أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كاظم حبيب - هل ينقص القوى الديمقراطية العراقية الخيال لرؤية الواقع واستشراف المستقبل وتحقيق التعاون؟















المزيد.....

هل ينقص القوى الديمقراطية العراقية الخيال لرؤية الواقع واستشراف المستقبل وتحقيق التعاون؟


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 1204 - 2005 / 5 / 21 - 10:32
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


الحكمة القديمة تقول: "الخيال والحلم هما اللذان يأتيان بالواقع. والخيال هو الذي يغير الواقع في اللحظة الصحيحة", ولا يتعارض مضمون هذه الحكمة مع حقيقة أن "الوعي هو انعكاس للواقع".
يبدو لي أن القوى الديمقراطية العراقية, ومنها قوى اليسار الديمقراطي, التي كانت في السابق دوماً سباقة لفهم الواقع وطرح الجديد واستشراف المستقبل والتهيئة له رغم كل الصراعات التي كانت تدور في صفوفها وعجزها الشديد عن توحيد قواها, تعاني اليوم من عجز بالغ في فهم الواقع والتعبير عنه وامتلاك القدرة على التصور لما يمكن أن يحصل وما يستوجبه من تهيئة العُدة للمسيرة القادمة, وبالتالي فهي عاجزة عن اتخاذ ما هو ضروري لعملها وتجديد نفسها وتعبئة قواها والتعاون المشترك في ما بينها وتحريك الشارع لاتجاهها وكسب الشبيبة إلى جانبها, بحيث أصبحت القوى المحافظة والأصولية, التي تدعي دوماً "ليس في الإمكان أبدع مما كان", هي القادرة على وعي الواقع والتفاعل والتعامل معه, بغض النظر عن طبيعة هذا التعامل المشوه الذي ما يزال, كما يبدو, منسجماً مع عقلية غالبية أفراد المجتمع. رغم أن هذه العملية سوف لن تدوم طويلاً, ولكنها ستدوم ما يكفي من الوقت لإلحاق الأذى بالمجتمع. ويمكن أن تتوقف فقط عندما تبدأ القوى الديمقراطية والعلمانية بالتحرك الواعي والهادف باتجاه تصحيح أوضاعها وامتلاك القدرة على رؤية وفهم الواقع والتعامل معه بآليات وأدوات جديدة غير التي مارستها طوال العقود المنصرمة. وهذا لا يتم من خلال زخم وزحمة الأحداث ما لم يأخذ الإنسان فرصة القراءة والتزود المستمر بالعلم والمعرفة والخبرة وإعمال الفكر. وهو, كما يبدو, لا يحدث إلا نادراً.
القوى الديمقراطية العربية في العراق ما تزال تتفرج على الموقف السياسي ولا تساهم فيه المساهمة المطلوبة, والقوى الديمقراطية الكردية تتصارع في ما بينها على المواقع بالصورة التي يمكن أن تفقدها قاعدتها السياسية وتضيع عليها الفرصة الثمينة الجارية حتى الآن, بالتالي ستواجه القوى الديمقراطية, العربية بشكل خاص, نكسة جديدة أكبر من السابقة وإحباطاً أقسى, ما لم تصحو على واقعها وتطور خيالها وتحزم أمرها باتجاه التغيير والتجديد والتحديث والتعاون وطرح البرنامج المشترك الذي يوحدها. فالقوى الإسلامية التي تهيمن على الأكثرية في الجمعية الوطنية وفي الحكم ترتكب اليوم من الأخطاء ما سيثير المجتمع ضدها, ولكن رد فعل الجماهير سيضيع, كما كان يحصل في فترة صدام حسين, ما لم تحسن القوى الديمقراطية والعلمانية قدرتها على وعي الواقع وضروراته وامتلاك القدرة على رسم شعارات المرحلة وبرامجها واختيار أدوات وأساليب العمل المطلوب والقوى والوجوه المناسبة والجديدة التي تستوجبها المرحلة الراهنة لقيادة النضال الصعب والمعقد بأوجهه المختلفة.
إننا أمام معركة قاسية ليست موجهة ضد الإرهاب الوحشي فحسب, بل وضد محاولات تقزيم دور ومكانة القوى الديمقراطية والعلمانية لصالح قوى الإسلام السياسي الشيعية والسنية بشكل عام واختزال الصراع وتصويره وكأنه يدور بين القوى الشيعية والسنية فقط, وكأن المجتمع منقسم على هذا الأساس وليس على أسس أخرى معروفة لنا جميعاً. إن السير على الطريق الذي تمارسه الأحزاب الإسلامية السياسية الشيعية والسنية في تشديد الصراع في ما بينها يعتبر في الوقت الحاضر هو الهدف المنشود من جانب الأحزاب لضمان استمرار التحكم بالموقف في الانتخابات القادمة وكسب أصوات السنة والشيعة كل لمعسكره المذهبي في الانتخابات القادمة. هذا هو الهدف كل القوى الإسلامية السياسية حالياً, رغم إدعاء قادتها بغير ذلك, وهي تسير بإصرار في هذا الدرب الخطر.
فهل ستبقى القوى الديمقراطية العراقية, وخاصة العربية منها, ولكن الكردية والتركمانية والكلدانية والآشورية كلها, تتفرج على ما يجري دون أن تمتلك الجرأة على العمل بالاتجاه الصحيح الذي يسحب البساط من تحت أقدام القوى الطائفية, كما سحبت هي البساط من تحت أقدام القوى الديمقراطية والعلمانية حتى الآن.
ما المطلوب يا سادتي الكرام يا من تقفون في الصف الديمقراطي والعلماني في العراق؟ هل ستبقى الصراعات تتآكل الصف الديمقراطي وتضعفه في وقت يدعي الجميع وصلاً بليلى, في حين أن ليلى قد تم اختطافها من آخرين؟ متى ستنتفض القاعدة الحزبية والجماهير المساندة لقياداتها حالياً على قياداتها لتجبرها ديمقراطياً على ممارسة الدور الذي يفترض أن تمارسه هذه القيادات والأحزاب في مواجهة الوضع الجديد؟ إنها المحنة التي تواجه جميع الذين يقفون في الصف الديمقراطي العلماني بمختلف أطيافه, وهي التي لا يمكن حلها إلا من خلال موقف فعال من القواعد الحزبية والجماهير المؤيدة لتلك الأحزاب.
كانت القوى اليمينية دوماً على استعداد للتعاون لمواجهة القوى الديمقراطية, في حين كانت القوى الديمقراطية عاجزة غالباً عن تحقيق الوحدة الضرورية في صفوفها, فهل هذا المرض ما زال مهيمناً على قوانا الديمقراطية في العراق؟ أرجو أن لا يكون كذلك!
لست راغباً في تقديم النصح, فقادة الأحزاب الديمقراطية يفترض فيهم أن يكونوا في مستوى الأحداث ويعوا الكثير من الأمور التي لا أعيها وأنا بعيد عن الوطن. فهل يا ترى فقدت هذه القيادات البوصلة الضرورية في هذه المرحلة؟ إن حديثي سيثير البعض من القادة, لأني أجد نفسي مجبراً على الحديث بصراحة وشيء من الغضب لما يجري في العراق وما يحصل في صفوف القوى الديمقراطية العراقية, وخاصة العربية, فهي بعيدة عن الفعل في الأحداث وتدفع نحو الهامشية إلى حد البؤس والانتفاض. والمقاعد التي أحرزتها في الانتخابات السابقة يمكن أن تتبخر إذا سار العمل على الوتيرة الراهنة.
التقى أحد الفنانين العراقيين بوزير عراقي ديمقراطي في حكومة السيد الدكتور علاوي في شهر نيسان 2005 وانتقده على النتائج الضعيفة التي تحققت في الانتخابات الأخيرة لحزبه, فما كان من الوزير المحترم إلا وقد فقد أعصابه ثائراً بوجه الإنسان الفنان الذي تجرأ على تقديم النقد للقيادة, رغم أنه من نفس الحزب, مشيراً إلى الجهود التي بذلتها القيادة في هذه الانتخابات. لقد كان على قادة القوائم التي فشلت في هذه الانتخابات تقديم استقالاتهم بدلاً من التشبث بالمواقع وزجر المنتقدين ورمي عبء الخسارة على القواعد الحزبية والجماهير, والعجز عن تحمل النقد حتى لو كان من فنان يدرك بحسه المرهف الكثير من مواطن الخلل في العمل السياسي والإعلامي في العراق. لا أريد ولا أنوي الإساءة لأحد, ولكن أسعى لوخز القيادات الديمقراطية علّها تنهض من غفوتها وترى الواقع القائم كما هو!
يا سادتي يا كرام المطلوب اليوم, كما أرى, هو الآتي:
1. الدعوة العاجلة إلى لقاء واسع يجمع أطياف القوى الديمقراطية والعلمانية العراقية كافة, ليبحث في الوضع القائم وسبل معالجة المشكلات القائمة ويحدد المهمات المركزية التي تواجه القوى السياسية الديمقراطية في المرحلة الراهنة.
2. البدء بوضع برنامج مكثف وبسيط تتحمله طبيعة المرحلة وحاجات الناس الأساسية لتحقيق المهمات المركزية.
3. تشكيل لجان مشتركة تدرس وضع قوائم مشتركة يتم اختيار الأسماء لا على أسس حزبية ضيقة فقط, ببل في ضوء قدرة هذه العناصر على كسب ثقة الناس بهم.
4. تشكيل قيادة وغرفة عمليات مشتركة لخوض الانتخابات بصورة في قائمة موحدة في جميع المحافظات العراقية.
5. العمل من أجل أن تتضمن القوائم الديمقراطية الكتلة العربية والكتلة الكردستانية وأسماء مرشحي القوميات الأخرى.
6. وضع برنامج مشترك للعمل الإعلامي على الصعيدين الداخلي والخارجي لضمان وحدة العمل.

برلين في 19/5/2005 كاظم حبيب




#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل من جديد في تصريحات السيد مقتدى الصدر؟ - إلى أين ستنتهي مو ...
- هل يمكن توقع مشاهد إرهابية جديدة غير التي تجري اليوم في العر ...
- العراق ومشكلاته الثلاث!
- رسالة مفتوحة محاولة للاستجابة إلى استغاثة الكاتبة المصرية ال ...
- دعوة عاجلة إلى القوى الوطنية والديمقراطية في سوريا والعالم ا ...
- هل من جديد في اتحادية كردستان العراق وفي حياة الشعب الكردي؟ ...
- رسالة احترام واعتزاز إلى الأخ الأستاذ هاشم الشبلي
- هل من جديد في اتحادية كردستان العراق وفي حياة الشعب الكردي؟ ...
- يا سيدي السيستاني: هل يكفي أن ترفضوا نشر وتعليق صوركم, أم يف ...
- من هم وقود قوى الإرهاب في العراق وكيف نواجههم؟
- هل يسمح المجتمع باستمرار -نظام الفساد الوظيفي- سائداً في الد ...
- جولة في المشهد الإرهابي العراقي الراهن!
- ! لنجعل من مشروع الجامعة المفتوحة في الدانمرك أحد مناهل العل ...
- هل يمكن استشراف مستقبل العراق الديمقراطي في ضوء منجزات فترة ...
- هل تعمي الكراهية الشوفينية البصر والبصيرة؟
- هل هناك من مقاومة مسلحة شريفة في العراق؟
- هل التأخير في تشكيل الحكومة وخلافها مبرر أم غير مبرر؟
- هل تحاول بعض قوى الإسلام السياسي فرض ولاية الفقه ووليها على ...
- رسالة مفتوحة إلى الأخ الفاضل الأستاذ صلاح بدر الدين
- ما هي المهمات التي يناضل من أجلها التجمع العربي لنصرة القضية ...


المزيد.....




- فرنسا: هل ستتخلى زعيمة اليمين المتطرف مارين لوبان عن تهديدها ...
- فرنسا: مارين لوبان تهدد باسقاط الحكومة، واليسار يستعد لخلافت ...
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأوروغواي
- اليساري ياماندو أورسي يفوز برئاسة الأورغواي خلال الجولة الثا ...
- حزب النهج الديمقراطي العمالي يثمن قرار الجنائية الدولية ويدع ...
- صدامات بين الشرطة والمتظاهرين في عاصمة جورجيا
- بلاغ قطاع التعليم العالي لحزب التقدم والاشتراكية
- فيولا ديفيس.. -ممثلة الفقراء- التي يكرّمها مهرجان البحر الأح ...
- الرئيس الفنزويلي يعلن تأسيس حركة شبابية مناهضة للفاشية
- على طريق الشعب: دفاعاً عن الحقوق والحريات الدستورية


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - كاظم حبيب - هل ينقص القوى الديمقراطية العراقية الخيال لرؤية الواقع واستشراف المستقبل وتحقيق التعاون؟