أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - مدارسنا سجون وعطلتها عيد














المزيد.....

مدارسنا سجون وعطلتها عيد


واثق الجابري

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 21:40
المحور: المجتمع المدني
    


.
أثارت دهشتي تلك الطفلة العراقية التي ولدت في السويد, وهي تقلب جهاز في (الأيباد) صورها في الروضة وتبكي لإنها في العطلية الصيفية, وأدهشني المناظر في تعامل المعلمين واحنضانهم التلاميذ وصورهم في المطعم, وقاعات الجلوس والحمامات وصالات النوم والملاعب والصالات الجميلة والمختبرات والساحات الخضراء المزينة بالورود, وكيفية ترتيب الوسائل الصحية من فرش الأسنان والمناش, وقارنت بذلك الطفل العراقي الذي يعتبر المدرسة سجناً وعيده يوم العطلة, بل يتغيب في ايام ويقنع أهله ان هذا اليوم عطلة او مناسبة اوسفرة او حضر للتجوال ولايرغب الذهاب بها, وعلى أعتاب كل عام جديد يراودنا الطموح ان نرى اطفالنا يعودون الى مدارسهم, نشعر إننا مثل باقي المجتمعات التي كان لتطورها التكنلوجي والسياسي والأقتصادي والاجتماعي من تطور التربية والتعليم, والعلوم لا تعطي ثمارها دون تربية صحيحة وثقافتنا الأسلامية تجمع بين التربية والتعليم "ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة " ومن خلالها نستطيع ان نؤمن مستقبل للأجيال القادمة, وهذا يقوم على جملة من العوامل والمقومات.
في العراق لاتزال المناهج التربوية متلكئة متراجعة, والنظام التعليمي لم يرقى الى النظم المتطورة في التعليم والتربية, وادواته غير كفوءة, من نقص المدارس وعدم مواكبة العصر وحتى المبنية منها لا تتلائم مع المدارس العصرية والصحية والراحة النفسية, ولا تزال تلك التصاميم الكلاسيكية منذ عشرات السنين, ولم تتطور الى مدارس جاذبة للتلاميذ ويشعر بالراحة ويعتبرها بيته الثاني , بل ان في بعض مدارس العالم ولكون الأباء يعملون لساعات طويلة وفرت تلك المدارس وجبات الغذاء الصحية وحمامات السباحة وصالات المنام والألعاب, ونحن نواجه نقصاً كبيرا في طبيعة التجهيزات المطلوبة في المدارس, فيما نجد في الدول المتطورة هناك اهتمام كبير بالمختبرات المتطورة والكراسي المريحة والصفوف المكيفة والمرافق الصحية النظيفة والماء المعقم والى غير ذلك من امور, ونشهد حالة مختلفة تماماً عن هذه الصورة, بل هنالك مدراس فيها اكثر من 500 طفل في مرافق صحية واحدة او اثنان غير مطابقة للشروط الصحية يتدافعون عليها في وقت الاستراحة, واذا توقعنا لمدارسنا العراقية مثل هذه الأمور يقال انه( تبطّر ) وطلبات تعجيزية, حينما نبحث عن صفوف مبردة في الصيف وفي الشتاء تحميهم من البرد , بينما في الواقع الشبابيك مكسورة والمرواح بالية وتقشعر جلودهم من البرد.
توفر وسائل الراحة ابسط المقومات الصحيحة لنجاح المهمة التعليمية, ولازلنا بعيدون عن الواقع وبحاجة الى نهضة تعليمية وتربوية كبيرة حتى نعالج كل هذه المجالات , ولاسيما واننا اليوم على مشرف وعلى مقربة من دخول 8 ملايين طالب وطالبة الى صفوفهم والعودة الى مدارسهم, وهؤلاء يحتاجون الى الرعاية الخاصة, وبدون تعليم وتربية متطور لانستطيع ان نتقدم خطوة اساسية واحدة الى الإمام , ولانستطيع ان نبني جيلا مستقبليا واعيا ومتمكنا من اداء واجباته في المجتمع ولانستطيع ان نحقق اللحمة والتماسك في مجتمعنا فالبداية تبدأ من المدرسة حتى تنتهي بالبناءات الاجتماعية الفوقية, وأيجاد الفرص المتساوية في التعليم اول المساواة, إذ ليس من المعقول والعدل ان نبني مدرسة متطورة هنا ومدرسة من الطين او الكرفان هنالك, وفي نفس الوقت نختار المعلمين بتفاوت بين المدارس, او نحجز مدارس المتميزين لأبناء المسؤولين ونوفر وسائل التعليم لهم على حساب الاذكياء والمتفوقين.
أطفالنا اقبل عليهم الموسم الدراسي وإستعد التجار الجشعين لرفع اسعار الملابس المدرسية والقرطاسية, وأستعد بعض المعلمون للدروس الخصوصية, وأستعد المقاولون لبدء مشاريع الترميم والتهديم للأجيال.



#واثق_الجابري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كارثة الطائرات المسيرة
- التاريخ يسجل لك ويسجل عليك
- أدبيات حكام الإرهاب
- الشرف الوطني ... هل تثبته الوثائق والنصوص ؟
- بين الملا والولاية الثالثة البعث ينهض من جديد
- مرحلة صراع دولي لا تحتمل الخطأ
- دين الإرهاب والفساد يغتالنا
- العرب يحرقون تاريخهم
- من سياسة البوليسية الى سياسة اللصوصية
- الأرهاب والفساد حليفان متلازمان
- بغداد لا ترتمي في حضيرة السفاحين
- الهجرة أمل الشباب
- المقدمات لتأجيل الإنتخابات
- إزدواجية التعامل الأمريكي يعرقل ديموقراطية العرب
- الشعوب العربية تواجه نفسها
- شركاء الولاية الثالثة ؟!
- إنهم يقتلون الأطفال
- خسائرنا شهيد واحد !!
- متى كان القتل لإختلاف وجهات النظر ؟
- العيد والوعيد


المزيد.....




- دول تعلن استعدادها لاعتقال نتنياهو وزعيم أوروبي يدعوه لزيارت ...
- قيادي بحماس: هكذا تمنع إسرائيل إغاثة غزة
- مذكرتا اعتقال نتنياهو وغالانت.. إسرائيل تتخبط
- كيف -أفلت- الأسد من المحكمة الجنائية الدولية؟
- حماس تدعو للتعاون مع المحكمة الجنائية الدولية لجلب نتنياهو و ...
- وزير الدفاع الإسرائيلي يوقف الاعتقالات الإدارية بحق المستوطن ...
- 133 عقوبة إعدام في شهر.. تصاعد انتهاكات حقوق الإنسان في إيرا ...
- بعد مذكرتي اعتقال نتنياهو وغالانت.. سيناتور جمهوري يوجه تحذي ...
- قادة من العالم يؤيدون قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الا ...
- معظم الدول تؤيد قرار المحكمة الجنائية باعتبار قادة الاحتلال ...


المزيد.....

- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي
- فراعنة فى الدنمارك / محيى الدين غريب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - واثق الجابري - مدارسنا سجون وعطلتها عيد