أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - عقد فاوست و بيعة أم ورقة إقتراع؟














المزيد.....

عقد فاوست و بيعة أم ورقة إقتراع؟


شوكت جميل

الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 02:34
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


تدور رائعة كريستوفرمارلو المسرحية الشهيرة"دكتور فاوستوس"_القرن السادس عشر_ حول العلامة الألماني فاوست ،تلك الشخصية التي طالما ألهمت كثيرين،و أخافت كثيرين لقرون،وأحسب أنها ما زالت حاضرةً بقوةٍ في السياسة كما هي في الفن ...و تروي لنا المسرحية كيف باع فاوست روحه لمفستوفيليس (كبير الأبالسة)؛و أبرم معه عقداً، ليقوم الأخير بخدمته طوال حياته،و ليحقق آماله و أحلامه،وليلبي كل رغباته و نزواته،أدبيةً كانت أم حسِّيةً ،معرفيةً أم شهوانية....في نظير أن يحصل على روحه بعد مماته،و بعد أن يكون قد نهل حتى الثمالة من اللذة والسعادة....وفي مثل هذة"الصفقات الفاوستية" لا يُمنح المرء حرية الإختيار سوى مرة يتيمة واحدة و ذاك قبل أن يمهر العقد بإسمه الكريم..أما و إن فعل..فقد قُضي الأمر؛حينها لا فكاك من العقد،و لا سبيلاً للرجعة فيه،و لا مسمحة للنكوص عنه،فهو لون من العقود يقوم فيها الواحد من هؤلاء بارادته الحرة، ببيع إرادته و حريته و روحه جميعاً "بورقة واحدة"و "بَيعة واحدة"...و للأبد!.
أما من ركب رأسه و أبى إلا نقض البيعة،فلن يجني سوى التمزيق؛كما مزق الأبالسة جسد فاوست في النهاية وقد أحس بالغبن و الخسران و الندم.

و في إعتقادي أن هذا ما يجدر به أن يدور في ذهن و يقر في ضمير كل من أمسك" بورقة إقتراع" مُتَلمساً طريقه صوب شفا التصويت لصالح الدين السياسي!،لا أقول هذا تعريضاً بأحد،و لا ""شيطنة"و لا حتى اتهاماً بل وصفاً.

و حتى لا نلقي الكلام على عواهنه؛ فنتهم بالتحامل و التعسف،يصبح لزاماً علينا أن نطرح هذا السؤال:كيف تفهم و تتعاطى قوى الدين السياسي مع المفردات التالية: صندوق الانتخاب،الديمقراطية،الشرعية؟...و الإجابة :تقبل قوى الدين السياسي هذه المفردات "الكافرة" على مضضٍ طالما كانت مرادفة للمصطلح الفقهي الأصيل"البيعة"، أنظر!..ليس من قبيل الصدفة أذن أن تسمى "بالبيعة"،و البيعة في مفهوم الخلافة في عنق الإنسان حتى مماته،ومن مأثوراتهم:(من خرج عن البيعة فاضربوا عنقه!)،حتى لو نهب ولي الأمر مالك،و جلد ظهرك!،أما الديمقراطية كما نفهمها نحن كحكم الشعب بالشعب و لصالح الشعب،أو بالأدق أغلبية الشعب،فليس لها مكاناً في فكر الدين السياسي،و الجواب حاضر على لسانهم :(إنما أكثر الناس من الفاسقين)،و لك أن تستنتج أن الفاسقين لا يحكمون،و أن الفاسقين لا يستبينون لأنفسهم خيرهم من شرهم،لذا إنما نحن نقبل بيعتهم لا رأيهم،و بعدها عليهم أن يتنحوا جانباً،تاركين الأمر لأصحابه و أهله الأبرار!.

وإذا تَبَنينا مفهوم"العقد الفاوستي"أو"البيعة المخلدة"؛فلربما فَهمنا بشكل أكثر وضوحاً التناقضات الصارخة و الطبيعة الدموية للنظام المعزول الأخير في مصر..فإذا تحامقت و سألت رموز ذلك النظام :كيف أعلنتم أنكم باقون في الحكم لخمسة قرون على الأقل،أفلا تعلمون أن الشعب هو المالك الوحيد لإرادته و يؤتي بمن يريد،و يُذهب بمن يريد؟..أجابوك:كان هذا قبل التوقيع على العقد و البيعة...كما أنه ليس عليك أن تُدهش لخروج بقايا هذا النظام بعد أن اسقطه الشعب "مانح الشريعة و مانعها"و قد خرج عليه الشعب بالملايين..أقول ليس عليك أن تدهش لرفع هذا النظام شعار عودة الشرعية!؛فهو يرى أن حرية الأختيار للشعب و أرادته و شرعيته إنما قد باعها له جميعاً، أول مرة في الصندوق و للأبد،و لا يعني شيئاً أن يخرج ثلاثون أو حتى تسعون مليون،إن هي إلا أعداداً منزوعة الإختيار تحت العقد الفاوستي.

و إذا كان الحديث يتصل بالأبالسة،فقد لفت أنتباهي فارقاً بين إبليس فاوست و الأبالسة الجدد،فعقد فاوست كان ينصرف عليه نفسه دون أهله أو نسله،أما عقود و بيعة الأبالسة الجدد فيرثها الأبناء عن الآباء،و إلى أحفاد الأحفاد(خمسة قرون!!)،ألعل أبليس فاوست كان أكثر تعقلاً و رحمة و أقل إستبداداً،من الأبالسة الجدد...ربما و لعل هذا هو سر نجاح عقده مع فاوست بخلافهم.

بيت القصيد
تسأول:هل من الشيطنة في شيء أن تنعت الشيطان شيطاناً؟



#شوكت_جميل (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة الأخيرة_أقسم بالله..لست من الإخوان ...
- الخبز و ثورة 30 يونيو
- حمائم على مذابح الصولجان
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة الثامنة_فتنة!
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة السابعة_الشعب الذي يقول:لا
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة السادسة_أخٌ..في الله!
- أوراق صفراء معاصرة_الورقة الخامسة_(الضحابا..و المساكين!)
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الرابعة_(خيار و فقوس في مواز ...
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثالثة_(إرهاب بالجملة)
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الثانية_(ليس هناك إخوان...و ...
- أوراق صفراء عتيقة معاصرة_الورقة الأولى_(نعم ...حدث إنقلاب!!)
- الكهف السفلي و تمرد
- الصراع و الإقصاء الحتمي
- غزو الحبشة..و احتلال مصر!


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - شوكت جميل - عقد فاوست و بيعة أم ورقة إقتراع؟