|
لنحسم المعركة الى جانب القوى المدنية الحضارية في الناصرة
نبيل عودة
كاتب وباحث
(Nabeel Oudeh)
الحوار المتمدن-العدد: 4215 - 2013 / 9 / 14 - 00:06
المحور:
المجتمع المدني
كنت احبذ ان لا اكتب عن قضايا انتخابات السلطات المحلية ... بما في ذلك عن انتخابات مدينتي الناصرة وان اواصل تسجيل "يوميات نصراوي" النوستالجية . كل كلمة ساكتبها ستفسر بما تلائم طرفا ما. اقول بوضوح وبشكل قاطع، انا مثقف وناشط سياسي مستقل، صاحب رؤية اجتماعية وفكرية ويحب مدينته واهل مدينته، يعرف اشكاليات الواقع النصراوي واشكاليات الواقع العربي داخل اسرائيل. لا اعيش اوهام الشعارات التي تنمو مثل الفطريات، لها نفس الشكل ونفس المضمون حتى لو اختلف حجمها، عرضا او طولا ولا تختلف في تكرار وابتذال ذهن المواطن. لا ابني تقييماتي بناء على شعارات وصور كبيرة.. حتى لو كان "النجم"الحالم بالرئاسة يتمتع بجاذبية ممثلي هولويود.. ولا اقول الممثلات!! مقالي الأخير اثار ردود فعل واسعة،اسعدتني الردود بسبب التماثل الواسع مع سخريتي المرة- السوداء التي شملها مقالي، كنت ساخرا حتى العظم من اساليب التسويق الإنتخابي والترويج لبضائع فات موعد تسويقها. ضحكوا معي من الشعارات الفارغة للخطاب الذي تجاهل عقل شعب مجرب ، مثقف ، اكاديمي، ينتمي للقرن الحادي والعشرين.. قرن الحضارة الانسانية المنطلقة لخارج المجموعة الشمسية بينما البعض مقيم طوعا في عصر صار مادة للباحثين عن المتحجرات- الأحافير . محمود درويش يقول: "سنصير شعبا حين ننسى ما تقول لنا القبيلة".
رجاء لا تتعاملوا معنا بعقلية القبيلة. الانتماء اليوم للمجتمع المدني.. للحداثة الاجتماعية ، للفكر المتنور ..للرقي الفكري والاجتماعي، للعلمانية المتنورة ، لحرية ممارسة الانسان لعقائده، للتعددية الفكرية، الدينية والاثنية، بعيدا عن الظن انه :" اذا حقدت عليك بنو تميم ظننت كل البشر حاقدين وغاضبين". لا ادعي ان ادارة سلطاتنا المحلية ، وادارة بلدية الناصرة تحديدا، تستجيب لرؤيتي التنويرية . الموضوع نسبي وتدخل عليه عوامل سلبية من أفراد، من السلطة، من قيود في الميزانيات نتيجة واقع لا يحتاج لتكرار مسؤولية السلطة العنصرية، بنفس الوقت لا يمكن تجاهل القصورات الذاتية وغيرها من نقاط الضعف السلبية في انعكاساتها على الجمهور. من الخطأ طرح مواقف تدعي ان السابقين لم يحققوا اي انجاز.. هذا النفي المطلق او النسبي هو ذر للرمال في العيون. انتقاد القصورات ليس ضروريا فحسب بل هو واجب ، لكن هناك اسلوب حضاري للنقد. هنا يبدأ الفصل بين القوائم والمرشحين حسب منطق عقلاني يحتكم الى العقل. من يريد التغيير ، بمفهوم تحسين وتنجيع الخدمات، عليه الدخول في هذه الخانة وطرح ما يثبت شعاراته. اما القول ان الادارة السابقة حكمت اربعة عقود لم تنجز بهم شيئا فهذا كلام لا يستحق الرد ولا يصدر الا عن فكر مغلق ومتغاب، فكر فقير الفهم لكل موضوع السلطات المحلية.. ويستهتر بذكاء المواطنين!! دعوت الى عدم الصراع بين الجبهة وعلي سلام، للأسف ارى ان الجسور تحترق او احترقت كليا. نحن لا نخوض معركة ضد الحزب الشيوعي. لا تهمني تصرفات الحزب ،نظرياته ومواقفه بل ما يطرح من جبهة الناصرة بشكل عيني حول رؤيتها للمستقبل البلدي.. محاكمتها هنا، وليس في جبهة التنظيم السياسي الذي كان الحاضنة التاريخية لتنظيم الجبهة. واضح ان العلاقة وثيقة، ولكن هل يجوز لي بسبب رفضي ايديولوجية ونهج الحزب الشيوعي مثلا ان ارفض النهج البلدي التطويري والاجتماعي الذي سارات عليه جبهة الناصرة بمعزل شبه كامل عن سياسات الحزب العامة، الا اذا اعتبرنا ان الالتزام بالموقف الوطني والاجتماعي والسياسي، خاصة من القضية الفلسطينية حسب رؤية الحزب الشيوعي التي لا تختلف كثيرا عن مواقف مجمل الاحزاب السياسية العربية، هو الخطيئة الكبيرة لجبهة الناصرة. من يظن ذلك ليعلن رأيه ... سنصفق له داخل صناديق الاقتراع!! اريد ان اقول امرا لا استطع تجاهله، انا سررت جدا بترشيح النائبة حنين زعبي لنفسها في هذه الانتخابات. اولا من رأيي الذي عبرت عنه دائما، ان المرأة يجب ان تحتل مكانة مرموقة سياسيا واجتماعيا وليس مجرد اول مكان غير مضمون في قائمة المرشحين التي يحتل الأماكن المضمونة فيها الرجال. اقول ذلك رغم رؤيتي السياسية المختلفة حول العديد من الطروحات لحزب التجمع ولنشاط حنين المباشر. لكن هذا يتقلص حتى الصفر امام رؤية امرأة حضارية، متنورة، علمانية،لها نشاطها في اطار المجتمع المدني ترفع مكانة المرأة العربية ، وخاصة النصراوية، الى مرتبة عليا تستحقها بجدارة. ترشيح حنين لنفسها هو انجاز هام جدا.ليس على مستوى حقوق المرأة فقط، انما ايضا على مستوى تشكيل قوة مدنية علمانية متنورة ترفض الغيبيات والخرافات التي تنادي بحجب المرأة على مستويين ، شخصي واجتماعي. من هنا اشعر باطمئنان كبير ان الناصرة حالها اليوم افضل من الانتخابات الماضية. نحن امام كتلة مدنية ، تتشكل من الجبهة وقائمة حنين التي لا اعرف اسمها بعد.ترشيح حنين زعبي سيغير المعادلة الانتخابية في الناصرة لصالح القوى المدنية المتنورة بغض النظر عن اطارها التنظيمي، لا اتحدث عن القوة الفائزة بمفهوم تنظيم معرف بالاسم، انما اتحدث عن مجموعة قوى تتميز بالتمسك بالفكر المدني الحضاري والوطني يجب ان تغير كل قواعد اللعبة البلدية والسياسية لمدينة الناصرة وتقودها بفكر تنويري مدني حضاري في السنوات القادمة. من هنا ارى ان معركة الانتخابات الحالية هي الأفضل من المعارك السابقة، لا اتحدث عن عدد المقاعد للجبهة التي ارى نفسي اقرب اليها. انما اتحدث عن ظروف نشوء كتلة قوية في التشكيل البلدي القادم ، قادرة على تشكيل مجلس بلدي مدني، حضاري ووطني يواصل معركة الجماهير العربية ومعركة الناصرة التطويرية. آمل ان تصل القائمتان الى لغة مشتركة وتفاهم .. والمنافسة ليست حربا، ليست عداء، هي حق ديمقراطي يجب ان يمارسة المواطن بحرية وعقلانية.
#نبيل_عودة (هاشتاغ)
Nabeel_Oudeh#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
انتخابات السلطات المحلية العربية: الى أين ننزلق؟!
-
يديعوت:عملاء مخابرات يهود تزوجوا نساء فلسطينيات بهدف الوصول
...
-
يوميات نصراوي: وداعا موسكو
-
يوميات نصراوي : مع محمود درويش في موسكو
-
انتخابات بلدية الناصرة: يجب وقف الصراع بين الجبهة وعلي سلام!
...
-
إذاعة الشمس منبرا ومدرسة إعلامية مميزة تحتفل بعيدها العاشر
-
اسرائيل مستقبل مشكوك فيه
-
يوميات نصراوي: يا عدرا يا أم المسيح ارفعي عنا التصاريح
-
الدكتور محمد البوجي* يحاور الكاتب والناقد نبيل عودة حول معنى
...
-
يوميات نصراوي: خمسة زهرات تقتل بوحشية
-
الناصرة عشية انتخابات بلدية: يجب احداث نقلة نوعية
-
حين تصبح القبيلة دولة..!!
-
يوميات نصراوي: المعلم والطالب
-
يوميات نصراوي: عن الثقافة والتهريج
-
وفاة الشاعر الفلسطيني ابن الناصرة جمال قعوار
-
يوميات نصراوي: الزنزانة
-
يوميات نصراوي: مرحى للإنتفاضة!!
-
خرجت من الظل إلى الضوء مباشرة
-
لقاء بعد عشرين عاما
-
ملوك خالدون
المزيد.....
-
كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
-
اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
-
السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في
...
-
ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
-
السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير
...
-
غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا
...
-
شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
-
هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و
...
-
ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها
...
-
العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با
...
المزيد.....
-
أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال
...
/ موافق محمد
-
بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ
/ علي أسعد وطفة
-
مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية
/ علي أسعد وطفة
-
العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد
/ علي أسعد وطفة
-
الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي
...
/ محمد عبد الكريم يوسف
-
التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن
...
/ حمه الهمامي
-
تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار
/ زهير الخويلدي
-
منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس
...
/ رامي نصرالله
-
من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط
/ زهير الخويلدي
-
فراعنة فى الدنمارك
/ محيى الدين غريب
المزيد.....
|