|
هكذا هو البعث دائما ... أسد علي وفي الحروب نعامة
عدنان يوسف رجيب
الحوار المتمدن-العدد: 4218 - 2013 / 9 / 17 - 07:19
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
هكذا هو البعث دائما... أسد علي وفي الحروب نعامة عدنان يوسف رجيب فاشيان يقودان نظامين مجرمين يسممان شعبين. النظامان بعثيان بجدارة، والجدارة هنا تعني الجريمة بكل بشاعتها وتفاصيلها، جريمة إستحواذ فئة ضالة من سقط متاع المجتمع على السلطة، مستخدمة في سبيل ذلك كل الوسائل غير الإنسانية، غير الأخلاقية وكل ما هو منحط إجتماعيا، وأول أدواتها قوة السلاح والقتل الجماعي والكذب والديماغوغية والإغراءات المالية، لتثبيت سلطتهم المستهجنة من قبل المجتمع. بشار بن حافظ بعد صدام بن حسين، يسمم الشعب السوري بغاز السارين، لأن الشعب السوري ثار ضد إبن حافظ، من أجل الحرية وكرامة الإنسان ومن أجل الخبز بعد الجوع الكبير ومن أجل العمل الكريم والسكن اللائق. مطاليب أنسانية أساسية، لكن نظام إبن حافظ لا يريد أن يسمع صوتا يعلو مهما كانت الغايات. قال غيرنا، بصواب، وقلت في مقالات سابقة، هذا هو البعث، إنه مشروع فاشي نازي ضد الإنسان كأنسان... يركز هذا المشروع كل ما هو حقود وتآمري وماضي مزري في التأريخ (بعث قيم داحس والغبراء، وقيم الغدر والخداع وإغارة القبائل على بعضها والقتل الجماعي) ويتوسل البعث في ذلك سلوكيات تعتمد على نكث للعهود وسرقة ثروات الأوطان ونشر الجريمة المنفلته من عقالها وتسلط الدونية والدونيين على الناس. يبين تأريخ سوريا والعراق إن البعث عملها ... جربها على الشعبين إبتداء من كبيرهم ميشيل عفلق وصنيعته المتمرد عليه حافظ (أبو بشار) ومن بعدهما كثيرون بينهم صدام حسين، وهو ليس آخرهم طالما بقيت عصابة البعث بمقدورها النشاط. بشار ونظامه يصول ويجول في حربه، ويلغو في دماء شعب سوريا ... أكثر من مائة برئ يستشهد يوميا ... يستخدم النظام في حربه هذه كل الأسلحة الفتاكة ضد جماهير مدنية سلمية، ليسقط شباب وأطفال وشيوخ نساء ورجال، ولم يرف جفن لأي مسؤول، (عدا القلة الضئية) من أقطاب نظام البعث. وتنبري ماكنة النظام بنشر الكذب والدجل بأوسع مظاهره ... مرة لتشويه أهداف الشعب السوري الإنسانية، وأخرى لتعظيم قوة النظام (نعم قوي بسلاحه الشرس المنتقم المدمر). ووصل الأمر إلى حد إستخدام أبشع أسلحة الجريمة، سلاح التسميم بالغاز ... لكن ضد مدنيين مسالمين.... وهكذا النظام هو أسد... على الشعب السوري المسالم، الشعب الذي لا يملك أسلحة مقاومة كالترسانة الهائلة التي يملكها النظام. لم تنفع وساطات عالمية لإيقاف نزيف الدم المسال الدائم ... بخبث نظام البعث سد الباب أمام وساطة الجامعة العربية، وكذا وساطة الأمم المتحدة ورسولها كوفي عنان، وآخرها الأخضر الإبراهيمي. نظام البعث يرى نفسه أسدا إذا لا يوجد عنده سبب للتنازل، لذا فهو يناور مغلفا تسلكاته الخبيثة بالكذب، يتصورها دهاء، والكل يعرف ويفضح ذلك، والنظام غبي أو يتغابى عن ذلك. كان لا بد من قوة رادعة تجبر هذا النظام (البعثي بجدارة)، على الركوع. لم تستطع قوى الشعب ولا القوى التي إنسلخت عن جيش النظام أن تحدث كامل التصدع لأنهاء النظام، وبقيت القوى متكافئة تقريبا، لكن بقي كذلك تدمير النظام مشهرا على الشعب. كل القوى العالمية منظمات وحكومات أدانت نظام بشار بن حافظ على جرائمة، عدا إيران من الدول وحزب اللله من المنظمات، اللذان يؤازران نظام القتلة، كما إن روسيا والصين يؤيدان بإستحياء ويدعيان الحيادية، في وقت لا توجد حيادية أمام الجريمة المنفلته من عقالها. دول الغرب، بضمنها أمريكا لها أهداف مختلفة في معاداة نظام بشار وربما السعي لإسقاطه، منها ما هو إنساني وآخر مصلحي أناني. وجاءت الورقة الرابحة.للغرب، تم كشف إستخدام النظام لغاز السارين ضد الشعب السوري. قام ولم يقعد ضجيج الولايات المتحدة، وتبعتها بريطانيا، ومعهما فرنسا. أمريكا، وعلى لسان رئيسها أوباما، تقول إستخدام الأسلحة الكيميائية خط أحمر، وكأنما الأسلحة الأخرى لا تقتل الناس، أو هي لم تقتل أكثر من مائة إنسان يوميا منذ أكثر من سنة. سبب هذا الضجيج قد يبدو واضحا، وهو حماية إسرائيل من الأسلحة الكيميائية، ليس من نظام الأسد (فهو لم يحرك ساكنا منذ عشرات السنين في قضية الجولان أو الإسكندرونة، السوريتين)، لكن خوفا من وقوع السلاح الكيميائي بيد المعارضة السورية (أو الخطورة الكبيرة، بيد جهات إسلامية كجبهة النصرة)، ولربما إستخدامه ضد إسرائيل. لذا عمدت أمريكا وحلفائها، ومعهم فرنسا (نصف حليفة) إلى تهييج الرأي العام العالمي ضد هذه الجريمة الكيميائية (ونسيت كل أوربا جرائم النظام الأخرى اليومية). حينما قبضت أمريكا وبريطانيا وفرنسا على زمام القياد في فضح إستخدام السلاح الكيميائي السوري، كان لا بد لروسيا والصين أن تركعا، حيث لا يمكن أن تساندا نظام بشار وهو يستخدم مثل هذا السلاح. الفتاك، رغم إن المعطيات القادمة، ربما، ستبين إن روسيا هي التي أعطت نظام سوريا هذا السلاح الكيميائي، وقد تكون قد أشارت أو وافقت على إستخدامه من قبل النظام. بظهور تهديدات أمريكا والغرب علنا، وإحراج روسيا والصين، أصبح بشار ضعيفا، حيث أصبح البديل هو حرب ضد بشار ونظامه... هنا ظهر إنبطاح نظام سوريا البعثي بأجلى صوره. بادرت روسيا لطرح فكرة تسليم كل أسلحة النظام الكيميائية، وتوا جاءت هرولة المعلم، وزير الخارحية السوري، لموسكو، للتصديق على ذلك، وهي هرولة بلهاث شديد للنظام ... قبول المبادرة الروسية بدون قيد أو شرط، بل إن النظام البعثي سارع وخلال أربع وعشرين ساعة ليصبح عضوا في منظمة ضد الأسلحة الفتاكة، بعد أن كان لسنوات عديدة يمتنع عن ذلك، وبتعالي عنه. لكن الآن ... الآن تماما يفتح نظام بشار البعثي أبواب سوريا كلها أمام المفتشين الدوليين لتفتيش حتى ثياب بشار ووزرائه عن الأسلحة الفتاكة. إنه ذل بشهامة بعثية أصيلة. هنا أصبح النظام الآن ... وفي الحروب نعامة. ركع النظام بكل تفاهة وإنحطاط لإملاءات الغرب، بل وزاد عليها، وهذه شيمة الجبان ... الجبان يزيد من إذلال نفسه بأكثر مما يطلبه القوي منه. في الحقيقة هذه هي شيمة كل البعثيين، الجبن والذل. حينما يطلب منهم أوليائهم كتابة تقارير عن الآخرين، فإنهم يكتبون عن كل شيء، حتى عما يأكله ويشربه الغريم، وحينما يطلب منهم الإعتداء على أحد فإنهم يضاعفون الإعتداء ويضيفون له الإعتداء على عائلة وأصدقاء الغريم. ذلك كله ناجم عن الجبن والقهر الداخلي الذي يشعر به البعثيون ... ونظام بشار بن حافظ يدلل على ذلك الآن بكل وضوح. لقد سمم المجرم صدام حسين الشعب الكوردي وفصائل الحركة الوطنية في كردستان العراق بغاز الخردل. ثم إنبطح القزم صدام حسين ونظامه البعثي أمام أمريكا والغرب، ورضي بكل ذله وذل نظامه أن يتوقف عن حكم كردستان العراق، لأن أمريكا أرادت ذلك. كان ذلك بالطبع نصرا للشعب الكوردي، ونصرا للقوى الوطنية حيث تم إبعاد شبح الجريمة البعثية عن كردستان العراق، رغم إن الآمر هنا جاء من دولة إستعمارية، أمريكا، ولم يكن ذلك بدوافع إنسانية، ويعرف الشعب الكوردي والقوى الوطنية ذلك... السبب كان لإذلال صدام ونظامه، تمهيدا لإسقاطه. وحاول صدام جاهدا، وعلى لسان سفراءه في مقابلات حديثه لهم، أن يقبل يد أمريكا لتعفو عنه .... أراد أن يعيد العلاقات مع أمريكا ويعطيها كل ما تريده على طبق من ماس، و وسط لهذه الغاية دولا وشخصيات (ويمكن الإستزادة في هذا الموضوع من مقابلات أجرتها قناة روسيا اليوم مع سفراء صدام في عهده، وهم لا زالوا يناصرون ذلك العهد الفاشي). إن الذل والمهانة التي يبديها نظام بشار البعثي سيضر الشعب السوري كذلك، حيث إن موجودات سوريا هي ليست من ممتلكات نظام بشار وبعثييه، إنها ممتلكات الشعب السوري، والتفريط بها هو تفريط بثروات ومعنويات سوريا. إن ذلك لا يعني أبدا أن الشعب السوري يرتضي بتواجد أسلحة فتاكة على أرضه أو إنه بصدد إستعمالها ضد الناس، لكن الأموال التي صرفت عليها هي أموال سوريا والجهود هي جهود سوريا، وسينصب التدمير والبشاعة على الشعب، وسيبقى هذا الشعب يعاني فيما لو بقي بشار بن حافظ ونظامه في السلطة حتى بعد أن إنبطح ذليلا أمام القوى العظمى. لكن المعطيات ،الآن، تبين حتى أيران ممكن أن تتخلى عنه بسهولة، فلا يمكن أن تدخل حربا مدمرة بسبب حليف غير أكيد البقاء، ولا روسيا ممكن تستمر في مساندة نظام بشار حين يثبت إستخدامه للأسلحةا لفتاكة، ربما كي تفلت روسيا نفسها من العقاب كذلك. يعلن بان كي مون، سكرتير هيئة الأمم المتحدة اليوم، الإثنين 16 سبتمبر، إن المفتشين الدوليين عثروا بشكل جلي على الآثار المدمرة لإستخدام غاز السارين في أماكن متعددة في سوريا. وشدد مون على التوجه لفضح ذلك ومحاسبة ومحاكمة المسؤولين عنه أمام المحكمة العالمية العليا كمجرمي حرب. أي سيمثل بشار وطاقمه البعثي أمام الناس كمجرمي حرب، وهم هكذا في حقيقتهم دائما. فمن سينصرهم إذن، هناك من ينصر المجرمون لكن ليس علنا، وفي حالة بشار ونظامة سيبقى لوحده يصارع. لا نقول لقد آن الآوان، بل إن الآوان قد آن منذ عهد بعيد جدا، لإنهاء تسلط سقط المتاع من البعثيين ومؤازريهم، وكان بسقوطهم، الذي كان يجب أن يكون، منذ العهد البعيد سيبعد كل الجرائم والنكبات عن الناس، وسيكون النظام في سوريا والعراق، مهما كان هو أفضل من فاشية ونازية البعث. فقط نظام طالبان المتخلف الأجلف هو ضد الحياة كما هو البعث. القضية المركزية الهامة الآن هي التركيز على تثقيف الناس، كل الناس، بفضح الأهداف اللاإنسانية وبالجرائم والتسلكات الفاشية - النازية التي يهدف لها البعثيون ومؤازروهم، وتعريف الناس بتفاصيل المعاناة الكارثية التي عاناها الشعبين العراقي والسوري من إستحواذ البعثيين على السلطة، وفضح ذلهم الشخصي وضآلة معنوياتهم. فعلا هذا ما يتوجب على السياسيين وعلماء الإجتماع وباقي المثقفين من تبنيه والشروع به، منذ الأن، لتجنيب الشعوب غوغائية وديماغوغية وأكاذيب البعثيين، ولكي لا يقع حتى البسطاء في حبائل هذه الزمرة البعثية المجرمة التي لا تعمل إلا في الظلام وضد الحياة الإنسانية.
#عدنان_يوسف_رجيب (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
القومية والدين - الظروف الموضوعية والذاتية
-
إنه البعث الفاشي يا ناس - النظام السوري لا يترك السلطة
-
هل توجد برامج في القرآن تلبي حاجات الإنسان
-
الحضارات والتطرف القومي
-
مظاهرات الحكام
-
فاقد الشيئ لا يعطيه: الحكام العرب يفتقدون للوعي والمصداقية
-
تغيير في مسيرة الشعب المصري
-
الأوضاع العربية الحالية ومؤتمر القمة القادم في بغداد
-
وسقط نظام بن علي الدكتاتوري الهش
-
ملاحظات حول مبادرة السعودية في الشأن العراقي
-
قيمة الإنسان في شيلي وفي منطقتنا العربية والإسلامية
المزيد.....
-
مصر: الدولار يسجل أعلى مستوى أمام الجنيه منذ التعويم.. ومصرف
...
-
مدينة أمريكية تستقبل 2025 بنسف فندق.. ما علاقة صدام حسين وإي
...
-
الطيران الروسي يشن غارة قوية على تجمع للقوات الأوكرانية في ز
...
-
استراتيجية جديدة لتكوين عادات جيدة والتخلص من السيئة
-
كتائب القسام تعلن عن إيقاع جنود إسرائيليين بين قتيل وجريح به
...
-
الجيشان المصري والسعودي يختتمان تدريبات -السهم الثاقب- برماي
...
-
-التلغراف-: طلب لزيلينسكي يثير غضب البريطانيين وسخريتهم
-
أنور قرقاش: ستبقى الإمارات دار الأمان وواحة الاستقرار
-
سابقة تاريخية.. الشيوخ المصري يرفع الحصانة عن رئيس رابطة الأ
...
-
منذ الصباح.. -حزب الله- يشن هجمات صاروخية متواصلة وغير مسبوق
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|