أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالسيد مليك - مصر بين المتغيرات السياسية














المزيد.....

مصر بين المتغيرات السياسية


عبدالسيد مليك

الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 18:01
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بين ليلة وضحاها أصبحت مصر جزءًا من مخطط مدروس بكل عناية للعبة سياسية كبيرة، لا تستهدف مصر فحسب بل جميع منطقة الأفرو- عربى والآسيو- عربى، نالت منها مصر وسوريا نصيب الأسد وشملت المنطقة ليبيا، تونس، البحرين وسبق كل هؤلاء التقسيم الفكرى والمذهبى للعراق والتقسيم الجغرافى للسودان الجنوبى والشمالى والتقسيم العرقى للأكراد فى تركيا والعراق، ومازالت رقعة اللعبة السياسية تتسع فى المنطقة من خلايا تعمل بكل جهد وإخلاص لتنفيذ أجندة غربية أمريكية لتفتيت المنطقة مذهبيًا وسياسيًا وجغرافيًا من خلال الترويج لما يعرف بثورة أو ثورات الربيع العربى.


وتحت هذه الشعارات البراقة انجرف أو انخدع الكثير من العامة ومن بينهم أيضًا الكثير من المفكرين والسياسيين أو من المقهورين من فساد الأنظمة السابقة، وما حدث من ضجيج فى منطقة الشرق الأوسط مع نهاية 2010 ما هو إلا مشروع ثورة ولدت من رحم المعاناة والغليان والبطالة وتدنى المستوى الاجتماعى والجهل والفقر والشحن الطائفى الذى فعلته وباشرته الأنظمة السابقة بعناية شديدة.

وعلى الرغم من فساد المنظومة السياسية السابقة فى جميع المنطقة الذى استغلته القوى السياسية الخارجية لخلق نوع من الفوضى المنظمة من خلال تفعيل دور المقهورين، وإعطائهم مساحة من حرية التعبير عن الرأى والتظاهر، إلا أن نفس هذه القوى الخارجية هى التى فعلت دور أنظمة سياسية أخرى ودعمتها بقوة لتدفعها كنظام بديل للدولة الديموكتاتورية فى المنطقة، فلم يختلط الأمر على نخبة السياسيين والمفكرين لقراءة المشهد المتباين للولايات المتحدة الأمريكية من دعمها للدور القطرى الذى يدعم التيار الدينى المتشدد بين قراراتها وبيانات البيت الأبيض فى دعم الديمقراطية وحرية التعبير عن الرأى وحرية الاختيار، وبين دورها فى الغرفة المظلمة وتأتى فى مقدمة هذه الاجتماعات زيارة جون كيرى للقاهرة يناير 2012 بحجة اللقاء بقيادات حزب الحرية والعدالة كغطاء سياسى للالتقاء بقيادات جماعة الإخوان المسلمين والتى أعلنت عنها الخارجية الأمريكية فيما بعد أن الإخوان قدموا للأمريكان تطمينات مؤكدة حول أنهم سيقومون بالحفاظ على المعاهدات مع إسرائيل.

وفى ضوء هذه الخطوة قام الدكتور محمد بديع المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين بوصفه الرجل الأول فى الجماعة بالسفر إلى تركيا، وفى ضوء مقولة السادات فى برلمان 1977 فى علاقة القذافى بروسيا آنذاك (لا روسيا دخلت فى الإسلام ولا معمر قلب «أى أنه دخل المسيحية»).
وهنا السؤال يطرح نفسه: ما هى علاقة التيار الدينى بالولايات المتحدة؟ بالرغم من تجربة الولايات المتحدة مع التيارات المتشددة والتى باءت جميعها بالفشل وأحداث 11 سبتمبر هى الشاهد التاريخى على ذلك مما دفع الولايات المتحدة رفض التفاوض مع وفد الإخوان المسلمين فى السفارة الأمريكية بالقاهرة عام 2004 معللة ذلك أنها لا تقبل التفاوض مع أى تيارات سياسية ذات مرجعية دينية، إلا أننا فى نهاية 2010 بداية ما أطلق عليه ثورات الربيع العربى، وجدنا أن الغرف المظلمة جمعت الطرفين من جديد فى واحدة من أبشع جرائم العهر السياسى فى العصر الحديث، فسر تمسك الولايات المتحدة بجماعة مصنفة بالإرهابية على حد تعبير مدير مكتب الاتصال بالجمهور والمساعدات فى البيت الأبيض فى رسالته للسيدة جيلفر مزراحى مديرة مؤسسة أمريكية تهتم بالشأن الإسرائيلى فى خطابه الذى قال فيه «إن البيت الأبيض فى حيرة حقيقية من جماعة الإخوان المسلمين ولا يستطيع أن يصنفها إلا على أنها منظمة إرهابية..».

فلم تعمل هذه الجماعة طيلة ثمانين عامًا سوى تحت الأنفاق المظلمة ذات تاريخ دموى ليس لديها الحد الأدنى من الفكر السياسى والاقتصادى، ولم تحاول تجميل موقفها بالاستعانة بأهل الخبرة فى هذه المجالات لإنقاذ ما يمكن إنقاذه مما آل إليه الوضع الداخلى طيلة عام كامل من حكم الإخوان لمصر، لكنها تقوقعت على نفسها وفضلت الاستعانة بأهل الثقة من الأهل والعشيرة وهم جميعهم قامات قصيرة جدًا لإدارة البلاد لذلك فهى جماعة يسهل توجيهها لتنفيذ أجندة الرجل الأسود من البيت الأبيض، ثانيًا وهو الأهم أن هذه الجماعة فى حال نجاحها أو سقوطها فهى قادرة على الفرز الطائفى بين المصريين وخلق نوع من الفوضى فى الشارع وزعزعة الأمن الداخلى للبلاد، وهذا ما لجأت إليه بعد فض اعتصام رابعة العدوية والنهضة فى 14 أغسطس من اعتداءات ضد الأقباط وممتلكاتهم وحرق الكنائس والاعتداء على أقسام الشرطة والبوليس، فلو كان هدف الولايات المتحدة تجاه مصر والمنطقة ترسيخ قواعد الديمقراطية الحقيقية لكانت فعلت دور بعض الأحزاب السياسية ذات التوجه الليبرالى «الوفد أو التجمع..» القادرة على حمل الراية حتى لو بصفة مؤقتة لحين استقرار الأوضاع الداخلية للبلاد أو من خلال دعم مجلس انتقالى للثورة يتكون من رؤساء الأحزاب السياسية والتى تُمثل كل التوجهات السياسية لإدارة الأزمة، أما إن كان دور أمريكا هو العبث بمقدسات المنطقة وتفتيتها لدويلات هشة فمصر شعبًا وجيشًا قبلت التحدى، ولقنت الأمريكان درسًا قاسيًا وصفعة مدوية ستسطر على كل شبر فى جدران البيت الأبيض عندما استأصل المصريون شعبًا وجيشًا حلفاءهم من الإخوان المسلمين من الحياة السياسية بشكل نهائى ولا تراجع فيه وبذلك تكون انتصرت الإرادة المصرية وأفقدت الولايات المتحدة اتزانها من خلال خسارتها أكبر شبكة جاسوسية فى المنطقة.



#عبدالسيد_مليك (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لبنان والفتنة الطائفية
- مرسي الرئيس المصري ام المسلم
- مصر بين العزل السياسي والجغرافي
- الانتخابات المصرية بين المدنية والدينية
- التاريخ يعيد نفسه
- مجلس الشغب
- دوله الاخوان المسلمين


المزيد.....




- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
- إيهود باراك يفصح عما سيحدث لنتنياهو فور توقف الحرب على غزة
- “ألف مبروك للحجاج”.. نتائج أسماء الفائزين بقرعة الحج 2025 في ...


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عبدالسيد مليك - مصر بين المتغيرات السياسية