|
االحجاب بين العادة والعبادة
تغريد عبد الرزاق
الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 23:58
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
الحجاب بين العادة والعبادة
بسم الله الرحمن الرحيم لم يخطر على بالي وتفكيري عندما ارتديت الحجاب قبل اكثرمن خمسة عشر عاما باني سوف اخلعه يوما ما وذلك لإيماني ويقيني آنذاك بضرورة الحجاب وفريضته على المسلمات ولم يساورني في ذلك الوقت ادنى شك بوجوبه على المرأة المسلمة وبأنه اللباس الشرعي الذي يميزها عن بقية خلق الله معتمدة في ذلك على معلوماتي الضعيفة في ماقرأته في كتب الدين المدرسية وماوجدت عليه أسرتي ومجتمعي وبيئتي التي نشأت فيها والعادات التي تربيت عليها وما كنت اسمعه من رجال الدين عبر مشاهدتي للتلفاز بان المرأة عورة ومفروض عليها ان تتحجب وبعضهم يفتي بضرورة ووجوب التنقب.ولكنني تخليت عن الحجاب وبعد اكثر من خمسة عشر عاما بعد ان قرأت القرأن لسنوات طويلة ولمَرات عديدة وتدبرت لكلماته ومعانيه والفاظه وبحثت وتقصيت واصبحت على يقين ومقتنعة تمام الاقتناع بان الحجاب والنقاب هي عادة في الدين الأسلامي وليست بعبادة.وأن الله قد فرض الاحتشام على المرأة عموما وليست المسلمة فقط. فمن غير المنطقي والمعقول أن يسمح اي تشريع آلهي بان تظهر المرأة عوراتها ولكن لا دخل للشعر في مسألة العورة وسأبين ذلك ان شاء الله. لقد تحدث المولى عزوجل في قرأنه الكريم عن لبس المرأة في موضعين فقط الاول في ألآية 31 من سورة النور )وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا ۖ-;- وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ-;- جُيُوبِهِنَّ ۖ-;-وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَناءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَومَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِمِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَىٰ-;-عَوْرَاتِ النِّسَاءِ ۖ-;-وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَايُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ ۚ-;- وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ ﴿-;-٣-;-١-;-﴾-;-( والموضع الثاني في ألآية (59) من سورة الأحزاب:) أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا)
ولو لاحظنا في الآية الاولى وليضربن اي وليغطين بخمرهن وهنا علينا ان نقف قليلا .. مامعنى كلمة خمرفي معاجم اللغة العربية : خمر العجين :وضع عليه غطاء ليختمر خمر عنه الخبر: خفى عنه خمر الشيئ : ستره خمر عنه : توارى واختفي من هذا المعنى نستدل ان على المرأة ان تغطي جسدها بغطاء يسترها ويستر جيوبها فما هو الجيب . الجيب هو كل فتحة تسطيع ان تدخل اليد فيه فجيب الثوب :هي الفتحة التي تسطيع ان تضع فيه الدراهم ونحوها . ولو لاحظنا قليلا ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن ) لوجدنا الخُمر واحد (مفرد) والجيوب متعددة لان المرأة لديها جيوب متعددة( فتحات كفتحة الجيب) (فتحة مابين النهدين ،فتحة ماتحت الأبط ، فتحة مابين الفخذين وغيرها ) فعلى المرأة ان تغطي كل هذه الفتحات بأن تلبس لباس ساتر لعوراتها (جيوبها) اذن لو اراد الله ان يفرض عليها ان تغطي شعرها لذكر ذلك صراحة هل يصعب ذلك على الله ؟؟ او ماذا يريد ان يتوه المرأة ويحيرها !! لقد بين الله سبحانه وتعالى ماذا اراد من عباده بالتفصيل في كثير من الامور واذكر منها آية الوضوء(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلاةِ فاغْسِلُواْ وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُواْ بِرُؤُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَينِ .....) فكل عضو اراد ان يصله الماء بينه بالتفصيل. فلو اراد الله من المرأة ان تغطي شعرها لبينه ولم يترك الأمر مثيرا للجد ل والنقا ش ولكان الكلمة الاقرب الى تغطية الشعر هي خمار فكلمة خمار في معاجم اللغة هو ثوب تغطي المرأة به رأسها أوالعمامة الذي يغطي الرجل به رأسه . وفي حديث شريف بأن النبي صلوات الله عليه كان يمسح عند الوضوء على الخف والخمار ولو كان القصد من آية ( وليضربن بخمرهن على جيوبهن .... ) ان تنزل غطاء رأسها على منطقة الصدر لكانت الكلمة الاقرب هي خمار وليس خُمر والاية تكون وليضربن بخمارهن او اخمرتهن لان جمع كلمة خمار هي اخمره كذلك منطقة الصدر هي واحدة فلماذا جيوبهن لان الجيوب متعددة كما بينت سلفاً . لقد ذكر الله سبحانه وتعالى في قرآنه الكريم الأشياء الواجبة على المسلم والمسلمة والأشياء المحرمة بصورة تفصيلية بينها وبين عقابها ولم اجد في القرآن الكريم عقابا واحدا للتي لاتغطي شعرها فمن أين أتوا بالحجاب والنقاب؟؟ ولا اعتقد ان الشعر هو مصدر أغراء وقتنة للرجل بل توجد اجزاء من وجه المرأة اكثر اغراءا واغواءا للرجل اجاز الله للمرأة بأن تظهرها كالشفايف والعين (فلغة العين اعتقد تسطيع ان تثير الرجل وتوحي له الشيئ الكثير) على كل حال لو كان جمال الشعر فتنة فلماذا لايتحجب الرجل ؟؟ والرجل الوسيم المعتني بنفسه وشعره يثير المرأة أيضا فهل الشهوة حكرا على الرجال دون النساء ؟؟!! ان الله سبحانه وتعالى جعل هذه الغريزة موجودة عند الرجال والنساء سواسية وقد بين لنا في قرآنه الكريم بأن المرأة تفتن بالرجل وجما ل الرجل أيضاً وبين ذ لك في سورة يوسف وكيف أمرأة عزيز مصر فتنت بسيدنا يوسف عليه السلام وراودته عن نفسه وَرَاوَدَتْهُ الَّتِي هُوَفِي بَيْتِهَا عَنْ نَفْسِهِ وَغَلَّقَتِ الْأَبْوَابَ وَقَالَتْ هَيْت لَكَ ۚ-;- قَالَ مَعَاذَ اللَّهِ ۖ-;- إِنَّهُ رَبِّي أَحْسَنَ مَثْوَايَ ۖ-;- إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ ﴿-;-٢-;-٣-;-﴾-;- أن الله سبحانه وتعالى جعل هذه الغريزة عند الرجل والمراة معا وعلى حد سواء ولا شيئ يدعوا الى الخجل والعيب من ذلك لان الله هو الذى وضعها في كل البشر ولكن قننها ووضع لها قوانين شرعية تكفل الحياة السعيدة والرغيدة للبشربدون اضاعة للحقوق والأنساب .على كل حال لا اريد ان اتشعب عن موضوعي الرئيسي واعود فأقول أن آيات التحريم في القرآن الكريم واضحة وجلية وكل الذي أراد الله أن يحرمه على عباده ذكره وبصراحة في كتابه العزيز لان الله وبأختصار شديد لايريد أن يحير عباده ويتوههم ومن ثم يحاسبهم ويقتص منهم في الأخرة لقد بين لعباده كل شيئ في القرآن الكريم وذكر ذلك صراحة في آية 89 سورة النحل ۚ-;-) وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَاب تبيانا لكل شيئ )فالمحرمات والممنوعات مذكورة بوضوح تام وكامل ولا شيئ من المحرمات مخفي بين السطور حرم الله الفواحش ماظهر منها ومابطن ( وهي الجناية على الفرج مثل الزنا وغيره ) حرم الاثم(وهو الجناية على العقل مثل شرب الخمر وغيره) حرم البغي بغيرالحق ( وهو الجناية على النفوس والاموال والاعراض ) حرم الشرك بالله ( وهو الجناية الدين) حرم الكفر بالله ( وهي تغطية ودفن أمور الدين وحقائقه ) وحرم الظلم وقتل النفس بغير حق والغيبة والنميمة وكثيرمن الامور المذكورة صراحة وبوضوح تام بينها المولى لتلتزم بها البشرية وبين بأن هنالك عقاب لمرتكبها وذكر حدود البعض منها فهل من ضمن هذه المحرمات أظهار المرأة لشعرها .... ولو كان أمر الحجاب بهذه الأهمية الخطيرة كما هومصَورلنا في تفاسير رجال الدين الأجلاء والأحاديث النبوية (المتوارثة من اكثر من الف سنة والتي لاأساس لها من الصحة ليس تشكيكا معاذ الله بالاحاديث النبوية ولكن بصدق وصحة تناقلها عبر كل هذه السنين ) لكان هذا الأمر واضحا جليا في القرآن الكريم . أما تكملة الآية (31) من سورة النور (ولايضربن بأرجلهن ليعلم ماخفي من زينتهن ) وكلمة ضرب هنا تعني التغطية وستر الشيئ كما هو واضح في ( وليضربنً بخمرهٌن ) ولايضربنً اي لا يغطينً أرجلهن ( اقدامهنً ) لان الرجل هنا تعني القدم كما هو مذكور في آية الوضوء ( المائدة 6) يَاأَيُّهَاالَّذِينَ آمَنُوا إِذَا قُمْتُمْ إِلَى الصَّلَاةِ فَاغْسِلُوا وُجُوهَكُمْ وَأَيْدِيَكُمْ إِلَى الْمَرَافِقِ وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إِلَى الْكَعْبَيْنِ ۚ-;-) وليمسحوا بروسهم وارجلهم اي ( اقدامهم) بأتفاق جميع علماء الدين كذ لك الصيغة اللغوية والتعبيرية لهذه ألآية ( ولايضربنً بأرجلهنً ) هي نفس صياغة آية الوضوء(وليمسحوا برؤسهم) فمن غير المنطقي تفسيررجال الدين ألأجلاء لهذه ألآية بأن على المرأة ان تغطي قدمها و ان تحرص بأن لاتضرب برجلها الارض حتى لاينتبه الرجال ويرون ماخفي من زينة قدمها كالخلخال وماشابه . وكيف يرون الرجال زينة قدمها !؟ وقدمها مغطاة ومخفية اساسا لو صح تفسيرهم ...ٍ وهل يعقل أن تمشي المرآة العاقلة وهي تضرب برجلها ألأرض كالفرس !!؟؟ والتفسير ألأصح هو ولا تغطي قدمها ليُعلم (لا مانع ولا حرج من ان يُعلم ) المخفي من زينة القدم ولو كان المراد بذلك تغطية القدم فما هو المعلوم من زينة القدم ....؟؟!! أما ألآية الثانية فهي آية (59) من سورة الأحزاب فيقول المولى عزوجل:) أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءالْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا) وفي هذه ألآية المعنى جلي وواضح كوضوح الشمس في كبد السماء فمعنى كلمة وليدنين اي يسدل ويرخي (ادنى الثوب : ارخاه وأطاله ) فرب العزه يريد من ألمرأة ان تغطي ساقيها وعند الرجوع الى أسباب نزول هذه ألآية نرى بأن الرجال في ذلك الزمن كانوا يتربصون للنساء عند خروجهم في الليل لقضاء حوائجهم ليعاكسوهم ويفعلوا بهم الافعال القبيحة فأراد الله ان تصان ألمرأة المسلمة وتسلم من ألاذى بأن تسدل ثيابها وتغطي ساقيها ذلك لكي تعرف بأنها شريفة ولاتعمل الفاحشة فلا يتعرض لها أحد على أقل تقدير. ونلاحظ في هذه ألآية ان أمر الله مسبب بمعنى ان الله أراد للمرأة المسلمة أن تحتشم وتغطي ساقيها ولكن بين السبب في ذلك لان الله سبحانه وتعالى اراد للمرأ ة حياة كريمة وعفيفة بعيدة عن ألاذى وألأساءة أليها وأرشدها ألى ذلك في كتابه العزيز بأن تكون محتشمة في لبسها ومشيها وكلامها (ولا يخضعن بالقول فيطمع الذي في قلبه مرض ) ونظرتها (يعلم خائنة ألاعين وماتخفي الصدور) وحتى الاحتشام في التفكير( وماتخفوا في انفسكم او تبدوه يحاسبكم به الله) وهذا ليس للمرأة فقط ولكن للرجل أيضا لان دين ألله هو دين العفة والشرف. وفي أعتقادي ان الحجاب لم يحدده المولى عزوجل لأنه ترك ألأمر للعرف والتقاليد والضرورة من لبسه .. فلا ضررللمرأة في أن تتحجب في البلدان الذي يكون فيه لبس الحجاب ضرورة على المرأة لعرف أوتقليد أو درءأً لضررما ولاضرورة لذلك في بلدان المرأة تكون آمنة بدونه فقد كان الرجال والنساء يغطون رؤسهم بخمار في زمن الرسول(ص) لان حياتهم وظروفهم البيئية الصحرواية تدعوهم لتغطية الشعر فكان العرف ألسائد أنذاك هو تغطية الشعر واكبر دليل على مااقول هو الطوارق الموجودين الى يومنا هذا في الصحراء الكبرى في شمال أفريقيا فالرجال يتحجبون بل يتنقبون لالأنهم عورة ولكن الظرف المناخي والبيئي يدعوهم لذلك .وقد بحثت في القرآن عن آية واحدة اوأية أشارة بأن المرأة عورة أوصوتها عورة او اي شيئ من هذا القبيل لم اجد سوى في سورة النورالآية (58) يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لِيَسْتَأْذِنْكُمُ الَّذِينَ مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ وَالَّذِينَ لَمْ يَبْلُغُوا الْحُلُمَ مِنْكُمْ ثَلَاثَ مَرَّاتٍ ۚ-;- مِنْ قَبْلِ صَلَاةِ الْفَجْرِ وَحِينَ تَضَعُونَ ثِيَابَكُمْ مِنَ الظَّهِيرَةِ وَمِنْ بَعْدِ صَلَاةِ الْعِشَاءِ ۚ-;- ثَلَاثُ عَوْرَاتٍ لَكُمْ ۚ-;- لَيْسَ عَلَيْكُمْ وَلَاعَلَيْهِمْ جُنَاحٌ بَعْدَهُنَّ ۚ-;- طَوَّافُونَ عَلَيْكُمْ بَعْضُكُمْ عَلَىٰ-;- بَعْضٍ ۚ-;-كَذَٰ-;-لِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُالْآيَاتِ ۗ-;- وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ﴿-;-٥-;-٨-;-﴾-;- وهذه معناها واضح بأن هنالك ثلاث أوقات لراحة البشر يخفف فيها ملابسه ويأخذ راحته ويخلد للنوم فلا يستطيع ان يدخل عليه أحد الا بعد أستذانه ووضع الله ضوابط لذلك والأية موجهه للذين آمنوا اي لكلا الجنسين فكلاهما لديه عورات ولايصح اظهارها الا بضوابط شرعية فمن أين جاءوا بأن المرأة عورة ...!! وعلى فكرة العورة هو الشئ الذي تخجل من أظهاره امام الناس وتشعر بالعار عند ظهوره فهل المرأة كذلك ..؟؟؟؟؟ لقد كان لبس الحجاب والنقاب في زمن من ألازمان حكراً على الزانيات ولا اذكر هذا الشئ لغاية ألأساءة للحجاب والنقاب معاذ الله ولكن لأبين وأقول بأن لبس الحجاب تقليد مرهون بالعُرف المتبع في كل زمان ومكان ففي سفر التكوين الأصحاح (38) من العهد القديم : "- 12 ولما طال الزمان ماتت ابنة شوع امراة يهوذا ثم تعزى يهوذا فصعد إلى جزاز غنمه إلى تمنة هو وحيرة صاحبه العدلامي 13- فاخبرت ثامار وقيل لها هوذا حموك صاعد إلى تمنة ليجز غنمه 14- فخلعت عنها ثياب ترملها وتغطت ببرقع وتلففت وجلست في مدخل عينايم التي على طريق تمنة لانها رات أن شيلة قد كبر وهي لم تعط له زوجة 15- فنظرها يهوذا وحسبها زانية لانها كانت قد غطت وجهها . (يهوذا أبن النبي يعقوب عليه السلام) لذلك في تقديري واعتقادي وضمن المعطيات التاريخية أن مسألة الحجاب والنقاب وجدت لأسباب ذكورية بحته فمع الأسف رواسب الجاهلية ظلت عالقة في نفوس البشر ولم يستطيع الأسلام ان يمحوها فحتى وأن نهى ألأسلام عن وأد الأناث لكن مجتمعاتنا الذكورية أصرت على وأد شخصيتها وفكرها والطريقة المثلى هي جعلها عورة وعليها ان تتحجب وتتنقب وتلزم البيت ولاتختلط بالرجال ومحرمات كثيرة أبتدعها الرجل وجاء بأحاديث نبوية ماأنزل الله بها من سلطان ليثبت ذلك ( فكل كلام اوفكرة تريد أن تصبح حقيقةتطبيقية ماعليك سوى ان تغلفها بغلاف ديني وتفتش لتعثر لها على حديث نبوي بين الكم الهائل من الاحاديث الموضوعة و المنقولة بدون مصدر اكيد والتي نقلت عبر الزمن بوسائل هشة وضعيفة وقابلة للتغيير والتحريف والوضع ) . وفسرت آيات القرآن علي هذه الاحاديث وألأولى ان تفسر الأحاديث النبوية على القرآن لا العكس كل ذلك ليكفل بقاء المرأة تحت إمرته وسيطرته متناسيا كلام الله عزوجل عن المرأة وحقوقها ومساواتها بالرجل فما من خطاب الا وكان موجهاً للرجل والمرأة ومامن ثواب أو عقاب ألاكان لكلاهما على حدٍ سواء. أما كلمة حجاب فقد ذكرت مرتان في القرآن الكريم الاولى في سورة الاحزاب آية 53 (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتَ النَّبِيِّ إِلَّا أَنْ يُؤْذَنَ لَكُمْ إِلَىٰ-;- طَعَامٍ غَيْرَ نَاظِرِينَ إِنَاهُ وَلَٰ-;-كِنْ إِذَا دُعِيتُمْ فَادْخُلُوا فَإِذَا طَعِمْتُمْ فَانْتَشِرُوا وَلَا مُسْتَأْنِسِينَ لِحَدِيثٍ ۚ-;- إِنَّ ذَٰ-;-لِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِيمِنْكُمْ ۖ-;- وَاللَّهُ لَا يَسْتَحْيِي مِنَ الْحَقِّ ۚ-;- وَإِذَا سَأَلْتُمُوهُنَّ مَتَاعًا فَاسْأَلُوهُنَّ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ ۚ-;- ذَٰ-;-لِكُمْ أَطْهَرُلِقُلُوبِكُمْ وَقُلُوبِهِنَّ ۚ-;- وَمَا كَانَ لَكُمْ أَنْ تُؤْذُوا رَسُولَ اللَّهِ وَلَا أَنْ تَنْكِحُوا أَزْوَاجَهُ مِنْ بَعْدِهِ أَبَدًا ۚ-;- إِنَّ ذَٰ-;-لِكُمْ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ عَظِيمًا ﴿-;-٥-;-٣-;-﴾-;-
والثانية في سورة مريم آية 17(اتَّخَذَتْ مِنْ دُونِهِمْ حِجَابًا فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا( وفي كلا الآيتين لا علاقة لها بلباس المرأة ففي آية 53 من سورة الأحزاب فان هذه الآية نزلت خاصة لزوجات الرسول(ص) يحث على وضع ستار بين زوجات الرسول وصحابة الرسول عند وجودهم في بيت النبي ذلك اطهر للقلوب من الخواطر المريبة التي لربما تراود الطرفين . والآية الثانية 17 سورة مريم ايضا لاعلاقة لها بموضوع لباس المراة ففي هذه الآية توصيف لمريم عليها السلام باعتزالها في ركن خاص بها ووضع ستار تستتر به لتغتسل وتغير ملابسها .( التفسير موجود في كل كتب تفسير القرآن ) على كل حال الذي اريد قوله لو كانت مسألة التحجب والتنقب مسألة خطيرة ومصيرية للمرأة كما يصورها لنا رجال الدين الأفاضل لبينها الله صراحة وبين عقابها بوضوح في كتابه العزيز ولم يترك المسألة عائمة قابلة للجدل والنقاش ولكن الباري عزوجل بين أحكامه في احتشام المرأة وسترها لمناطق العورة من جسمها وعدم ابراز زينتها الا ماظهر منها وهذا كل مافي الأمر. أسأل الله التوفيق وألى كتابات أخرى أن شاء الله .
#تغريد_عبد_الرزاق (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
المزيد.....
-
الولائي يهنئ بانتصار لبنان والمقاومة الاسلامية على العدو الا
...
-
شيخ الأزهر يوجه رسالة حول الدراما الغربية و-الغزو الفكري-
-
هل انتهى دور المؤسسات الدينية الرسمية؟
-
استقبلها الان.. تردد قناة طيور الجنة بيبي الجديد 2024 على ال
...
-
الكشف عن خفايا واقعة مقتل الحاخام اليهودي في الإمارات
-
الجهاد الاسلامي:الاتفاق أحبط مسعى ايجاد شرق اوسط حسب اوهام ا
...
-
الجهاد الاسلامي:نؤكد على وحدة الدماء وصلابة الارادة التي تجم
...
-
الجهاد الاسلامي:نثمن البطولات التي قدمتها المقاومة بلبنان اس
...
-
الجهاد الاسلامي:اتفاق وقف اطلاق النار انجاز مهم يكسر مسار عن
...
-
حماس تشيد بالدور المحوري للمقاومة الإسلامية في لبنان
المزيد.....
-
شهداء الحرف والكلمة في الإسلام
/ المستنير الحازمي
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
المزيد.....
|