أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - حين يعجز المنطق














المزيد.....

حين يعجز المنطق


هادي بن رمضان

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 22:54
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


كلما أسدل الليل ستاره إلا وتقلبت في فراشي محاولا فهم منطق الإله او بعض منطقه دون القدرة على الفهم او التبرير .. لقد جائت كلمات وسلوكات الإله خروجا على المنطق ... كلما استمعت يوم الجمعة إلى سورة الكهف إلا وحاولت ان افهم إحدى الايات العجيبة والمنطق العجيب .. حادثة "خضر" نبي "موسى" الذي قتل ذلك الغلام .. قتل ذلك الغلام الذي كان سيصبح يوما ما طاغية كافرا .. لقد قتله خشية أن يرهق والديه طغيانا وكفرا .. أي أن الله يكره كل الطغاة والكفرة .. فلماذا يخلقه إذا إن كان سيصبح يوما ما شيئا يبغضه .. لماذا يقتله قبل ان يصبح طاغية كافرا .. كنت كلما سألني أحد الاصدقاء من الملحدين عن سبب مجيئنا لهذا العالم إن كان الله يعلم قدرنا اي انه يملك القدرة على جزائنا وعقابنا بلا حاجة لان نحيا .. كنت أجيب حينها أن هذه الحياة ستكون حجة الإله علينا .. اي ان الإله لو حاكمنا قبل ان نحيا فللجميع حينها الحق في الإحتجاج لانهم لم يملكوا فرصة للتفكير أو الإختيار .. لقد كان هذا جوابي .. لكن ذلك الغلام قتل قبل ان يمارس طغيانه وكفره .. قبل أن يملك أي فرصة للتفكير او الإختيار .. إذن إن كان الله يامر بالقتل خشية من الكفر والطغيان فلماذا مر بالتاريخ كل اولئك الطغاة والكفرة والزنادقة .. إن ذلك الغلام مهما كان سيوقع بوالديه من كفر وطغيان لن يكون بمثل قسوة و وحشية الزعماء والقادة والاباطرة والملوك الذين أذاقوا الشعوب كل انواع الظلم والقهر والطغيان .. لماذا لم يقتل الإله هؤلاء .. لم يقتلهم قبل أن يرهقوا الإنسانية بطغيانهم وكفرهم .. لماذا يعطف الإله على والدي الغلام ولا يعطف على الالاف بل الملايين من البشر الذين قتلوا وذبحوا وعذبوا من قبل أولئك الطغاة او الكفرة الذين كان يستطيع الإله ان يقتلهم قبل أن يمارسوا طغيانهم وكفرهم .. كان يستطيع أن يقتلهم حين كانوا غلمانا .. كيف لهذا المنطق ان يخشى على والدي الغلام ولا يخشى على الملايين من البشر الذين مر بهم أقسى واكفر الطغاة .. لماذا غير الله منطقه مع هذا الغلام .. هل يمكن لوم الكهنة الذين يتهمون المنطق بالزندقة .. لقد كان الفقهاء والكهنة دائما مايخرجون على المنطق والاخلاق والضمير الإنساني بمحاولتهم تبرير منطق السماء .. بمحاولتهم تبرير القبح والعبث والوحشية في الأشياء .. إن كل الكهنة في التاريخ بنوا حصونا منيعة من الكتب تبرر أغبى وابشع تناقضات كتبهم المقدسة وتصرفات ملوكهم و اباطرتهم وزعمائهم وأنبيائهم .. إن الذي يقول انه رحيم بمخلوقاته ثم لا يتدخل لإنقاذها من الطغاة والمذابح والحروب والمجاعات والكوارث الطبيعية لا بد ان يكون له منطق اخر .. إن الذي يقول انه يخلق الإنسان في أحسن تقويم ويحسن تسويته ثم يذهب يصنع التشوهات والإعاقات والدمامات لا بد ان يكون له منطق اخر .. إن الذي يقول انه خلقنا فقط للعبادة ثم يسلط علينا الأبالسة والشهوات والقدرة على الكفر لا بد ان يكون له منطق اخر .. إن في مثل حادثة الغلام يعجز المنطق عن الفهم او التفسير او التبرير .. فكيف يخاطبنا الإله بمنطق لا يمكن فهمه ? إحذر ان تتهم عقلك بالنقصان فالإله لابد ان تكون حكمته من قتل الغلام مفهومة لكل الناس في كل الازمنة .. إن خاطري تجول به الاف الاسئلة التي لم استطع ان اجد لها اي اجابة او تفسير .. كيف لم يتسائل اولئك الذين عاصروا عصر الوحي عن كل هذا !!! ما اكبر حظ والدي الغلام, ما اكبر حظهما حين تدخل الإله لإنقاذهما من الكفر والطغيان .. ما اتعس حظ كل البشر الذين داست جيوش ومقاصل وادوات تعذيب الطغاة والكفرة على اجسامهم وكرامتهم .. يا ليت إلهي عمل بنفس المنطق الذي عامل به ذلك الغلام في كل العصور .. لما احتجنا حينها لكل تلك الثورات والثوار والقتلى واليتامى والدموع والصرخات. بل لما احتجنا حينها لانبياء او رسالات من السماء تنهانا عن الكفر او الطغيان .



#هادي_بن_رمضان (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الرد على من شكك في نبوءة نيوتن عليه السلام
- أحلام طفل


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - هادي بن رمضان - حين يعجز المنطق