أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية الطفولة، في المدرسة المغربية؟...!!!.....2















المزيد.....

أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية الطفولة، في المدرسة المغربية؟...!!!.....2


محمد الحنفي

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 20:16
المحور: التربية والتعليم والبحث العلمي
    


وإن من مهام أدلجة الدين الإسلامي، التي ينجزها مؤدلجوه، المصابون بعظمة النيابة عن الله في الأرض: استصغار شأن الإنسان، الذي خلق ليعبد الله فقط. وما سوى ذلك، إنما هو مساعد على عبادة الله، بما في ذلك خضوعه المطلق لمؤدلجي الدين الإسلامي، باعتبارهم أوصياء على الدين الإسلامي، الذي يؤولونه حسب هواهم، ويعتبرون تأويلاتهم ذات الطابع الأيديولوجي، والسياسي، هي الإسلام الحقيقي.

ومن مظاهر استصغارهم للإنسان، مقابل استعظامهم لأدلجة الدين الإسلامي، ول (معرفتهم) بالغيب، وبمصير الإنسان يوم القيامة، نجد:

1) إصرارهم على احتقار شأن المرأة، التي تعتبر في نظرهم ناقصة عقل، ودين، دون اعتبار لمساهماتها في تطور الاقتصاد، والاجتماع، والثقافة، والسياسة، ودون ذكر لإبداعاتها الفنية، والأدبية، ولإنتاجاتها المعرفية، والعلمية، ودون استحضار لقدراتها الفكرية، والعقلية. وكيفما كانت هذه المرأة، لا تتجاوز أن تصير، في نظرهم، (عورة)، عليها أن تحجب جسدها / (عورتها)، عن الرجال، والنساء من جنسها. وللإيغال في احتقارها، حددوا لها نوع (الجهاد)، الذي تمارسه داخل الوطن، وخارجه، لدعم (المجاهدين)، في الميادين الوطنية، وغير الوطنية. وهذا النوع من الجهاد، صار يعرف على لسانهم، وبفتاواهم، ب: (جهاد) النكاح. فكأن المرأة التي تنتفي عنها إنسانيتها، ليست إلا مجالا لممارسة نكاح (الجهاد)، أو (جهاد) النكاح. وهو أوسخ ما وصلت إليه المرأة، على يد، وفي نظر مؤدلجي الدين الإسلامي، كما حصل ذلك في سوريا، وفي مصر مؤخرا.

2) وتبعا للاحتقار الذي تعاني منه المرأة، فإن الطفولة أيضا تعاني من نفس الاحتقار، من قبل مؤدلجي الدين الإسلامي، مما يجعلهم مجالا لممارسة كافة أشكال الاغتصاب الاقتصادي، والاجتماعي، والثقافي، والسياسي، والجنسي، كما يحصل باستمرار، وفي كل مجالات تحرك مؤدلجي الدين الإسلامي، وكما هو ثابت في إباحتهم الزواج بالقاصر، التي لا رأي لها، والتي تغتصب في مستقبلها.

3) عدم إيلائهم أية أهمية للحقوق الإنسانية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، بما في ذلك حقوق المرأة / الإنسان، وحقوق الطفل / الإنسان، التي يعتبرونها بدعة غربية، لا علاقة لها بطبيعة الدين الإسلامي، حسب أدلجتهم له.

4) عدم الاعتراف بالاتفاقية الدولية المتعلقة بإلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، من منطلق: أن هذه الاتفاقية تتناقض مع تصور الدين الإسلامي، لوضعية المرأة في المجتمع، والتي تتسم بالدونية المطلقة، (وللرجال عليهن درجة)، التي يؤولونها حسب هواهم، ودون اعتبار لقوله تعالى: (والمومنون، والمومنات، بعضهم أولياء بعض).

ومعلوم أن إلغاء كافة أشكال التمييز ضد المرأة، ينتج المساواة بين النساء، والرجال، ويصير أساسا لقيام الشراكة بينهما في الحقوق، وفي الواجبات على مستوى الأسرة، تلك الشراكة، التي تصير مجالا لتنشئة الأطفال، تنشئة سليمة، خالية من كل اشكال الأمراض النفسية، والاجتماعية، التي تصير عائقا، دون التطور السليم للتربية، والتعليم.

5) عدم الاعتراف بالاتفاقية الدولية، المتعلقة بحقوق الطفل، التي يعتبرها مؤدلجو الدين الإسلامي، مخالفة للتصور التربوي للدين الإسلامي، حسب تأويلاتهم لنصوص الدين الإسلامي، المتعلقة بتربية الأطفال، من أجل إعطاء الشرعية لممارسات مؤدلجي الدين الإسلامي، تجاه الأطفال، ذكورا، وإناثا، حتى يقحموا الذكور من الأطفال، في ممارسات لا علاقة لها بالأطفال، وبحقوقهم المنصوص عليها في الاتفاقية الدولية المتعلقة بحقوق الطفل، ومن اجل أن يستمروا في تحجيب القاصرات، والزواج بهن، باعتبار ذلك الزواج شرعيا.

6) اعتبار مرجعية الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية المتعلقة بحقوق الإنسان، للاهتمام واستحضار حقوق الطفل، كفرا، وإلحادا، وخروجا عن الدين الإسلامي، الذي لا يعرف إلا المرجعية الدينية / الإسلامية، في إعداد الأطفال المسلمين، الذين عليهم أن يتحلوا بالأخلاق الإسلامية، كما يفهمها مؤدلجو الدين الإسلامي، حتى يصيروا خاضعين خضوعا مطلقا لآبائهم، ولأوليائهم، وللسلطة القائمة في المجتمع، وخاصة إذا كانت هذه السلطة مؤدلجة للدين الإسلامي، أو يتحكم فيها مؤدلجو الدين الإسلامي، حتى لا نقول: كما هي في الدين الإسلامي، الذي يؤكد على عنصر الحرية، في إعداد الأطفال، حتى يصيروا مبدعين في المجالات الاقتصادية، والاجتماعية، والثقافية، والسياسية.

إن استصغار شأن الإنسان بصفة عامة، وتكريس دونية المرأة، الناجم عن احتقارها، والحرص على حرمان الأطفال من كافة حقوقهم، واحتقار غير المؤدلجين للدين الإسلامي، واعتبارهم كفارا وملحدين، والتلذذ بإهانة أهل الكتاب: اليهود، والمسيحيين، وتحين الفرص للانتقام منهم، بصفة خاصة، واعتبار أنفسهم من الصفوة المختارة عند الله تعالى، ومن الفرقة الناجية، في الوقت الذي يتجاوزون فيه أن يكونوا محرفين للدين الإسلامي، عن طريق توظيفهم له إيديولوجيا، وسياسيا، من أجل التضليل الذي يطال بسطاء المسلمين، الذين لا يعملون عقولهم في خطاب مؤدلجي الدين الإسلامي، الذي يتقبلونه على أنه يمثل حقيقة الدين الإسلامي، ونظرا لجهلهم بالدين الإسلامي الحقيقي، الذي يحثنا على استخدام العقل في النص الديني بالخصوص، كما جاء في قوله تعالى: (أفلا يتدبرون القرءان)، وفي النفس الإنسانية، كما جاء في قوله تعالى: (وفي أنفسكم، أفلا تبصرون).

ومعلوم أن التدبر، والبصر، لا يعني إلا إعمال (العقل)، فما بالنا بالخطابات التي نتلقاها، وخاصة الخطابات المؤدلجة للدين الإسلامي، والمحرفة له، والتي تقتضي من كل من يتلقاها، أن يعمل فيها عقله، وأن يعمل على تحليلها، وتفكيكها، وبيان عناصر التحريف فيها.

وانطلاقا من الاحتقار، والاستصغار، الذي يمارسه مؤدلجو الدين الإسلامي، على الأطفال بالخصوص، نجد أن هؤلاء الأطفال، يتعرضون، على أيديهم، إلى كافة أشكال المهانة، وخاصة في المؤسسات التعليمية، وبالأخص في المستويات المتدنية، حيث نجد أن الأساتذة المؤدلجين للدين الإسلامي، يكرسون في حجرهم الدراسية، كافة اشكال الاغتصاب النفسي، والفكري، والجسدي، من خلال سلب حرية الطفل، والتعامل معه على أساس أنه مسلوب الإرادة، وأنه لا يستطيع أن يعمل عقله، فيما يمارس عليه، وان قمعه واجب، حتى لا يقوى على الاستعصاء، وأن إعداده على الطاعة العمياء، لمن يكبره سنا، يفرض عليه أن يقبل، وبدون نقاش، كل ما يمارس عليه، طمعا في الجنة، وخوفا من النار.

وهذا التصور للتربية، الذي يكرسه مؤدلجو الدين الإسلامي، في حق الطفولة، في مدارسنا المختلفة في المغرب، وفي غير المغرب، يؤدي بطفولتنا إلى المعاناة من:

1) الحرمان من الحرية، ومن الحق في التعبير، والاختيار، ومن كافة الممارسات التي تساهم في نموه الجسدي، والعقلي، والوجداني، بما يتناسب مع طبيعة الطفولة.

2) الحقوق الإنسانية، كما هي في الإعلانات، والمواثيق، والاتفاقيات الدولية، المتعلقة بحقوق الإنسان، وخاصة اتفاقية حقوق الطفل.

3) خضوع الطفولة للتشكيل التربوي، طبقا للتصور التربوي لمؤدلجي الدين الإسلامي، لإعداد الأطفال لممارسة أدلجة الدين الإسلامي.

4) تعريض الطفولة لقبول كل الممارسات، التي تمارس عليها، في كل أماكن تواجدها، من قمع، واغتصاب، وغير ذلك، مما يترتب عنه امتهان كرامة الطفل.

5) إلزام الأطفال، بعدم المساهمة، وبكامل الحرية، في بناء الدروس، أثناء تواجدهم أمام المدرس، المؤدلج للدين الإسلامي، ليعوض ذلك بتلقي الجاهز، الذي يجعل منه مؤدلجا للدين الإسلامي مستقبلا، ودون ارتباط بالبرامج الدراسية، التي لا علاقة لها بأدلجة الدين الإسلامي، والتي تؤكد، في حدها الأدنى، على تربية المهارات، والقدرات، لدى التلاميذ.

6) مخاطبة قدرة الأطفال على الترديد، والترجيع، واستظهار المحفوظ، بدل استخدام العقل في الدروس، من منطلق التفكير في أن استخدام العقل، (مخالف لشرع الله)، وكفر، وإلحاد، يقود إلى الحرمان من الجنة يوم القيامة. وهو ما يعتبر شكلا من أشكال الإرهاب الفكري، والعقلي، الذي يصاب به الأطفال في سن مبكرة.

7) عدم الاهتمام بالمجال الذي يزخر بما يسيء إلى كرامة الأطفال، ولا يستجيب للحاجة إلى طموحاتهم في اللعب، وفي الترفيه، وفي التربية على اكتساب المهارات، والقدرات، بسبب انعدام الفضاءات الخاصة بالأطفال، وبالألعاب الخاصة بالطفولة، والتي تساهم، بشكل كبير، في إعدادهم نفسيا، وفكريا، وأخلاقيا، للاندماج في المجتمع.



#محمد_الحنفي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية ...
- أخونة حركة 20 فبراير في عز قوتها هي التي وقفت وراء الصراعات ...
- في آخر يوم لي... في هلسينكي فينلاندا...
- أخونة حركة 20 فبراير في عز قوتها هي التي وقفت وراء الصراعات ...
- هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين ...
- هل صارت الجرائد (المستقلة)، المغربية، جرائد للإخوان المجرمين ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- هل من مهام أساتذة التربية الإسلامية، ومن خلال جمعيتهم، إصدار ...
- من لم يكفر عصيد فهو كافر: من فتاوى أساتذة التربية الإسلامية ...
- هل يمكن لحكومة تقوم مكوناتها بدور المنفذ والمعارض أن تخدم مص ...
- بعد مهاجمة الأستاذ عصيد: أليست البرامج الدراسية منتجة لفكر و ...
- أحزاب الحكومة، وأحزاب المعارضة: هل يوجد فرق بينها؟...!!!
- تفاقم مظاهر الاستغلال الهمجي في ظل تعاظم أمل الشعب المغربي و ...
- بين المصلحة العامة و المصلحة الخاصة مسافة ينتعش فيها الانتها ...
- المناضلون الأوفياء للوطن والمحترفون ل (اللا وطنية) من أجل ال ...
- توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟.... ...
- توظيف (الدين)، وتوظيف (النضال)... أية علاقة؟ وأية أهداف؟.... ...
- النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ ...
- النضال من أجل الجماهير، ومع الجماهير، والنضال من أجل تحقيق أ ...
- ألا فليعلم الملتحون، أن زمن النبوة والرسالة، قد انتهى بموت م ...


المزيد.....




- بعد وصفه بـ-عابر للقارات-.. أمريكا تكشف نوع الصاروخ الذي أُط ...
- بوتين يُعلن نوع الصاروخ الذي أطلقته روسيا على دنيبرو الأوكرا ...
- مستشار رئيس غينيا بيساو أم محتال.. هل تعرضت حكومة شرق ليبيا ...
- كارثة في فلاديفوستوك: حافلة تسقط من من ارتفاع 12 متراً وتخلف ...
- ماذا تعرف عن الصاروخ الباليستي العابر للقارات؟ كييف تقول إن ...
- معظمها ليست عربية.. ما الدول الـ 124 التي تضع نتنياهو وغالان ...
- المؤتمر الأربعون لجمعية الصيارفة الآسيويين يلتئم في تايوان.. ...
- إطلاق نبيذ -بوجوليه نوفو- وسط احتفالات كبيرة في فرنسا وخارجه ...
- في ظل تزايد العنف في هاييتي.. روسيا والصين تعارضان تحويل جنو ...
- السعودية.. سقوط سيارة من أعلى جسر في الرياض و-المرور- يصدر ب ...


المزيد.....

- اللغة والطبقة والانتماء الاجتماعي: رؤية نقديَّة في طروحات با ... / علي أسعد وطفة
- خطوات البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- إصلاح وتطوير وزارة التربية خطوة للارتقاء بمستوى التعليم في ا ... / سوسن شاكر مجيد
- بصدد مسألة مراحل النمو الذهني للطفل / مالك ابوعليا
- التوثيق فى البحث العلمى / د/ سامح سعيد عبد العزيز
- الصعوبات النمطية التعليمية في استيعاب المواد التاريخية والمو ... / مالك ابوعليا
- وسائل دراسة وتشكيل العلاقات الشخصية بين الطلاب / مالك ابوعليا
- مفهوم النشاط التعليمي لأطفال المدارس / مالك ابوعليا
- خصائص المنهجية التقليدية في تشكيل مفهوم الطفل حول العدد / مالك ابوعليا
- مدخل إلى الديدكتيك / محمد الفهري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - التربية والتعليم والبحث العلمي - محمد الحنفي - أليست أدلجة الدين الإسلامي، هي التي تقف وراء العبث بإنسانية الطفولة، في المدرسة المغربية؟...!!!.....2