أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - حتى لا ندفع الثمن مرتين















المزيد.....

حتى لا ندفع الثمن مرتين


ابراهيم ابراش

الحوار المتمدن-العدد: 4210 - 2013 / 9 / 9 - 18:06
المحور: القضية الفلسطينية
    



هل مكتوب على الشعب الفلسطينيين أن يدفع دائما من دمه وكرامته وحقوقه الوطنية ثمن الاحتلال وسلوكياته، وثمن أخطاء وارتجالية النخب السياسية الفلسطينية في مواجهة الاحتلال ؟ وإلى متى سيبقى الشعب الفلسطيني يدفع ثمن تصحيح النخب السياسية لأخطائها بخطايا أكبر : يدفع ثمن ممارسة المقاومة بشكل ارتجالي و دون إستراتيجية وطنية ، وثمن توقف المقاومة بهدنة أو بتسوية سياسية؟ لماذا يدفع الشعب الفلسطيني ثمن مفاوضات عبثية استمرت لعقدين من الزمن ،ويدفع الثمن عندما تتوقف المفاوضات ويستمر الاستيطان ،ثم يدفع ثمنا أكثر خطورة عندما تعود المفاوضات مع استمرار الاستيطان والتهويد ؟. لماذا يدفع الشعب الفلسطيني ثمن صعود الإسلام السياسي تحت عنوان ( الربيع العربي) ثم يدفع ثمن سقوط وانهيار هذا الربيع العربي ؟ . إلى متى سيبقى الشعب الفلسطيني صابرا على نخب دفَّعته غاليا ثمن الانقسام واليوم يدفعونه ثمنا اكبر عندما تحاول نفس النخب المأزومة تصحيح خطا الانقسام بخطيئة إدارة الانقسام وتجميله بصياغات تلفيقية ؟. إلى متى يصبر الشعب الفلسطيني على النخب السياسية التي حولت الحقل السياسي الفلسطيني إلى حقل تجارب، وكلها تجارب فاشلة،وإن كانت كل فلسطين حقل التجارب خلال العقود السابقة من خلال مشاريع تسوية لا حصر لها ، فإن قطاع غزة اليوم بات حقل التجارب الجديد بعد أن تم اختزال فلسطين بغزة : غزة الموسعة تجاه سيناء أو تجاه النقب؟ أو إمارة غزة؟ أو الكونفدرالية بين غزة والضفة ؟ أو الوصاية المصرية على غزة؟ أو وضع غزة تحت إشراف دولي؟ وهنيئا لأهل غزة بترف الاختيار !.
نعم ، وكأنها حلقات مسلسل مُحكم الإتقان ذلك الذي يجرى في وحول قطاع غزة منذ سنوات، مسلسل لا يدري كثير من الممثلين في هذا المسلسل أنهم يلعبون أدوارا وليسوا أبطالا حقيقيين،وان هناك منتج ومخرج يوجه الجميع،والحلقة التي تُعرض اليوم هي تكريس مشهد أن الصراع اليوم لم يعد صراعا فلسطينيا إسرائيليا بل صراعا فلسطينيا فلسطينيا حول السلطة والحكم في قطاع غزة؟ لحماس أم لفتح؟ وهل ستنتهي سلطة حماس في غزة من خلال تمرد داخلي أو اجتياح إسرائيلي أو تدخل مصري ؟ ! . وكأن هذا التاريخ الطويل من النضال والمعاناة وعشرات آلاف الشهداء والجرحى والمعتقلين كان من اجل سلطة هشة ومحاصرة في قطاع غزة. هذه الانشغالات الصغيرة لنخب بات يتسيدها صغار غطت على أساسيات القضية الوطنية ،كتكثيف الاستيطان بالقدس والضفة والتلاعب بالمفاوضات وتصفية ما تبقى من رمزية لمنظمة التحرير الفلسطينية وللمشروع الوطني .
كل يوم يمر إلا و تتفاقم الأمور وتزداد تدهورا ما بين حركة حماس وحركة فتح وتتباعد المواقف والنفوس ما بين أهلنا في الضفة وأهلنا في غزة،كل يوم يمر إلا وتتغير معادلة الصراع بحيث تحل التناقضات الثانوية محل التناقضات الرئيسية،يحل أعداء داخليين محل العدو الرئيس والمشترك وهو الاحتلال الصهيوني،كل يوم يمر وتتراجع فرص المصالحة وتستعر الخلافات السياسية الداخلية. إن من يتابع التصريحات الصادر عن مسئولين من حركة حماس ومسئولين من حركة فتح سيصاب بالهلع من بؤس هذه التصريحات وغياب المسؤولية الوطنية والإحساس بخطورة ما يجري ،فهذه التصريحات تتعامل مع الحدث وكأنه مجرد خلاف بين حركة فتح وحركة حماس آو بين أطراف من الطرفين،خلاف حول مَن يحكم قطاع غزة؟ أو كيف يمكن استعادة القطاع من سلطة حماس؟ وليس التعامل مع الانقسام باعتباره تدميرا للمشروع الوطني وللقضية الفلسطينية، وكأن قطاع غزة إقطاعية يجب أن تكون ملكا لهذا الطرف أو ذاك،هذه الصيرورة للأحداث تعيدنا للمخطط الصهيوني الذي أرادت إسرائيل من خلال انسحابها من القطاع عام 2005 رمي عظمة للفلسطينيين ليتقاتلوا عليها لتتفرغ لاستكمال مشروعه الاستيطاني بالضفة والقدس.
لقد هالنا وهال كل فلسطيني مخلص وغيور على الدم الفلسطيني وعلى المشروع الوطني الفلسطيني،ما يجري في الضفة وغزة من محاولات تصفية الوجود السياسي والمؤسساتي لحركة حماس بالضفة الغربية، ومحاولات تصفية الوجود السياسي والمؤسساتي لحركة فتح بقطاع غزة ،وأن تتم محاولة تصفية وتشويه هاتين الحركتين اللتين فجرتا وقادتا العمل المقاوم طوال أكثر من أربعين سنة، بأياد فلسطينية، فهذا لعمري هو الجنون بعينة لأنه الهدف الأساسي للعدو الإسرائيلي . الكل في الساحة الفلسطينية قدم تضحيات ومارس أخطاء في نفس الوقت ، وليس لطرف أن يفاخر على الطرف الآخر بانجازاته ، ففي السياسات الوطنية لا يوجد ملائكة وشياطين بل شركاء في الوطن وقي القرار السياسي حتى وإن اختلفت البرامج والوطنية الفلسطينية تتسع الجميع حتى للذين خانتهم تحالفاتهم واجتهاداتهم .
لا شك أن حماس خصم سياسي لمنظمة التحرير ولحركة فتح واستمرارها في حكم غزة حكما استبداديا شموليا منفردا أمر غير مقبول ويجب وضع نهاية له ،ولكن بالحوار المسئول . كل خلافاتنا مع حركة حماس وكل الظلم والمعاناة التي سببتها حركة حماس وحكومتها لأهل غزة وللقضية الوطنية يجب أن لا يدفع البعض لوضعها في سلة واحدة مع الاحتلال الصهيوني أو تسبيق المواجهة معها على المواجهة مع إسرائيل.ذلك أن أية مواجهة أو صدام مسلح مع حماس في قطاع غزة سيخدم الاحتلال مباشرة ،ولا احد يعرف مآل هذا الصدام ومتى ينتهي إن بدأ ،وخصوصا أن إسرائيل وأطراف أخرى قد تكون معنية بتأجيج حرب أهلية في قطاع غزة واستمرارها، إما لتصفية حسابات مع حركة حماس باعتبارها امتدادا لجماعة الإخوان المسلمين ، أو تصفية حسابات مع الكل الفلسطيني ، أو للتغطية على ما يجري في الضفة والقدس وعلى طاولة المفاوضات .
مستقبل قطاع غزة بعد تطورات الأوضاع في مصر شأن يتجاوز الحسابات الصغيرة والضيقة للبعض في حركة فتح وفي حركة حماس،ما يجري يمس وجود ومستقبل القضية الوطنية ونتمنى على الرئيس أبو مازن رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ورئيس الشعب الفلسطيني وعلى القيادات العاقلة في حركة حماس، وقف كل الممارسات و التصريحات الاستفزازية التي تصدر من عناصرهم سواء في مواجهة بعضهم بعضا أو تجاه ما يجري في العالم العربي من حولنا وخصوصا في مصر ،والتعامل مع الحدث ببعده الوطني الاستراتيجي. وأقولها بوضوح وصراحة إن أولوية الشعب الفلسطيني بشكل عام يجب أن تكون تحرير الضفة والقدس ومواجهة السياسة الصهيونية وليس إسقاط حكومة حماس في غزة ،وفي المقابل على حركة حماس أن تدرك أن استمرارها في التفرد بحكم غزة والنأي بنفسها عن المصالحة الوطنية يشكل عائقا أمام توحيد الجهود لمواجهة الاحتلال.
‏09‏/09‏/2013
[email protected]



#ابراهيم_ابراش (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من أكذوبة النووي العراقي إلى ذريعة الكيماوي السوري
- رهانات حماس بعد سقوط المراهنات
- وهل كانت المشكلة في إدارة قطاع غزة ؟
- في الوطنية الفلسطينية متسع للجميع
- ليتهم يتعظون
- محنة المثقفون الفلسطينيون
- المشكلة ليست في المفاوضات بل فيمن يفاوض
- ثورة 30 يونيو التصحيحية تخلط الأوراق عربيا وفلسطينيا
- تحالفات غير مقدسة في الحرب على وفي سوريا
- الحاجة لإستراتيجية فلسطينية متعددة المسارات
- العرب: من مقاطعة إسرائيل إلى التطبيع المجاني معها
- لا شرعية لنظام سياسي بدون وجود معارضة
- مصالحة فلسطينية كجزء من عملية تسوية برعاية أمريكية
- واشنطن تتحدث عن سلام في فلسطين وتحشد لحرب على سوريا
- غزة لا تمنح صكوك غفران لاحد
- تغيرات الهوية في المشهد السياسي العربي وتأثيره على خياري الم ...
- العصر الذهبي للولايات المتحدة في الشرق الأوسط
- ما بعد قبول استقالة سلام فياض
- اتفاقية الوصاية الأردنية على المقدسات وعلاقتها بالتسوية
- إشكالية المسألة الانتخابية في مناطق السلطة الفلسطينية في ظل ...


المزيد.....




- دام شهرًا.. قوات مصرية وسعودية تختتم التدريب العسكري المشترك ...
- مستشار خامنئي: إيران تستعد للرد على ضربات إسرائيل
- بينهم سلمان رشدي.. كُتاب عالميون يطالبون الجزائر بالإفراج عن ...
- ما هي النرجسية؟ ولماذا تزداد انتشاراً؟ وهل أنت مصاب بها؟
- بوشيلين: القوات الروسية تواصل تقدمها وسط مدينة توريتسك
- لاريجاني: ايران تستعد للرد على الكيان الصهيوني
- المحكمة العليا الإسرائيلية تماطل بالنظر في التماس حول كارثة ...
- بحجم طابع بريدي.. رقعة مبتكرة لمراقبة ضغط الدم!
- مدخل إلى فهم الذات أو كيف نكتشف الانحيازات المعرفية في أنفسن ...
- إعلام عبري: عاموس هوكستين يهدد المسؤولين الإسرائيليين بترك ا ...


المزيد.....

- الحوار الوطني الفلسطيني 2020-2024 / فهد سليمانفهد سليمان
- تلخيص مكثف لمخطط -“إسرائيل” في عام 2020- / غازي الصوراني
- (إعادة) تسمية المشهد المكاني: تشكيل الخارطة العبرية لإسرائيل ... / محمود الصباغ
- عن الحرب في الشرق الأوسط / الحزب الشيوعي اليوناني
- حول استراتيجية وتكتيكات النضال التحريري الفلسطيني / أحزاب اليسار و الشيوعية في اوروبا
- الشرق الأوسط الإسرائيلي: وجهة نظر صهيونية / محمود الصباغ
- إستراتيجيات التحرير: جدالاتٌ قديمة وحديثة في اليسار الفلسطين ... / رمسيس كيلاني
- اعمار قطاع غزة خطة وطنية وليست شرعنة للاحتلال / غازي الصوراني
- القضية الفلسطينية بين المسألة اليهودية والحركة الصهيونية ال ... / موقع 30 عشت
- معركة الذاكرة الفلسطينية: تحولات المكان وتأصيل الهويات بمحو ... / محمود الصباغ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الفلسطينية - ابراهيم ابراش - حتى لا ندفع الثمن مرتين