أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - مرثية الى العامل احمد عبد الأمير














المزيد.....

مرثية الى العامل احمد عبد الأمير


زهير كاظم عبود

الحوار المتمدن-العدد: 1205 - 2005 / 5 / 22 - 11:24
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


نكتب اعلاناً بطول العراق انهم انتصروا عليك يا أحمد وأنت تقوم بعملك الذين تعفف الكثير من اهل العراق أن يتقدموا له ، عاملاً منظفاً في أمانة بغداد .
أردت أن تنقل وساخات ارواحهم وارادوا أن يبقوا قيئهم وسط الشوارع ، ورائحتهم القذرة في أجواء العراق .
أنتصروا عليك أيها الفقير وأنت تهم بكنس ماتركوه في اول ساعات الصباح .
أنتصروا عليك وأنت تريد أن تساعد والدتك الأرملة التي أتعبتها سنوات العمر وكدح العيش وقساوة الزمن والعهر الصدامي ، وبطاقة تموين صارت مثل مطر الربيع .
قتلوك يا أحمد عبد الأمير وأبيت الا أن تنثر دمك نذراً لهذا العراق ، وأبيت الا أن تشترك بعرس العراق ، لم تكن تطلب جاه ولامركز وظيفي ، ولاحتى حلم متواضع بأن تجلس في حدائق بغداد وبيدك الكتاب تراجع دروسك المدرسية ، وتستذكر واجباتك المطلوبة .
وحين نظرت في زوايا بيتك الذي هدمته القنابل والصواريخ من قبل ، لمحت عيون أخوتك الصغار السبعة ، ولمحت حاجتهم لكل شيء ، فررت من روحك بأتجاه أمانة بغداد .
في قسم طلبات تعيين عمال الخدمة لايطلبون تزكية ، في مثل هذه القسام التي يعافها الناس لاتتزاحم المناكب وتشترط تأييد من أحزاب حاكمة ، ولا واسطة كبيرة في الدولة تجعل لك مقعداً وراتباً وكرسي وطاولة .
حملت جسدك النحيل وهويتك وتوجهت صوب الأمانة ، وتقدمت بطلب للمساهمة بتنظيف بغداد مما خلفه الأوباش من أزبال ، ومما تركه الطاغية من مخلفات الزمن البعثي العاهر ، وأردت رغيف خبز حلال وطاهر من عرق جبينك وكدحك اليومي .
أردت أن تشيع النظافة في الشوارع والقلوب فدسوا لك المتفجرات في كيس الأزبال .
أردت أن تشيع النظافة في الضمائر التي صدأت وخسأت وماعاد لها أرتباط بضمائر البشر .
أردت أن تعيش كأي فقير فأستكثروا عليك الحياة .
أردت أن تساعــد والدتك النحيلة والبائسة بفرح على قدر تعبك المتواضع فزادوها بؤساً وحرقة ، فيا لبؤس الفقراء يا أحمد .
أردت ان تشيع الفرحة في وجوه اخوتك الصغار فمسحوا عن شفاههم كل الفرح .
يالهذا الزمن الذي يحرم الفقير من فقره ، والحالم من حلمه .
وحين تناثرت جثتك في شوارع بغداد كان السفلة يتصافحون ويتضاحكون .
وكان حكومتنا تتوعد وتزبد وترعد دون أن تلمس ثياب القتلة .
وحين كان جسدك يتوزع أشلاء فوق أرصفة الشوارع كان السفلة يتبارون لتقديم الطلبات الى وظائف غير وظيفتك في كنس الشوارع .
لنا الكنس والتنظيف ولهم القتل والمراكز .
لنا البكاء والحزن والكمد ، ولهم المال والجاه والقسوة .
لنا الله يا أحمد عبد الأمير ولهم حكومات وممالك وأمراء .
أنتصروا عليك يا أحمد طالما لم نستطع لحد اليوم من الأقتصاص من واحد منهم .
أنتصروا عليك يا أحمد طالما قنوات العهر والرذيلة تستقبل قتلتهم وسفلتهم وقواديهم .
أنتصروا عليك يا أحمد وأشاعوا الحرقة في قلوب أمك وأخوتك وكل الشرفاء من العراقيين .
لم تسقط امريكا ولم يرحل الأحتلال ولم تسقط الوزارة ، ولكنهم أسقطوك رقما من الحياة .
وسيبقون ينتصرون عليك وعلينا طالما بقينا نبكي على من سيذبح بعد اليوم ، فكلنا يا أحمد مشاريع لهم نترقب قدرنا على أياديهم .
لن نقيم لك العزاء ولن نقرأ الفاتحة حتى نمسح الحزن من وجوه أخوتك الصغار الذين لم يشبعوا من خبز العراق ، ولاغرفوا مايكفيهم من ماء العراق .
لن نقيم عزائنا عليك حتى نستدل على القتلة نطبق عليهم قصاص الله وحكم القانون دون مجاملة ودون خشية ودون خوف ، فالبريء لايخشى سوى الله ، والمظلوم يفوض امره الى الله ، وانا لله وانا اليه راجعون .



#زهير_كاظم_عبود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأبيض والأسود
- نريده عراقيا
- هولير التي لن يتوقف حلمها ابدا
- في بيتنا أيراني
- ماذا يريد الأيزيدية من الدستور العراقي الجديد
- زمن الخفافيش
- القتل الخطأ .. القتل الغبي
- فهمي هويدي يحلل من موقع الظالم
- السنابل العراقية تصير 71 سنبلة
- مظفر النواب الساكن في ضمير العراق
- الايزيدية والدستور¨- القسم الأول
- المرأة العراقية مساهمة وفاعلة في بناء العراق الجديد
- فلسطين محطة الصداقة الاولى لشعب كردستان
- هل نسيتم اهلنا في رفحاء
- الأرهاب واحد في كل مكان
- النص الدستوري بين الشكل والحقيقة
- الجامعة المفتوحة بادرة عراقية تستحق الاهتمام
- المرأة الايزيدية
- أبعاد موقف قطر المعادي للعراق
- العرب والكرد في الانتخابات العراقية


المزيد.....




- تفجير جسم مشبوه بالقرب من السفارة الأمريكية في لندن.. ماذا ي ...
- الرئيس الصيني يزور المغرب: خطوة جديدة لتعميق العلاقات الثنائ ...
- بين الالتزام والرفض والتردد.. كيف تفاعلت أوروبا مع مذكرة توق ...
- مأساة في لاوس: وفاة 6 سياح بعد تناول مشروبات ملوثة بالميثانو ...
- ألمانيا: ندرس قرار -الجنائية الدولية- ولا تغير في موقف تسليم ...
- إعلام إسرائيلي: دوي انفجارات في حيفا ونهاريا وانطلاق صفارات ...
- هل تنهي مذكرة توقيف الجنائية الدولية مسيرة نتنياهو السياسية ...
- مواجهة متصاعدة ومفتوحة بين إسرائيل وحزب الله.. ما مصير مفاوض ...
- ألمانيا ضد إيطاليا وفرنسا تواجه كرواتيا... مواجهات من العيار ...
- العنف ضد المرأة: -ابتزها رقميا فحاولت الانتحار-


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - زهير كاظم عبود - مرثية الى العامل احمد عبد الأمير