أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسيون - التعمية والبيان . . في دور الإخوان















المزيد.....

التعمية والبيان . . في دور الإخوان


قاسيون

الحوار المتمدن-العدد: 1204 - 2005 / 5 / 21 - 10:05
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


لما كان منطق الحياة بطبعه يسير في المحصلة في اتجاه التقدم البشري؛ رأينا أن من إيجابيات انهيار المعسكر الاشتراكي وتفرّد الرأسمال الإجرامي العالمي في سعيه للسيطرة الكونية، إعادة الصراع العالمي بين قوى الظلام وقوى التحرر إلى أصوله.
فلا يرى المرء وضوحاً في الاصطفاف الجديد بين قطب الشعوب وقطب الرأسمال الإجرامي أكثر مما هو عليه الآن، رغم سعار ماكينات الدجل الإعلامي ودأبها في تشويه الوعي الجمعي للشعوب.
بين هذين القطبين: قطب الشعوب المتطلعة للعيش بكرامة، وقطب الرأسمال الإجرامي العالمي؛ تعيد القوى والفعاليات السياسية والمثقفين والمتثاقفين اصطفافها الجديد، بعيداً عن الثنائيات الوهمية المعهودة بين إسلامي وعلماني، وبين أممي وقومي، أو غيرها من الثنائيات الوهمية الكثيرة. . .
ولعل الناظر في الواقع السياسي العربي الحالي؛ يجد الإسلام إسلامين, والماركسية ماركسيتين, والعلمانية علمانيتين، وكل منهن تصطف على النقيض من الأخرى في الفعل السياسي، وإن كان الجميع يدعي إخلاصه للرؤى الإيديولوجية التي ينطلق منها.
فالإسلام عند حركتي حماس والجهاد الإسلامي وحزب الله اللبناني، يعني القطع النهائي مع المشروع الأمريكي - الصهيوني في المنطقة العربية، كما يعني رفع شعار المقاومة الشاملة والحازمة لهذا المشروع مهما كانت التضحيات، والمقاومة الشاملة عندهم هي الخيار الوحيد أمام هذا الهجوم الهمجي، وهم على هذا يشكلون مع غيرهم من فصائل المقاومة رأس الحربة لشعوب العالم في مواجهة مشروع السيطرة الكونية للحكومة العالمية، وهم على هذا أيضاً يُسقِطون على الأرض ما دأبت على ترويجه مكنات الدجل الإعلامي في تسويق ثنائية تفتيتية للإسلام المقاوم, وأعني ثنائية سنة وشيعة, وهلال سني وهلال شيعي وبدر مالكي يعرقل بزوغ كوكب شمس الحرية الأمريكي!! الذي يسطع على العالم في سماء الديمقراطية الأمريكية!!!.
من المؤكد أن الإسلام المقاوم لشمس الحرية والديمقراطية الأمريكية – الصهيونية يعبر عن حالة أصيلة في المجتمع العربي، حالة تمثل الممانعة الطبيعية لشعب يحاول أن يجد لنفسه موقعاً في هذا العالم للعيش بسلم وكرامة على طريقته في تقرير مصيره، الأمر الذي يجعله في تناقض مستعص مع مشروع الهيمنة الأمريكية الصهيونية على العالم، كما يجعله عقبة صلبة في مواجهة هذا المشروع، مما رشحه ليكون الدريئة التي تتلقى شتى أنواع السهام، ابتداءً بمحاولات التشتيت والتفتيت عبر التعامل مع المذاهب الفقهية الإسلامية، والتي لا تعدو عن كونها اجتهادات فقهية مختلفة في الجزئيات، لا تحتمل أي شكل من أشكال الخلاف السياسي، مروراً بلصق تهمة الإرهاب به، وليس انتهاءً بالهجوم على ماهيته وعقيدته في محاولة بائسة لتحطيمه من الداخل عبر بعض «العلمانيين الجدد».
وآخر بدعة اكتشفها منظرو مراكز الأبحاث الأمريكية والأوربية, هو محاولة ضرب الإسلام السياسي المقاوم لمشاريعهم بإسلام آخر مفصلاً على قياس هذه المشاريع ليكون بديلاً عن الإسلام المقاوم، وقد تم الاصطلاح على مثل هكذا إسلام بـ »الإسلام المعتدل« أو »تيارات إسلامية غير أصولية« على حد تعبير الآنسة!!رايس، والتي رأت مؤخراً أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تخشى وصول تيارات إسلامية غير أصولية إلى السلطة إذا تم هذا الوصول بالوسائل الديمقراطية!. وفي الوقت الذي تمنع فيه فرنسا بث قناة المنار التابعة لحزب الله باعتبارها قناة معادية للسامية وتحث على الإرهاب، نجد وزراء خارجية الاتحاد الأوربي، والذين يعتبرون حماس والجهاد الإسلامي منظمات إرهابية، يتدارسون الدخول في حوار مع جماعات إسلامية معارضة ومعتدلة!.
إذن، مقياس الاعتدال عندهم، أن تقبل بالاحتلال الإسرائيلي لفلسطين، والاحتلال الأمريكي للعراق، وأن لا تقاوم أية مشاريع تُملى على شعوب المنطقة، وأن يكون السلام وفق مشيئة حاخامات السياسة الأمريكية – الصهيونية خيارك الاستراتيجي، وأن تضحي بأي مشروع للتحرر والنهضة لشعبك؛ عندها ستصبح مسلماً معتدلاً تخلص الإسلام من براثن ما تسمونها في بلادكم مقاومة.
ومن الغرائب الكثيرة والمحدثة في الحياة السياسية السورية، أنه وبعد النقلة المكانية للسياسية الأمريكية في المنطقة عبر تهدئة الوضع في فلسطين باتفاق القاهرة للتهدئة، ومحاولة التهدئة في العراق عبر الانتخابات، بغية نقل المعركة إلى موقع آخر وهو الساحة اللبنانية والسورية عبر اغتيال الحريري وما رافقه من تداعيات؛ بعد هذه النقلة المكانية يظهر الإخوان المسلمون علينا بدعوة أولى تطلب التحاق المعارضة السورية بالمعارضة اللبنانية، ثم ببيان يدعو للإنقاذ ويمهل – ولا يهمل – ثلاثة أشهر للإصلاح، وإلا . . .
نقول: من هذه الغرائب، أن يتبارى بعض المثقفين وبعض القوى فجأةً -وبقدرة قادر!!- على التباكي على الإخوان وما لحقهم من ظلم، وليشيدوا بروحهم العلمانية والديمقراطية، وتغيرهم الفكري والسياسي، ليصبح الهم الديمقراطي الرئيس لهم تمهيد الأوضاع للإخوان »المسلمين المعتدلين« لعودتهم إلى الحياة السياسية السورية، إذ أنهم –وسبحان مغير الأحوال- أصبحوا »حالة مجتمعية«. وكأني بهؤلاء المتهافتين يقدمون استقالة نضالهم الديمقراطي والمدني لشعورهم بالعجز عن التواصل مع الشارع، فيبحثون عن من يلتفون حوله ويقودهم، كما قاد حزب البعث حلفاءه في الجبهة الوطنية التقدمية.
إذن، الآنسة رايس لا مشكلة لديها في وصول الإسلام المعتدل إلى السلطة بالوسائل الديمقراطية، والإخوان المسلمون »المعتدلون« يتبنون الديمقراطية وحقوق الإنسان والمجتمع المدني، ولكي تكتمل اللعبة فيجب على الليبراليون الجدد أن يمهروهم بخاتم الديمقراطية والدولة المدنية، فيقدم الإخوان »جماهيرهم العريضة!!؟؟« لليبراليين على طبق من ذهب، ويحل الليبراليون الجدد مشكلتهم مع الشارع!!. ويستلمون السلطة . . ويجنبون سوريا الزلزال المحيط بها . . وتعيش سوريا الديمقراطية في تبات ونبات . . ويُخلف أبناؤها صبيان وبنات . . وتنتهي الحدوتة . .
ولكون هذا البرنامج يحمل مشاكل مستعصية، إذا ما تناوله أي امرئ تناولاً جاداً، ولكي يستطيع هذا » الإسلام المعتدل« أن يُسوَّق له ويسوِّق نفسه شعبياً، فلا بد من ابتداع آليات جديدة تخرجه من أسئلة جادة ومحرجة.
والآلية الأهم، والتي عليها المدار تتألف من عنصرين:
الأول: هو أن التغيير قادم لا محالة، وأن البديل الوحيد بعد عجز القوى الوطنية الديمقراطية عن إنجاز أي نجاح هو الإسلام »المعتدل«، ويُترجم الإسلام »المعتدل« في سوريا بالإخوان المسلمين، خاصة وأن الآنسة رايس قد رضت عنه (رضوان الله عليها).
والثاني: إغراق الخطاب السياسي بالتفاصيل الجزئية، بل وبجزء الجزء.
وهم بذلك يضربون عصفورين بحجر واحد. عندما يغرق المتباينون بالتفاصيل، ويتم التعامل مع الأمر وكأنه أمر واقع، وما علينا سوى التفكير بكيفية التعامل مع هذا الأمر الواقع. هذا من جهة. ومن جهة أخرى يتم تجنيب الإخوان أية أسئلة تكشف الدور الحقيقي المناط بهم، وهم بذلك يقومون بحملة دجل وتعمية بزَّت لاعبي الكشاتبين والثلاث ورقات.
فقد بات من الواضح أن أية قوة سياسية في الداخل يتناسب نفوذها عكساً مع رضى الخارج عنها، ولئن لم يستطع تقرير التنمية البشرية لعام 2004 تجاوز ما يسببه الاحتلال الصهيوني لفلسطين والاحتلال الأمريكي للعراق من مشكلات كبرى تعانيها شعوب المنطقة رغم وضوح ممولي هذا التقرير؛ فإن الإخوان قد تجنبوا ذكر كلمة واحدة في بيانهم الإنقاذي عن إسرائيل، وهم وغيرهم من دعاتهم يتعاملون مع جزئيات الإصلاح في سوريا وكأن سوريا دولة معزولة عن العالم أو في كوكب آخر غير الذي نعرفه.
إنهم مطالبون ودعاتهم -إن صدقوا النوايا- للإجابة على أسئلة الشارع السوري والعربي، والتي لا يمكن لهم ولا لغيرهم تجاوزها، والتي باتت خط الفصل بين جميع القوى السياسية، وفي مقدمة هذه الأسئلة: موقفهم من الصراع العربي الإسرائيلي؟، وموقفهم من المقاومة الفلسطينية واللبنانية والعراقية؟، وهل سيدعمون أي توجه مقاوم في السياسة الإقليمية لسوريا؟، وهل يرون سوريا الديموقراطية والتي تسير على نهج الإصلاح الداعين له رافعة لحركة التحرر الوطني العربية وداعمة للمقاومة بكافة أشكالها؟ أم أنهم يمثلون »الإسلام السياسي القابل للحياة على قاعدة فشل الأساليب الجهادية في تحقيق نتائج ملموسة لتعديل توازنات القوى ● « على حد تعبير أحد دعاتهم؟.
أكاد أظن أن الإجابة باتت واضحة وضوح »شمس الحرية والديمقراطية التي تشرق على العالم«، إذ أن النموذج المحتذى للإسلام السياسي لدى دعاتهم هو النموذج التركي، بل والمغربي، لا إسلام حماس والجهاد الإسلامي والصدر وهيئة علماء المسلمين في العراق.
ولا أدل على كلامنا سوى أداء إخوانهم في مصر المتحيرين في تفاصيل تعديل الدستور لا في كيفية إلغاء اتفاقيات كامب ديفيد الاستسلامية وإعادة مصر لممارسة دورها الطبيعي في الصراع العربي الإسرائيلي، وكذلك أداء إخوانهم في العراق (الحزب الإسلامي) المتحيرين في تفاصيل الانتخابات لا في مقاومة المحتل أو جدولة انسحابه من العراق.
■ ماهر حجار – حلب
[email protected]
● أكرم البني، صحيفة النهار تاريخ 9/5/2005. كما أن ما كتبه المحرر السياسي في الكفاح العربي يوم 7/5/2005 يُعتبر لافتاً للانتباه.



#قاسيون (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيان من الشيوعيين السوريين: يا عمال سورية.. رصوا الصفوف!
- المؤتمر الوطني بين رؤيتين
- د?. زياد الحافظ: يمكن أن تكون الحروب اللامتوازنة لصالح الأضع ...
- بيان من الشيوعيين السوريين بمناسبة الجلاء: دفاعاً عن الوطن ح ...
- المؤتمر القطري ومتطلبات المرحلة
- بيان من الشيوعيين السوريين يا عمال سورية.. رصّوا الصفوف!
- بيع الأوطان.. بين الليبرالية الجديدة والإخوان
- الأقصى.. وكل شبر من ثرانا..
- عن الفصام السياسي: كلام لا يقل جدارة بالنشر عن غيره
- مشروع المهام السياسية الملحة
- مشروع اللائحة التنظيمية
- بلاغ عن اجتماع اللجنة الوطنية لوحدة الشيوعيين السوريين
- سعدي يوسف.. عالياً.. عالياً
- أيمن أبو شعر: «عصفور محكوم بالإعدام»
- أوليغ شينين: لنرفع شعارات لينين لننقذ الوطن: «السلام للشعوب ...
- مجلس الضباط يشكل وحدات الجيش الشعبي
- انتخاب إدارة جديدة لجمعية العلوم الاقتصادية
- نداء إلى الضباط الروس: حماية الوطن مسؤولية الجيش
- نعم للوحدة الوطنية لا للفتنة
- من قزوين إلى البحر الأسود.. الأمريكان يسبحون في الفضاء «السو ...


المزيد.....




- المقاومة الإسلامية تستهدف المقر الإداري لقيادة لواء غولاني
- أبرزهم القرضاوي وغنيم ونجل مرسي.. تفاصيل قرار السيسي بشأن ال ...
- كلمة قائد الثورة الاسلامية آية الله السيد علي خامنئي بمناسبة ...
- قائد الثورة الاسلامية: التعبئة لا تقتصر على البعد العسكري رغ ...
- قائد الثورة الاسلامية: ركيزتان اساسيتان للتعبئة هما الايمان ...
- قائد الثورة الاسلامية: كل خصوصيات التعبئة تعود الى هاتين الر ...
- قائد الثورة الاسلامية: شهدنا العون الالهي في القضايا التي تب ...
- قائد الثورة الاسلامية: تتضائل قوة الاعداء امام قوتنا مع وجود ...
- قائد الثورة الإسلامية: الثورة الاسلامية جاءت لتعيد الثقة الى ...
- قائد الثورة الاسلامية: العدو لم ولن ينتصر في غزة ولبنان وما ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - قاسيون - التعمية والبيان . . في دور الإخوان