أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - العزو الوهمي سيكولوجيا الانسان الخاضع














المزيد.....

العزو الوهمي سيكولوجيا الانسان الخاضع


علي عبد الرحيم صالح

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 19:47
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


يحاول كل منا أن يجد تفسيرات لما يجري له من حوادث ومواقف شخصية واجتماعية ، إذ يحاول الإنسان ان يتوصل الى تبريرات وقناعات كافية كي يدرك ويفسر من خلالها بوضوح ما يحدث له . ورغم هذه العملية الانسانية الوجودية النافعة لحياة الإنسان في ايجاد معنا واضحا للحياة ، فان تفسيرات الانسان وعزوه لما يحدث له أي لما يضعه من اسباب للمجريات والاحداث المستمرة تختلف باختلاف الاسباب التي يراها ، فبعض الناس يرجعه الى نفسه مثل قلة امكاناته وجهوده في تحقيق ما يريد او الى ظروف البيئة الخارجية الصعبة التي قهرت مسعاه واحبطت عمله .
ومن بين التفسيرات الدائمة للأحداث نجد أن الفرد يضع مبررات واهية وسحرية بل وخيالية ايضا في رؤية ما يجري له ، فالبعض يرجع سبب فشله الى القوى الغيبية مثل الحظ والقدر ، والبعض يرجع تفسير ما يحدث له إلى تأثير قوى غيبية مثل الجن أو الشياطين او أشخاص لا يعرفهم لهم تأثير سحري عليه . ويعلل هايدر Heider عملية العزو هذه الى مجموعة من الاسباب أهمها أن الناس يحاولون دائما ان يجدوا تفسيرات لتصرفاتهم وتصرفات غيرهم او البيئة المعيقة فالشخص الذي تصيبه حادثة مفاجئة وتخرج عن نطاق سيطرته مثل الطلاق او خسارة امواله في مشروع كان يراه ناجحا او حتى في حالة وفاة احد الاقرباء قد يرجعها الى احداث خارجه عن سيطرته ، في حين يرجع كيللي Kelly استعمال العزو الوهمي الى قلة خبرات الفرد السابقة ، ونقص المعلومات في تفسير الاحداث وايجاد مبررات واقعية وحقيقية لما يحدث له الآن .
وعلى الرغم من أن للعزو الوهمي بعض الفوائد مثل ايجاد مبررات يستريح من خلالها ذهن الفرد في تفسير الامور الغامضة ، فأن استعماله بكثرة له تداعيات خطيرة على حياة الفرد ، فيرى وينر Winner ان الشخص الذي يرجع تفسير الاحداث الى اشياء خارجه عن سيطرته وقدرته مثل الحظ والقدر والجن من الصعب ان يكون قادرا على تغيير بيئته وواقعه بل قد يستسلم لما يتعرض له من احداث ومجريات حياتية في حين أن الشخص الذي يرجع تفسير سبب فشله الى قلة الجهد الذي يبذله من الممكن أن يغير من مجهوده وطاقته كي ينهض في تغيير واقعه وحياته نحو الاحسن ، بل وتشير الدراسات النفسية ايضا ان الاشخاص الذين يرجعون سبب الاحداث الى اشياء تتعلق بمجهوداتهم وسيطرتهم الداخلية يكونون أكثر طموحا ، وكفاءة ، ومهنية ، وابداعا ، وقدرة على حل المشكلات من الاشخاص الذين يرجعون الاحداث الى اشياء خارجية .
فضلا عن ذلك أن تقدم المجتمعات والثقافات مرهونة بنوعية ابنائها وتوجههم النفسي في تفسير الاحداث فالمجتمع الذي لديه ابناء قادرين على التحكم في مجريات الواقع وتغييره وخلق بيئة جديدة نجده مجتمعا مبدعا ومتطورا ومتقدما نحو الاحسن في حين ان المجتمعات التي يؤمن ابنائها بالقوى السحرية والخرافة والقدرية المطلقة وغيرها من التأثيرات الخارجية لا تكون سوى مجتمعات متخلفة ومتراجعة وخاضعة لما تتعرض له من متغيرات واحداث بيئية (كما نحن الآن !!!!!!!)



#علي_عبد_الرحيم_صالح (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سيكولوجيا اللامعقول في أرض المعقول
- عندما يعبد الإنسان نفسه سيكولوجيا التخليد والطغيان
- سيكولوجيا الشيطان في الدماغ العربي
- العيب فينا وليس في اسرائيل !!!!
- لماذا أنا وليس هو ؟ سيكولوجيا التبرير والتشكيك لدى المواطن ا ...
- النمط المنشغل بالموت (رؤية نفسية لما يحدث الآن)
- سذاجة الخطاب الديني بين الخرافة والتعصب المذهبي (العراق إنمو ...
- قائمة العقول المغلقة والمفتوحة (رؤية نفس - اجتماعية بشأن الا ...
- البخل الانفعالي
- الحب الاعمى
- تحت مستوى خط الجهل
- أنا أعتقد .... فهو موجود
- التأليه سيكولوجية العقل الفارغ
- الشخصية العراقية بين ثنائية المدح والذم
- الهوية الوراثية وسيكولوجية التمييز بين الجماعات
- المجانين الثلاثة (مسرحية نفسية قصيرة من الادب الشعبي العراقي ...
- بائعو الحب سيكولوجيا النفاق وسياسة الاعتناق
- سيكولوجيا القرود الخمسة فلا تكن سادسهم : رؤية حول امتثال الف ...
- سيكولوجيا الازمة بين الفرد و المجتمع
- عندما تغيب الديمقراطية في جامعاتنا الاكاديمية


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي
- الثقافة تحجب المعنى أومعضلة الترجمة في البلاد العربية الإسلا ... / قاسم المحبشي
- الفلسفة القديمة وفلسفة العصور الوسطى ( الاقطاعية )والفلسفة ا ... / غازي الصوراني
- حقوق الإنسان من سقراط إلى ماركس / محمد الهلالي
- حقوق الإنسان من منظور نقدي / محمد الهلالي وخديجة رياضي
- فلسفات تسائل حياتنا / محمد الهلالي
- المُعاناة، المَعنى، العِناية/ مقالة ضد تبرير الشر / ياسين الحاج صالح
- الحلم جنين الواقع -الجزء التاسع / كريمة سلام
- سيغموند فرويد ، يهودية الأنوار : وفاء - مبهم - و - جوهري - / الحسن علاج


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - علي عبد الرحيم صالح - العزو الوهمي سيكولوجيا الانسان الخاضع