أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوال السعداوي - لجنة الخمسين والسقف المحرم!














المزيد.....

لجنة الخمسين والسقف المحرم!


نوال السعداوي
(Nawal El Saadawi)


الحوار المتمدن-العدد: 4216 - 2013 / 9 / 15 - 08:12
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


أزمة المثقفين فى مصر مزمنة تندرج ضمن الأمراض المتوطنة كالبلهارسيا. راسخة فى التربة الجسدية والعقلية. تمتد جذورها للعصور العبودية. لم تنجح فى اقتلاعها الثورات على مدى التاريخ حتى الثورات الأخيرة منذ يناير ٢٠١١. أريقت دماء الآلاف والملايين من الفقراء والفقيرات للتحرر من سطوة الأنظمة الطبقية الأبوية المسلحة بالأديان والسيوف والبنادق والقنابل الذرية والنووية.

تتعاون الأنظمة غربا وشرقا فى القارات الخمس، تستخدم الأديان بمثل ما تستخدم أسلحة الدمار الشامل، تفتك بأى ثورة شعبية تسعى للحرية والعدالة والكرامة.

ألم يتعاون السادات فى مصر مع رونالد ريجان وإسرائيل والخمينى والإخوان المسلمين؟ وصفقات جورج بوش السرية مع أسامة بن لادن وحسنى مبارك؟ وتعاون كلينتون وأوباما مع خيرت الشاطر ومرسى والقرضاوى؟

بالانتخابات المزورة أو ما يسمونها الشرعية الديمقراطية «تدعمها الأموال والإعلام المضلل» يحافظون على نظمهم الرأسمالية الذكورية المسيحية واليهودية والإسلامية والبوذية والهندوكية.

يحتاجون دائما إلى القوة الإلهية لتدعيم قوتهم العسكرية وغزواتهم الأرضية. من هنا تناقضهم الواضح بين التدين الظاهرى والفساد الباطنى، وصفقاتهم الخفية مع منظمات الإرهاب الدينى والسياسى، يخرج الملايين للشوارع فى ثورات عارمة، قد تنجح الثورة لتغيير بعض القواعد السياسية والاقتصادية، لكنها لا تمس القيم الاجتماعية أو الثقافة الراسخة فى الدولة والعائلة والمسجد والمعبد والكنيسة.

لم ينجح أوباما فى الانتخابات الأمريكية إلا بعد دعمه الكتلة اليهودية المسيحية الأصولية، ولم تنجح أنجيلا ميركل فى ألمانيا إلا بعد اعتناقها الفكر الذكورى الرأسمالى، كما فعلت مارجريت تاتشر فى بريطانيا.

أزمة الثقافة فى مصر جزء من أزمة الثقافة فى العالم. تتجلى الأزمة فى لجنة الخمسين لوضع الدستور، تضم المثقفين وتكشف تناقض الثقافة وتأرجحها بين مدنية الدولة وإسلامية الدستور. الدولة المدنية لا تقوم إلا على دستور مدنى، لكن المادة الثانية من الدستور المصرى تنص على أن الإسلام دين الدولة ومبادئ الشريعة الإسلامية هى المصدر الرئيسى للتشريع. هذه المادة لا تسرى إلا على قانون واحد.

جميع القوانين فى مصر مدنية إلا قانون الزواج والطلاق الوحيد الخاضع للشريعة. التمسك بالمادة الثانية لا يعنى إلا التمسك بإخضاع النساء لسلطة الزوج المطلقة، منها زواجه بأربع «شراهة غير إنسانية»، وتطليق زوجته حين يشاء «فساد وفوضى».

جذور المشكلة كامنة فى النظام التعليمى المصرى الذى يبدأ فى البيت والمدرسة والحزب السياسى وجميع مؤسسات الدولة ويطغى على الإعلام الحكومى والخاص، وقنوات الفساد السياسى والأخلاقى تتخفى تحت برامج دينية زاعقة، ورجال السياسة من كل الأنواع بمن فيهم الأحزاب الشيوعية والعلمانية يبسملون ويحوقلون بالمادة الثانية من الدستور سعيا لالتهام أصوات الإسلاميين فى الانتخابات.

والدولة المصرية رغم دستورها الإسلامى تسعى لالتهام المعونات من الغرب الاستعمارى وأسلحته وأدواته ومخترعاته التكنولوجية.

السياسة والثقافة تعملان للتوفيق القسرى بين إسلامية الدستور ومدنية الدولة، ما الفرق بين التوفيق والتلفيق؟

التناقض نتربى عليه منذ الولادة، منذ الإله رع وآمون حتى محمد على وعصر النهضة. لم نحل التناقض حتى اليوم.

منذ الرئيس المؤمن «السادات» طغى الفكر الدينى الرأسمالى الذكورى على العقول،

وأصبح الحجاب شائعا حول الرأس وداخل الجمجمة حول العقل.

المثقفون المصريون يتجاهلون دور النساء الفكرى فى الثورات، رغم أن للمرأة المصرية أعمالا فكرية ثورية لم يقدمها مفكرو النهضة من طه حسين وقاسم أمين ونصر حامد إلى رجال نخبة اليوم.

لم تخترق كتاباتهم السقف المحرم «الدين، الطبقة، الجنس، والسلطة الأبوية» الجاثم على العقل المصرى منذ الطفولة. بعض الرائدات خرقن هذا السقف بشجاعة، لهذا يتم تجاهلهن.



#نوال_السعداوي (هاشتاغ)       Nawal_El_Saadawi#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الجمال والإبداع والنرويج
- ذكرى ثورات كانت ولا تكون
- مكياج الوجوه القديمة
- إقناع أنفسنا قبل إقناع الآخرين
- بناء عقل مصر فى دستور جديد
- الثورة والحسم وسقوط الكذب
- هل تتشابه الملامح مع إدمان الكذب؟
- الصوت الباقى فى الوجدان
- ألم تستوعبى الدرس يا مصر؟
- أهناك علاقة بين السعادة والإرهاق؟
- الدولة الحرة. والمرأة الحرة
- وزارة النساء؟
- غياب العدل عن مؤتمر العدل
- الثورة وبناء عقل مصر المبدع
- ثورة شعبية وليست انقلاباً
- ميزان العدالة يا أمى هل يعتدل؟
- تمرد النساء المصريات والشباب
- البنات والأبناء يقودون آباءهم وأجدادهم للتمرد
- الشرخ العميق فى الشخصية
- الإبداع والتمرد والأسئلة البديهية


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - نوال السعداوي - لجنة الخمسين والسقف المحرم!