حمزة الشمخي
الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:28
المحور:
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
منذ سقوط نظام صدام الدموي في التاسع من نيسان عام 2003، والى يومنا هذا لم يبادر زعيم عربي واحد لزيارة العراق ، حتى لو كانت زيارة تضامنية مع العراق والعراقيين ، حيث جاء الآخرون ومن دول العالم الإخرى البعيدة ، وكان آخرها زيارة الوزير كمال خرازي وزير الخارجية الإيراني .
وهنا يطرح السؤال ، بماذا يفسر الزعماء العرب عدم زيارتهم للعراق الى الآن؟؟ ، هل أن التواجد الأجنبي والأمريكي بالتحديد هو الذي يمنعهم من زيارة العراق ؟؟ ، وهم الذين تربطهم بالولايات المتحدة الأمريكية علاقات وثيقة وإتفاقيات ، إقتصادية، سياسية، دبلوماسية وعسكرية وحتى أمنية ، وكذلك تواجد للقواعد العسكرية الأمريكية في بعض البلدان العربية ، أو إنهم لا زالوا يشككون بشرعية الحكومة العراقية ومؤسساتها المنتخبة ؟؟ .
هذه الحكومة الوطنية المنتخبة من قبل الملايين العراقية ، والتي لم تأتي عبر الإستفتاءات العربية المعروفة النتائج سلفا، والتي لا تحتاج الى التوقعات 99،99% لأن المرشح واحد وإن إختلفت صوره ، وإلا بماذا يفسرون أيضا عدم زيارتهم للعراق ، هل أن الأوضاع الأمنية غير مناسبة وملائمة لهم ؟؟ ، أم إنهم ليس بحاجة للعراق اليوم ؟؟ ، لأنه يمر في وضع إستثنائي صعب، ولا فائدة كبيرة لهم من زيارته في الوقت الحاضر ؟؟ .
أليس من الواجب الوطني والقومي والإنساني ، أن تتنافسوا على زيارة العراق في المرحلة الراهنة من أجل التضامن مع الشعب العراقي ودعم مسيرته السياسية من أجل إستقراره وإعماره وإستقلاله وعودة سيادته الوطنية ، بدلا من أن تتسابقوا لحضور بعض المؤتمرات العربية والدولية حتى لو كانت هذه المؤتمرات في البرازيل !! ، والعراق الذي لا يبعد عن بلدانكم بضع كيلومترات أصبح بعيدا عنكم في هذه الأيام يا للعجب !! .
إنكم تعلمون جيدا أيها السادة ، أن لا إستقرار ولا أمان في المنطقة، مادام العراق يعاني من محنته الإستثنائية بسبب الإرهاب المحلي والدولي والتدخلات الأجنبية، إضافة الى تركة الدكتاتورية المنهارة الثقيلة، والتي لا يمكن تجاوزها بسهولة، لأن آثارها المدمرة شملت كل مفاصل الحياة العراقية ، الإقتصادية والسياسية والإجتماعية والثقافية .. وغيرها .
وختاما نقترح عليكم أن تبادروا، بعقد قمة عربية طارئة في بغداد، للتضامن مع الشعب العراقي والحكومة الوطنية المنتخبة ودعم العملية السياسية، وإدانة كل أشكال الإرهاب والإرهابيين وكل من يدعمهم ويمولهم ويأويهم، وهذا هو الذي تسمونه بالتضامن العربي بين الأشقاء .
#حمزة_الشمخي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟