|
الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس محمد علي الماوي إفلاسا شنيعا .
ناظم الماوي
الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 22:40
المحور:
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية
الخلاصة الجديدة للشيوعية تكشف إفلاس محمد علي الماوي إفلاسا شنيعا . ( ردّ (4) على الهجوم غير المبدئي لمحمد علي الماوي على الخلاصة الجديدة للشيوعية )
" إنّ الذين ينظرون إلى الأمور وفقا لتصوراتهم الذاتية و من زاوية واحدة و بصورة سطحية هم وحدهم الذين ما أن يصلون إلى مكان ما حتى يتسرّعوا ، مستبدين بآرائهم ، فى إصدار الأوامر و التوجيهات حول أمر من الأمور دون أن ينظروا إلى الظروف المحيطة بذلك الأمر و لا إلى الأمر فى مجموعه ( أي إلى تاريخه و وضعه الراهن من سائر جوانبه ) ، و قبل أن يصلوا إلى جوهر الأمر ( أي طبيعته و العلاقات الداخلية بينه و بين الأمور الأخرى ) ، إنّ أمثال هؤلاء لا بدّ أن يتعثّروا و يسقطوا ". ( ماو تسى تونغ ،" فى الممارسة العملية " ، يوليو – تموز- 1937 المؤلّفات المختارة ، المجلّد الأوّل ؛ " مقتطفات من أقوال الرئيس ماو تسى تونغ " ، صفحة 228-229). قبل المقدّمة : ومضة للتمعّن والمقارنة و الإستنتاج - " ولا يتحدث عن الثورة الاشتراكية بل يمر رأسا الى الثورة الشيوعية ويدافع خلال تلخيصه عن " الطابع الانساني " فوق الطبقات وعن "مجتمع مدني مستقل عن الدولة " وعن سلطة الدولة مع تجنب كلي لعبارة ديكتاتورية البروليتاريا." ( محمد علي الماوي – مقال 21 جوان 2013 على الحوار المتمدّن ) - " على الثورة أن تطيح بآلة دولة هؤلاء الرأسماليين – الإمبرياليين و أن ترسي سلطة دولة جديدة تخدم المصالح الثورية للطبقة المستغَلة سابقا، البروليتاريا فى تحرير الإنسانية و دفع المجتمع و العالم بإتجاه القضاء على الإنقسامات الطبقية و العلاقات الإستغلالية ككلّ . و ستكون هذه الدولة الثورية دكتاتورية البروليتاريا ، دولة مغايرة راديكاليا لكافة أشكال الدول السابقة. " ( القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، الصفحة 5 – شيكاغو، الولايات المتحدة الأمريكية 2008 ).
مقدّمة : " على الرحب نحن إنتظرنا طويلا " ، إنتظرنا الحلقة الرابعة من سلسلة حلقات محمد علي الماوي الناقدة لبوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها . إنتظرنا أكثر من أسبوعين هذه الحلقة الموعودة و مثل مقالاته السابقة جاء المقال الجديد ركيكا مهتزّا شكلا و مضمونا و بصراحة مخيّبا للآمال خاصة وأنّنا توقعنا منه أن يرتقي بمستوى النقاش وينأى بنفسه عن الماكيافيلية و تبعاتها لكن هيهات : باتت تصحّ عليه تماما الحكمة المعروفة " فاقد الشيء لا يعطيه " . ومقالنا الراهن سيتطرّق للنقاط التالية : 1- مجدّدا تصحيح معلومات بسيطة . 2- تمادي محمد علي فى لامبدئيته . 3- لخبطة محمد علي الماوي بصدد " نظرية القوى المنتجة " و الثورة السلمية . 4- مزيدا عن هل أنّ الخلاصة الجديدة للشيوعية طمست الصراع الطبقي و العنف الثوري ؟ 5- هل أنّ أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية " غير معنيين بتاتا بما يحصل فى المستعمرات و أشباهها فلا يعترفون بالتناقض بين الإمبريالية و شعوب العالم و أممه المضطهَدة و لا يتحدّثون عن المسألة الوطنية من منظور بروليتاري " ؟ 6- محمد علي الماوي و الحركة الأممية الثورية . خاتمة : ثمّة ماوية و ثمّة ماوية ! ملحق : مقال محمد علي الماوي . 1- مجدّدا تصحيح معلومات بسيطة : صدقا لو كان الأمر يتعلّق بزلّة قلم أو معلومة طائشة لما إسترعى ذلك إهتمامنا أصلا لأنّنّا نتوخى أسلوب مقارعة أفضل ححج من نناقش لكن القضية مثلما رأينا سابقا و سنرى لاحقا تتصل بأساس من أهمّ أسس المنهج الإنتهازي لمحمد علي و بالسعي لتضليل القراء و هذا شيء لا يحقّ لنا التغاضي عنه و إلاّ سقطنا فى الليبرالية التى نهانا عنها ماو تسى تونغ . أ- فى السطرالعاشر من " تذكير " ، يتحدث محمد علي عن " دستور الجمهورية الأمريكية " ، و فى آخر " usa المقال ، ضمن " المراجع " نجد " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة و فضلا عن كون الإحالتين مختلفتين فكلاهما خاطئتين . فمن لم يتتبّع الجدال يخال أن الأمر يتعلّق بدستور الدولة الإمبريالية الراهنة و من تتبع الجدال لا يعثر لدى محمد علي على مرجع دقيق إليه يعود ليتثبّت بنفسه من صحّة ما يقال . عملية التضليل هذه محبكة و يبدو أنّ محمد علي أقسم بالأيمان الغليظة أنّه لن يقدم معلومة صحيحة واحدة قد تساعد القرّاء على التعرّف على الخطّ الحقيقي للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية . و الدستور المعني ببساطة هو " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة لشمال أمريكا( مشروع مقترح )" وهو متوفّر بالعربية على الحوار المتمدّن بفضل جهود شادي الشماوي. و بالمناسبة هذا الدستور الذى يستنكره محمد علي و يستهجنه إرتآه الشيوعيون الثوريون الأمريكان فى إطار خططهم الثورية ، بديلا برنامجيّا ملموسا يعكس رؤيتهم للدولة الإشتراكية المستقبلية فى مقارعة مباشرة لدستور البرجوازية الإمبريالية الحاكمة ، بهدف جعل الجماهير الشعبية تستوعب أكثر المشروع الشيوعي بشكل ملموس و تلتفّ حوله وتتبنّاه و تدافع عنه و تستخدمه سلاحا من أسلحة الصراع الطبقي المحتدم لتفرضه فى الأخير الثورة البروليتارية المظفّرة مستقبلا ( مع تنقيحات ممكنة جدّا فهو مشروع مقترح ). ب- و فى النقطة الأولى من المقال المقسّم إلى نقطتين ، و بين قوسين ، علّق محمد علي ( فليترقّب فى فرنسا ظهور شعب ثوري فى أمريكا !). أراد صاحب هذا التعليق أن يبلغنا رسالة مفادها أن بوب أفاكيان يعيش فى فرنسا بعيدا عن الصراع الطبقي فى الولايات المتحدة الأمريكية . لا نملك معلومات تأكّد أو تنفى تواصل بقاء بوب أفاكيان كلاجئ سياسي بفرنسا . لكن نذكّر أنّه كان لاجئا سياسيا فى فرنسا منذ بداية ثمانينات القرن العشرين و ذلك جراء الهرسلة و التهديدات التى كان عرضة لها هو و رفاق له عقب نشاطات ثورية لا سيما المسيرات المنظّمة ضد دنك سياو بينغ عندما زار الولايات المتحدة فى 1979 فاضحين تحريفيته و خطّه البرجوازي المعادي للشيوعية و لماو تسي تونغ و مسيرات غرّة ماي 1980 . و بالتالي وجوده فى فرنسا لم يكن هروبا من المعارك – كما يريد أن يوحي محمد علي – و إنّما أتى تحويل مكان الإقامة حفاظاعلى حياة قائد الحزب الشيوعي الثوري المهدّدة – و بالفعل قتلت الشرطة أحد رفاقه داميان غارسيا - و لمواصلة النضال بلا هوادة و لعلم الجميع أن حصوله على اللجوء السياسي ما كان بالسهل أبدا بل جاء نتيجة معركة عسيرة لأنّ فرنسا تعدّ الولايات المتحدة بلدا ديمقراطيّا يرعى حقوق الإنسان . و من فرنسا ظلّ أفاكيان يقود حزبه و يساهم بشتى السبل فى توحيد صفوف الماويين و تاليا فى إنشاء الحركة الأممية الثورية و تعزيز صفوفها . و وجود قائد حزب خارج بلد ما ليس بالغريب على الحركة الشيوعية العالمية حيث إَضطرّ لينين نفسه للعيش فى المنفى ، فى عدّة بلدان ، و واصل من هناك قيادة البلاشفة و حين توفّرت شروط معينة عاد إلى البلد . فيا محمّدعلي منطقك المخادع يؤدى بك إلى أن تقول عن لينين كذلك : ( فليترقّب فى ... ظهور شعب ثوري فى روسيا !). ت- من ضمن المراجع التى يحيلنا عليها محمد علي فى النقطة الثانية كتاب " إنحطاط أمريكا " ) America in decline ( وكأنّه أحد كتب أفاكيان وهو ليس كذلك . هو كتاب صدر جزؤه الأوّل سنة 1984 فى الولايات المتحدة الأمريكية و مؤلفاه هما فرانك شانون و ريموند لوتا . وهو عظيم القيمة و الفائدة لإجرائه تحليلا عميقا للإمبريالية و تيارات التطوّر فى العقود الأخيرة و قد تبنّته الحركة الأممية الثورية بمعنى وزّعته على أوسع نطاق ممكن وهو اليوم لا يزال فى أغلب جوانب معالجاته للإمبريالية غاية فى الأهمية . ويثور سؤال فى ذهن القرّاء : لماذا لم يذكر محمد علي هذه المعطيات حول الكتاب و مؤلفيه ؟ و الإجابة جلية بالنسبة لنا فمن ناحية يواصل نهجه ، نهج التجهيل و التضليل و من ناحية ثانية يواصل إختزاليته المثالية حيث لا يرغب فى الحديث إلآّ عن أفاكيان بإعتباره " منظّر الح " الش" الثوري الأمريكي " كما ورد فى الجملة الأولى من حلقته الرابعة . هدفه طمس حقيقة أنّ لهذا الحزب عدّة منظّرين أبرزهم بوب أفاكيان و ليس هو الوحيد . فريموند لوتا هو الآخر منظّر ماوي عالمي معروف إنتقل كثيرا بين البلدان لإلقاء المحاضرات و عقد الندوات من المكسيك إلى أنجلترا ، إلى فرنسا إلى الفليبين ... علما و أنّ لهذا الحزب عناصر تكتب بأسماء مستعارة و لها أدوار غير معلومة لدي العموم. ث- فى علاقة بالحركة الأممية الثورية ، يدعى محمد علي زورا و بهتانا أنّ أفاكيان " مندس " فيها و أنّه قام ب " عمل تخريبي " و كان له دور " فى تفجير الحركة و فرقعتها " . كلّ من له أدنى إطلاع على تاريخ هذه الحركة يعلم علم اليقين أنّ أفاكيان ليس مندسّا بل إنّ حزبه من مؤسّسي هذه الحركة و كان المبادر هو و الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى توحيد الماويين و إلى الدعوة إلى الندوة الأولى سنة 1981 و الثانية سنة 1984 و قد صاغا البيانات التى صارت أرضية وحدة الحركة ، طبعا بعد نقاشها و إدخال التعديلات عليها. و منذ 1988 تبنّي هذا الحزب الماركسية – اللينينية – الماوية التى ستتبنّاها الحركة الأممية الثورية ككلّ بعد سنوات خمس أي سنة 1993 . و بإعتراف معظم أحزاب و منظمات الحركة ، كان الحزب الأمريكي من أبرز قادة الحركة و مساهماته أقّر بها حتى من صاروا أعداءه من النيبال إلى الهند إلى أفغانستان. أمّا " العمل التخريبي و تفجير الحركة و فرقعتها " فيبدو أنّ محمد علي لا يقرأ و إن قرأ لا يفهم . من أعلن وفاة الحركة هم الأحزاب المنشقّة التالية : الحزب الشيوعي الإيطالي ( الماوي ) و الحزب الشيوعي الهندي (الماركسي – اللينيني ) نكسلباري و الحزب الشيوعي (الماوي ) الأفغاني . و ذلك فى بيان غرّة ماي 2011 . فى حين كان الحزب الأمريكي لسنوات ينادي بنقاش المسائل الخلافية نقاشا جدّيا و كتابيّا ، إلتزم الجماعة ، بإستثناء الحزب الأفغاني ، الصمت و لم ينبسوا ببنت شفة ثم فجأة طلعوا علينا بذلك البيان . و لمزيد المعلومات عن ما حدث من صراعات صلب الحركة ،الرجاء الإطلاع على الرسالة التى توجه بها الحزب الشيوعي الثوري ،الولايات المتحدة الأمريكية إلى الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى الحركة الأممية الثورية ، غرّة ماي 2012 وهي متوفّرة على الحوار المتمدّن تعريب شادي الشماوي . 2- تمادي محمدعلي فى لامبدئيته : لا يفوت من قرأ المقالات السابقة لمحمد علي أن يلاحظ تواصل ذات الأساليب الإنتهازية فى الصراع و منها نسجّل على سبيل الذكر لا الحصر ثلاثة : أ- الشتائم : فهو ينعت بوب أفاكيان مؤسس الحزب الشيوعي الثوري و الحركة الأممية الثورية ب " المندس " و " المخرّب ( عمل تخريبي ) " و الثرثار ( ثرثرته ) ، و ينعت أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية ب " السذّج " و أكثر ، تصوّروا إلى أي درك تدحرج ، ب " القردة " و نترك لكم التعليق ! ب – الإستهتار بالمراجع و مقتضيات البحث العلمي : فالإحالات الكثيرة فى " تذكير " و فى النقطة الأولي ترشدنا إلى صفحات و لا ترشدنا أبدا إلى الوثيقة التى إنتزعت منها إنتزاعا تلك الشذرات من الكلمات و الجمل . وفى النقطة الثانية ، حينما يذكر كتاب الإقتصاد السياسي ، لا يمدّنا بالمعلومات الكافية عن اللغة( فرنسية أم عربية أم أنجليزية و عن دار النشر و سنتها ...) و أمّا عن " إنحطاط امريكا " و " دستور الجمهورية الإشتراكية الجديدة ..." فقد تحدّثنا . ت- صياغة جمل مضطربة غاية الإضطراب : يشكّ القارئ المتمعّن فى جمل محمد علي فى كون محمدعلي يراجع ما يخطه قبل نشره و فى كونه يمسك بناصية أفكاره و يعبّر عنها بوضوح إذ نشعر أحيانا أن اللغة لا تطاوعه و أنّه يعتمد على غرار بعض الفنّانين التشكيليين تقنية التلصيق . و من ذلك : 1- " ينطلق منظر الح " الش" الثوري الأمريكي من أخطاء التجربة الإشتراكية ونواقصها ..." . لا ، غير صحيح . هذا قلب للحقائق رأسا على عقب . ما أنجزه الحزب الشيوعي الثوري وعلى رأسه بوب أفاكيان هو تقييم شامل و عميق للتجارب الإشتراكية لذلك سمّي خلاصة جديدة للشيوعية . و الأخطاء و النواقص التى شخّصها و كشفها أفاكيان جزء ثانوي ، و الرئيسي هو الجانب الصائب و الذى تأكّد عليه دعاية الحزب بإستمرار . و أنتجت بهذا المضمار الدراسات و البحوث التى لم يقدر على إنجازها أي حزب آخر . و إضافة إلى كتابات أفاكيان العديدة و المتنوّعة بإمكاننا إلقاء نظرة على مضامين موقع " هذه هي الشيوعية " لنتحقّق من ذلك www.thisiscommunism.org 2- " يرتكز هذا التحريفي على مبدأ " القوى المنتجة هي العنصر الأكثر حركية و ثورية فى الإنتاج " ليمرّر نظرية "الثورة السلمية " الناشئة فى أحشاء المجتمع الرأسمالي بما أنّه يتحدّث عن " العالم اليوم ". مبدأ ؟ [ بدلا من حقيقة ] و ليفهم من يستطيع بقية الجملة ! 3- " مروره مرور الكرام على الإنتفاضة المسلّحة فى هذه البلدان ، الوسيلة الوحيدة لإفتكاك السلطة ." مرور الكرام ؟ ما هذا ؟ ألا يتضارب هذا مع الجملة السابقة أعلاه ؟ 4- " تعتبر هذه الحلقات أرضية أوّلية هدفها فضح عاشق البلوز و الهيب هوب صاحب الخلاصة الجديدة الأفاكيانيزم أي التحريفية فى ثوبها الأمريكي ؟ " ما هذا الكلام ، أعيدوا قراءته رجاء. ألم تشعروا معنا بأنّه يبعث على الضحك و الأسف الشديد فى آن معا . إنّه من المضحكات المبكيات . " أرضية أوّلية " لماذا ؟ ليست أرضية لبناء شيء و إنّما أرضية " هدفها فضح .." ؟؟؟ لا وجود لجدلية الهدم و البناء : الشغل الشاغل لمحمد علي هو الهدم و هدم ماذا ؟ هدم أفضل ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية . محمد علي يرغب فى فضح من ؟ يرغب فى فضح " عاشق البلوز و الهيب هوب ". متى كان عشق " البلوز " يستدعى الفضح ؟ وأرضية لفضحه ؟ ثم ما هو نوع البلوز الذى يعشقه أفاكيان؟ و ما هي تحديدا الأغنيات أو المقاطع الموسيقية المعنية ؟ و هل يفقه محمد علي أصلا معنى " البلوز" و تاريخه و تياراته ؟ والشيئ نفسه بالنسبة للهيب هوب . و على سبيل المزاح لنضف إلى "عاشق البلوز و الهيب هوب" أمرا آخر و" لاعب كرة السلّة " أيضا ! إذ أنّ بوب أفاكيان كان من ممارسي هذه الرياضة و لا يزال من محبّيها حسب كتاب سيرته الذاتية – " من إيكي إلى ماو تسى تونغ ؛ رحلتي من السائد الأمريكي إلى شيوعي ثوري " فهل تغضب يا محمّد علي؟ إذن سجّل برأس " حلقاتك الأولية " : بوب أفاكيان كتب مقالات و تحاليلا عن كرة السلّة و علاقتها بالثقافة و بالسلطة إلخ كما كتب مقالات عن الموسيقى و بعض المغنيّن و أكثر من ذلك ، سجّل برأس " الفضائح الأولى " ، فى خطاباته أحيانا يغنّى مقاطعا من أغنيات يحفظها !!! يا للفضائح !!! 3- لخبطة محمد علي الماوي بصدد نظرية القوى المنتجة " و الثورة السلمية " : عقب أزيد من أسبوعين من مقاله الرابع و على وجه الضبط حلقته الثالثة أين وعد بالتركيز " فى الحلقة القادمة على نظرية التحول السلمي و التنكّر لمبدأ العنف الثوري كتجسيد لإستمرار الصراع الطبقي بأشكال أخرى " ، طلع بدر محمد علي الماوي علينا بحلقة رابعة عنوانها غريب نوعا ما نسبة لما أعلن عنه فى الحلقة الثالثة : " كيف يحاول أفاكيان التحريفي تمرير نظرية التحوّل السلمي ؟ " و يضمّنها نقطتين هما " نظرية القوى المنتجة و" الثورة السلمية " (لاحظوا الثورة السلمية و ليس التحوّل السلمي ! و لتفسير ذلك سعي محمد علي لمغالطة القرّاء بخبث نظرا لكون عديد كتابات أفاكيان و جريدة حزبه تحمل مباشرة كلمة " ثورة " ) و " نفي الدور الأساسي للصراع الطبقي فى تطوّر التاريخ " ( هكذا !). و جاءت الحلقة الرابعة هذه فى ثلاث صفحات " وورد " على أقصى تقدير لتعادل فى طولها تقريبا الحلقة الثالثة فى عدد الصفحات و تتفوّق على الحلقة الأولى و الثانية الواردتان كلّ منهما فى صفحة واحدة تقريبا. إذن كرم من محمد علي أن جاد علينا بكلّ هذه الصفحات التى صال و جال فى ثناياها ناقدا نقدا عظيما ، لا بل باهرا لا بل ... لبوب أفاكيان " الثرثار" الذى ما إنفكّ يألّف آلاف المقالات و عشرات الكتب و يلقى عشرات الخطابات منها الخطاب الأخير " الثورة ، لا شيء أقلّ من ذلك !" و الذى إستغرق أكثر من ستّ ساعات ... معالجا قضايا الثورة فى الولايات المتحدة و منيرا السبيل لتقدّم النضال الثوري الجماهيري . محمّد علي لا يهوى " الثرثرة " ، لا يهوى الكتب و المقالات الطويلة ، يصوغ بصفحة ( أو بضعة صفحات) يملأ نصفها معلومات خاطئة و النصف الآخر تأويلا مغرضا و لسان حاله يقول هكذا يكفى الرفاق و الرفيقات شرّ الدراسة و البحث عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية . محمد علي متقشّف جدّا( حتى لا نستعمل عبارة كسول أو عبارة الجاحظ بخيل ) إلاّ فى الشتائم فهو غاية فى الكرم والسخاء، هو حاتمي الكرم بهذا الصدد ، هو كريم و لا أكرم و لفرط تقشّفه لا يشرح حتى معنى نظرية القوى المنتجة ما يجعلنا نتساءل هل تجشّم عناء دراستها و فهمها سيما و أنّها من محاور الصراع النظرية الكبرى خلال الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى فى الصين الماوية 1966-1976 . و قد تناولتها بالنقد عديد المقالات فى مجلّة بيكين كما نقدها كتاب الإقتصاد السياسي بشنغاي 1975 و الذى نشره فى تسعينات القرن العشرين الحزب الشيوعي الثوري مع تقديم لريموند لوتا و دراسة له عن ميزات التخطيط الإقتصادي الإشتراكي الماوي . و بالمناسبة محمد علي وقف فى الإقتصاد السياسي فى الكتاب السوفياتي لسنة 1955 وهو يعتمد عليه وبالتالي ينكر ما أنجزه ماو تسى تونغ من نقد لهذا الكتاب بالذات و ما أنجزه الماويون فى الصين تحت إشرافه : كتاب شنغاي العظيم فعلا و الممثل حقّا لوجهة النظر و الإضافات الماوية . و بإختصار شديد نشرح فحوى نظرية قوى الإنتاج التحريفية فنقول إنّها تدّعي أنّه لا يمكن القيام بالثورة الإشتراكية أو المزيد من التقدّم فيها و فى البناء الإشتراكي طالما لم تتطوّر قوى الإنتاج إلى درجة معيّنة و هذه نظرية دحضها لينين و ألحق الهزيمة بالمروّجين لها وقاد ثورة أكتوبر العظيمة فى روسيا و لم ينتظر إلى أن تتطوّر قوى الإنتاج إلى درجة عالية عن طريق الرأسمالية – و ثورة تضع السلطة بيد البرجوازية - بينما كان أنصار تلك النظرية يرونها مستحيلة . و الشيء نفسه حصل فى الصين بقيادة ماو إذ عارضت قوى تحريفية داخل الحزب الشيوعي الصيني المرور إلى الثورة الإشتراكية فى بداية خمسينات القرن العشرين بدعوى عدم توفّر قوى إنتاج متطوّرة و بعد ذلك عارضت المضي قدما فى تثوير المجتمع الإشتراكي الصيني لذات الأسباب و كانت الثورة الثقافية البروليتارية الكبرى بمثابة صفعة قويّة و عملية ملموسة لهذه النظرية التحريفية مبيّنة الدور العظيم للوعي و النظرية الثورية فى تغيير ليس فقط الواقع و قوى الإنتاج و أهمّ عنصر فيها القوى العاملة بل أيضا علاقات الإنتاج - بدرجات متفاوتة - بعناصرها الثلاثة : ملكية وسائل الإنتاج و العلاقات بين الناس إنتاجا و توزيعا . و نعود لمحمدعلي الذى نعتقد أنّه ظلّ أسبوعين كاملين غارقا فى التفكير فى كيفية مقاربته موضوع العنف الثوري دون تكرار ما ورد فى وثيقة الحزب الشيوعي ( الماوي ) الأفغاني و الذى ردّ عليه أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و مثال ذلك فقرات من وثيقة الماويين المكسيكيين ( المنظمة الشيوعية الثورية ، المكسيك ماي 2012 " الخلاصة الجديدة للشيوعية و بقايا الماضي " ): " و موقف الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية متوفّر لمن يودّ التعليق عليه عوض إختراع حجج عبثية ( 69) وهو بكلمات أساسية القيام بكلّ ما بوسعه للتسريع و للإستعداد لظهور وضع ثوري كقاعدة لقيادة الجماهير بعدئذ فى النضال المسلّح الثوري فى تحطيم الدولة القديمة و إرساء دكتاتورية البروليتاريا. ( 69- على غرار " حجّة الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني فى " موقفنا " و مفادها أن الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " من أنصار التحوّل السلمي" لأنّ صياغته حسب رأي الحزب الأفغاني غامضة بصدد النضال المسلّح فى قانونه الأساسي عندما قال " لإفتكاك السلطة يجب على الحزب الثوري أن يواجه العدوّ و يهزمه " و " وفى هذا النضال فى سبيل التغيير الثوري ، يواجه الشعب الثوري و الذين يقودونه العنف القمعي لقوّة الدولة التى تجسّد و تعزّز النظام الإستغلالي و الإضطهادي القائم ، و ليحقّق النضال الثوري الظفر ، سيحتاج إلى مواجهة و هزم العنف القمعي لقوّة النظام القديم الإستغلالي و الإضطهادي ."( القانون الأساسي للحزب الشيوعي الثوري، الولايات المتحدة الأمريكية ، الصفحة 10) . و من العسير الإعتقاد فى أنّ الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني يفكر حقّا أنّ الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية يقترح " إفتكاك السلطة" و " الإطاحة بالعدوّ" و " إلحاق الهزيمة بهذه القوّة العنيفة و القمعية " بطرق سلمية ، أو أنّ هذا هو معنى الصيغة الأخرى من ذات القانون الأساسي :
" على الثورة أن تطيح بآلة دولة هؤلاء الرأسماليين – الإمبرياليين و أن ترسي سلطة دولة جديدة تخدم المصالح الثورية للطبقة المستغَلة سابقا، البروليتاريا فى تحرير الإنسانية و دفع المجتمع و العالم بإتجاه القضاء على الإنقصامات الطبقية و العلاقات الإستغلالية ككلّ . و ستكون هذه الدولة الثورية دكتاتورية البروليتاريا ، دولة مغايرة راديكاليا لكافة أشكال الدول السابقة. " ( الصفحة 5 ، التشديد وارد فى النسخة الأصلية ). و يمثّل هذا الإستشهاد كذلك تشويها آخر عندما يعرب الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني عن أنّ هناك " غياب التشديد على مبدأ دكتاتورية البروليتاريا فى هذه الوثيقة." و من ناحية أخرى ، يشكو الحزب الشيوعي (الماوي) الأفغاني من عدم الإشارة إلى"الإنتفاضة المسلّحة بوجه عام" متجاهلا تحليل الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، عند الحديث عن التطوّر الممكن للنضال المسلّح فى هذه البلاد لمّا يظهر وضع ثوري : " و يتطلبه الأمر من الثوريين فى بلد إمبريالي للتمكّن من إمكانية الإنتصار ، سيكون خوض نضال أطول مدى من نوع الإنتفاضات الشعبية التى قادها لينين فى روسيا فى 1917" يمكن للمرء أن يختلف مع هذا الوضع لكن أدنى الأمانة الفكرية تستوجب على الأقلّ ذكر الموقف الحقيقي للحزب الشيوعي ، الولايات المتحدة الأمريكية عوض تشويهها .( أنظروا " حول إمكانية الثورة " ضمن " الثورة و الشوعية : أساس و توجه إستراتيجيين " ، الصفحة 85 ، وهي وثيقة مذكورة بوضوح فى بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ( ص 29) الذى يعلّق عليه الحزب الشيوعي الأفغاني (الماوي) . متوفّر على الأنترنت بموقع ).revcom.us ( إنتهى المقتطف ) محمّد علي فكّر مليّا ، فكّر بكلّ قوّته ، فكّر كما لا يفكّر أحد من المنظّرين فكانت عصارة فكره و زبدة جهوده كشف " عمليّات تحريف " أولى و ثانية و ثالثة و رابعة نتفحّصها معا . يستشهد محمّد علي بجملة " ان قوى الانتاج الموجودة حاليا تجعل من الممكن التوسع في الانتاج الذي من الممكن ان يتم تقاسمه واستخدامه في تلبية الحاجيات المادية لكل الانسانية في كل مكان "(ص6) وب " في العالم اليوم,انتاج الحاجات وتوزيعها على نحو ساحق بواسطة عدد كبير من الناس يعملون بشكل جماعي ,منظمون بشبكات عالية التنسيق و في اساس هذه العملية توجد الطبقة العاملة وهي طبقة عالمية لا تملك شيئا , ولكن هي التي خلقت هذه القوة المنتجة ذات الطابع الاجتماعي,هذه القوة الانتاجية الهائلة سوف تمكن الانسانية ليس فقط من تلبية حاجياتها الاساسية لكل فرد على ظهر هذا الكوكب بل بناء مجتمع ذو علاقة اجتماعية مختلفة ,مجتمع يستطيع فيه الناس ان يزدهروا معا..."(ص7)" لتقصّى حقيقة هذين الإستشهادين ، عدنا إلى " الشيوعية : بداية مرحلة جديدة ، بيان الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية لسنة 2008 " فتبيّن لنا أنّ محمد علي ترجم على هواه الجمل و لم يذكر أنّ الإستشهاد الثاني مأخوذ من القانون الأساسي لهذا الحزب و أنّ ما إقتبس مجتثّ من إطاره و في الفقرات الأصلية ما يدحض حتى دعاوى محمد علي بشأن التناقض الرئيسي للرأسمالية فى النقطة الثانية من مقاله : " ماهو ذو دلالة وهو محرّر هو أنّ ماركس كشف أن تطوّر المجتمع الإنساني ، بفعل الديناميكية التى أظهرها إلى النور ، أدّت إلى وضع فيه صار عالم آخر مغاير راديكاليا ممكنا. لقد بلغنا نقطة حيث ، عبر كافة التطوّر المعقّد الذى عرضنا فقط فى خطوط عامة هنا بكلمات بسيطة للغاية ، توجد الآن قوى إنتاج تجعل من الممكن إيجاد وتوسيع مستمرين لوفرة جوهريا بوسع الإنسانية ككل أن تتقاسمها وتستعملها لتلبية الحاجيات المادية للشعب فى كل مكان، بينما تزوّد الجميع أيضا بحياة فكرية وثقافية غناها فى إزدياد. ليس فقط كون التقنية تطورت لتجعل هذا ممكنا بصورة عامة لكن أيضا أن هذه التقنية بمستطاعها – وفى الواقع يجب - أن تستعمل من قبل مجموعات واسعة من الناس تعمل بتعاون. وبيّن ماركس التناقض الجوهري للنظام الرأسمالي الذى يسيطر على عالم اليوم، بمثل هذه الكلفة الكبيرة وبمثل هذا الخطر الكبير على الإنسانية : التناقض بين الطريقة المشتركة فى تنفيذ الإنتاج وكون سيرورة الإنتاج وما يُنتج يسيطر عليه ويملك فرديا من طرف عدد صغير من الرأسماليين. ومثلما يشدّد على ذلك" القانون الأساسي" لحزبنا :" فى عالم اليوم، إنتاج الأشياء و توزيع المنتجات ينجزه بشكل كبير عدد كبير من الناس الذين يعملون جماعيا وهم منظّمون فى شبكات عالية التنسيق. و فى أساس هذه السيرورة جميعها توجد البروليتاريا وهي طبقة عالمية لا تملك شيئا رغم أنها قد صنعت هذه القوى المنتجة ذات الطابع الإجتماعي الهائل وهي التى تشغّلها. وهذه القوى الإنتاجية العظيمة بوسعها أن توفّر للإنسانية ليس تلبية الحاجيات الأساسية لكلّ فرد على الكوكب فحسب بل بناء مجتمع جديد له جملة من العلاقات الإجتماعية و القيم المختلفة كلّيا... مجتمع حيث يستطيع كلّ الناس أن يزدهروا سوية حقا و بالكامل."( شادي الشماوي ، " المعرفة الأساسية لخط الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية " - الماوية : نظرية و ممارسة عدد9؛ على الحوار المتمدّن) . و يعبّر هذا الكلام عن حقائق لا غبار عليها و تأكّد فكرة توفّر الظروف المادية العالمية لإنشاء مجتمع شيوعي . و فضلا عن كونها حقيقة موضوعية اليوم هي حقيقة موضوعية سجّلها إنجلز منذ " ضد دوهرينغ ". فهل تغضب يا محمّد علي ؟ و يستشهد بهذه الأفكار الصحيحة ويلصق بها تأويلات ذاتية مغرضة فى عملية تشويه ممجوجة ومقيتة. هل أنّ هذه الحقائق " تخدم نظرية الإنتقال السلمي فى ظلّ المجتمع الرأسمالي ؟ " إن كانت كذلك – وهي ليست كذلك طبعا – فالويل كلّ الويل لإنجلز ثمّ لكلّ من أقرّ بهذه الحقائق الموضوعية فمحمّد علي سيغضب منهم شديد الغضب ! و " القوى المنتجة هي العنصر الأكثر حركية و ثورية فى الإنتاج " صيغة سديدة تعكس حقيقة موضوعية ، إستخدمها الماويون مثل تشانغ تشن- تشياو فهل مرّر بها " الثورة السلمية " ؟ لا . هي بوضوح تعنى أنّ قوى الإنتاج فعلا هي الأكثر حركية و ثورية و تعنى خاصة من ضمن قوى الإنتاج القوى العاملة أي الناس ، و الذين يجب العمل على تغيير أفكارهم و سلوكهم شيوعيّا لينهضوا بالثورة داخل الثورة ما تجسّد فى شعار وضع الثورة و الصراع الطبقي فى المصاف الأوّل فى مقابل ما رفعه التحريفيون من ضرورة إيقاف الثورة و العناية فى المصاف الأوّل برفع الإنتاج . لماذا يطرح الحزب الشيوعي الثوري أصلا الثورة الإشتراكية إن كان " طمس دور علاقات الإنتاج الرأسمالية فى عرقلة القوى المنتجة " ؟ ( حسب محمد علي ) منطق صاحب هذه التهمة الأخرق لا يتفطّن لهذا التضارب الفاضح فى أطروحاته . فهل يغضب و قد كشفنا ذلك التضارب ، هل يغضب ! و عظيم بل عظيم جدّا ، بل فى منتهى العظمة هو تشخيص " عملية التحريف الثانية " المتمثّلة فى " مروره مرور الكرام على الإنتفاضة المسلّحة فى هذه البلدان ". مبدع هو محمد علي ومذهل أيضا فالمرور مرور الكرام على مسألة - إن كان هذا صحيحا و هو ليس كذلك فى موضوع الحال - يعدّه عملية تحريف ! هذا من جهة و من جهة ثانية يستوجب الموضوع تأكيد عكس ما يذهب إليه ناقد أفاكيان فى فقرات لاحقة . و " التحريف الثالث يتمثّل فى القفز على المرحلة الإشتراكية و الصراع الطبقي الذى يتخلّلها و مبدأ " كلّ حسب طاقاته " ليذهب رأسا إلى المرحلة الشيوعية و" كلّ حسب حاجياته " فيتحدّث عن " الثورة الشيوعية " حيث " تتناسب مع أكثر المصالح الجوهرية للبروليتاريا ، البروليتاريا التى فى ظلّ شروط السيطرة و الإستغلال الرأسماليين تقوم بالإنتاج الجماعي و التى تجسّد إمكانية جعل علاقات الإنتاج تتناسب و قوى الإنتاج وإطلاق المزيد من قوى الإنتاج تلك بما فيها الناس ذاتهم " (ص 7). لقد تطرّقنا إلى مسألة الثورة الإشتراكية و الهدف الأسمى الشيوعي فى ما أنف من المقالات بما يدلّل على أنّ محمد علي لا يتحدّث عن بوب أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري على كوكب الأرض و إنّما عن أناس من غير عالمنا هذا . و المقام هنا يتطلّب توضيح أنّ إستعمال " الثورة الشيوعية " يعنى عامة الثورة التى تقودها الإيديولوجيا و الأحزاب الشيوعية و غايتها الأسمى هي المجتمع الشيوعي عالميّا فى حين أنّ " الثورة الشيوعية " بمعنى حصري تعنى الإنتقال من الإشتراكية إلى الشيوعية و هذا ليس المقصود و الدليل على ذلك كلام الإستشهاد عينه حيث يجرى الحديث عن" البروليتاريا فى ظلّ شروط السيطرة و الإستغلال الرأسماليين". و الثورة الشيوعية بمعنى الإنتقال من طور الإشتراكية إلى الشيوعية تفترض تجاوز لا الرأسمالية وحسب بل تجاوز حتى دكتاتورية البروليتاريا و إضمحلال الدول و الطبقات جميعها و تحرير الإنسانية جمعاء من كافة ألوان الإستغلال و الإضطهاد الجندري و الطبقي و القومي تحريرا ناجزا عالميّا . و " عملية التحريف الرابعة تتمّ بضرب العنف الثوري فى العمق حسب التأويل المغرض لمحمد علي للإستشهاد المقتطع إقتطاعا من إطاره :" بقيادة بوب افاكيان التوجه الاستراتيجي الجوهري الضروري وانجاز العمل الثوري وظهور شعب ثوري بالملايين والملايين وثم اغتنام الفرص حين تتوفر في النهاية "(ص 21) " . ما معنى " إغتنام الفرص حين تتوفّر فى النهاية " ؟ و كيف يتمّ ذلك ؟ لا يهمّ محمد علي أن يطلع القراء على رأي الحزب الشيوعي الثوري فى ذلك، الحقيقة لا تهمّه فغايته هي النيل من أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية و أنصارها بكلّ الوسائل فهو من معتنقي الماكيافيلية و " الغاية تبرّر الوسيلة ". و الحقيقة الموضوعية ، الحقيقة العارية من أدران مثالية محمدعلي الذاتية ، تسفّه الإفتراءات و الوثائق التى تدحض هذه الإفتراءات كثيرة إلى حدّ أنّنا إحترنا فى إختيار الأكثر دلالة و إقناعا للقرّاء و إنتهينا إلى الوقوف على ما ورد فى آخر مشروع برنامج للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية فهو يتطرّق مباشرة للموضوع الذى نحن بصدده : " الطريق إلى السلطة لقد أشار ماركس فى مناسبة من المناسبات إلى أنّ "العنف قابلة كلّ المجتمعات الحبلى بالجديد" أبدا لم تتنحّ الطبقات الحاكمة القديمة بإرادتها عن السلطة. ستشحذ سكاكين جزّاريها إلى أن يقضى عليها. و لايمكن للبروليتاريا أن تستعمل الدولة البرجوازية لإعادة صياغة المجتمع أو حتى لتوجد مجتمعا فيه التغييرات الكبرى التى مرّت بنا للتوّ. سواء كانت " ديمقراطية " أو إرهابية بصفة مفضوحة ، فإن الدولة البرجوازية جهاز قمع . إنّها تعبير عن العلاقات الأساسية الرأسمالية التى تخدمها و تعزّزها. لقد تطوّرت و أدخلت عليها تحسينات طوال قرون. و هكذا ، على البروليتاريا أن تطيح و تحطّم بصورة شاملة و تفكّك الدولة البرجوازية ممّا يستدعى حربا. بكلمات ماو تسى تونغ : " ليست الثورة مأدبة و لا كتابة مقال ولا رسم صورة و لا تطريز ثوب ، فلا يمكن أن تكون بمثل تلك اللباقة و الوداعة و الرقة ، او ذلك الهدوء و اللطف و الأدب و التسامح و ضبط النفس". إنّ الثورة إنتفاضة و عمل عنف تلجأ إليه إحدى الطبقات للإطاحة بطبقة أخرى." و تترافق الحرب بسيل الكثير من الدماء و الدمار الهائل، و فى النهاية ستلغى البروليتاريا الحرب. و لكن سيجرى هذا ، و يمكن فقط أن يجري بتحطيم نظام المراكمة الرأسمالية و الإضطهاد الطبقي الذى يولّد بإستمرارالحرب. هل بوسع الجماهير فعلا أن تكسب حربا ثورية ضد الإمبريالية؟ إنها مسألة جدّية ، تماما مسألة حياة أو موت، مسألة معقّدة للغاية. بيد أن الإجابة القصيرة هي نعم. و بينما الإمبرياليون أقوياء ،فإنّ لديهم نقاط ضعف تحت السطح. و قد ألحقت بهم هزائم فى الماضى – من ذلك فى الفتنام و كوريا- و اليوم يمكن أن يهزموا. مفتاح الإنتصار هو التطبيق الصحيح للخطّ العسكري الماوي لحرب الشعب، الذى يبيّن كيف أن قوّة تبتدأ ضعيفة يمكن فى النهاية أن تهزم قوّة أعتى منها. و تسمح تكتيكات حرب الشعب والإستراتيجيا العسكرية القائدة لجماهير الشعب بدعم الحرب الثورية و بالإلتحاق بها بنشاط بأعداد متزايدة على الدوام، ومن خلال ذلك تطوّر قدرتها على التحوّل إلى سيادة المجتمع. حرب الشعب فى بلد كهذا ستبدأ بإنتفاضات جماهيرية مركّزة فى المناطق المدينية. و ستؤدّى هذه الإنتفاضات إلى إرساء نظام ثوري فى أوسع منطقة ترابية ممكنة ثم تخاض حرب أهلية من أجل إلحاق الهزيمة فى الأخير و بصفة تامة بالطبقة الحاكمة القديمة و قواتها العسكرية المعادية للثورة و لتعزيز حكم البروليتاريا فى أوسع منطقة ترابية ممكنة. و لا يمكن شنّ حرب من هذا النوع إلاّ عندما تكون للبروليتاريا فرصة حقيقية للإنتصار. و هذا يتطلّب عواملا ثلاثة: أوّلا، أزمة جدّية فى المجتمع و الحكومة، ثانيا ، إنتفاضة و تمرّدا جماهيريا ضمن البروليتاريا و القطاعات الأخرى من الشعب، و ثالثا ، حزب طليعي قادر على تحويل الإنتفاضة و التمرّد إلى إنتفاضة منظّمة و قيادتها و توجيهها قيادة و توجيها شاملين. حين ينشأ وضع كهذا ، من واجب الحزب أن يقود الجماهير لتضرب و لا تتراجع ، موجّهة صفعة قوية كافية لتجعل هياكل السلطة وحكم العدوّ ينهاران بما يفضى إلى مزيد تقدّم الجماهير للإلتحاق بحرب الشعب و الشروع فى ديناميكية تبرز بإستمرار نقاط ضعف القوى الإمبريالية و تواجه نقاط قوّتها بينما تتقدّم بالقوى الإستراتيجية العظيمة للقوى الثورية ، معوّلة على و مستنهضة حتى أعدادا أكبر من الجماهير فى الحرب الثورية و فى النهاية ماضية بالحرب إلى الظفر. " ( إنتهى المقتطف ). 4- مزيدا عن هل طمست الخلاصة الجديدة للشيوعية الصراع الطبقي و العنف الثوري ؟ فى مزيد الردّ و بصورة أكثر مباشرة على هذه التهمة المبنية على أوهام صنعها الخيال المثالي الذاتي لناقد الخلاصة الجديدة للشيوعية ، ثمّة عدد لا بأس به من كتابات أفاكيان و الحزب الشيوعي الثوري التى ذكرنا سابقا و التى لم نذكر بيد أنّنا بعد قطعنا أشواطا كبيرة فى الجدال سنفتح الآفاق للرفاق و الرفيقات خاصة و القراء عامة لحثّهم على توسيع نطاق مطالعاتهم و معارفهم لذا سننوّع المصادر و نشرع فى ذلك حالا بإيراد فقرة للماويين المكسيكيين أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية من وثيقتهم " الخلاصة الجديدة للشيوعية و بقايا الماضي " و فيها يؤكّدون على دروس النيبال و منها ضرورة تحطيم جهاز الدولة الرجعية و إقامة دولة جديدة بقيادة البروليتاريا و حلفائها ما يجسّد بجلاء تكريس الصراع الطبقي و العنف الثوري من منظور شيوعي و بغايات و أساليب شيوعية : " - لن يتحرّر أي إمرء دون تحطيم الدولة البرجوازية : دروس النيبال . و المظهر الجوهري الآخر لتحريفية براشندا والحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) إنطلاقا من تبنّى الخطّ الجديد فى 2005 كان تعويض خطّ تطوير حرب الشعب لإفتكاك السلطة و إتمام الثورة الديمقراطية الجديدة و المرور إلى الثورة الإشتراكية بالمدعى " تكتيك النضال من أجل " جمهورية ديمقراطية " و " دولة إنتقالية " إلى جانب أحزاب متنوّعة سبق و ان نعتها الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي) ذاته بأنّها برجوازية و موالية للإمبرياليين و ذلك لأجل " إعادة هيكلة الدولة " ، مبرّرا ذلك بضرورة النضال ضد النظام الملكي الذى قد تنحّى بعدُ . هذا هو الخطّ الذى قاد إتفاق السلام و نهاية حرب الشعب و إقتراح دمج الجيش الثوري مع الجيش الرجعي و مشاركة الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) فى الإنتخابات التى كسبوا فيها أغلبية الأصوات و شكّلوا حكومة مع الأحزاب البرجوازية . و قد نقد الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية بعمق هذا الخطّ التحريفي الجديد الذى صار بديهيّا فى كتابات باتاراي ، فى رسالة بعثت إلى الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) فى أكتوبر 2005، أي ، فى اللحظات التى بالكاد كان الحزب الشيوعي النيبالي الموحّد (الماوي) يتبنّى فيها رسميّا هذا الخطّ وقبل أن تغدو تبعاتها العملية السيّئة بهذه البداهة " (56) ( 56- هذه الرسائل متوفّرة تحت عنوان " حول ما يجرى فى النيبال و رهان الحركة الشيوعية العالمية. رسائل الحزب الشيوعي الثوري، الولايات المتّحدة الأمريكية إلى الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي)، 2005- 2008 ( مع ردّ من الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) 2006) ، على النات ).revcom.us وقد رفض الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) نقد الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية ، قائلا إنّه كان يكرّر " أبجديّات الماركسية " لا غير ، و أبى الإجابة على رسائله التالية و مضى فى طريقة نحو المستنقع التحريفي الذى يوجد فيه حاليّا . و إضافة إلى مسائل الإنتقال الإشتراكي التى تطرّقنا إليها ، المسألة المركزية فى هذا الصراع كانت هل أنّ الهدف المباشر هو " إعادة هيكلة الدولة " أم تحطيمها و تفكيكها . و مثلما ورد فى رسالة من رسائل الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية : "من المقاطع المتداولة فى كتابات الحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي) نداء" إعادة هيكلة الدولة " و فى الواقع ، يلخّص هذا النداء بشكل عميق خطأ البرنامج السياسي للحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) . و من المهمّ العودة إلى ما سمّوه بشكل خبيث للغاية " أبجديّات الماركسية " فى هذا الصدد . فمنذ تلخيص تجارب مختلف ثورات القرن 19 فى أوروبا ، صاغ ماركس ملاحظة عميقة للغاية مفادها " إنّ جميع الثورات أكملت / حسّنت هذه الآلة بدلا من أن تحطمها ." ماذا كان ماركس يقصد بهذا ؟ كان يشير على وجه الخصوص إلى كون عديد الثورات فى أوروبا و لا سيما فى فرنسا ( 1789، 1830 و 1848) أفرزت تغييرا فى آلة الدولة لتتماشى مع القاعدة الإقتصادية الرأسمالية و " أكملت " قدرتها على النهوض بدورها كأداة فرض لدكتاتورية البرجوازية . بوضوح ، يشير ماركس إلى إلغاء النظام الملكي فى غالبية أوروبا و تعميم الديمقراطية البرجوازية ك "تحسين" للدكتاتورية الرأسمالية التى تمثّلها الدولة. لاحقا ، سيستخلص ماركس بوجه خاص درس أنّ الكمونة لم تكن فى جوهرها ، مجهودا لمزيد " تكملة/ تحسين" جهاز الدولة البرجوازية فى فرنسا بل بالأحرى مجهودا أوليا و إن كان متردّدا أحيانا غير مصمّم و فى النهاية محاولة غير ناجحة لتحطيم آلة الدولة البرجوازية و تعويضها بدولة نبعت من الصراع البروليتاري الثوري . رهان الجدال الراهن فى النيبال هو ما إذا ، وقد قيل و فعل كلّ هذا ، ستخدم العشر سنوات من حرب الشعب تحطيم آلة الدولة الرجعية أم تحسينها. لصياغة ذلك بصورة مباشرة أكثر إذا كانت نتيجة الحرب تعزيز الجمهورية البرجوازية ، فإنّ النتيجة المأساوية ستكون أنّ تضحيات الشعب لم تخدم لتركيز شكل جديد من حكم البروليتاريا و إنّما فقط " لتعصير" و " تحسين" ذات الآلة التى تبقيهم مضطهَدين. و القاعدة النظرية لهذا الخلط بين " تحطيم " و " تحسين" جهاز الدولة يمكن رؤيته بجلاء تام فى قرار اللجنة المركزية فى أكتوبر 2005 الذى " حلّ" صراع الخطين داخل الحزب و أقام أساس السياسات التالية للحزب " ( 57) ( 57- المصدر السابق ، رسالة الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة فى 19 مارس 2008 . و الرجاء العودة إلى النسخة الأصلية من أجل هوامش النصّ المذكور). و هذه " النتيجة المأساوية " هي بالضبط ما نشهده فى النيبال فى يومنا هذا ، وهي من تبعات تبنّى خطّ تحريفي للنضال من أجل " إعادة هيكلة " أو تحسين الدولة القديمة عوض مواصلة النضال فى سبيل تحطيمها . و قد تعرّض النقد الصحيح للحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية إلى هجمات من " اليسار" و من اليمين ، دون التوغّل فى الخوض أو دحض مضمون موقفه. فمن جهة ، هاجم البعض الحزب الشيوعي النيبالي (الماوي) قبل المنعرج التحريفي بشأن خطّه و تطبيقه تكتيكات إيقاف إطلاق النار، مشدّدين بإسم ما يدعى أنّه " ماوية " وهو فى الواقع طفولية " يسارية " على أنّ كلّ إيقاف لإطلاق النار و كلّ تفاوض يساوي الخيانة ، دون أن يكون له منطق مبدئي كافى لنعت ماو بالخائن إذ أنّ ماو أقرّ إيقاف إطلاق النار و تفاوض مع الكيومنتانغ فى تشنغ تشنغ . حينها أكّد أنّه عند قتال العدوّ ،" أمّا كيف نكيل الصاع بالصاع فذلك يرتبط بالوضع . فتارة يكون عدم الذهاب للتفاوض كيل الصاع بالصاع ؛ و تارة يكون الذهاب للتفاوض كيل الصاع بالصاع " (58) ( 58- ماو تسى تونغ " حول مفاوضات تشنغ تشنغ" ، الأعمال المختارة ، المجلّد الرابع ، منشورات باللغات الأجنبية ، بيكين، 1961، الصفحة 56) [ الطبعة العربية ، الصفحة 567]. و شرح ماو بوضوح أنّ المفاوضات كان الهدف السياسي منها هو مزيد عزل الكيومنتانغ و الإعداد هكذا لحرب أهلية أدّت فى النهاية إلى إنتصار الثورة الصينية . المسألة بالنسبة للشيوعيين فى تقييم تكتيكات إيقاف إطلاق النار أوالمفاوضات هي هل أنّها تخدم تعزيز النضال المسلّح الثوري و فى النهاية تحطيم الدولة البرجوازية أم هل تؤدّى إلى تصفية حرب الشعب الضرورية و تحطيمها . بوضوح كان هدف مفاوضات تشنغ تشنغ و كان تأثيرها تعزيز حرب الشعب و إنتصار الثورة . و لو أنّنا لم نقم ببحث كافي لتقييم كلّ تكيتيك من تكتيكات الحزب الشيوعي النيبالي قبل تغيير خطّه ، فإنّه من الواضح أنّ تكتيك إيقاف إطلاق النار كان يهدف سياسيّا إلى عزل العدوّ و تقوية حرب الشعب . و مع المنعرج التحريفي و التغير فى الأهداف الإستراتيجية للحزب الشيوعي النيبالي ( الماوي) ، تخدم كافة تكتيكاته غايات لا تخرج عن الإطار الخانق و القاتل للنظام الرأسمالي - الإمبريالي العالمي . و الحال سيّان بالنسبة إلى " إتفاق السلام" الذى إقترحه خطّ إنتهازيّ يمينيّ فى البيرو فقد كان جزءا من خطّ تحريفي كامل ، مثلما حلّل بصورة صحيحة حينها رفاق ما بات الآن الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني - الماوي ) ( 59) ( 59- إتحاد الشيوعيين الإيرانيين ( سربداران) "من حقّنا أن نثور"، " عالم نربحه" عدد 21 . و قد لعب لاحقا إتحاد الشيوعيين الإيرانيين دورا مفتاحا فى تشكّل الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي - اللينيني - الماوي) الحالي )." ( إنتهى المقتطف ) 5- هل أنّ أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية " غير معنيين بتاتا بما يحصل فى المستعمرات و أشباهها فلا يعترفون بالتناقض بين الإمبريالية و شعوب العالم و أممه المضطهَدة و لا يتحدّثون عن المسألة الوطنية من منظور بروليتاري " ؟ كالعادة يطلق محمد علي العنان لترسانة إفتراءاته المتنوعة و ما ورد فى النقطة السالفة كفيل لوحده بتفنيد مزاعمه هذه . كيف يعدّ الحزب الشيوعي الثوري غير معني وهو فى رسالته للأحزاب و المنظمات المنتمية للحركة الأممية الثورية فى غرّة ماي 2012 يقيّم تجارب حرب الشعب فى البيرو و فى النيبال و غيرها ؟ من نصدّق الوثائق أم محمد علي ؟ ثمّ هل قرأ محمد علي " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 وفيه ما فيه من مهام الثوريين فى أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة ؟ هل قرأ ما كتبه أفاكيان فى " مساهمات ماو تسى تونغ الخالدة " من فصول خاصة بطريق الثورة فى هذه البلدان و حرب الشعب؟ هل تابع مقالات " أخبار عالم نربحه " عن حرب الشعب فى الفليبين و تركيا والهند...؟ هل إطلع على مضامين مجلّة " عالم نربحه " و مواقف الحزب الشيوعي الثوري بصدد حرب الشعب فى البيرو لا سيما فى ثمانينات و بداية تسعينات القرن العشرين – ثمّ حرب الشعب فى النيبال - و فى آخر عدد منها ، العدد 32 سنة 2006 ؟ و هل و هل إلخ أكيد أن ّ محمد علي و إن لم يحط بجميعها له فكرة تفنّد مزاعمه فلماذا هذا الإفتراء ؟ الإجابة الواضحة هي أنّ محمد علي يدافع عن وعي تام عن خطّ تحريفي و لكن يبقى سؤال محيّر لماذا دخل فى مثل هذه المتاهات من الإفتراء المتعمّد و المقصود و المخطّط له ؟ كيف لا يعتنون بهذه القضايا الجوهرية و هم يعتبرون أنّ للثورة البروليتارية العالمية تياران هما الثورة الديمقراطية الجديدة فى المستعمرات و أشباه المستعمرات و المستعمرات الجديدة و الثورة الإشتراكية فى البلدان الرأسمالية الإمبريالية ؟ ألم يكتب أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية فى المكسيك مقالا أشرنا إليه سابقا ضمّنوه فقرة بصدد " دروس النيبال " ؟ كيف يتجرّا محمد علي و يفرض عليهم فرضا و يلصق بهم عنوة تهمة الإستخفاف بتيّار من تياري الثورة البروليتارية العالمية علما و أنّهم يرفعون شعار ماو تسى تونغ عاليا : إمّا أن نبلغ جميعا الشيوعية أو لن يبلغها أحد ؟ كيف يتجرّا محمّد علي على هذا الإفتراء الواضح ؟ كيف لا يستحى من هكذا إفتراء ؛ حقّا إن لم تستحى فإفعل ما شئت ! و لنضرب مثالا فاقعا آخر إليكم فقرات هذه المرّة من رسالة أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية فى إيران و نقصد الحزب الشيوعي الإيراني ( الماركسي – اللينيني – الماوي ) إلى الرفاق الثوريين فى الشرق الأوسط و شمال أفريقيا ، بتاريخ غرّة ماي 2011 وهي متوفّرة بالعربية على موقع هذا الحزب : www.cpimlm.com www.sarbedaran.org " إعادة وضع الثورة على راس جدول أعمال الحركات : إنّ الثورة مجال للنزاع و التحدّي بين مختلف الطبقات. و قد شاهدنا هذا فى تجربة إيران و اليوم يمكننا مشاهدة ذلك فى تونس و مصر و البلدان الأخرى التي عرفت نهوضا شعبيّا. فى تونس و مصر و بلدان أخرى ، من جهة تسعى مراكز القوى المحلّية و العالمية إلى تهدئة الشعب و إرضائه بتقديم بعض التنازلات المحزنة أو غالبا بتغيير حرّاس النظام. و من جهة أخرى ، هناك فرصة و إمكانية عظيمة لتوجيه مزيد الضربات للنظام القديم و فى النهاية لتحطيمه عبر ثورة حقيقية. و هذان طريقان مختلفان راديكاليّا. لئن كسب الطريق الثاني ، لا ظلّ للشكّ أنّ وجه هذه المنطقة و العالم سيتغيّر لصالح شعوب هذه المنطقة و شعوب العالم. غير أنّه لجعل الطريق الثاني المنتصر ، ينبغى أن يتوصّل ملايين الناس إلى معرفة ما هي الثورة الحقيقية و ما هي طبيعة المجتمع الذى يحتاجون إليه و يريدونه و ما هي طبيعة القيادة الطبقية التي بمقدورها أن تقود نحو تحقيق ذلك. ودون إكتساب الملايين للوعي على هذا النحو و تنظيم صفوفهم للقتال من أجل هذا الهدف ، بإمكان الأعداء أن يبيعوا أي شيء للناس بإسم " الثورة ".و قد رأينا هذا فى حال الثورة الإيرانية لسنة 1979. و بالنتيجة ،فى إيران ، ظلّ الوضع جوهريّا على حاله و حتى صار أسوأ. إذا إفتقد الشعب حركة شيوعية ثورية قادرة على تقديم إجابات على " ما الذى نريده " إنطلاقا من موقف البروليتاريا و المضطهَدين و المستغَلين الآخرين فى المجتمع و قيادة الجماهير فى القتال من أجل هذا الهدف ، إذا إفتقدنا ذلك ، فإنّ الطبقات الرجعية و ممثّليها سيفرضون أجندتهم الخاصّة على الجماهير و يقولون لها " ما الذى يجب أن تريد". تحطيم هياكل الحكم السياسي برمتها على أيدى شعب ثوري واعي و إنشاء دولة طبقية جديدة تهدف إلى و بإمكانها أن تفتكّ السلطة و ملكية وسائل الإنتاج من طبقات الرأسماليين و الملاكين العقاريين الكبار و كذلك الإمبرياليين، دولة ستستمرّ فى التخلّص من الإختلافات الطبقيّة و تلغى كافة العلاقات الإجتماعية الإضطهادية. و هذه السيرورة بأسرها عسيرة و دموية و لن تكون ممكنة البلوغ دون حزب ثوري ( حزب شيوعي) و جيش شعبي حقّا.لكن كيف يمكن لهكذا سيرورة أن تنطلق ؟ هل ستظهر حركة شيوعية جديدة أجندتها المركزية هي قيادة ثورة حقيقية من صلب هذه الحركات الكبرى؟ و هذه مسائل ملحّة تستوجب الإجابة و بإمكان ثوريي هذه البلدان تقديم هذه الإجابة. " ( إنتهى المقتطف) 6- محمد علي الماوي و الحركة الأممية الثورية : يزعم محمد علي الماوي أنّه يدافع عن الماركسية – اللينينية – الماوية وهي منه براء كما تبيّن لنا بالملموس . على طول حلقات مقالاته لم يذكر حزبا أو منظّمة من أحزاب و منظّمات الحركة الأممية الثورية عدا الحزب الشيوعي الثوري ، الولايات المتحدة الأمريكية الذى صبّ عليه جام غضبه . لم يدافع عن خطّ أي حزب أو منظّمة أو أيّة كتلة من الكتل المعروفة . يحدّد نفسه فقط بمعاداته للخلاصة الجديدة و لا يطرح خطّا بديلا جليّا متجانسا ولا حتى نقاط إلتقاء مع هذه و إختلاف مع تلك من الأحزاب و المنظّمات. لا يناقش سوى أطروحات الخلاصة الجديدة للشيوعية . كما تجدر الإشارة إلى أنّ محمد علي لم يشر لا من قريب و لا من بعيد إلى بيانات الحركة الأممية الثورية لسنة 1984 و لسنة 1993 و عديد وثائقها الأخرى و أعداد مجلّتها " عالم نربحه " و وثائق الأحزاب و المنظّمات المنتمية إلى هذه الحركة . و شأنه شأن الخوجيين ، وقفت مراجعه عند أواسط خمسينات القرن العشرين ( بإستثناء كتاب " لندرس الإقتصاد السياسي" الذى إقتطف منه جملة عامة .) و قد لمسنا أنّه يجهل الكثير و الكثير عن الصراعات فى صفوف الحركة و يتجاهل هذا الصراع و الوثائق ذات الصلة و يتحامل على حزب أفاكيان موجّها له تهما باطلة ! لا يروّج لأدب الحركة الأممية الثورية و لا يعترف به أصلا ( لا يستشهد به حتّى ) و يدعى الدفاع عنها و عن وحدتها ! و إن تمعّنتم فى كتاباته ستتفطّنون إلى أنّه لا صلة لها بالحركة الأممية الثورية و مثلا عن حرب الشعب فى النيبال التى دامت عقدا لم نقرأ له شيئا و الشيء نفسه بالنسبة لحرب الشعب فى الهند . و فى مقاله الذى ننقد نلفيه يهاجم الحركة تحت غطاء مهاجمة أفاكيان . كيف ذلك ؟ لماّ قال إنّ أفاكيان " ينظّر لإمكانية حصول حرب عالمية " ألمح إلى كتاب " إنحطاط أمريكا " وهو كتاب نشر سنة 1984 كما مرّ بنا و حينها و فى السنوات اللاحقة إلى منعرج إنهيار الإتحاد السوفياتي فى بداية تسعينات القرن العشرين ، كانت الحركة الأممية برمّتها تدافع عن وجود هذه الإمكانية النابعة من قراءة صحيحة للواقع و تعدّ لها العدّة و يشهد على ذلك بيانالحركة الأممية لسنة 1984 كما تشهد على ذلك الأعداد الأولى من مجلّة " عالم نربحه " لا سيما العدد 2/ 1985. و ندع جانبا " يتهم ماو بالقومية " لأنّنا أوضحنا فى مقالنا " الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البروليتارية العالمية " أنّ المسألة مسألة خطإ وقع تشخيصه و شرحه و تجاوزه ما لا ينقص أبدا من قيمة ماو تسى تونغ كأحد أعظم قادة البروليتاريا العالمية ، و نسترسل مع مهاجمة محمد علي للحركة الأممية الثورية حيث يقذف فى وجوهنا إفتراء مفاده أنّ أفاكيان يتهم " الأممية الثالثة و الجبهة المعادية للفاشية بالشوفينية الضيقة " . إنّ محمد علي يراجع هنا أحكاما صحيحة واردة فى " بيان الحركة الأممية الثورية " لسنة 1984 بشأن الأخطاء المرتكبة ، فى قسم خاص بتقييم التجربة السوفياتية و ستالين و الكومنترن . و من هنا من المشروع جدّا أن نشكّك فى لقب الماوي لدي محمد علي أو ننعته باللاماوي ! خاتمة : ثمّة ماوية و ثمّة ماوية ! لمحمّد علي ماويته و لنا ماويتنا ! ثمّة ماوية محمد علي و أشباهه التى تقترف جميع تلك الأخطاء التى كشفنا تجاه الرفاق و الرفيقات و تجاه بوب أفاكيان و أنصار الخلاصة الجديدة للشيوعية و تجاه الحركة الأممية الثورية و تتنكّر بمثالية و دغمائية للواقع و لصراع الخطين و تعتمد الإفتراء و الشتائم سبيلا فى الصراع و تقلب الحقائق رأسا على عقب و لا تمسك بالموقف البروليتاري الشيوعي الثوري و لا بالمنهج العلمي المادي الجدلي و تستخفّ بالأدب و الفنّ و تجهّل المناضلات و المناضلين و تلوى عنقهم إلى الوراء عوض أن تعدّهم ليكونوا طليعة المستقبل و تلمّح إلى أخطاء التجارب الماضية و لا تذكرها و لا تتقدّم ببديل بل تحدّد نفسها بمعاداة الخلاصة الجديدة للشيوعية و تمرّر المواقف القومية المناهضة للأممية البروليتارية و تنفخ فى ذات الكاتب لترفعه كفرد فوق كافة الأحزاب و المنظّمات الماوية ... ماوية محمد علي و أشباهه هراء ، هراء و نحن منها براء ، براء ! و ثمّة ماوية من سمّاهم محمد علي " القردة " و " المرتزقة " و " الجبناء" ... التى تضع هدفا لا تحيد عنه البحث عن الحقيقة التى هي وحدها الثورية لتفسير العالم تفسيرا علميّا صحيحا بغاية تغييره تغييرا ثوريّا بروليتاريا ، و التى تربط غايتها الأسمى الشيوعية بكافة نظرتها و منهجها العلمي المادي الجدلي و تطوّر علم الثورة و تغيّر أفكار الناس و تنظّمهم و تقودهم من أجل الثورة البروليتارية العالمية بتيّاريها المتكاملين و بأفق الشيوعية العالمية و تسعى على الدوام إلى أن تكون طليعة للمستقبل و لا تخشى بتاتا النقد و النقد الذاتي و ممارسة نقد حتى القادة العظام الأموات منهم و الأحياء و الدفاع عن ما هو صحيح و إستبعاد ما هو خاطئ مهما كان مصدره ؛ هذه الماوية و إن أطلق على أنصارها محمد علي وأشباهه نعوت " سذّج " و " أغبياء" و حتى " خونة " ، هي الماوية الحق هي الشيوعية الثورية ، هي شيوعية اليوم المتجسّدة حاليّا فى قمّة ما بلغه علم الثورة البروليتارية العالمية إلى الآن : الخلاصة الجديدة للشيوعية . هذه الماوية هي الشيوعية الثورية لذلك على أساسها ينبغى التقدّم و البناء و نحن لها أوفياء ، أوفياء ! ملحق : كيف يحاول افاكيان التحريفي تمرير نظرية التحّول السلمي؟ محمد علي الماوي 2013 / 6 / 21 - 12:48 الحلقة الرابعة تذكير ينطلق منظّر الح "الش "الثوري الامريكي من أخطاء التجربة الاشتراكية ونواقصها التي يعتبرها في البداية اخطاء ثانوية ثم سرعان ما يؤكد انها هامة ومحددة وينتقل من نقد هذه الاخطاء الى نقد الم الل الماوية عامة فينعتها بالمثالية والميكانيكية و بالدغمائية واللاهوت( ص20 و22 ) ويعتمد اسلوب التلخيص الفوقي الانطباعي و الذاتي الذي لا علاقة له بمفهوم التقييم العلمي ليقدم "الخلاصة الجديدة " كمرحلة ثانية بديلة تقطع كليا مع ما يسمّيه "بقايا الماضي " ويتسم هذا التلخيص بالقفز على واقع التناقضات التي تحكم المجتمعات وعلى المراحل الموضوعية التي مرت بها التجربة الاشتراكية فيطمس الصراع الطبقي و ما أفرزه من مكاسب في مجال النضال ضد كل انواع الانحرافات يمينية كانت أم يسراوية . ورغم محاولات التظاهر بالدفاع عن بعض الايجابيات فانه ينظّر علنا "لنظرية القوى المنتجة " وللتحول السلمي(ص 7 و 8 ) من خلال التمسك بالمبدأ العام القائل "بضرورة تطابق علاقات الانتاج مع طبيعة القوى المنتجة " فينفي الصراع الطبقي وبالتالي العنف الثوري بما انه لا يذكر ,عمدا , في دستور الجمهورية الامريكية كيف سيقع افتكاك السلطة ولا يتحدث عن الثورة الاشتراكية بل يمر رأسا الى الثورة الشيوعية ويدافع خلال تلخيصه عن "الطابع الانساني " فوق الطبقات وعن "مجتمع مدني مستقل عن الدولة " وعن سلطة الدولة مع تجنب كلي لعبارة ديكتاتورية البروليتاريا والتركيز في المقابل على المبادرات الفردية والمدارس الفكرية بكل اتجاهاتها والتي يعتبرها تخدم الشيوعية دون تحديد طبيعة هذه الاتجاهات الفكرية . 1- نظرية القوى المنتجة و"الثورة السلمية" ينطلق افاكيان التحريفي من القانون العام للاقتصاد السياسي الماركسي فيما يخص علاقات الانتاج والقوى المنتجة ويقر في معرض ثرثرته(ص5) انه يجب تثوير علاقات الانتاج التي تدخل في تناقض مع قوى الانتاج و لا يذكر طبعا طبيعة هذه الثورة ولا القوى التي ستقوم بها بل يطوّع هذه العلاقة الجدلية بين قوى الانتاج وعلاقات الانتاج ليخدم نظرية الانتقال السلمي في ظل المجتمع الرأسمالي فيقول "ان قوى الانتاج الموجودة حاليا تجعل من الممكن التوسع في الانتاج الذي من الممكن ان يتم تقاسمه واستخدامه في تلبية الحاجيات المادية لكل الانسانية في كل مكان " (ص6) ويضيف"في العالم اليوم,انتاج الحاجات وتوزيعها على نحو ساحق بواسطة عدد كبير من الناس يعملون بشكل جماعي ,منظمون بشبكات عالية التنسيق و في اساس هذه العملية توجد الطبقة العاملة وهي طبقة عالمية لا تملك شيئا , ولكن هي التي خلقت هذه القوة المنتجة ذات الطابع الاجتماعي,هذه القوة الانتاجية الهائلة سوف تمكن الانسانية ليس فقط من تلبية حاجياتها الاساسية لكل فرد على ظهر هذا الكوكب بل بناء مجتمع ذو علاقة اجتماعية مختلفة ,مجتمع يستطيع فيه الناس ان يزدهروا معا..."(ص7) يرتكز هذا التحريفي على مبدأ "القوى المنتجة هي العنصر الاكثر حركية وثورية في الانتاج " ليمرر نظرية "الثورة السلمية " الناشئة في احشاء المجتمع الرأسمالي بما انه يتحدث عن "العالم اليوم ". وقد سبق للتحرفيين من خروتشوف الى تيغ سياو بيغ ان اعتمدوا نفس المنطق .تكمن اذا عملية التحريف الاولى في طمس دور علاقات الانتاج الرأسمالية في عرقلة القوى المنتجة و تهميش قضية تثوير هذه العلاقات من خلال القيام بالثورة الاشتراكية في البلدان الرأسمالية (بما في ذلك الصين وروسيا...) اما عملية التحريف الثانية فتتمثل في مروره مرور الكرام على الانتفاضة المسلحة في هذه البلدان , الوسيلة الوحيدة لافتكاك السلطة . والتحريف الثالث يتمثل في القفز على المرحلة الاشتراكية والصراع الطبقي الذي يتخللها و مبدأ "كل حسب طاقاته " ليذهب رأسا الى المرحلة الشيوعية وكل "حسب حاجاته " فيتحدث عن "الثورة الشيوعية " حيث "تتناسب مع أكثر المصالح الجوهرية للبروليتاريا, البروليتاريا التي في ظل شروط السيطرة والاستغلال الرأسماليين تقوم بالإنتاج الجماعي والتي تجسد امكانية جعل علاقات الانتاج تتناسب وقوى الانتاج و اطلاق المزيد من قوى الانتاج تلك بما فيها الناس ذاتهم "(ص7) ويتوج ضربه في العمق للعنف الثوري فيقول"بقيادة بوب افاكيان التوجه الاستراتيجي الجوهري الضروري وانجاز العمل الثوري وظهور شعب ثوري بالملايين والملايين وثم اغتنام الفرص حين تتوفر في النهاية "(ص 21) هذا مفهوم الثورة لدى هذا التحريفي! (الترجمة في الموقع المذكور اسفله رديئة جدا وتحمل على غرار الوثائق الاخرى عنوان, DRAFT مسودّة .) (فليترقب في فرنسا ظهور شعب ثوري في امريكا!) 2 – نفي الدور الأساسي للصراع الطبقي في تطور التاريخ. يفرغ هذا التحريفي ككل الخونة التحريفيين جوهر الاقتصاد السياسي الماركسي والقوانين الموضوعية التي تفعل فعلها على اساس الظروف الاقتصادية المحددة بمعزل عن إرادة الانسان."ففي المجتمع القائم على الملكية الخاصة واستغلال الانسان للانسان فان الصراع بين القوى المنتجة وعلاقات الانتاج يتجلى في الصراع الطبقي فيتم اذاك الانتقال من نمط الانتاج القديم الى الجديد بالثورة الاجتماعية "(كتاب الاقتصاد السياسي- المقدمة –اكاديمية العلوم في الاتحاد السوفياتي_طبعة 1955) اتبعت الخلاصة الجديدة نهج خروتشوف وتيغ سياوبيغ فطمست الصراع الطبقي والعنف الثوري المجسد في الانتفاضة المسلحة كنتيجة حتمية لحل التناقض بين علاقات الانتاج والقوى المنتجة في المجتمع الرأسمالي وخلطت عمدا بهدف بث البلبلة وتغطية خيانتها خلطت بين المجتمع الرأسمالي (وتحديدا بين القوى المنتجة في المجتمع الرأسمالي والقوى المنتجة في المجتمع الاشتراكي) والمجتمع الاشتراكي الذي لا يمكن تحقيقه دون العنف الثوري المسلح-الانتفاضة المسلحة - وبين المجتمع الشيوعي حيث اضمحلال الطبقات... وتجدر الاشارة الى ان هذا التحريفي ومن يسانده غير معني بتاتا بما يحصل في المستعمرات و اشباهها فلا يعترف بالتناقض بين الامبريالية وشعوب العالم و اممه المضطهدة و لا يتحدث عن المسألة الوطنية من منظور بروليتاري . وقد سلك هذا التحريفي المندس نفس المنطق في تعامله مع مفهوم ازمة النظام الامبريالي والتناقض الذي يحكم المجتمع الرأسمالي بحيث لا يعتقد "ان اصل الازمات الاقتصادية للنظام الرأسمالي يكمن في التناقض بين طبيعة الانتاج الجماعي والملكية الخاصة لوسائل الانتاج وبالتالي ثمرة الانتاج وان هذه الازمات هي ازمات فائض انتاج بالأساس "(لندرس الاقتصاد السياسي - شنغهاي 1975-E 100ص184-النسخة الفرنسية) لكن افاكيان بعد اللف والدوران وبعد الاستشهاد بانجلز ولينين يدعي ان الشكل الرئيسي المحرك للتناقض الاساسي في المجتمع الرأسمالي هو الفوضى /التنظيم ANARCHY/ ORGANISATION)) فيصبح الصراع الطبقي نتيجة مباشرة لهذه الفوضى بفعل التناحر فيما بين الامبرياليات حسب زعمه وبذلك لا يعترف بان الصراع الطبقي هو المحرك الاساسي كما يطمس التناقض الذي يحكم المجتمع الرأسمالي وبفعل تركيزه على التنافس الامبريالي وقضية اعادة اقتسام العالم بشن الحروب يستنتج ان التناقض الاساسي والرئيسي الذي يشق العالم هو التناقض فيما بين الامبرياليات وينظر لإمكانية حصول حرب عالمية(ص 125 انحطاط امريكا-AMERICA IN DECLINE ) وعليه فانه من الطبيعي ان يسخر هذا المندس من التناقض امبريالية/ شعب ومن المسألة الوطنية في المستعمرات و أشباهها ويتهم ماو بالقومية والاممية الثالثة والجبهة المعادية للفاشية بالشوفينية الضيقة...ويقدم ذلك في شكل الدفاع عن الاممية وعن الثورة الشيوعية وبذلك يعتبر ان العامل الخارجي هو المحدد في قيام الثورة . ان تحريفية رئيس الحزب "الش الثوري "الامريكي واضحة لا غبار عليها وستكشف الايام القريبة العمل التخريبي الذي قام به هذا الحزب ورئيسه صلب الحركة الاممية الثورية ودوره في تفجير الحركة وفرقعتها كما ستبين الايام ان الفرز الطبقي قد حصل منذ تفكك الحركة الاممية الثورية ولم يعد الحديث عن صراع خطين كما يزعم بعض السذج او القردة الذين يقلدون أسيادهم منذ سنوات خلت بل صراع الماركسية اللينينية الماوية ضد أحفاد كاوتسكي و خروتشوف وتيغ سياو بيغ...
ملاحظة: تعتبر هذه الحلقات ارضية اولية هدفها فضح عاشق البلوز والهيب هوبBLUES HIPHOPو صاحب الخلاصة الجديدة او الافاكيانزم أي التحريفية في ثوبها الامريكي. المراجع : REVOLUTION REVCOM.US- A NEW COMMUNIST MANIFESTO -الشيوعية: بداية مرحلة جديدة بيان الحزب"الش الثوري" الولايات المتحدة الامريكية- سبتمبر 2008 نسخة بي دي أف-PDF . -حول استراتيجية الثورة -دستور الجمهورية الاشتراكية الجديدة USA
تونس 21 ماي 2013
================= إنتهى جوان 2013========================
#ناظم_الماوي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
جملة من أخطاء حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد فى قراءة الص
...
-
ماضي حزب الوطنيين الديمقراطيين الموحّد و حاضره و مستقبله-الف
...
-
إصلاحية الحزب الوطني الإشتراكي الثوري : الخلل و الشلل .
-
مغالطات الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد فى قراءة الصراع الطب
...
-
تونس : نظرة ماوية للنضالات الشعبية .
-
الخلاصة الجديدة للشيوعية هي الإطار النظري الذى تحتاجه الثورة
...
-
إغتيال محمد البراهمي وضرورة نبذ الأوهام الديمقراطية البرجواز
...
-
الثورة الوطنية الديمقراطية و تكتيك الحزب الوطني الديمقراطي ا
...
-
أجوبة على أسئلة متصلة بصراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيو
...
-
بصدد بوب أفاكيان و الخلاصة الجديدة للشيوعية : محمد علي الماو
...
-
الخلاصة الجديدة للشيوعية و تطوير الإطار النظري للثورة البرول
...
-
مرحلة جديدة فى صراع الخطين حول الخلاصة الجديدة للشيوعية وصعو
...
-
-الهوية الفكرية والطبقية للحزب الوطني الديمقراطي الموحّد-: ح
...
-
محمد علي الماوي : الماكيافيلية أم المبادئ الشيوعية ؟
-
لكلّ ذى حقّ حقّه : تحية شيوعية ماوية للحزب الشيوعي الثوري ،
...
-
نداء إلى الماركسيين - اللينينيين - الماويين : الماويّة فى مف
...
-
هل يطبّق الحزب الوطني الديمقراطية الموحّد المادية الجدلية أم
...
-
النظرية الثورية أم الأفكار الرجعية و البرجوازية السائدة ؟- م
...
-
هل الحزب الوطني الديمقراطي الموحّد حزب لينيني ؟ - الفصل الثا
...
-
حزب لينيني أم سفينة نوح ؟ مقتطف من الفصل الثاني من كتاب- الح
...
المزيد.....
-
هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال
...
-
الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف
...
-
السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا
...
-
بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو
...
-
حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء
...
-
الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا
...
-
جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر
...
-
بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
-
«الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد
...
-
الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»
المزيد.....
-
الثورة الماوية فى الهند و الحزب الشيوعي الهندي ( الماوي )
/ شادي الشماوي
-
هل كان الاتحاد السوفييتي "رأسمالية دولة" و"إمبريالية اشتراكي
...
/ ثاناسيس سبانيديس
-
حركة المثليين: التحرر والثورة
/ أليسيو ماركوني
-
إستراتيجيا - العوالم الثلاثة - : إعتذار للإستسلام الفصل الخا
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية(أفغانستان وباكستان: منطقة بأكملها زعزعت الإمبر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
رسالة مفتوحة من الحزب الشيوعي الثوري الشيلي إلى الحزب الشيوع
...
/ شادي الشماوي
-
كراسات شيوعية (الشيوعيين الثوريين والانتخابات) دائرة ليون تر
...
/ عبدالرؤوف بطيخ
-
كرّاس - الديمقراطيّة شكل آخر من الدكتاتوريّة - سلسلة مقالات
...
/ شادي الشماوي
-
المعركة الكبرى الأخيرة لماو تسى تونغ الفصل الثالث من كتاب -
...
/ شادي الشماوي
-
ماركس الثورة واليسار
/ محمد الهلالي
المزيد.....
|