أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد كعيد الجبوري - إضاءة / وللفقراء قصصهم !!!!














المزيد.....

إضاءة / وللفقراء قصصهم !!!!


حامد كعيد الجبوري

الحوار المتمدن-العدد: 4214 - 2013 / 9 / 13 - 01:34
المحور: حقوق الانسان
    



بين يوم وآخر أذهب لسوق الخضار لجلب احتياجات البيت من فواكه وخضر ، بعد أن أنهي تبضع ما أريد أنادي أحد العاملين على عربة النقل الخشبية لمساعدتي في إيصال ما أشتري لسيارتي الخاصة , جمعت كل بضاعتي المشتراة ووضعته أمامي وأنتظر مرور أحد الصبية المجدون بعملهم ، جاءني رجل بعمري تقريبا ووقف قبالتي وقال أتحتاج لعربة ؟ ، أعلنت موافقتي له وبدأنا نضع الأمتعة بعربته وقلت له ، كم تطلب مني لإيصالها لسيارتي ؟ ، أجاب ما تجود به عليّ ، قلت سأعطيك ( 250 ) دينار ، قال رزق من الله ، وحقيقة ( 250 ) دينار أقل عملة عراقية بيومنا هذا وهي لا تساوي نصف كيلو طماطم ، وأعترف أن حديثي معه كان استفزازيا ولكن الرجل لم يستفز لحديثي ، قلت له كنت أمزح معك سأعطيك ( 1000 ) دينار وهي الأجرة الفعلية له ، أجاب الرجل ما تعطنيه رزق من الله ، أحببت أن أعرف سر هذا الرجل من خلال حديث هيأته له ، قلت له لماذا لا تعمل بعمل غير هذا يناسب عمرك ؟ ، أجابني لا عمل يناسب وضعي إلا هذا العمل ، قلت له كم من الأولاد لديك ؟ ، قال لا ولد لي ، قلت أطفالك بنات ؟ ، قال لا لست متزوجا ، قلت له ولماذا لم تتزوج ؟ ، قال بأي شئ أعيل زوجتي وأولادي ، وأين أسكنهم ، قلت ألا ترغب في الزواج ؟ ، قال ومن يعطيني الزوجة وأنا لا بيت ولا عمل ، وصلنا لسيارتي وبدأت معه أنقل بضاعتي من عربته الخشبية لسيارتي ، أنهى الرجل عمله وأخرجت له ( 5000 ) آلاف دينار وقلت هي لك ، أجابني حقي هو (1000 ) الألف دينار لا غير ، قلت المتبقي هدية لك ، قال أتعرفني لتقدم هدية لي ؟ ، وما مناسبة هديتك ؟ ، وقال ، أسمع يا رجل لو كنت أتقبل الهبات والصدقات لما عملت بهذا العمل الشاق ، وانأ بهذا العمر حيث قاربت الستين ، ولو كنت أقبل الصدقات والهبات لتزوجت من زمان وبنيت دارا كما يفعل المتسولون ، حقيقة كبر الرجل بنظري وأحسسته أكبر مني تجربة وخبرة ومعرفة بصروف الحياة ، ولا أعرف كيف بدر لي أن أسأله قائلا هل خدمت في العسكرية ؟ ، أجابني وهل أنا مجنون لأخدم طاغية أباد الزرع والحرث ، قلت له هل هربت من الخدمة العسكرية ؟ ، ضحك وقال لا والله لم أهرب ولكني أدعيت الجنون فأحلت الى لجنة طبية مختصة بمستشفى الرشيد العسكري ، واستطعت أن أتقمص دور المجانين واقتنعت اللجنة الطبية بجنوني ، وأخرجت من الجيش لأسباب صحية ، قلت له ألك أخوة أو أخوات أو أقارب ؟ ، قال لي حملتني أمي وتوفيت بالولادة وكفلتني جارة لنا ، وكان أبي رحمه الله عاملا بسيطا وفقيرا ، يجوب طرقات الحلة حاملا ( صينية ) بين يديه يضع فيها حب الرقي ، وحب عين الشمس ، وحين يتعب يجلس أمام أحد المدارس ليبيع سلعته للطلاب ، وتوفي والدي بمرض عضال ولم تسعفه المستشفيات الحكومية فترة حكم الطاغية المجنون ، والآن أعيش بل أبيت بدار خالتي التي تضجر مني لو لم أأتي لها بشئ معي ، لذلك سكنت الخانات أنام مع إسطبلات الخيول والحيوانات لأنها أرحم من كل البشر ، قلت له الدولة تعطي معونة للعاطلين عن العمل فهل تحصل على تلك المنحة ؟ ، أجابني نعم يعطونني (150 ) الف دينار كل ثلاثة أشهر ، ومعلوم أنها بكاملها لا تفي زيارة طبيب ولمرة واحدة للعلاج ، قلت له راضٍ أنت عن حياتك هذه ؟ ، أجابني بثقة عالية حمدا لله على نعمته ، وحمدا لله على الصحة ، وحمدا لله لست محتاجا لأحد ، قلت لنفسي لأقارن هذا الرجل الصابر المكافح بعضو البرلمان العراقي الذي يأخذ الملايين ويصف العراقيون بأنهم ( دايحين ) ، من الأفضل والأشرف والأنقى ، هذا الرجل أم من يسرق ماله بمرأى ومسمع وتحت مظلة القانون ، للإضاءة ...... فقط .
استدراك : أسم الرجل ( فلاح هادي محمود المعمار )
ت / 1957 م الحلة / الصوب الصغير / بابل
المرفقات
صورة شخصية / هوية الأحوال المدنية



#حامد_كعيد_الجبوري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إضاءة / ( الفقير والتعيير والطموح )
- حيّ أعله الشهادة / (الى الشهداء البؤساء الذين قدموا أرواحهم ...
- ( ثائرة الفراديس والعشق العراقي )
- ( نصيحة موت ) ردا على قصيدتي ( ستين أعبرت )
- ( ستين أعبرت ) / الى عاشقة الورود زهرتي وملاذي
- مضر الحلي ، ورؤيا لإعادة النظر بالتاريخ !!!
- إضاءة / دولة ، حكومة ، عشيرة ، يا دولة رئيس الوزراء ؟؟؟
- ( أحنه صف النجيفي ) !!!!
- (شوك الفطيم)
- إضاءة / ( وأد النور )
- إضاءة / دجاجة ( صدام ) الدكتاتورية تأكل عدس الديمقراطية !!!
- ( يمه دين الفقره متعب ) / الفقراء وطقوس رمضانية
- ( شك ما يتخيط شكينه ) / أهازيج ثورة العشرين
- إضاءة / هذا من فضل ...!!!
- إضاءة / ثورة العشرين وانتفاضة الواحد والتسعين !!!
- اليهود شماعة الفاشلين !!!
- ( حسام الشلاه ) يلقي القبض على المطلوب ( وجيه عباس ) !!!
- ( عشك الناس )
- ( الماطور سكل ) ودولة القانون !!!
- ( نلكح من طلع نخلتنه كل بستان ) / النخلة العاشقة


المزيد.....




- المرصد السوري: نحو 105 آلاف شخص قتلوا تحت التعذيب بالسجون خل ...
- تونس: المفوضية الأوروبية تعتزم وضع شروط صارمة لاحترام حقوق ا ...
- وسط جثث مبتورة الأطراف ومقطوعة الرؤوس... سوريون يبحثون عن أق ...
- مسئول بالأونروا: ظروف العمل في غزة مروعة.. ونعمل تحت ضغوط لا ...
- جمعية الإغاثة الطبية بغزة: أكثر من 70% من سكان القطاع بلا مأ ...
- -حفلات يومية-.. ممارسات تعذيب -احترافية- في مراكز الاحتجاز ا ...
- الأمم المتحدة تبحث وقفا -غير مشروط- لإطلاق النار في غزة
- أردني محرر من سجون سوريا يروي معاناة 26 عامًا من الاعتقال وي ...
- هآرتس: وفاة 4 فلسطينيين تحت التعذيب بإسرائيل منذ أكتوبر 2023 ...
- وصفتها بالمتسرعة.. برلين ترفض مطالب بإعادة اللاجئين السوريين ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - حامد كعيد الجبوري - إضاءة / وللفقراء قصصهم !!!!