أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - وثالثهما الشيطان














المزيد.....

وثالثهما الشيطان


فاطمة ناعوت

الحوار المتمدن-العدد: 4207 - 2013 / 9 / 6 - 18:16
المحور: حقوق الانسان
    


تكون الحيرةُ حين يتعارك خصمان شريران. فلا تدري أيَّ جانبٍ تُناصر؛ وكلاهما شرٌّ! الشيطانُ دائمًا هو ثالثهما، قائدُ تلك المعارك والمستفيدُ الأوحد منها. ينفثُ فحيحَه المسمومَ لتشتعلَ نيرانٌ، عادةً ما يدفع فاتورةَ الدم فيها طرفٌ رابعٌ، بريء.
في المعادلة السابقة، الخصمان هما: نظام الأسد، والجيش الحرّ الإخواني المتطرف، وكلاهما شرٌّ. والضحيةُ المغدورة هي الشعب السوري الطيب. وأما شيطان العالم، فهو خادم صهيون الأمين: أمريكا.
بدأت الثورةُ السورية، قبل عامين، نقيةً طاهرة، مثل سائر ثورات الربيع العربي. فكانت اللوحةُ، آنذاك، واضحةً جلية: شعبٌ ذو سيادة، ضد نظام شموليّ، يستكمل فيه بشّار الابن، ديكتاتورية حافظ الأب، بعدما ورث عرشَ أبيه، كأنها مَلَكيةٌ، أو بالأحرى اغتصبه، بعدما غيّروا مادةً بالدستور السوري لكي يتواءم عُمرُ الرئيس مع عُمر "ولي العهد" بشّار الأسد. "كانت" ثورة مشرّفة خفق فيها قلبُ كل مواطن عربي، مع الشعب السوري ضد الديكتاتور الصغير. شأنها شأنَ ثورتنا ضد مبارك، وثورة التونسيين ضد بن عليّ. لكنْ، سرعان ما اختطفتها منظماتُ المتأسلمين، كالعادة، فتحولت الحربُ بين خصميْن ظالميْن كليهما: الجيش الحر، الذي قُوامُه جماعاتٌ تكفيرية إرهابية إخوانية، وبين بشار الأسد! أما الشعب السوري، فهو المنسحقُ تحت نير الاقتتال، ودافع الفاتورة الباهظة من دمائه وأمنه ومستقبله.
والآن، دخلت ساحة الحرب الشيطانةُ أمريكا، التي لا تدخل عراكًا إلا من أجل صالحها وصالح صهيون، الذي يقبضُ على عنقها الاقتصادي بأظافره المغموسة في دماء أجدادنا وآبائنا وأولادنا.
منذ عشرين عامًا، خرج مفكر إسرائيليّ، اسمه أودينون، قائلا: "سلاحنا الذي سيهزم العرب، ليس السلاح النووي، لأنه يحمل فى طيّاته موانع استخدامه. بل يكمن سلاحُ إسرائيلَ فى المقدرة على تفتيت الدول الكبرى، التى حولها مثل مصر والعراق وسورية وإيران، إلى دويلات صغيرة متناحرة على أسس طائفية. ونجاحنا فى هذا الأمر لن يعتمد على ذكائنا، بقدر ما يعتمد على غباء الطرف الآخر." تلك كانت إرهاصة مشروع "الشرق الأوسط الكبير" الذي تبنّته أمريكا، ونجحت في تحقيق أولى فصوله في العراق عام 2003.
وإذن، ما تفعله أمريكا اليوم في سورية هو الفصل الثالث من مسرحية التفتيت بعدما فشل فصلُها الثاني في مصر يوميْ 30 يونيو، و3 يوليو، بإسقاط عميل أمريكا الأمين "مرسي العياط"، ونظامه الإرهابيّ الذي كاد أن يحقق لها مطامعها في تفتيت مصر إلى دويلات. عن طريق منح سيناء للغزاوية، لكي ترتاحَ إسرائيلُ من صداعهم الدائم، ومنح حلايب وشلاتين للسودان المفتتة أصلا. ثم إعطاء أمريكا الضوء الأخضر لبناء قواعد عسكرية على غرار دويلة "قطر" الخائنة، حليفة بني صهيون. فلم تجد أمريكا بُدًّا من إتمام الفصل الثالث (سورية)، لكي تكون بوابتها للعودة لاستئناف الفصل الثاني (مصر)، فتتم المسرحيةُ الأمريكية-الصهيونية، وتتسيّد إسرائيلُ على أعناق العرب. أما مزعم "حقوق الإنسان" الخائب، تجاه أطفال سورية المغدورين، فاسألوا أمريكا عن "الإنسانية" المزعومة في معتقل جوانتانمو في كوبا، وسجن بوغريب في العراق!
في كلمات محمود غُزلان، القائد الإخواني الذي مازال طليقًا (!)، ما يؤكد هذا السيناريو. كتب على تويتر بالأمس: "يا أهل مصر، لقد أتيناكم لننقذكم من الجاهلية والكفر وعصور الظلام التي كنتم تعيشون بها، فهل هذا هو جزاء الإحسان؟ ستأتون إلينا زاحفين باكين تترجونا وتأملون أن نسامحكم، ولكن لن تأخذنا بكم رأفة وسندكّ أعناقكم وحناجركم. لتعلموا، حالما تتحرر سوريا الأبية من قبضة بشار، سيأتي السوريون من الجيش الحر أفواجا لتحرير مصر. "
فهل من مصري، أو عربيّ، غافل أو خائن، مازال يؤيد ضرب سورية بيد أمريكا الاستعمارية؟



#فاطمة_ناعوت (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ازدراء الأديان فى شريعة الإخوان
- نجاح جمعة الحسم
- القبض على -الصوابع- وحذاء المرشد
- انتي مش أمّ الشهيد، انتي أرض
- حين أغدو إلهةً
- أنا صهيبة... أنا خفيت
- كم هرمًا من الجثامين تكفيكم؟
- خواطرُ على هامش الدماء
- مسلمو أمريكا وأقباط مصر
- الأطفال والصوفة والأقباط، كروت الإخوان
- أسود صفحة في كتاب التاريخ
- أم أيمن، وأم الشهيد
- هل أنت إرهابيّ؟
- دستور جديد وإلا بلاش |
- فساتين زمان
- رسائل إلى معتصمي رابعة
- مرسي وميمو... وفؤاد المهندس
- المسلسل الهندي‬-;-: ‫-;-الاتجار بالأديان في شريع ...
- كلاكيت تاني مرة/ بالمرح والإبداع، المصريون يُسقطون النظام
- دمُ المصريّ، الرخيص!!


المزيد.....




- بوليفيا تعرب عن دعمها لمذكرة اعتقال نتنياهو وغالانت
- مراسلة العالم: بريطانيا تلمح الى التزامها بتطبيق مذكرة اعتقا ...
- إصابة 16 شخصا جراء حريق في مأوى للاجئين في ألمانيا
- مظاهرة حاشدة مناهضة للحكومة في تل أبيب تطالب بحل قضية الأسرى ...
- آلاف الإسرائيليين يتظاهرون ضد نتنياهو
- مسؤول أميركي يعلق لـ-الحرة- على وقف إسرائيل الاعتقال الإداري ...
- لماذا تعجز الأمم المتحدة عن حماية نفسها من إسرائيل؟
- مرشح ترامب لوزارة أمنية ينتمي للواء متورط بجرائم حرب في العر ...
- لندن.. اعتقال نتنياهو ودعم إسرائيل
- اعتقالات واقتحامات بالضفة ومستوطنون يهاجمون بلدة تل الرميدة ...


المزيد.....

- مبدأ حق تقرير المصير والقانون الدولي / عبد الحسين شعبان
- حضور الإعلان العالمي لحقوق الانسان في الدساتير.. انحياز للقي ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- فلسفة حقوق الانسان بين الأصول التاريخية والأهمية المعاصرة / زهير الخويلدي
- المراة في الدساتير .. ثقافات مختلفة وضعيات متنوعة لحالة انسا ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نجل الراحل يسار يروي قصة والده الدكتور محمد سلمان حسن في صرا ... / يسار محمد سلمان حسن
- الإستعراض الدوري الشامل بين مطرقة السياسة وسندان الحقوق .. ع ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني
- نطاق الشامل لحقوق الانسان / أشرف المجدول
- تضمين مفاهيم حقوق الإنسان في المناهج الدراسية / نزيهة التركى
- الكمائن الرمادية / مركز اريج لحقوق الانسان
- على هامش الدورة 38 الاعتيادية لمجلس حقوق الانسان .. قراءة في ... / خليل إبراهيم كاظم الحمداني


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق الانسان - فاطمة ناعوت - وثالثهما الشيطان