أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخر؟ متى ؟















المزيد.....

متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخر؟ متى ؟


ميشيل حنا الحاج

الحوار المتمدن-العدد: 4209 - 2013 / 9 / 8 - 17:47
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي
السؤال الثاني والأربعون: متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخر؟ متى ؟

إن أول من سقطت عنهم ورقة التين بين العرب فبانت عوراتهم، هم حركة حماس الذين كشفوا بوضوح عن هويتهم الحقيقية، باعتبارهم حركة إخوان مسلمين قبل أن يكونوا حركة جهادية تسعى لتحرير فلسطين. فوقوفهم بكل صراحة مدافعين ومقاتلين إلى جانب حركة الإخوان المسلمين في مصر، واستمرارهم في ذلك إلى الآن، بل وتآمرهم على تحويل سيناء إلى وطن قومي للفلسطينيين، بكل تلك الخطط التي وضعوها، والمخططات التي رسموها بالاشتراك مع الدكتور محمد مرسي، بما فيها خطة بناء مليون وحدة سكنية لاستيعاب اللاجئين الراغبين في العودة، إضافة إلى استيعاب غالبية سكان الضفة الغربية ليتركوا كامل الأراضي الفلسطينية للإسرائيليين تحقيقا لحلمهم في أرض الميعاد، مع اعتبار سيناء التي ستضم إلى غزة، هي الوطن القومي البديل للفلسطينيين. فذلك كله إنما يؤكد على حرصهم على هويتهم الاخوانية وتقدمها على الهوية الفلسطينية.

ولكن ورقة التين لم تسقط عن عورة الإخوان في العام الأخير فحسب، بعد ظهور الدكتور محمد مرسي على المسرح السياسي، إذ أنها قد سقطت قبل ذلك بعدة أعوام . كل ما في الأمر أنها قد ظلت خفية عن العيون ولم يكشف أمرها إلا مؤخرا. فحركة الإخوان المسلمين التي أسسها الشيخ الجليل أحمد ياسين، قد طرحت نفسها على الساحة الفلسطينية كحركة متميزة، ثبتت وجودها على الساحة الفلسطينية متفوقة أحيانا على التنظيمات الفلسطينية الأخرى، نتيجة تنفيذها لسلسلة من العمليات الاستشهادية الباسلة .

ولكن هذه الحركة توقفت تماما منذ مدة تقارب العشر سنوات عن تنفيذ أية عمليات استشهادية أخرى وخصوصا في فلسطين. فكيف ولماذا حصل هذا التغيير الذي تميزت فيه عن كل الحركات الفلسطينية الأخرى ؟

هل نذكر أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أريال شارون، قرر فجأة الانسحاب من غزة انسحابا أحاديا، من جانب واحد ودون شروط، كاشفا عما وصف عندئذ بأنه بادرة حسن نية تدل على الحصافة والتوجه نحو السعي لتحقيق السلام . ولنصحح الأمر دعونا نقول بدون شروط معلنة. ذلك أنه يبدو أنه كانت هناك شروط سرية، وأهمها التوقف عن تنفيذ أعمال استشهادية داخل إسرائيل. فقد كانت هناك كما يبدو وكما بت أرجح، مفاوضات سرية تعهدت بموجبها حركة حماس بالتوقف فعلا عن العمليات الاستشهادية في إسرائيل، مقابل وعد بالانسحاب الإسرائيلي من غزة. وبالفعل توقفت حماس عن تنفيذ عمليات كهذه في بدايات الألفين، ربما منذ نهايات عام 2003 أو بدايات عام 2004 . فانتظر شارون سنة أو أكثر، ليتأكد بأن حماس قد نفذت وعدها، وبعدها قام فعلا بالانسحاب من غزة انسحابا بدا أحاديا ومن جانب واحد.

وكان شارون بخطوته تلك، إنما يضرب عدة عصافير بحجر واحد. فهو أولا قد تخلص فعلا من المشاكل التي كان يواجهها في غزة، وهو ثانيا حصل على وعد بتوقف حماس عن تنفيذ عمليات انتحارية كانت تقلقه داخل إسرائيل، وهو ثالثا أرسى الأسس لوقوع خلافات بين حماس وحركة فتح، كبرى حركات منظمة التحرير الفلسطينية. فبحصول حماس على أرض تبسط عليها سيطرتها بشكل مباشر، وذلك في قطاع غزة، باتت مرشحة لأن ترفض سيطرة منظمة التحرير (المسيطرة على الضفة الغربية ) على حركة حماس، لقدرة حماس على الاستئثار بالسلطة في غزة، أسوة بسلطة المنظمة وحركة فتح على الأمور في الضفة . فقد باتت تشعر أنها أصبحت تقف على قدم المساواة مع حركة فتح ومنظمة التحرير .

وهكذا سقطت ورقة التين الأولى التي كانت حماس تتستر بها. ورغم أنها قد فازت بنسبة جيدة في الانتخابات الفلسطينية التي جرت في الضفة وفي غزة معا عام 2006، وعين إسماعيل هنية رئيسا للوزراء نتيجة لذلك، إلا أن حماس لم تكتف بهذه النتيجة، فأعلنت استقلالها بالقرار في غزة منذ عام 2007 ، وهو ما توقعه شارون كنتيجة لخطته تلك التي اقتضت انسحابه من غزة . فقد وقع الشقاق والانشقاق بين الشطرين المنفصلين اللذين شكلا الأراضي الفلسطينية.

وسقطت ورقة التين الثانية عن حماس عندما اندفعت بكل قوتها، كما سبق وذكرنا، لتؤيد الرئيس مرسي باعتباره أخا من حركة الإخوان المسلمين، فأخرجته من السجن، وقدمت الحراسة له للحفاظ على أمنه، وشاركته في تسليح التكفيريين في سيناء تمهيدا ليكونوا عونا له ولهم عندما تقتضي الضرورة . كم اشتركت معه في التخطيط لبناء شقق سكنية تأوي الفلسطينيين القادمين إلى الوطن الفلسطيني الجديد في سيناء الملتصقة بغزة . وهذه هي المعلومات التي كشف عنها قبل أيام عبر شبكة "سي بي سي" ،الإعلامي المصري الكبير عماد الدين أديب الذي اعتمد في أقواله تلك، على معلومات استخبارية موثقة كشفت عن سوء النية لدى حركة حماس، كما أكدت للجميع أنها حركة اخوانية قبل أن تكون حركة فلسطينية.

وكما أن حركة حماس قد أسقطت ورقة التين التي كانت تتستر بها، فإن قطر قد بدأت في نزع ورقة التين، عندما سحبت قرضها أو وديعتها المالية في مصر بعد إسقاط الدكتور محمد مرسي عن كرسي الرئاسة. فالوديعة (أو الهبة ) المعطاة لمصر، لم تكن حبا بمصر وبشعبها رغبة من قطر في إنقاذ مصر من ضائقتها الاقتصادية، بل كانت دعما لمحمد مرسي ولحركة الإخوان المسلمين في مصر. فليس هناك إذن تضامنا من شعب عربي قطري، مع شعب مصري عربي شقيق، بل هو تضامن بين تيارات ذات نزعات جهادية إسلامية وربما تكفيرية أيضا. ومن هنا قد يجوز القول أنه بات من المطلوب أن تتجزأ الجامعة العربية إلى جامعتين. واحدة منها تضم الدول التي ما زالت تؤمن ببعض من العروبة، وأخرى لتلك التي باتت تقدم تيارات أخرى على تيار العروبة . فالأشقاء العرب، لم يعودوا بالضرورة كلهم أشقاء ، أو كلهم عرب، فبعضهم قد تلون بلون آخر طغى على لون العروبة .

أما تونس الخضراء، فقد جرت فيها انتخابات ما بعد الثورة، وفاز حزب النهضة الإسلامي بقيادة راشد الغنوشي بأربعين بالمائة من مقاعد المجلس التأسيسي. ولم يحاول حزب النهضة الإنفراد بتشكيل الحكومة التونسية، بل شكل ما عرف بحكومة الترويكا، إذ ضم للحكومة ممثلين عن حزبين آخرين. وبدا للوهلة الأولى أن الغنوشي قد شكل حكومة ائتلافية تمثل الشريحة الكبرى من الشعب التونسي، وهو أمر قدره العديدون خصوصا وأن الدكتور محمد مرسي، رفض أن يشرك في حكومة قنديل المصرية أحزابا من تيارات سياسية أخرى لا تنتمي لتيار الإسلام السياسي، مما جعل التقدير لحزب النهضة التونسي يزداد ويتعاظم .

ولكن اغتيال شكري بالعيد، وبعده محمد البراهمي، ومن ثم اغتيال ثمانية جنود تونسيين في الجبال الحدودية بين تونس والجزائر، إضافة إلى تمتع الحركات السلفية بحرية الحركة في مدينة بنزرت، وربما في مدن أخرى أيضا، وهو قدر من الحرية وفر لهم القدرة على تشكيل المحاكم الشرعية في المدينة، تفتي وتصدر أحكاما قضائية شرعية دون الرجوع لمحاكم الدولة النظامية. هذا كله أدى إلى سقوط ورقة التين عن حكومة الترويكا التي تبين تدريجيا أنها لا تمثل كافة فئات الشعب، وأنها ليست حكومة ائتلافية حقيقية بكل معنى الكلمة. وهنا بدأت المظاهرات الشعبية بقيادة جبهة الإنقاذ، والجبهة الشعبية، وحركة تمرد التونسية، مطالبة بسقوط الحكومة وبتشكيل حكومة قومية تمثل كافة التيارات السياسية، وتقوم بإجراء انتخابات جديدة لتأتي بمجلس وطني جديد، يحل محل المجلس الحالي المفوض بإعداد دستور جديد لتونس ضمن مدة زمنية محددة . لكنه تجاوز المدة المحددة دون أن يقدم للشعب مشروع الدستور المنتظر.

وهنا سقطت ورقة التين مرة أخرى عن حزب النهضة، وعن قيادته برئاسة الغنوشي الذي رفض وما زال يرفض تشكيل حكومة جبهة وطنية حقيقية، أو حتى حكومة تكنوقراط تجري الانتخابات المطلوبة، رغم تعاظم المظاهرات الشعبية المطالبة بذلك. وتأكد تدريجيا أن حكومة الترويكا ، لم تكن حكومة ائتلافية بمعنى الكلمة، بل كانت حكومة ضحك على اللحى، كما يقولون، تمهد لتوفير الفرصة لتقوية مركز حزب النهضة وتعزيزه قبل إجراء أي انتخابات جديدة. وتأكيدا لذلك، فإن حزب النهضة قد رفض وما زال يرفض حتى الآن، تشكيل أية حكومة مهمتها إجراء انتخابات حرة.

ولكن ورقة التين لم تمل إلى السقوط فحسب، بل سقطت فعلا عن قناة الجزيرة، التي تحاول وتحاول الاستعاضة عنها بأوراق تين أخرى، لكن دون جدوى. ففي عام 1991 عندما كانت قناة الجزيرة قد انطلقت قبل عام أو كثر قليلا، كان الكثيرون ينظرون نظرة احترام وتبجيل لقناة الجزيرة التي ظهرت للملأ في ذلك الوقت كقناة موضوعية تستحق التقدير. وكان عدد من العاملين في ال "سي أن أن " يصفونها بأنها "سي أن أن " العرب. لكن مع بداية الحرب في سوريا، تبدل كل شيء. إذ أن الموضوعية قد ابتعدت عن تقارير الجزيرة، فباتت تقارير تروي الخبر من جانب واحد، وبناء على رؤية جانب واحد هو المعارضة السورية .

وعزز الرؤية بأن الأمر لم يكن مجرد صدفة، بل انتماء واضح لتيار الإسلام السياسي المتشدد، هو أن الأسلوب ذاته الذي استخدم في تغطية الحدث السوري ، قد استخدم أيضا في مصر منذ وصول الدكتور محمد مرسي إلى كرسي الرئاسة . وازداد وضوحه بشكل أكثر جلاء، عندما عزل الشعب الدكتور مرسي . فالأخبار التي باتت تركز عليها قناة الجزيرة، ي أخبار اعتصام ميدان النهضة واعتصام رابعة العدوية. فكل التركيز قد بات على هذين الموقعين، وكأن قناة الجزيرة قد باتت هي الناطق الرسمي باسم تكتلات الإسلام السياسي، وبالذات باسم جماعة الإخوان المسلمين، مع إهمال شبه تام للوجه الآخر للأخبار. وتدريجيا، تخلى الكثيرون عن متابعة الجزيرة، ومنهم أنا، بعد أن كانت الجزيرة بالنسبة لي وللكثيرين الآخرين، هي القناة التي نتابعها باستمرار دون غيرها من القنوات. فالقناة قد بدت للكثيرين بأنها قد فقدت مصداقيتها، ولم تعد معنية إلا بلون واحد من الأخبار هو اللون الأسود، لون علم الحركات الجهادية والتكفيرية .

ولكن ورقة التين قد سقطت أيضا، وأخذت تسقط وراءها كل أوراق التين التي يحاولون بها ستر ما يجب ستره من سياسات الولايات المتحدة التي باتت غامضة، ولكنها تكاد تتحول تدريجيا إلى سياسات مفضوحة.

فقد بات من الواضح أن أميركا التي تدعي بأنها تحارب القاعدة، فترسل طائراتها لقصفهم في جبال تورا بورا، وفي جنوب اليمن، في لحج وحضرموت ومأرب، وفي جبال باكستان الشمالية القريبة من أفغانستان، إنما تساند على أرض الواقع، تيارات إسلام سياسي متعددة، وبعضها من القاعدة أو قريب منها .

فهي قد ساندت ، بل وتحالفت مع الإخوان المسلمين في مصر وربما في غزة أيضا . وساعدت على تزويد حلفائهم من التكفيريين المتواجدين في سيناء بالسلاح، وربما بالتدريب أيضا. كما شاركت في التخطيط لتحويل سيناء لوطن قومي للفلسطينيين الذين سينضوون تحت علم حماس الغزاوي الإخواني، ذلك خدمة لإسرائيل من ناحية، وخدمة لحماس والإخوان المسلمين في مصر من ناحية أخرى. وها هي حتى الآن مترددة في التعامل مع حكومة الثورة الجديدة، وما زالت تتعاطف مع الحركات الإسلامية المتشددة المصرية.

ولكن التعامل الأهم، هو ذاك التعامل مع التكتلات الإسلامية التكفيرية المنتمية رسميا للقاعدة والمتواجدة في سوريا. فهؤلاء قد قتلوا المدنيين بقلب بارد، وأكل أحدهم قلب جندي سوري، كما قطعوا رأس الأب باولو وربما مطرانين مسيحيين اختفيا منذ فترة تزيد على المائة يوم، إضافة إلى اقتحامهم لقرية معلولة السورية المسيحية، وتدميرهم لبعض الكنائس والأماكن الدينية المسيحية فيها، وكذلك سعيهم المستمر لفرض بقوة السلاح أحكام الشريعة على بعض مناطق الشمال السوري كالرقة والمناطق الكردية، رغم رفض السكان المحليين اللذين ينتمي نسبة عالية منهم للحركات الليبرالية والقومية واليسارية. وما زاد الطين بللا هو إباحة جهاد النكاح، فيقدم أحد المجاهدين أخته لزملائه من المجاهدين باعتبار أن ما ستمارسه مباحا باعتباره جهاد نكاح. وزاد الطين بلة أيضا أن الفيسبوك قد عرض يوم السبت صورة لأحد الفقهاء يفتي فيها بحق المجاهد بممارسة جهاد النكاح مع شقيقته. لكن هذه الفتوى الغريبة قد أنزلت عن الفيسبوك بعد ساعات من نشرها. فهذا التعامل مع هذه التكتلات التي خرجت تماما عن مفاهيم المدنية والحضارة بل والعقلانية أيضا، يسقط ورقة التين ليكشف الوجه الحقيقي لمفاهيم الحكومة الأميركية التي بدأت تبتعد تدريجيا عن مفاهيم الحضارة والمدنية المعاصرة.

فنظرا لحصول تقدم أحرزه الجيش السوري على عدة جبهات، ومنها جبهة القصير، وجبهة حمص، وجبهة اللاذقية التي حاولت المعارضة الوصول إلى شواطئها، فردتها القوات السورية على أعقابها، بات من الضروري أن تفتعل أميركا معركة ضد القوات السورية الرسمية لدحرها وإضعافها. وتنفيذا لذلك، بات من الضروري أن تتدخل دول أخرى للقتال ضد الجيش السوري بغية إضعافه وإعادة توازن القوى بينه وبين المعارضة والتي يقف في مقدمتها حزب النصرة وحزب دولة الشام والعراق الإسلامية وكلاهما تابع للقاعدة. ومن هنا افتعل البعض وفي مقدمتهم أميركا، عذر استخدام السوريين الحكوميين للسلاح الكيماوي، ونتيجة لذلك اتخذوا القرار بالتدخل العسكري في سوريا حتى قبل ظهور الأدلة الدامغة على صحة هذا الاتهام، إن توفرت أدلة كهذه .

ويأتي هذا الاتهام ضد الحكومة السورية، في وقت بات من المعروف فيه أن حزب النصرة قد استخدم الكيماوي في خان العسل. وضبطت تركيا كمية من المواد الكيماوية مع بعض أعضاء هذا الحزب. وقيل بأن كميات أخرى من الأسلحة الكيماوية ، قد أرسلت من قبل السعودية إلى المعارضة التكفيرية السورية.

والغريب في الأمر أن أميركا هي التي تتهم سوريا باستخدام السلاح الكيماوي، علما بأن هذه الدولة ذاتها قد استخدمته (أي السلاح الكيماوي ) عدة مرات في السابق ضد عدد من شعوب العالم . فالولايات المتحدة قد ألقت بين الأعوام 1962 و 1971 عشرين مليون جالون من المواد الكيماوية على فيتنام. وفي عام 2004 ألقت الولايات المتحدة الفوسفور الأبيض على الشعب العراقي، علما أن الفوسفور الأبيض هو سلاح كيماوي. واستخدمت الولايات المتحدة الغازات المسيلة للدموع مرات ومرات ضد المتظاهرين الأميركيين وبعضها كان في وقت حديث. كما أن إسرائيل قد ألقت الفوسفور الأبيض على قطاع غزة في عام 2009 دون أن يرتفع صوت أميركي أو غيره يطالب بمعاقبة إسرائيل. وهذه كلها معلومات أوردها الكاتب Wesley Messamore في مقال نشر على صفحة Global Search News .

ولكن التحالف الأميركي السري كما يبدو مع الإخوان المسلمين والتيارات ذات الإسلام السياسي، سواء في مصر أو في سوريا، وكذلك في تركيا حيث يحكم الإسلامي الحليف لأميركا رجب طيب أردوغان، إنما مرده الاستفادة من هذه التيارات في مرحلة من المراحل، في مشاغلة روسيا الاتحادية التي تضم الشيشان وعدة جمهوريات إسلامية أخرى تقع ضمن إطار الاتحاد الروسي. وهذا تكتيك ابتدعه إزبغنيو بريجنسكي في العامين 1979 و 1980، فحاول استخدام الإسلاميين العرب والأفغان لمقاتلة الإتحاد السوفياتي في أفغانستان، كما استخدمه في إيران بمساعدته رجال الدين الإسلامي على الوصول الى الحكم على أمل أن يقاتلوا الشيوعيين في الإتحاد السوفياتي المجاور لإيران. وقد سبق وتعرضت لهذا الأمر أكثر من مرة، مبينا أن السحر كان دائما ينقلب على الساحر. إذ قاتل الأفغان الأميركان فيما بعد وما زالوا، كما أذاق الإيرانيون الأمرين للأميركيين ولا يزالون. ومع ذلك لم يتعلم أوباما ومستشاروه من هذه الدروس. فها هم يسلكون المسلك نفسه الذي سبق سلوكه وفشل قبل أكثر من ثلاثين عاما.

لكن المؤلم حقا، هو استمرار الادعاء الأميركي بأنهم يقاتلون بتصميم نادر، التكفيريين ورجالات القاعدة وغيرها من تيارات الإسلام السياسي المتشدد، سواء تواجدوا في أفغانستان، أو في اليمن، أو في أي مواقع أخرى . فهي تضرب في كل المواقع الأخرى إلا موقعا واحدا هو موقع سوريا. ففي سوريا، تفضل أن تضرب وتقاتل من يقاتل الجماعات التكفيرية تلك، وليس العكس .

فهذا الادعاء بملاحقة التكفيريين والمنتمين لجماعة القاعدة، بدأ يخسر بريقه وينكشف كذبه. إذ سقطت عنه كل أوراق التين التي حاول بها الأميركيون، وما زالوا يحاولون، ستر أكاذيبهم وادعاءاتهم . فلن ينفع بعد الآن مزيدا من الادعاءات الكاذبة، مهما زخرفت بأنواع العبارات الجميلة والمنمقة



#ميشيل_حنا_الحاج (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السؤال الحادي والأربعون : هل أصبح النفط نقمة ، ولم يعد نعمة ...
- السؤال الأربعون : هل باتت ما سميت بالثورة السورية ، هي الثور ...
- هل يتعظ اوباما من تجارب بوش وبوش في العراق ؟وهل انتهى زمن ان ...
- كم ستقتل الولايات المتحدة من السوريين، انتقاما لضحايا الكيما ...
- هل تسعى عملية دول الغرب العسكرية إلى إنهاء الحرب في سوريا، أ ...
- لماذا لا يسمح بإقامة التوازن النووي في الشرق الأوسط؟
- لماذا ...لماذا ...لماذا ؟؟؟
- متى يتعلم الأميركيون من أخطائهم ؟ متى ؟
- هل أطل علينا أخيرا ربيع عربي حقيقي، أم علينا أن ننتظر؟
- لماذا تقصف طائرات -درونز- الأميركية مواقع -القاعدة- في اليمن ...
- من ينقذ الأردن من بركان ربيعي مدمر ؟
- متى يزهر الربيع العربي في السودان، أم أنه قد تحقق قبل كل فصو ...
- متى يدرك القادة العرب أن -المغول- قادمون؟
- ألا يدرك الإخوان المسلمون في مصر، أن محاولتهم لاستدراج الحكو ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي – ال ...
- Arab Spring Question 25 أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حول الواقع العربي والربيع العربي - ال ...
- أسئلة تحتاج إلى إجابات حل الواقع العربي والربيع العربي – الس ...


المزيد.....




- السعودية تعدم مواطنا ويمنيين بسبب جرائم إرهابية
- الكرملين: استخدام ستورم شادو تصعيد خطر
- معلمة تعنف طفلة وتثير جدلا في مصر
- طرائف وأسئلة محرجة وغناء في تعداد العراق السكاني
- أوكرانيا تستخدم صواريخ غربية لضرب عمق روسيا، كيف سيغير ذلك ا ...
- في مذكرات ميركل ـ ترامب -مفتون- بالقادة السلطويين
- طائرة روسية خاصة تجلي مواطني روسيا وبيلاروس من بيروت إلى موس ...
- السفير الروسي في لندن: بريطانيا أصبحت متورطة بشكل مباشر في ا ...
- قصف على تدمر.. إسرائيل توسع بنك أهدافها
- لتنشيط قطاع السياحة.. الجزائر تقيم النسخة السادسة من المهرجا ...


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - ميشيل حنا الحاج - متى تسقط ورقة التين عن البعض، كما سقطت منذ حين عن البعض الآخر؟ متى ؟