أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الأمن القومي الامريكي ، والحرب على سوريا ! ماذا يعني ؟














المزيد.....

الأمن القومي الامريكي ، والحرب على سوريا ! ماذا يعني ؟


عبدالله صالح
(Abdullah Salih)


الحوار المتمدن-العدد: 4208 - 2013 / 9 / 7 - 01:33
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تتصدر عناوين وسائل الاعلام المرئية والمسموعة والمقروءة هذه الايام نبأ الضربة الامريكية الوشيكة على سوريا، بذريعة استخدام النظام السوري أسلحة كيمياوية ضد شعبه ومواطنيه العزل.
إن إستخدام هذه الاسلحة الفتاكة من قبل أية دولة أو أية جهة ولأي سبب كان، هي جريمة بحق الانسانية يجب أن لا تمر دون عقاب وردع ، كما سبق وأفلت منها النظام البعثي في العراق أثناء استخدامه لهذه الاسلحة ضد الشعب الكردي في مدينة حلبجة خلال الحرب العراقية – الإيرانية في الثمانينات من القرن الماضي حيث كانت مصالح أمريكا آنذاك لا تقتضي معاقبة الجناة كما هو الحال اليوم !!
الاسلحة الكيمياوية التي ثَبُتَ استخدامها في سوريا ولم تُثبِت الجهة التي استخدمتها لحد الآن، لا يمكن تبرئة ساحة أية جهة من جهتي الصراع من إستخدامها لهذه الاسلحة ، فالنظام السوري ظل يمارس القتل بحق جماهير سوريا منذ أكثر من عامين، والمعارضة المسلحة السورية كذلك ،بشقيها الاسلامي الارهابي أو ما يسمى باليبرالي ،لا يُستبعد قيامهما بهذه المذبحة المروعة خدمة لأهدافهما، فسجل كلا الطرفين مليء بالتجاوز على أبسط حقوق الانسان.
ألازمة السورية الآن لم تَعد أزمة داخلية فحسب، بل أزمة إقليمية ودولية كذلك ، اللاعبون الأساسيون فيها على الصعيد الاقليمي ( تركيا – السعودية – قطر من جهة و إيران وحزب الله اللبناني من جهة أخرى ) أما الدوليون ( أمريكا وحليفاتها الغربية من جهة وروسيا والصين من جهة ثانية ) بحيث باتت سوريا ميدانا مفتوحا للتصادم بين هذه الدول حيث تدفع الجماهير ثمن ذلك.
بعد أن هدد أوباما بالعقاب الصارم إذا ما تجاوز النظام السوري الخطوط الحمراء، أي باستخدامه الاسلحة الكيماوية ، وضع نفسه في موقف لايُحسَد عليه ! فالمآسي التي خلقتها أمريكا في أفغانستان والعراق بعد إندحارها المذل هناك، وما آلت اليه الاوضاع السياسية والامنية في هذين البلدين، من ثم التدخل العسكري في ليبيا ونتائجه ، دفعت بأقرب حلفاء أمريكا أي بريطانيا ،الى الخروج من سفينة التحالف، وتحت ضغط شعبي بالطبع ، مما دفع بالأخير الى البحث عن حليف وحلفاء آخرين ولا يزال البحث جارٍ حتى هذه اللحظة .
إن التغيير الحاصل في موازين القوى على الصعيد الدولي لا يحتاج الى جهد لمعرفته، فظهور قوى اقتصادية عملاقة كالصين والهند والبرازيل على سبيل المثال وما يرافق ذلك من تطور على الصعيد العسكري والسياسي وكذلك حلم روسيا باسترجاع موقعها السابق إبان العهد السوفيتي أصبح جليا للعيان، نفس التغيير على الصعيد الاقليمي بدأّ من تونس ومصر وليبيا واليمن ولبنان والعراق ، مع محاولات ايران لامتلاك السلاح النووي ومخاوف دول المنطقة وفي مقدمتها إسرائيل، أوجد حالة من الارتباك لدي أمريكا وحليفاتها بحيث أخل بالتوازن المطلوب لديهم وزعزع ثقة الحلفاء بأمريكا باعتبارها القوة الاولى المهيمنة عالميا على الصعيد السياسي والاقتصادي والعسكري ، وفوق كل هذا وذاك ما تعانيه أمريكا من تدهور في الاوضاع الاقتصادية حاليا . إذاً لا بد لامريكا والحالة هذه من القيام بعمل يعيد لها اعتبارها اقليميا ودوليا ويعيد التوازن الى الميزان المختل وهذا هو بالضبط ما تقصده أمريكا من تهديد لامنها القومي. جاءت سوريا لتكون كبش الفداء لهذه السياسة الامريكية القذرة وبمباركة وتأييد معظم الدول العربية والمعارضة السورية ومن يسير معهم في الدرب ذاته دون أي إكتراث لما تخلفه هذه السياسة من تعميق لجراح الشعب في سوريا وما تلحقه من دمار في بلد هو مدمر أصلاً!! إن من يؤيد هذه الضربة وتلك السياسة يجد نفسه ،شاء أم أبى، في الخندق المعادي لأماني الشعب السوري الذي يتطلع الى إقامة دولة تسودها الحرية والمساواة والعدالة الاجتماعية ، تلك الاهداف التي ضحى ويضحى من أجلها منذ أن بدأ انتفاضته ضد الحكم الدكتاتوري القائم في سوريا.
تريد أمريكا من هذه الضربة أن تُثبت من جديد بأنها شرطي العالم وإنها إذا أرادت فعل جريمة كهذه لا تحتاج حتى الى الامم المتحدة لتوفير الغطاء اللازم .
هدف أمريكا من هذه الضربة ، بالاضافة الى ردع النظام السوري وما تدعية كذباً وبهتاناً بانها تدافع عن "حقوق الانسان " هو توجيه رسالة قوية لايران بأن أمريكا يمكنها ان تَخنُق أحلام الجمهورية الاسلامية في امتلاك السلاح النووي وبالتالي تهديد أمن إسرائيل وحلفاء أمريكا في المنطقة.
أما الوجهة الاخرى لهذه السياسية فهي إضعاف النظام السوري عسكريا والحد من قدراته الجوية وهوما يوفر غطاء للمعارضة المسلحة ودعما مباشراً لها ومن ضمن هذه المعارضة الاسلاميون وهم الاقوى عسكريا بين فصائل المقاومة ما يؤدي بالتالي الى تقويتها عسكريا في منطقة مشتعلة أصلاً حيث الحرب الطائفية على الابواب ونُذر شرها بات لا يقبل الجدل، فإيران وحزب الله اللبناني والسلطة الطائفية في العراق والحراك الجماهيري ذي الصبغة الطائفية في البحرين والحوثيون في اليمن والشيعة في دول الخليج بالاخص في السعودية من جهة ، وتنظيمات القاعدة والسائرون في ركبها في المشرق العربي ومغربه وبمساندة مالية وسياسية من قطر والسعودية وتركيا من الجهة الاخرى جعلوا من المنطقة برميلا من البارود قابل للانفجار في أية لحظة .
بعيدا عن تفسير الوقائع بالمؤامرة ، فإن هذه الصورة توحي بأن أمريكا من مصلحتها إشعال حرب طائفية كهذه بأعتبار الاجنحة العسكرية ،على أقل تقدير، لطرفي النزاع هم من ألد أعدائها فما العيب في أن يتقاتل الأعداء!
هنا لا بد ولومن إشارة عابرة الى الغياب شبه التام للقوى اليسارية بمجملها لما يجري من أحداث في المنطقة وهو ما وفّر للقوى الرجعية أرضية خصبة يمكن من خلالها أن تلعب وفق متطلبات أهدافها والعبث بمصير الملايين من البشر وتلحق أفدح الأضرار حتى بالأجيال القادمة.
6 / سبتمبر / 2013



#عبدالله_صالح (هاشتاغ)       Abdullah_Salih#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة في مصر و خيبة أمريكا !
- مصر ، دكتاتور صغير و حلم كبير !!!!!
- مصر ، عام على الثورة !!
- -الربيع العربي-، ماذا عن خريفه ؟!!
- جلعاط شاليط وعملية طوق النجاة!
- الثورات في المنطقة العربية، بين المعادلات الاقليمية والدولية ...
- الطبقة العاملة التونسية والمهام المصيرية
- حكومة كردستان العراق وحقوق الانسان !!
- غزة الدمار ، غزة الاعمار !! على ضوء المؤتمر الاخير في شرم ال ...
- النكبة الفلسطينية الجديدة
- الاتحاد الوطني الكردستاني ، ومحاولات التغيير من الداخل !!
- السعودية مملكة الصمت ، باستثناء صوت الفتاوى !!!
- على ضوء زيارة الرئيس التركي المرتقبة الى امريكا
- الوضع في العراق بين سندان ايران ومطرقة امريكا !!
- مؤتمر بوش ومحاولة الهروب الى الامام !!
- الدمقراطية والوجه الحقيقي لحماس !!
- تجربة حزب العدالة والتنمية في تركيا ، بين الاعتدال والتطرف ! ...
- حسن نصرالله وتهديداته الاخيرة لاسرائيل !؟
- كلام لا بد ان يقال،!على ضوء المشاكل الاخيرة داخل اتحاد المجا ...
- التهديدات الامريكية لايران ، الاسباب والنتائج


المزيد.....




- رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن ...
- وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني ...
- الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
- وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ ...
- -بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله- ...
- كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ ...
- فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
- نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
- طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
- أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق


المزيد.....

- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال
- الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية / خالد فارس
- دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني / فلاح أمين الرهيمي
- .سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية . / فريد العليبي .


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبدالله صالح - الأمن القومي الامريكي ، والحرب على سوريا ! ماذا يعني ؟