الى اخرى بالاضافة الى تطورات بصفات جديدة لم تكن مألوفة سابقا، مثل امتلاك درجات حرارة جسم متغيرة، زيادة في نسبة الذكاء، امتلاك قدرات اخرى مثل سماع موجات صوتية فوق سمعية للبشر العاديين.

لا يزال التطور مستمرا ولن يتوقف في جميع الاحياء، لكن لا يمكننا رؤيته بأعيننا لان التطور يحصل نتيجة تطورات طفيفة تراكمية في الجينات وعلى مدى ملايين السنين لتشكل تغييرا ملحوظا بين الاسلاف والاحفاد، وتلك فترة اكبر من اعمارنا بكثير، لكن بالمقابل من الممكن جدا رؤيته وقياسه عن طريق دراسة التأريخ البايولوجي للكائنات، ودراسة تركيبها وتشريحها ومقارنته مع بعضها البعض ومع اسلافها. فهناك ملايين المتحجرات والامثلة منتشرة في جميع المتاحف العلمية الاحيائية، لأسلاف من انواع واصناف انقرضت وأنتجت احفاد يختلفون معها بالصفات ويتشابهون معها في صفات اخرى.

ـ هناك بحوث في الهندسة الوراثية توضح تركيب الجينات وتطابق واختلاف الجينات الوراثية من جنس الى اخر، وما هو تأثير هذا الاختلاف، فكل الكائنات تشترك بنفس نوع المواد الوراثية لكنها تختلف في عددها وتسلسل الوحدات البنائية لكل كرموسوم مما ينتج عن هذا اختلاف في الصفات والشكل. علما ان نسبة التطابق الجيني بين البشر والشمبانزي هو 98% حيث يمتلك الانسان 46 كروموسوم موزعه على23 زوج، بينما الشمبانزي يمتلك 48 كرموسوم موزعة على 24 زوج فقط.

ـ تطور عترات الفايروسات والبكتريا وظهور امراض جديدة غير معروفة سابقا ناتجة عن ذلك هو مثال لاحد تطبيقات التطور.

ـ تطابق تام لتشكل الجنين (في مراحل التشكل الاولى) في الثديات والطيور والزواحف (الحبليات بصورة خاصة) يدل على تقارب كبير في الصفات الوراثية والجينية وهو دليل منطقي على الاصل الواحد.

ـ التشابه التشريحي والفيسيولوجي (وظائف الاعضاء) في الاصناف الواحدة مثل الثديات هو دليل اخر على السلف المشترك, ومن التطبيقات الطبية التي تستمد من الاصل المشترك هي أمكانية استخدام هرمونات الثديات وأنزيماتها على بعضها البعض (في حالة القرابة) وكذلك استخدام كائنات معينة في التجارب قبل تطبيقها على الجنس البشري.

ـ المتحجرات الحاملة لصفات مشتركة تربط بين الاحفاد هو دليل اخر على التطور.



المصادر :-

1- ريتشارد دوكنز , الجين الاناني ترجمة تانيا ناجيا , الطبعة العربية ,لبنان . دار الساقي , 2009.
2- ريتشارد دوكنز . الجديد في الانتخاب الطبيعي ترجمة فهمي ابراهيم , الطبعة العربية . مكتبة الاسرة , 2002.
3- ويكيبيديا , تطور , المقالات المختارة .
4- ويكبيديا , النظرية العلمية, المقالات العامة .
5- Rene F. K., Donna R. S. , Natural Selection and Biological Evolution , http://www.dummies.com , 2010.
6- العلم يكذب الدين, ماهي قصتنا والالحاد, https://www.facebook.com,2012.



#مصطفى_الصوفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المؤمن بالمطلق : ازدراء الدين
- الجينوم دساس
- تكتيكات ذكورية : إليات التحرش الجنسي
- مع مكاريد الاخرس(ثقافة العنف).
- مع مكاريد الاخرس(لن تصبح زيونه منطقة للشروكية).
- مع مكاريد الاخرس(الحان مكَرود)
- مع مكاريد الاخرس (بين الوردي و الاخرس ).
- مع مكاريد الاخرس (ذكرياتي عن المكاريد).
- مع مكاريد الاخرس( المكَاريد في تكريت).
- مع مكاريد الاخرس( هل ليلى مكَرودة؟.)
- السيد المسئول جاسب المجيد حفظة الله ورعاة
- حَدَوث و عُربان
- الحريق العربي
- لصوص الانسانيه
- المُستلحد العربي
- اسطورة بغدادية. قصة قصيرة
- كفخة بلجن تصحون يا ال طوريج وال العوجة
- تقبل الاخر يا صاحب الدين
- دع الاخره لما تؤمن به
- دجلة دمنا وفرات دموعنا..(وطن)


المزيد.....




- ولي العهد السعودي: المملكة قدمت أكثر من 6 مليارات دولار لدعم ...
- خطوات تثبيت تردد قناة ناشيونال جيوغرافيك الجديد 2024 الجديد ...
- في اليوم العالمى لذوى الهمم.. طرق رعاية وتغذية الطفل المصاب ...
- مرض اليد والقدم والفم.. ما هو وأهم طرق الوقاية
- المقدار الزمنى والطريقة.. ازاي نغلى اللبن فى البيت بطريقة ص ...
- بوتين يزور المؤسسات الروسية الرائدة في قطاع الصناعة الطبية و ...
- رئيس وزراء باكستان يزور السعودية ليشارك في قمة المياه الواحد ...
- فنلندا تكشف عن سبب التلف في كابل الإنترنت بينها وبين السويد ...
- خطوات تثبيت تردد قناة الفجر الجزائرية  2025 “متاحة على القمر ...
- وضعية جلوس شائعة تسبب الصداع والأرق.. اعرف الطرق الصحية


المزيد.....

- هل سيتفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في يوم ما؟ / جواد بشارة
- المركبة الفضائية العسكرية الأمريكية السرية X-37B / أحزاب اليسار و الشيوعية في الهند
- ‫-;-السيطرة على مرض السكري: يمكنك أن تعيش حياة نشطة وط ... / هيثم الفقى
- بعض الحقائق العلمية الحديثة / جواد بشارة
- هل يمكننا إعادة هيكلة أدمغتنا بشكل أفضل؟ / مصعب قاسم عزاوي
- المادة البيضاء والمرض / عاهد جمعة الخطيب
- بروتينات الصدمة الحرارية: التاريخ والاكتشافات والآثار المترت ... / عاهد جمعة الخطيب
- المادة البيضاء والمرض: هل للدماغ دور في بدء المرض / عاهد جمعة الخطيب
- الادوار الفزيولوجية والجزيئية لمستقبلات الاستروجين / عاهد جمعة الخطيب
- دور المايكروبات في المناعة الذاتية / عاهد جمعة الخطيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الطب , والعلوم - مصطفى الصوفي - التطور البايولوجي : نظرية علمية