وسام الفقعاوي
الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 10:15
المحور:
حقوق الانسان
في غزة... الصحة للأغنياء فقط!!!.
بقلم: وسام الفقعاوي.
قالوا في مهنة الطب أنها "مهنة الإنسانية"، بما يعني أن الطبيب يجب أن يتحلى بأرقى وأرق الصفات والقيم الإنسانية، كونه يتعامل مع أناس مرضى تريحهم المعاملة الحسنة والكلمة الطيبة أكثر من العلاج في بعض الأحيان، لكن أن يتحول الطبيب إلى مجرد "آلة صماء" لإجراءات "إدارية خرقاء" هنا تقع المصيبة، وأية مصيبة أكبر من أن تتحول مهنة الإنسانية (الطب) إلى مجرد "إجراءات بيروقراطية أساسها من يستطيع أن يدفع، يستطيع أن يتطبب"، وهذا ما يحصل في مستشفيات غزة الحكومية/العامة.
فالناس بسطاء الحال يلجأون إلى المستشفيات الحكومية/العامة هرباً من سيف "الطبيب الخاص"، الذي لا يستطيع الكثير من الناس تحمل نفقاته إلى جانب روشتة العلاج، لكن للأسف أن واقع الحال في المستشفيات الحكومية ليس أفضل، بل على العكس تشعر الناس بالظلم والقهر والغبن أكثر، وأي ظلم أو قهر أو غبن أكثر من أن لا يستطيع الطبيب لمس المريض حتى ولو كان على شفى حفرة من الموت، إلا إذا أحضرت له "تذكرة"، ولا يكتفي بذلك بل يجب أن يكون عليها "دمغة مدفوعة"، وإذا خاطبت الطبيب: عالج المريض لحين انتهاء الإجراءات، يرد: لا أستطيع حتى تحضر التذكرة وعليها الدمغة (هكذا هي التعليمات)، هذا حصل مع ابني، وحصل مع العديد من الناس أمامي، وحصل مع صديقي بالأمس الذي يعاني من اختلال في التوازن "بسبب نقص الأكسجين الذي يصل للدماغ" وغضروف مستعصي، حيث كان يعاني من صداع شديد أخذ على أثره (شريط أكمول كامل، وحبتين للصداع النصفي، وأبرتي "ديكورت ودكلفن")، قبل أن يذهب لمستشفى ناصر بخان يونس، ويواجه بتلك الإجراءات والدفع على كل خطوة يخطوها داخل المستشفى، إلى أن وصل لعدم القدرة على دفع المستحقات المطلوبة، وعليه عدم تلقي العلاج المطلوب، ليبقى صداع الرأس مضافاً له دوار واقع الحال الذي وصلنا إليه.
لنتساءل، إذا كانت كل تلك الإجراءات المستحدثة تحصل لمن يملكون "تأمين صحي"، ولديهم القدرة على تحمل النفقات المطلوبة، فماذا يحصل مع من لا يملكون "تأمين صحي" وليس لديهم القدرة على تحمل نفقات العلاج المطلوبة؟!!.
أخيراً أقول: لولا أن علي بن أبي طالب أدرك أن الفقر داء/مرض كل عصر لما قال: (لو كان الفقر رجلاً لقتلته)، وقوله أيضاً: (ما اغتنى غني إلا بفقر فقير)، فما بالكم عندما تغتني السلطة باسم القطاع الحكومي أو العام؟!!.
#وسام_الفقعاوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟