أمل جديد ...

نهاد عبد الامير الناصر

الحوار المتمدن-العدد: 4213 - 2013 / 9 / 12 - 03:09
المحور: المجتمع المدني
    

اليوم أستوقفتني كلمة لجاري (أبو محمد) الطيب جداً - والعراقي جداً كذالك - وكانت في معرض كلامه عن وضع المثقف في العراق اليوم وعلى اختلاف مسمياته وعناونيه.
يقول : (المثقف اليوم يشارك السياسي في رفع شعارات الديمقراطية لكن ليس من اجل المواطن ,, بل من اجله هو وحركته داخل المجتمع كي يغطي – كما هو حال السياسي – على مسؤولياته اتجاه المواطن الذي هو هدف الديمقراطية بالنتيجة ,, والتي يتزعمها في العراق هذه الايام السياسي الجاهل او السارق ,, ويثقف لها مثقفين بلا ضمير ولاثقافة يدورون حول ذواتهم ومشاريعهم ونخبهم في طول وعرض هذه الديمقراطية المزعومة ,, وعلى هذا أنا - والكلام له - لا أؤمن ولا أعتقد بحقيقة وجود ديمقراطية حقيقية في العراق اليوم).

الذي أستوقفني في كلام جاري الطيب ابو محمد (رغم اني أكره التعميمية في الافكار وتعبيراتها) هو دور المثقف الحقيقي في زمن الديمقراطية , وهل أن المثقف العراقي له شخصية وجودية وكيان حقيقي عند الناس (غير الاعلاميين منهم) أي هل هم فعلاً على تماس مع قضايا مجتمعهم وهمومه ,, وما هي مشاريعهم في المواطن أو مشاريعهم للمواطن في المجتمع ..!!
هل يمكن للأنسان ان يكتشف السياسي الفاشل من فعله ومن مشاريعه ومن أثاره ودوره في المجتمع , ويكتشفها أيضا في المثقف وبنفس الطريقة .. !!

أقول هذا الكلام وفي هذه الايام هناك مواطنين عراقيين يتقدمون المشهد ويُقدومون انفسهم كمشاريع بديلة (لخدمة المجتمع) وليس بديلة عن السياسي او المثقف في المجتمع , أي انهم يمارسون فعل السياسي والمثقف في المجتمع (على فرض وجوده) ومن دون غطاء سياسي او ثقافي لهم ومن أي جهة كانت , فهم لا ينتمون لجهة بل ينتمون لمجتمعهم فقط وبكافة أبعاده ,,,
هذه الحالة تفتح لنا أمل جديد في شباب جديد يستطيع أن يكون مُعبر حقيقي عن مأساة وأحتياجات وهموم المجتمع العراقي اليوم , خاصة انهم لا يطرحون انفسهم كبديل لاحد وبجهد ذاتي وتحرك عميق وأهداف عليا لا يمكن لاكثرنا تفائلاً ان ينتظرها من مشروع لأحد السياسيين أو المثقفين في مجتمعنا اليوم ,,,

ولعل قربي واطلاعي على منظمة صغيرة في أفرادها وأعضائها وكبيرة في فعلها ودورها في مجتمعنا أعطى لي شعوراً كبيراً بالفخر والاعتزاز والامل بجيل واعي يمكن له ان يكون اللبنة الأساسية لمجتمع أكثر سعة وكرامة ووعياً ,, وأقل تعاساً وجهلاً وبؤساً,,,

أنا هنا أتكلم عن (منظمة أفق للتنمية البشرية) فالمتابع لحركتها او لنوعية مشاريعها يجد فيها (ومنها) آفاق جديدة ورؤئ مهمة جميعها تمس حياة الناس وتلامس جراحهم وتدفع بأتجاه الخلاص المجتمعي الذي نطمح اليه جميعاً في وطن يكون في خدمة المواطن كما كان حال المواطن (ولا زال) في خدمة الوطن , فمن حركتهم الدائمة في الدعم للمحتاجين من أهلنا في العراق الى حركتهم المهمة باتجاه الطفولة في العراق وفكرة الاهتمام بها لمستقبل أقل عنفاً وأكثر أبداعاً الى تحشيدهم ودعمهم في المراحل المتقدمة لحملة الغاء الرواتب التقاعدية للبرلمانيين او الرئاسات الثلاثة الى حملة (أعرف حقك) لتفعيل الفقرة 30 من الدستور العراقي والتي تنص على تكفل الدولة للفرد وللأسرة ـ وبخاصة الطفل والمرأة ـ الضمان الاجتماعي والصحي والمقومات الأساسية للعيش في حياةٍ حرةٍ وكريمة الى الدعوة الى العديد من المنتديات والتجمعات والفعاليات المجتمعية والتي تصب جميعها في خدمة المجتمع وطرح الحلول لمشاكله مع الممارسة الحقيقية للخدمات وبجهد ذاتية ودعم فردي من الافراد والاعضاء وبأصرار عجيب على النجاح وتحقيق التغيير في المجتمع لصالح الناس التي لم يستطع (من دون تعميم) لا السياسي ولا المثقف ان يفعل لها شيئاً او أن يُعبر عنها بجدية في مشروعه المنجز في المجتمع مع الاسف الشديد ,,,

يقول الكاتب الانكليزي فرانسيس بيكون (هدف الحياة الأسمى ليس المعرفة بل الفعل) لذالك من واجبنا جميعاً ان نغير ونفعل في مجتمعنا ونُنمي أجيالنا القادمة ونؤهلها ونحميها عن طريق تأهيل انفسنا أولاً والمطالبة بحقوقها المشروعة مع حماية وضمانة لعيش كريم لكل مواطن في هذا البلد الغارق بالخيرات والدماء .. !!

أن دعمنا ومساندتنا ووقوفنا مع من (يفعلون ويعملون) اليوم في العراق وعلى الارض هو مساهمة فاعلة وحقيقة منا جميعاً في التغيير الذي نريده لمجتمعنا ونطمح له كمستقبل لأولادنا واحفادنا , ويُشكل هذا الدعم كذالك (فرصة ذهبية) للسياسي والمثقف (اذا صدقت النوايا طبعاً) لكي ينضوي تحت مشروع حقيقي يكون هو وبشخصيته الاعتبارية فاعل فيه والمساهم في التغيير الذي ينشده لمجتمعه مع الجميع ولمصلحة الجميع بالمحصلة ...

#نهاد_عبد_الامير_الناصر (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات