أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - بين الأسدّ السوري والنسّر الامريكي .. كان هناك دبّ روسي ..؟؟














المزيد.....

بين الأسدّ السوري والنسّر الامريكي .. كان هناك دبّ روسي ..؟؟


بلال فوراني

الحوار المتمدن-العدد: 4212 - 2013 / 9 / 11 - 01:21
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أصعب شيء على الإنسان أن لا يستوعب عقله ما حدث في الأمس في موضوع الاتفاق على وضع السلاح الكيميائي تحت المراقبة الدولية ., ويصرّ أن ما يراه هو الحقيقة البحتة , لأن عقله المحدود سيفسّر الأمور على حسب حجم أفكاره عن الأمر , فالانسان ضيقّ الأفق لن يستطيع أن يفهم ماذا يعني أن تستخدم سكيناً في الوقت الذي قادر فيه أن تستخدم سيفاً , إنه تناسبّ الفعل مع ردّ الفعل , وليس تناسب الصوت مع صدى الصوت. والذي جرى في الامس هو خروج آمن من عنق الزجاجة دون ان نضطرّ الى كسر الزجاجة نفسها , وهو لا شك صفقة بمعنى الكلمة رأينا منها للأسف مما تصورنا بضاعة كاسدة , ولم نرى ما تخفيه الجيوب السورية والروسية من ضمانات على بياض , ثمناً لما نظنه بضاعة فاسدة . وستظهر الايام خفايا هذه البضاعة فيما بعد حين تتجلى الرؤية , وينقشع ضباب التحليلات والتفسيرات الاخبارية , ونرى على أرض الواقع نتيجة هذه الزراعة الغريبة ونشاهد محصول ما يسمى الوصاية الدولية على الاسلحة الكيميائية ان وجدت .

إن الذكاء السياسي يختلف عن كثير من الذكاء في المجالات الاخرى , وأكثر ما يميز هذا الذكاء هو الدهاء و المكرّ , وهي صفة خصها الله بالنساء ولكن أيضا بأخوة يوسف عليه السلام , حين تآمروا عليه كي يخلو لهم وجه أبيهم , والمكرّ يتصف فيه الثعلب في روايات ابن المقفع في كليلة ودمنة , لذا وضعه ابن المقفع في مقام الوزير , الذي يشير على الاسد بما يفعله في الظروف الصعبة , وبالامس رأيت ثعلباً بارداً ينطق بكل ثقة ويتكلم بكل عنفوان , لكنه يشعل في صوته الهادئ براكين من الغضب عند الاخرين , ويفجر حنقهم وقهرهم الذي كانوا يتمنوا أن يصبوه على سوريا , وبالامس ما حدث يدعونه في علم التجارة استنزاف النقد , وفي مفاهيم تجار السوق التجار يختصرونه بكلمة صغيرة يقولون لك فيها إذا أردت الحصول على العشر ليرات عليك أن تقدم الليرة ...؟؟

نحن في الامس رأينا الليرة المقدمة على الطاولات الروسية امام النسر الامريكي والناقة السعودية والنعجة القطرية ,ولكننا لم نرى العشر الليرات التي ينتظرها الأسد السوري بعد اتفاقه المعلن. لأن ما لا نراه ليس معناه أنه ليس موجوداً , فالعرب مشهورين في تاريخهم بتتبعّ الاثر حين يخرجون للصيد , ووجود أثر خفّ الجمل في الرمل معناه ان هناك جمل كان في المنطقة رغم أننا لا نراه , وشمّ رائحة المطر من بعيد معناه ان هناك غيوم قادمة كي تهطل علينا مطراً , وما رأيناه في الامس مجرد أثر يدلك على الكثير مما حدث , وأهمها أن الاسد السوري فرض شروطه وأعلن انتصاره , ولم أرى في الامس سوى الدب الروسي يصفق للاسد السوري ويضحك على الناقة السعودية ويشمتّ في النسر الامريكي ..؟؟

كيري وزير خارجية امريكا يستطيع ان يخدع بعض الناس , ويوهم الاخرين بأنه أجبر الاسد السوري على الخضوع لاقتراحاته في تسليم السلاح الكيميائي , رغم أن كل المؤشرات تدل على أن الدب الروسي هو من خطط لهذا الامر على كي يخرج النسر الامريكي من ورطته التي كان الدب الروسي له ضلع أعوج فيها , وكل الخطابات والتصريحات التي انهالت في الامس من قيادات عليا في أمريكا تدل على مدى التخبط والتوتر الذي يعيشون فيه , وإن كثرة الصياح والقسمّ والحلفّ على أمر ما يدل على ان هذا الامر مشكوك في مدى صحته , وفي نهاية الامر حدث ما اراده الاسد السوري في الحصول على مكتسبات على الارض , ضمن وصاية حليفه الاستراتيجي والتاريخي , دون أن يكون للنسر الامريكي يد عليا في الامر , ومن باب حفظ ماء وجه هذا النسر , رمى له الاسد بجيفة معفنة سلفاً لا قيمة لها , فقط كي يحافظ على هيبته أمام حلفائه وخدامه .

إن الاتفاق السوري والروسي أشبه بالطبخ السوري المشهور , والذي يعرفه الكثير في مقولة عامية شامية تقول " من دهنه سأيله " بمعنى أن من دهن اللحم نفسه الذي تطبخه تستطيع أن تبللّ الخبز وتأكل منه وتطريه كي يصبح طعاما اضافيا الى وجبتك الاساسية , وهذا ما حدث في الامس بين الروس والسوريين , لقد طبخوا الطبخة دون أن تمتد اصابع الامريكي فيها وتلوثها , ودون أي نصائح غبية من جيراننا العربان , و فقط من باب اكرام الضيفّ والحصول على مكتسبات لا نعرفها حتى الان , أعطوهم شرف صغير في رشّ البهارات على هذه الطبخة كجائزة ترضية كي يقولوا في نهاية الامر أنهم كان لهم يد في هذه الطبخة . ولكن كل الدلائل تقول أن من سيأكل الوليمة في نهاية الامر هو من جلس على الطاولة بقوة دون أن يكون ليهوذا الاسخريوطي أي مكان له على هذه المائدة . لأنه تجنب الحضور كي لا يصير وليمة جديدة في تلك الاتفاقية خوفاً أن تمتد له رائحة هذه المراقبة فيقع في فخها .

سوريا اليوم تدخل التاريخ السياسي من أوسع أبوابه ,لأنها نتفتّ ريش النسر الامريكي , وداست على الناقة السعودية , وبصقت على النعجة القطرية , وجمعتهم في حظيرة واحدة تحت سقف العمالة والخيانة والمؤامرة , ووضعت على بوابة الحظيرة نجمة داوود , كي يفهم القادم من وراء التاريخ , أن هذه الحظيرة مختصة فقط بأحفاد القردة والخنازير .
وغداً ستتضح الامور أكثر , وسيجلو غبار الحقيقة عما يحدث , وسنصفق للعبقرية السورية حين ضربت حجرين في نفس الوقت والتفت على ما يدعى الحرب على سوريا وتجنبتها رغم استعدادها لها , فحين يصير سلاحها الكيمياوي تحت مراقبة دولية فهذا معناه ان اي استخدام للسلاح الكيميائي فيما بعد ستشير كل أصابع الاتهام الى جهة واحدة فقط في الصراع الدائر بين الجيش العربي السوري وبين ميليشات الارهاب والتكفير والاجرام , عدا أن هذه الاتفاقية ستمتد كي تضع اسرائيل تحت مجهر المراقبة ايضا شاءت أم أبتّ , وستجبرها على الهزيمة مرتين ,مرة سلفاً على أرض سوريا مدعوما بجيشها الحرّ , ومرة اخرى مجدداً على الطاولة السياسة السورية المحنكة.

/
/
/


على حافة سوريا

هذه سوريا .. يا نعاجّ العربّ
هذه سوريا .. تاريخّ مطرزّ بالذهبّ
وطنّ الصمود والكرامة والعزّة والشرفّ
وطنّ كله رجال وأسوود من دمشق الى حلبّ



#بلال_فوراني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القراءة الأخيرة في فصول كتاب المائة طعنة وطعنة في قلب سوريا ...
- قميص يوسف ودمائه في سوريا .. إنه الذئب يا أبتي ..؟؟
- أبو الهول ينهضّ في مصر وسحرة فرعون يسقطون في سوريا..؟؟
- الربيع العربي .. ونظرية داروين في أًصلّ العربّ ...؟؟
- هل صدق الله أم سقط الله ...؟؟
- الشعب المصري في مطبخ الاسلام والوجبة ( تمرد ) ؟؟
- العراة في الوطن هم أناس لا يملكون عورة كي يسترونها في الأصلّ ...
- أنا يا إلهي لستُ طائفيّ ...؟؟
- العقل السوري بخير ما دامت أجنحة فلسطين المكسورة في القصير .. ...
- بين موت العباد وحياة الفساد ..ومواطن سوري يعيش صباح الأضداد ...
- حسن نصر الله مجرم بحق العرب يجب مقاضاته بجريمة تشويه التاريخ ...
- سبحان من جعلنا إخوة في التراب فانقلبّنا في سوريا إلى إخوة كل ...
- ماذا سيفعل دون كيشوت العرب وطواحين الثورة السورية قد ماتت .. ...
- لا تعتبي يا قدس لا تعتبي فقد باعوكي كلاب العربِ..؟؟
- بين الهزل والجدّ .. وبين من ينتظر في سوريا الرد...؟؟
- تنبشون قبور الصحابة الكرام يا أولاد الحرام ..؟؟
- بهاليل و مساطيل والمهنة حُكام عرب .؟؟


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بلال فوراني - بين الأسدّ السوري والنسّر الامريكي .. كان هناك دبّ روسي ..؟؟