أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - السياسة والحجاب














المزيد.....

السياسة والحجاب


امال قرامي

الحوار المتمدن-العدد: 4211 - 2013 / 9 / 10 - 15:45
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    



من فرط تعلق الإخوان بالحجاب ساسوا الناس من وراء حجاب برعوا فى إظهار أشياء وتفننوا فى إخفاء أخرى.. وما خفى كان أعظم.

وحين ندرك أن الحجاب فى أصله، وسيلة للتمييز بين الحرائر والإماء، لا نستغرب أن ترسى العلاقة بين القياديين والأتباع على أساس التراتبية الهرمية التى تميز بين الذين يعلمون واللذين يحجبون عن رؤية خفايا الأمور وإدراك كنهها.

ولأن الأتباع منضبطون فإنهم لا يسألون حتى لا تبدو لهم أشياء قد لا تسرهم أو تزعزع قناعاتهم أو تربك هواماتهم.. يقبلون أن يسدل الحجاب عن حقائق لا يجب أن يعلمها إلا المقربون من المرشد. ولا يختلف الوضع مع العوام الذين يساقون قسرا ولا يتساءلون. أما المخالفون فيتم التعامل معهم وفق منطق الحجب. فأنى للمرء أن يكشف نواياه للعدو؟


بالطبع تحتج المعارضة وتتهم قيادى الإسلام السياسى بازدواجية الخطاب وعدم الإيفاء بالوعود والمواثيق والتنكر للالتزامات، ويتكفل المحللون السياسيون ببيان أسباب لجوء قياديين فى حركة الإخوان أو حركة النهضة أو غيرها إلى «التقية». ولكن فات هؤلاء أن أدبيات الإخوان ترتكز على نسق رمزى لا يزال يفعل فعله فى متخيل الجموع كتفسير الرؤيا والأحلام فمن «رأى أن الله يكلمه من وراء حجاب، حسن دينه وأدى أمانة إن كانت فى يده، وقوى سلطانه. وإن رأى أنه يكلمه من غير حجاب، فإنه يكون خطأ فى دينه، لقوله تعالى: «وَمَا كَانَ لبَشَرِ أن يُكَلِمَهُ الله إلا وَحْيا أوْ مِنْ وراءِ حِجَاب» هذا ما فسره ابن سيرين بشأن دلالة الحجاب، والعهدة عليه، وتحليل ما وراء الكلام شأننا، فالسياسة تقوم من هذا المنطلق، على الحجب إذ به وعليه تتأسس السلطة وتتكرس الهيمنة وتصان المصالح ويغض الطرف عن التجاوزات فى الصفقات وغيرها.

وحين نعلم أن فضائل الحجاب لا تحصى ولا تعد كدفع أسباب الريبة، وستر العيوب.. لا نستغرب اعتماده قاعدة فى إدارة الشأن السياسى. ولكن هل أدرك الإخوان الحكام أن التوسل بالحجاب فى تسيير شئون البلاد قد أوقعهم فى شراكه فحجب عنهم حقائق جمة من ذلك سوء التسيير، وغياب التصور، وانعدام توفر منوال اقتصادى اجتماعى لحل الأزمات.. وبذلك ما كان بإمكانهم الاعتراف بالفشل وقلة الخبرة وسوء تقدير عاقبة الخيارات التى دافعوا عنها فباتوا غير قادرين على رؤية ذواتهم دون حجاب.

ولئن كان الحجاب لدى العلماء داعية إلى طهارة قلوب المؤمنين والمؤمنات، وعمارتها بالتقوى وحصانة ضد المفاسد فإن أصحاب الإسلام السياسى ما نجحوا فى إبراز المنظومة الأخلاقية حين اعتلوا سدة الحكم بل سقطوا ضحية فتنة السلطة وغواية الملك فانكشفت على مر الشهور عوراتهم، فما جدوى اعتماد الحجاب حينئذ؟

أليس من العبث تشدق الإخوان بتمسكهم بالحجاب الشرعى وتحويله إلى رمز دال على الهوية الإسلامية، وعلامة على سمو المرجعية الإسلامية لأحزاب سياسية والحال أنهم تقلبوا ذات اليمين وذات اليسار وجربوا مختلف النماذج الحجاب التركى والحجاب العلمانى، وحجاب التبرج.. ليفضى بهم الأمر فى النهاية، إلى اختيار البرقع والنقاب فهو الخيار الأوحد والأكثر ملاءمة لسياق جردهم من فضائل ادعوها، وانتزع منهم شرعية نافحوا عنها بلا هوادة وحتى الرمق الأخير، وكشف عوراتهم.

وحين لا يملك الإخوان الشجاعة الكافية لمواجهة الذات والاعتراف بالمسئولية عن ارتكاب الأخطاء والتورط فى العنف ونشر الإرهاب فى البلدان.. لا يبقى أمامهم إلا اللجوء إلى النقاب: وسيلة تنم على مزيد التعنت فى حجب الحقائق وعلامة دالة على ثيوقراطية الحكم وفاشية الأساليب.

وإلى أن يتخذ الإخوان قرار نزع الحجاب وإدارة السياسى بمعايير المسئولية والشفافية والحوكمة الرشيدة وغيرها من الأساليب الديمقراطية نقول: اللهم قنا فتنة الحُجب.



#امال_قرامي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السياسة كده
- عن أي ربيع تتحدثون وبه تفتخرون؟
- إنّ غدًا لناظره قريب
- رداء الدين خير «ستار» للعيوب
- ما عاد «الشعب» قطيعًا يساق قسرًا إلى «بيت الطاعة»
- حكومة شرعية.. وإرهاب واغتيالات سياسية
- إذا الشعب يوما أراد الحياة.. فليتمرّد
- إياك أعنى.. واسمعى يا جارة
- تونس ليست مصر.. ومصر ليست تونس
- مصر التى فى خاطرى
- الدستور التونسى.. بين البسط والقبض
- فى الموقف .. من الإرهاب
- كلٌ يناجى سلفه
- المُستكبرون
- الموازى
- على الخطى «المباركيّة» نسير
- كل شىء بالسيف.. إلا المحبة بالكيف
- «ستربتيز» striptease.... أو عرى الثورة
- ارفعوا الوصاية عن النساء التونسيات
- حرمة المجلس التأسيسي


المزيد.....




- المجلس الفرنسي للديانة الإسلامية: مذكرة اعتقال نتنياهو بارقة ...
- ثبتها الآن.. تردد قناة طيور الجنة الجديد 2025 علي كافة الأقم ...
- عبد الإله بنكيران: الحركة الإسلامية تطلب مُلْكَ أبيها!
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الأراضي ...
- المقاومة الإسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- المقاومة الاسلامية العراقية تهاجم هدفا حيويا في جنوب الاراضي ...
- ماذا نعرف عن الحاخام اليهودي الذي عُثر على جثته في الإمارات ...
- الاتحاد المسيحي الديمقراطي: لن نؤيد القرار حول تقديم صواريخ ...
- بن كيران: دور الإسلاميين ليس طلب السلطة وطوفان الأقصى هدية م ...
- مواقفه من الإسلام تثير الجدل.. من هو مسؤول مكافحة الإرهاب بإ ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - امال قرامي - السياسة والحجاب