أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إيمان أحمد ونوس - المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات المتحدة والغرب














المزيد.....


المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات المتحدة والغرب


إيمان أحمد ونوس

الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 14:31
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي
    




على الرغم من كل التحديات التي واجهت وتواجه المواطن السوري، إلاّ أنه ما زال متمسّكاً بوطنه حراً مستقلاً، ورافضاً كل عدوان خارجي عليه مهما كلفه ذلك من ثمنٍ قد يقتطعه من قوت يومه وأطفاله، وربما من حياته المعرّضة في كل حين إلى الخطر المحدق، منذ ما يُقارب السنوات الثلاث من عمر الأزمة الداخلية- الخارجية في البلاد.
غير أن هذا الصمود، وتلك التضحيات لا بدّ لها من سند يقوي عزيمتها، ويشدّ من أزرها حتى تتكامل مستلزمات التحدي لدى هذا المواطن المُثقل أساساً بأعباء وهموم فاقت حدود المعقول، منذ ما قبل الأزمة التي تطيح بالبلاد والعباد وأثناءها. واليوم الأهم هو التصدي للعدوان الغربي المرتقب على سورية وشعبها، ولا شك أن السند الأساسي والهام هو:
أولاً- الحكومة بجلالة قدرها وقدرتها على تأمين كل احتياجات هذا الصمود، لاسيما الاحتياجات الأساسية والضرورية من أغذية وأدوية ومستلزمات الأطفال، إضافة إلى تعزيز هذه الإجراءات برقابة صارمة على الأسواق المنفلتة من عقالها أساساً، وذلك بمحاولة حصر هذه المستلزمات بالمؤسسات الحكومية المعنية، أسوة بالإجراءات التي اتُخذت أثناء حصار الثمانينيات من القرن المنصرم. لأن أول ما تقوم به الدول التي تتعرض للمخاطر أو الحروب عادة، هو تعزيز وتدعيم ما يُسمى باقتصاد الحرب، الذي يتمثل في تأمين احتياجات الجيوش، مترافقاً مع تأمين احتياجات المواطنين الضرورية. من هنا نجد أن على حكومتنا الموّقرة أن تُعد العدّة اللازمة من احتياجات المواطنين الأساسية، مثلما تُعد العدّة العسكرية لصدّ العدوان الغربي، على اعتبار أن العدّتين تكمل إحداهما الأخرى من حيث قوة ومناعة الصمود السوري الرسمي والشعبي.
ثانياً- الرديف الأساسي للحكومة، وهم الصناعيون والتجّار الذين تقع عليهم مسؤولية إيجاد المواد والسلع وانسيابية توافرها في الأسواق طرداً مع الظروف الطارئة في البلاد.
ولكن، إذا ما أمعنّا النظر فيما يجري أثناء الأزمة الداخلية، أو بعد الإعلان عن توجيه ضربة عسكرية غربية ضدّ سورية، نجد أن الأسواق تشهد أغرب فلتان وارتفاع للأسعار عايشه المواطن، وذلك بسبب جشع التجّار وطمعهم المنفلت من كل عقال وعقاب، بسبب غياب الرقابة الحكومية شبه الكاملة والدائمة عن هذه الأسواق، وعدم محاسبة المسؤولين عن هذا الهيجان غير المبرر، في وقت تحتاج فيه البلاد إلى تكاتف الجميع من أجل مواجهة ما يُحاك لنا من اعتداءات غربية تقودها الولايات المتحدة وأوربا تحت ذرائع متعددة من أجل الإجهاز على ما تبقى من قوة للبلد والشعب.
فالأسواق السورية شهدت في الآونة الأخيرة حركة غير اعتيادية إن كان لجهة اندفاع الناس لتأمين احتياجاتهم الضرورية تحسباً للظروف الأمنية والاقتصادية التي سيفرضها العدوان، بسبب عدم ثقة المواطن أن احتياجاته ستكون في متناول يده عن طريق المنافذ الحكومية المفروض والمنوط بها هذه المهمة لاسيما في الأوقات العصيبة، أو لجهة تأمين مؤونة الشتاء واحتياجات الأولاد من المستلزمات المدرسية مع قرب افتتاح العام الدراسي. ويأتي كل ذلك في ظل ارتفاع غير مسبوق للأسعار التي فاجأت الجميع بما يفوق ما تبقى من قدرة المواطن على تحمّل كل تلك الأعباء التي ينوء تحت كلكلها الراتب الزهيد الذي لا يفي باحتياجات أيام معدودة من الشهر، فكيف الحال مع كل ما ذكرنا من متطلبات!
لقد أثبتت الأزمة التي نعيشها أن جشع التجّار وطمعهم لا حدود له، فهم تخلوا عن كل ضمير يحكم الأخلاق في مثل هذه الظروف العصيبة، يساندهم إهمال حكومي رقابي على تصرفاتهم، فبدل أن يكونوا عوناً للناس والحكومة في الحالات الطارئة، أطلقوا العنان اللامحدود لطمعهم ونهمهم.
من هنا نجد المواطن السوري اليوم أمام عدوين لا يقل أحدهما ضراوة عن الآخر:
- العدو الخارجي/ الأمريكي- الغربي الذي لا يحتاج إلى توصيف.
- والعدو الداخلي المتمثل بأولئك التجّار المجرمين الذين لا رادع لهم ولا ضمير، وهم بذلك أشد بشاعة وإجراماً ممّن يحمل السلاح ويصوّب بندقيته، فهذا المسلّح قد يقتل عدة أشخاص، أما التجّار المجرمون فإنهم يقتلون جميع الناس في وقت واحد، ويغتالون لقمة عيشهم وأدويتهم التي قد تبقيهم أحياء. وبدل أن تُدعّم الحكومة والتجار صمود السوريين ليبقوا على قيد بعض كرامة ونهوض، يجري التلاعب بمدى قدرتهم على تجرّع المزيد من القهر والفقر والجوع والدمار الداخلي قبل الخارجي.
فهل من مغيث لشعبٍ آمن بضرورة الدفاع عن الوطن وحتميته مهما اشتد الفتك والحصار؟



#إيمان_أحمد_ونوس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القانون السوري يُجرّم الضرب... والعرف أقوى تجاه المرأة
- أمريكا.. نشوء دامي وتاريخ إجرامي ما زال مستمراً
- متى يتنحى العرف أمام القانون..؟
- قانون مكافحة الدعارة في مجتمع يعجُّ بها بأشكال متعددة...
- تمييز لا إنساني ضدّ المرأة والطفل في قانون الجنسية السوري
- تعديل قانون الأحوال الشخصية فيما يخص قضايا المرأة
- تعديل قانون الأحوال الشخصية ضرورة يفرضها الواقع
- لنجدد المطالبة برفع التحفظات عن السيداو
- المجتمع السوري.. والحاجة إلى إعادة التأهيل
- كيف نتصدى للأزمة والغلاء وجشع التجّار؟
- الحكومة تُدربنا على رفع الدعم..!!!!
- في عيد العمال العاملة السورية بين الواقع والتحديات
- الاغتصاب أحد أسلحة الحروب تداعياته.. وآلية التعامل مع الضحاي ...
- الأمم المتحدة تُقرُّ إعلاناً لإنهاء العنف ضدّ النساء والعنف ...
- قضايا المرأة في بوتقة الشأن العام فلتكن حاضرة في كل تحرّك وط ...
- أمهات سوريا.. وقفة خشوع لصبركن العظيم
- شروخ الأزمة السورية تنتهك كيان الأسرة
- في عيد المرأة.. نساء بلادي المعمّدة بالدم يتشحن بالذلّ والحز ...
- أخلاقيات مشوّهة في أزمات قاتلة
- الأنوثة بين سندان الحاجة ومطرقة القيم والقانون


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- المسألة الإسرائيلية كمسألة عربية / ياسين الحاج صالح
- قيم الحرية والتعددية في الشرق العربي / رائد قاسم
- اللّاحرّية: العرب كبروليتاريا سياسية مثلّثة التبعية / ياسين الحاج صالح
- جدل ألوطنية والشيوعية في العراق / لبيب سلطان
- حل الدولتين..بحث في القوى والمصالح المانعة والممانعة / لبيب سلطان
- موقع الماركسية والماركسيين العرب اليوم حوار نقدي / لبيب سلطان
- الاغتراب في الثقافة العربية المعاصرة : قراءة في المظاهر الثق ... / علي أسعد وطفة
- في نقد العقلية العربية / علي أسعد وطفة
- نظام الانفعالات وتاريخية الأفكار / ياسين الحاج صالح
- في العنف: نظرات في أوجه العنف وأشكاله في سورية خلال عقد / ياسين الحاج صالح


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المشرق العربي - إيمان أحمد ونوس - المواطن السوري بين سندان الحكومة والتجار... ومطرقة الولايات المتحدة والغرب