أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - علي ومشكلة الذات والعقد مع الاخرين














المزيد.....

علي ومشكلة الذات والعقد مع الاخرين


ثائر الربيعي

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 21:18
المحور: حقوق الانسان
    


سؤال طرحته على ذاتي الآلاف المرات مراراً وتكراراً مفاده ,لماذا الآخرون يضمرون للإمام علي الحقد والضغينة والإساءة ,وهولم يرتكب اية إساءة بحقهم لا من قريب ولا من بعيد وسواءً في زمنه ,اوفي الازمنة التي تلت استشهاده وصولاً بيومنا هذا ؟
هذا السؤال ظل يحاصرني منذ طفولتي وأنا اسمعه من هنا وهناك ,وكأنه مطرقة تريد تهشيم سمعي,فجوابي لهم كان بسيطاً ومتواضعاً ولايرتقي لمستوى اقناع لمن يريدون الإقناع بحجة العقل والمنطق,فقد قلت لهم انني احب علي،لأنني شيعي وهو شيعي وهو أمامي وهذا ما وجدت عليه نهج ابائي وأجدادي فهم يجبونه وانا مثلهم،هي نفسها كانت الاجابة فيما يتعلق بقضية الحب الذي أكنه دون تردد للأمام الحسين (ع) لأنه قتل مظلوماً ومنعوا عنه الماء وانتهكوا حرمته عندما قتلوه ومثلوا به وبجثته ,وبجثث اهل بيته وأنصاره,هو جواب غير كافي وليس بشافي للطالبين الحقيقة والاقناع ،فالعاطفة وحدها ليست كافية لإيصال رسالة للطرف الآخرالذي نختلف معه في وجهات النظر والرأي والفكر .
كانت هذه الاجابات وغيرها لأنني كنت اعرف علي في طفولتي من وجهة نظر قاصرة وزاوية محددة وهي زاوية الصراع السني والشيعي ,وان هنالك من يكيد له المؤامرات والدسائس دون ان لا اعرف ولماذا؟ ومع مرور الزمن بدأت اقرأ عن علي ومن مصادر مختلفة ومتنوعة ولكتاب مسلمين ومسيحيين عرب واجانب,علي الذي وقف على مسافة واحدة من الجميع ,ولم يفرق في إغاثته لمن يطلبها منه ولكل مهموم ومغموم,حاضراً للشدائد ناصراً للمصاعب,انه البحر الذي لا ينضب ولا يجف ,فماهي المشكلة الذاتية التي ينطلق منها ذوي النفوس القاصرة والمريضة في بغضهم لعلي ولخطه ؟
فالشعور بالنقص قد يكون حقيقيا وقد يكون وهميا ،ولكنه يدفع الفرد للتعويض عن هذا النقص إما بطريق مباشر أو طريق غير مباشر,أن الفرد إذا فشل في تعويض نقصه بطريقة ناجحة لجأ للتعويض الوهمي كأحلام اليقظة أو توهم المرض,قد يكبت الشعور بالنقص ويتحول إلى عقدة لا يعترف بها الفرد ويكون سلوكه الصادر دفاعا عما يثير فيه الشعور بالنقص قسريا وغير مفهوم مثل العدوان والاستعلاء ،والإسراف في تقدير الذات، والكذب والاستعراض ،والتطرف في كل شيء مما يولد عقدة النقص لدى الطفل إصابته بعاهة بدنية - الفشل المتكرر- تكليفه فوق طاقته - المقارنة بينه وبين أقرانه - إحباط حاجته لتوكيد ذاته ، فقد عرف الباحثين في الشأن النفسي ,ان العقدة النفسية هي مجموعة مركبة من ذكريات وأحداث مكبوتة مشحونة بشحنة انفعالية قوية من الذعر أو الكراهية أو الشعور الخفي بالذنب ,و تنشأ العقد عن : صدمة واحدة ،أو أحداث مؤلمة متكررة ،أو التربية غير الرشيدة في الطفولة التي تسرف في التأثيم أو في التدليل ,فالعقدة استعداد لا شعوري لا يشعر الفرد به وقد تكون ملابساته منسية نسيانا تاما أو جزئيا ،وإنما يشعر الفرد بأثرها على سلوكه الظاهر ومشاعره وتفكيره,وتسمى العقدة باسم الانفعال الغالب عليها مثل عقدة النقص أو عقدة الشعور بالذنب , فعلي لم يراوده اي شعور بالذنب او التقصير بل كان كريماً وسخياً حتى مع قاتله ،وخصومه الذين كان يدعو لهم بحسن العاقبة ,
انها مشكلة العقد الذاتية وجلها نقص وحرمان لعدم وصولهم لمرتبة الشرف مع الامتياز كما وصل اليها علي , فعلي لم يعير لهم اية اهمية فقد ترفع عنهم وسمى عن ممارساتهم الصبيانية الطفولية, التي ارادت طمس معالم نوره وظواهر ماقدمه للبشرية من ألق وإبداع على مختلف الصعد, لقد كانت العقد النفسية غير موجودة اطلاقاً في فكر الامام ولم تجد لها اي موطئ قدم في نفسه العملاقة , فقد تجاوز علي عقدة الرجال لانه صرع وقتل رجالات العرب وشجعانهم في وطيس اشد المعارك منذ ان كان فتى ,فبدر واحد وخيبر،وعمرو بن ود العامري ،ومرحب,وقول السماء عنه (لافتى الاعلي لاسيف الاذو الفقار) وهو من استفدى رسول الله بنفسه ونام في فراشه فهو اول فدائي في تاريخ الانسانية,كلها شواهد ودلائل تشير لمواقفه المتسامية في حب الله,والعلم الذي يتساقط ويفوح من جنبيه فقول الرسول (انا مدينة العلم وعلي بابها ومن اراد المدينة فليأتها من بابها ) وقول علي (سلوني عن طرق السماء، فإنّي أعلم بها من طرق الأرض، سلوني قبل أن تفقدوني، فإنّ بين جنبيَّ علوماً كثيرة كالبحار الزواخر) متجاوزاً مشكلة العشيرة فأبوه سيد البطحاء وكافل الرسول وناصره ،والمصاهرة والزواج ,فزواجه من سيدة نساء العالمين فلذة رسول الله فاطمة الزهراء ام ابيها وولديها ريحانة رسول الله الحسن والحسين عليهم السلام وقول الرسول عنهم (الحسن والحسين سيدا شباب اهل الجنة ،والحسن والحسين امامان ان قاما أوقعدا ) بخلاف ما آلت اليه السلطة لأبن أكلت الأكباد ,حتى ان النبي قال فيه (أنت مني بمنزلة هارون من موسى،إلا أنه لا نبي بعدي) لقد ارتفع الامام من حالة انفردت بها نفسه لظاهرة متجددة تنير الفكر والطريق المظلم ,فلاعقدة في العلم والنسب والحسب,والشجاعة والإمامة والذرية,ولا السلطة والدنيا لانه ينظر اليها بأنها لاتساوي عنده شسع نعل،والنزاهة التي ارتأت ان يكون عنوانها مرادفاً بأسمه ,ورفضه مصافحة الخنوعين والخاضعين ،ومد يده لكل الذين يحملون عناوين الانسانية ,لقد اكتملت فيه اروع المثل العليا للقيم والفضائل الشامخة ,لقد آثر على نفسه الجوع والمتاعب والالام وعاش حياة التقشف حتى يسمع كل رعيته ان القائد يجب ان يعيش الحالة التي يعيشها شعبه ,لقد وقفوا ضده وان تغيرت اشكالهم وصورهم عبر العصورلكنهم متفقين بالعداء ,كل هذه الصفات تدفع بهم لمحاربته والوقوف بحزم ضد فكره المعطاء الذي يرسم حياة بعيدة عن الافق الضيقة تنعم في ظلها مكونات كثيرة يجمعهم, فبعد ماعرضته اجد ان الاجابة بدأت تفي بحقها للطالبين جواباً ,فعلي احببته من العاطفة وانتقلت للتمسك به رغم كل التحديات ,فعرفته فكراً وهاجاً وسلوكاً رائداً ونهجاً متحضراً لأنصهر وأنغمس في رؤاه ومداه الذي لايعرف حداً من الزمن لعطائه .



#ثائر_الربيعي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- دولة الوطن والموطنة ,ودولة الانتماء الانساني
- الاصلاح بين عدالة القانون والضمير
- الدولة بين الحكم واللطم
- ايهما اقوى المسؤول ام مدير المكتب ؟
- كلا لنهج الطغاة المستبدين ،ونعم لطريق الاصلاح والمصلحين
- الدولة المدنية ،والدولة الدموية ،ودولة الرسول وعلي
- الشعوب العربية ومحنة الابداع
- ثقافة الحوار وادب المناضرة
- المعلم بين سطوة المستبد وبناء الدولة
- اخلاقيات رجال الاعمال والتحول الديمقراطي
- عمائم رحمة ،وعمائم نقمة
- دماء جديدة ،ودماء قديمة
- قرار زيارة أمي للإمام الرضا بأثر رجعي
- علي وغاندي وثقافة الحب والتسامح الى اين ؟
- ثورة هادئة وثورة صاخبة
- سيارات مفخخة وخطابات ملخمة
- وعاظ وطغاة من يصنع من ؟
- خطوط ساخنة وخطوط شائكة
- القرار العراقي والقرار الامريكي والاقيلمي
- فساد اخلاقي وفساد سياسي


المزيد.....




- هيومن رايتس ووتش: ضربة إسرائيلية على لبنان بأسلحة أمريكية تم ...
- الأمم المتحدة: من بين كل ثلاث نسوة.. سيدة واحدة تتعرض للعنف ...
- وزير الخارجية الإيطالي: مذكرة اعتقال نتنياهو لا تقرب السلام ...
- تصيبهم وتمنع إسعافهم.. هكذا تتعمد إسرائيل إعدام أطفال الضفة ...
- الجامعة العربية تبحث مع مجموعة مديري الطوارئ في الأمم المتحد ...
- هذا حال المحكمة الجنائية مع أمريكا فما حال وكالة الطاقة الذر ...
- عراقجي: على المجتمع الدولي ابداء الجدية بتنفيذ قرار اعتقال ن ...
- السعودية.. الداخلية تعلن إعدام مواطن -قصاصًا- وتكشف اسمه وجر ...
- خيام غارقة ومعاناة بلا نهاية.. القصف والمطر يلاحقان النازحين ...
- عراقجي يصل لشبونة للمشاركة في منتدى تحالف الامم المتحدة للحض ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - ثائر الربيعي - علي ومشكلة الذات والعقد مع الاخرين