أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حكاية الثقافة في العراق














المزيد.....

حكاية الثقافة في العراق


عباس علي العلي
باحث في علم الأديان ومفكر يساري علماني

(Abbas Ali Al Ali)


الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 11:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


حكاية الثقافة في العراق

في دعوة لي من أحد المعاهد او المراكز الثقافية لألقاء مجموعة محاضرات حول المفهوم الأجتماعي والفلسفي للدين , لبيت الدعوة وانا في تصوري أني سأرسي مفهومي الخاص على مجموعة من الشباب لعلهم ينتبهوا الى الخلط لمتعمد للكثير من المفاهيم والرؤى الدينية والاجتماعية.
دخلت إلى ادارة المركز واستقبلت بكل حفاوة وكرم وهذا ما شجعني اكثر حيث اني امثل لهم نقطة الوصل المشتركة بين التيار المدني وبين الفهم الديني , اسعدني جدا رؤية مجموعة الشباب التي تتراوح اعمارهم بين العشرين والخمسة والعشرين سنه , المهم كان المقرر ان تكون محاضرتي التالية بعد محاضرة عقائدية لمدير المركز.
دخلت القاعة مع الشباب وجلست مستمعا للمحاضر انه شاب في اواخر الثلاثينيات من العمر يتكلم بطلاقة وبشكل أشبه ما يكون بالتسجيل الصوتي لم يترك اي فرصة للمناقشة كأنه يضخ معلومات مؤرشفه ومعده سابقا ومن المسموعات بالنسبة لي والتي يحفظها اكثر رجال الدين , فيها المبالغة والتهويل والشد العاطفي مع مجموعة من الروايات التاريخية التي لا سند لها ولا مصدر سوى ان العلامة فلان اورد والشيخ علان ذكر وكأنها مقررات مدرسية لا تقبل النقاش,
أنتهت المحاضرة بعد 40 دقيقة ثقيلة جدا وفقدت حماستي وانا ارى هذا الغث من الكلام الذي يؤدلج افكار الشباب نحو زوايا لا يمكن ان تنهض بهم للقيم بالدور المناط بشريحتهم ولا تتناسب مع التبدلات والتغيرات الفكرية التي تعصف بواقع الحال , المهم دخلت مع المحاضر للادارة مرة اخرى للأستراحة لمدة عشر دقائق , وبادرته بالسؤال التالي, ماذا يمثل لكم الفعل الرافض للامام الحسين ع في كربلاء, واركز على الرفض دون الدخول بتفاصيل؟
أجابني ببداهة الفعل الرافض للحسين ع هو اعادة الحياة للاسلام المحمدي بعد ان طعنه الاخرون بسهم مميت.
جيد ولكن هذا كلام انشائي انا اسأل وفق المفهوم العلمي للفعل الاجتماعي.
قال . الفعل الاجتماعي الرافض للحسين ع في كربلاء هو ثورة في جذور الايمان الاسلامي جاءت كفعل وردة فعل ضد الظلم.
قلت , الحسين خرج ناصرا للمظلومين اذن؟.
قال نعم.
اذن تمسككم بالحسين ورسالته تمسك برفض الظلم ومحاربة الفساد؟
قال نعم هذا شيء طبيعي.
أذن نت تدعو للثورة ضد الظالمين والمفسدين دوما باي وقت وبأي أرض .
قال نعم.
ما رأيك بالظلم الذي وقع على العراقيين؟.
قال . صدام الهدام هو المسئول عن كل قطرة دم او دمع.
قلت نعم انا معك ولكن صدام ذهب والظلم اليوم من نفس ضحايا صدام أنهم يمارسون نفس المنهج.
قال . يا صديقي هذا ليس ظلم الناس لا تعرف مصالحها وعندما تتخبط الامة بجهلها يصبح من الصعب قيادتها فيحصل الظلم هنا وهناك ولكنه ظلم مؤقت وغير مقصود.
أستطيع يا صديقي ان ابرر ظلم صدام بنفس منطقك , فقد يكون قد برر لنفسه ما تبرره الان انت .
قال لا صدام ظلم فئة دون فئة.
ولكن العراق اليوم كله مظلوم وانت ترى وتسمع هنا يكون الظلم أشد وقعا.
أعتدل الرجل بجلسته ورمقني بنظره شعرت فيها ان هناك شي سيحدث؟.
سكت الرجل سألته أليس محاربة الظلم وفضحه واجب إسلامي أستنادا الى قاعدة الامر بالمعروف والنهي عن المنكر.
قال نعم .
قلت طيب لماذا لم يخرج انصر التيار الديني للشارع لمؤازرة المظلومين يوم 31-8
قال. هذه الحركة مدفوعة من قطر والسعودية وليس لها علاقة بالشعب ولا بمصالحه!!!!!!!!
قلت ولكن الشباب الذين خرجوا كلهم من الفقراء والعاطلين عن العمل والمستقلين وممن لم يسمع صوتهم أحد.
قال يا صديقي ثق ان كل من خرج يوم 31-8 هم عملاء ونحن نعرفهم جيدا يريدوا ان يعيدوا التاريخ للوراء.
لكن يا صديقي ليست هذه مطالبهم ؟.
انت لا تعرفهم نحن نعرفهم جيدا كلهم عملاء.
طيب يا صديقي انت تقول انك تعرفهم وانا لا اعرفهم هل هذا صحيح
قال نعم
قلت انت اذن لا تعرف شيء مع الاسف ولا تفقه بدين الله شيء .
تعجب مني والحاضرون يستمعون وقد تجمع بعض الشباب في باب الادارة.
يا صديقي انا واحد ممن خرج ونادى بمطالب المتظاهرين واصدقائي كثر منهم ولي زملاء اعرفهم جيدا واعرف تاريخهم لم يكونوا في يوم من الايام عملاء لا لهذا الجهاز ولا لذاك الجهاز واعرف أيضا ان الكثير ممن خرجنا ضدهم وممن يتصدرون العملية السياسية اليوم كم كانوا رخيصين جدا وقد باعوا شرف الرجوله والوطنية لأجهزة مخابرات عربية وغربية لقاء دولارات معدودة , والكثير منهم لا يمكنه ان يضع وجهه بوجهي الان خوفا من اقول بحقه ما يخشى.
قال الظاهر انت بعثي وقد غرتنا كتاباتك ومؤلفاتك , المهم نشكرك والحمد لله اننا اكتشفنا حقيقتك قبل ان تسمم عقول الشباب .
شكرته واستأذنت من الحضور وانصرفت وانا متعجب هل حقا هذه مراكز ثقافية ام انها مؤسسات تسهم في اغلاق عقول الشباب وتسميم افكارهم ليكونوا غدا اكثر تخلفا وانغلاقا من مدير المركز هذا .
انها حكاية الثقافة في العراق اليوم



#عباس_علي_العلي (هاشتاغ)       Abbas_Ali_Al_Ali#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قيامة منصور4
- القيامة في وسط المدينة3
- المدينة والقيامة 2
- أنا والقيامة الأتية 1
- عطش الذاكرة
- حدود هوية الأنا والأخر
- التجربة الإسلامية الحاكمة . _ نماذج ورؤى _ج3
- التجربة الإسلامية الحاكمة _ نماذج ورؤى _ ج2
- التجربة الإسلامية الحاكمة. نماذج ورؤى _ ج1
- السرقة الشرعية حلال والسرقة الغير شرعية حرام.
- العقل المصنوع والنفس الإنسانية
- الحرية نظرة الدين الحقيقية
- مستقبل الحرية ومسئولية النخب
- العقل والإيمان
- تحديث الإسلام لا لأسلمته الحداثة
- الإسلام في المواجهة
- مانديلا الرجل الأبيض الجسور
- التدين وصورة الدين
- السياسة والدين ومفهوم السياديني
- قراءة في فكرة التجديد الديني عند سروش ومعطياتها


المزيد.....




- طلع الزين من الحمام… استقبل الآن تردد طيور الجنة اغاني أطفال ...
- آموس هوكشتاين.. قبعة أميركية تُخفي قلنسوة يهودية
- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - عباس علي العلي - حكاية الثقافة في العراق