أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد القادر خالد قدسي - رسالة إلى قوى اليسار والديمقراطية















المزيد.....

رسالة إلى قوى اليسار والديمقراطية


عبد القادر خالد قدسي

الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:46
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


رسالةٌ إلى قوى اليسار والديمقراطية
حول ملف الحوار المتمدن من أجل الشروع بعمل مشترك لقوى اليسار والديمقراطية في العراق

إنّ قوى اليسار والديمقراطية بأحزابها وتيّاراتها ليست وليدة الحالة العراقية المدمّاة حالياً, فلها تاريخها النّضالي الطويل وتجربتها الوطنية الطويلة, لكنّ هذه القوى والتيارات لم تتمكن بسبب ظروف تاريخية كان آخرها الحكم الدّيكتاتوري الشمولي الفردي وقيادته للعراق, وقيام الثورة الإسلامية في إيران بقيادة الآيات والملالي, وما تحمله من فكرٍ وممارساتٍ أثّرت بتداعياتها على دول الجوار ومنها العراق , لم تتمكّن قوى اليسار بسبب ذلك من ترجمة وسائل التّغيير على الطبيعة .

الآن وجدت قوى اليسار والديمقراطية في العراق - وحتّى في بعض الدّول العربية - نفسها تحت وطأت الأحداث والتطورات المتلاحقة التي تجري بإطارٍ لم يسبق له مثيل بالمنطقة, تاهت كثير من الحقائق, واختلطت الأمور بحيث أصبح متعذراً على الكثيرين أن يستوعبوا تلك الأحداث وأن يستخلصوا منها النتائج السليمة والتي يمكن أن يتوصل إليها المرء عن طريق الدراسة المتأنية والتحليل العلمي من أجل الشروع بعملٍ مشتركٍ خاصةً أنّ رؤية بعض القوى للواقع ابتعدت عن الاعتبارات الموضوعية واصطبغت بلون المصالح الذاتية لتجمعاتٍ سياسيةٍ معينةٍ وتقديرها لمصلحتها الأنانية.

ومن الطبيعي أنا تظهر في ظروف العراق الحالية اجتهادات مختلفة لقوى اليسار والديمقراطية لأنّ المنطلقات العقائدية والسلوكية قد تكون متباينة كما أنّ رؤية كل الفرقاء للمصلحة الوطنية والقومية ربما تكون مختلفة مع أن المفروض أن نسلّم جميعاً بأن مصلحتنا واحدة سواءً في المدى القصير أو المدى البعيد لأننا نتفق في الأسس التي تقوم عليها قوى اليسار والديمقراطية, ولا يمكن أن يكون هناك تناقض جوهري بينها, وليس هذا من قبيل إطلاق الشعارات والعبارات الجوفاء وإنما هو إدراك لحقائق التاريخ وحقائق الواقع العراقي في ظل الاحتلال الأمريكي للعراق.

اليوم, أصبح العراق " موضوعاً " بعد أن كان وطناً ومنزلاً وحبيبة ً, وأعتقد أن كل الدول العربية أصبحت موضوعاً مستهدفاً كالعراق. ومن هنا تأتي صعوبة الكتابة, وأصعب ما في الأمر أنّ الإنسان لا يستطيع أن يتحدث عمّا يُحِب بموضوعيةٍ, وأصعب من ذلك أن يأتي بشيءٍ جديدٍ بعد كل ما كتب عن العراق وما جرى ويجري في العراق من مآسي منذ الاحتلال الأمريكي. كل شيءٍ قيل, كل شيءٍ تكرر ولا يزال يتكرر, ومع ذلك لا بدّ للإنسان من أن يرى ويحيا ويفكر, لابدّ له من أن يتساءل: كيف, ولماذا, وإلى متى؟ كيف يمكن أن يغتال وطن على مرأى ومسمع من العالم والأسرة العربية ولا يتمكن - أو يسعى – أحدٌ جدياًّ لإنقاذه.

هذا هو السؤال الكبير والهام. وهنا تكمن مهام قوى اليسار والديمقراطية, وهذا ما يجب أن تعمل عليه, وهذا هو مشروعها الذي يجب أن يحمل كافة العوامل الإيجابية للارتقاء به وتحويله إلى مشروعٍ واقعي وعملي, ويكون رافعة للعمل المشترك في العراق. ومن هنا ندخل إلى موضوعنا حول دور قوى اليسار والديمقراطية, مقتصرين على كيفية تفعيل المجتمع المدني الديمقراطي لتأمين خوض الانتخابات القادمة في العراق بما يضمن تمكين قوى اليسار والديمقراطية من لعب دور القطب الأساسي في العراق ورسم مستقبله.


من خلال المتابعة للشأن العراقي نرى مواطن عراقي ممن أغناهم الاحتلال أو رفع من شأنهم ليبرروا ما حصل أو يحصل بأنّ لكلٍ دوره في الحياة وأنّ على العراق القديم أن يحترق كي يخرج العراق الجديد من رماده, كيف يكون هذا الخروج؟ نعتقد أنه يكون حين نعمم ونوضّح معنى الوطن والمواطنة الذي يحيلنا إليه مفهوم المجتمع المدني باتخاذ موقف نظري مستنير يقر إقراراً صحيحاً بالمكونات والمميزات الاجتماعية والمدنية والروحية القائمة في مجتمعٍ ما, وكيف أنّ المجتمع المدني يتضمن الاختلاف والتناقض والاعتراف بالآخر واحترام رأيه وتوجهاته, في حين يتضمن قيام دولة العراق المأمول والجديد الحق والوحدة والانسجام.

يجب على قوى اليسار الديمقراطي والعلماني العمل على استعادة المواطن في العراق لحقوقه الطبيعية, وهذا المفهوم يستدعي النظر إلى مبادئ الحكم من زاوية المحكومين لا من زاوية الحكّام. إن المجتمعات المعاصرة التي حققت تقدماً في حقل المساواة الاجتماعية بين الناس يظهر فيها مطلب استقلالية المجتمع المدني ويتعمق كأرقى المطالب التي ظهرت في الوقت المعاصر, بل صار لها أيضاً معنىً سياسي وعملٌ فعالٌ في عديدٍ من بلاد العالم, ومنها بلداننا العربية, لأن مبدأ المجتمع المدني لا يخلو من غاياتٍ عمليةٍ سياسيةٍ. وهذا يقودنا لنلقي قليل من الضوء حول المشاركة في الانتخابات القادمة وفق عمل مشترك لقوى اليسار والديمقراطية.

المؤسف أنّ التاريخ يسجل الوقائع ولا يسجل الأماني, وعلى هذا نقول أنه لا نهاية منظورة لتردّي الحالة الواقعية في العراق التي سجلت تراجع الدور الفاعل والمؤثر لقوى اليسار والديمقراطية, وأظهرت على السطح قوىً تمكنت من تحقيق تحالفاتها ومشاريعها وتحولها إلى قطبٍ أساسي في السلطة. كيف لا تظهر هذه القوى ما دام الاحتلال لم يستنفذ أغراضه منها؟ وما دام سياسيوها قد انكشفوا تماماً, بعضهم تحجر في الماضي, والبعض الآخر أصبح أسير مواقفه, والآخرون أصبحوا أسرى شعاراتهم ومموليهم!

هل يعني هذا أن تقف قوى اليسار والديمقراطية مكتوفة الأيدي ؟ بالتأكيد: كلا. فهناك الكثير مما يجب عمله. إنّ أفضل ما تفعله قوى اليسار هو تعرية هذه الفئات وكشفها أمام الشعب والعمل ما أمكن على التقليل من أضرارها ومآسيها, وهذه مهمة المخلصين في هذه المرحلة. فعلى قوى اليسار والديمقراطية المراهنة على الناس العاديين, ولنقل مجازاً أنّ هناك هذه التسمية" حزب المواطنين العاديين ". نعتقد أنه حالياً أكبر حزبٍ في العراق, ومع أنّه حزب المتضررين من الاحتلال وويلاته والحزب الوحيد اللا طائفي, فهو أقل الأحزاب تأثيراً وفعاليةً, ومع ذلك فجميع الفئات الضالعة والمتعاونة مع الاحتلال تضطهده وتخشاه, وتسعى إلى تمييع دوره وطمس آرائه وتسفيه مواقفه وتستعين على ذلك تارةً بالاتهام وطوراً بكم الأفواه وأخرى بالتصفية الجسدية, وفي أكثر الأحوال بتدبير الفتاوي من فوق الحصيرة في الغرف المظللة والمظلمة. هذا الحزب يساري ديمقراطي بالفطرة, هو خميرة قوى اليسار. " حزب المواطنين العاديين " هو حالياً حزب انفعالٍ لا حزب فعلٍ, حزب اعتراضٍ لا حزب مبادرةٍ, حزب صمتٍ لا حزب كلمةٍ مسموعةٍ, حزب كل الناس وكل الطوائف ... وليس حزب أحد! حزبٌ لم يجد بعد قوى تقوده ولا من يوحد صفوفه ولا ناطقاً يعبر عما في وجدانه, ومع ذلك فهو حقيقة قائمة بل يكاد يكون الحقيقة الأساسية القائمة بين أنقاض العراق, لأنه المعبر عن حقيقة المجتمع التي أفرزتها الأحداث, حقيقة الأعماق (لا حقيقة المظاهر!).

من هي القوى المهيأة تاريخياً ونفسياً وسياسياً واجتماعياً لتزعّم وقيادة مثل هذا الحزب, والنطق باسمه وتحويله إلى حزب الفعل والكلمة النافذة والمبادرة الشجاعة والإنقاذ الوطني.
... إنها بالتأكيد قوى اليسار والديمقراطية وليست القوى القادمة مع الاحتلال, أو القوى التي تحفر في مفاصل التاريخ المنسية والمعتمة, والتي ليس من مصلحتها أن تتوقف هذه الحالة, وبالتالي ليس من مصلحتها أن ينهض عراقٌ جديدٌ بمواطنين جدد.

قوى اليسار والديمقراطية مدعوةٌ لبذل أقصى الجهود للخروج من النفق المظلم الذي يعيش فيه العراق, وإنّ نظرةً فاحصةً هادئةً على الوضع العراقي بأبعاده الاجتماعية والسيكولوجية تكشف أنّ المواطن العادي وجد نفسه مسوقاً بشكلٍ حتمي - إزاء انهيار النظام السابق وما فعله الاحتلال عقب الانهيار- إلى الاحتماء خلف أسوار الطوائف ومليشياتها المسلحة أو تذرع بالصمت إزاء الاحتلال أو حاول أن يفعل أي شيءٍ يعبر عن سخطه من هذا الواقع, عليها انتشال المواطن العراقي الذي وجد نفسه مصنفاً في هذا الجهة أو تلك دون أن يكون له رأيٌ في ذلك بل بما يخالف رأيه وقناعاته في كثير من الأحيان, مستعينةً بقاعدة الوضوح والصراحة التي تقدر وحدها على أن تولد الثقة والاطمئنان وهو ما يحتاج إليهما المواطن العراقي ليدلي بصوته في العملية الانتخابية القادمة.

كيف يتم ذلك؟ أن تطرح قوى اليسار والديمقراطية تصورها للعراق (الجديد) كما تراه وتريده وكما تفرضه مصلحة المجتمع العراقي, إنّ أي مواطن عراقي محبوس خلف حواجز الطوائف لن يستطيع الخروج إلى النور والجهر برأيه وتأييد قوى اليسار الديمقراطي وكسر حاجز الطائفة وتحدي رموزها المتكلسة وتشكيل قوى ضاغطة وفاعلة ما لم يكن رأى مسبقاً صورة العراق في هيكليته ونظامه ودوره أمام عينيه وهذا هو دور برنامج ومنهاج قوى اليسار والديمقراطية التي تحدد فيه تصورها بشكلٍ واضح حول بناء دولة العراق ومهماتها ودورها على الصعيد العربي والإقليمي والدولي, شاملاً كافة الضمانات لحريته ورزقه ومساواته أمام القانون.

إنّ النوايا الحسنة ذاتها تصبح موضوع تساؤل إذا لم يحسن المرء استعمالها بالشكل المناسب وفي الظرف المناسب, ونحن ندرك أنّ مصائر الشعوب تقررها الشعوب في النهاية.


عبد القادر خالد قدسي


اللاذقية - سوريا
21/5/ 2005



#عبد_القادر_خالد_قدسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حول المؤتمر القطري العاشر لحزب البعث العربي الاشتراكي - آراء ...


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - عبد القادر خالد قدسي - رسالة إلى قوى اليسار والديمقراطية