|
الارهاب بوجهيه القديم والجديد بقيادة المنظمة السرية
مصطفى محمد غريب
شاعر وكاتب
(Moustafa M. Gharib)
الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 09:59
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
لا يختلف اثنان على ان اول من استعمل تفخيخ وتفجير السيارات في العراق هو النظام البعثفاشي العراقي وبالذات اثناء قيادة الجلاد المقبور ناظمم كزار للامن العامة بعدما منحه مجلس قيادة الثورة بقيادة المقبور أحمد حسن البكر والبلطجي صدام حسين على حد قول المناضل والباحث الكبير المرحوم هادي العلوي رتبة لواء في الجيش العراقي وهو آفاق مجرم معروف بتاريخه الاجرامي، فقد كانت عملية اغتيال المرحوم الزعيم الكردي الوطني الملا مصطفى البرزاني التي فشلت قد دشنت اول تجربة اجرامية في تاريخ العراق بواسطة تفخيخ وتفجير السيارات بمن فيها.. انه التاريخ وهو لا يرحم حتى لوحجبت حقائقه زمنا معيناً فسوف تزول جميع الحواجز وتظهر مرة اخرى جلية امام الجميع. حادثة التفجير اعلاه وقتل المرسلين معها الذين كانوا على شكل فريقين، الفريق الاول من رجال الامن العامة دربوا بشكل جيد ودقيق لنجاح عملية التتفجير والاغتيال، الفريق الثاني كان من مختلف رجال الدين المسلمين الذين كانوا لا يعرفون أي شيء عن العملية وارسلوا وسطاء خير لحل النزاع السابق ولقد كان والد احد اصدقائي المعمم معهم، جعلتني اعود الى قضية اخرى ابتدعها البعثفاشي العراقي وهي تصفية الخصوم عن طريق الاغتيالات بما فيها طريقة الانتقام حتى من الابرياء لكي يردع الباقين، فمنذ ان اكثر من عام ونصف كتبت مقالاً صغيراً تكلمت فيه عن منظمة حنين السرية التي تاسست من قبل البعثفاشي وقادها صدام حسين لتصفية معارضية او من يختلف معهم في الرأي حتى وان كانوا رفاقه المخلصين، هذه المنظمة باشرت عملها بتصفيات مختلفة وباساليب شريرة لا تخطر على البال وقد دعمت باستمرار بعناصر شبابية جديدة وخبرات عالية في الاعمال الارهابية والاغتيالات واستمر هذا الضخ لسنوات طويلة اضافة الى تاهيل المنتسبين لها تأهيلاً متنوعاً كي يبقوا الظهير الاساسي لكل عمل تصفوي ولكن دون ضجة او معرفة الجهة التي تنفذ التصفيات، وكلنا نتذكر ان الاتهامات كانت في السابق تشير الى اجهزة الامن العامة والمخابرات والاجهزة الامنية الخاصة دون هذه المنظمة، ثم اصبحت تحت طائل السرية القصوى حتى اعتقد البعض من انها حلت واختفت من الوجود.. الحقيقة ان هذه المنظمة الارهابية الامنية تطور عملها اللاحق حيث اصبحت توازي اي مؤسسة امنية لا بل تتعداها من حيث الاهمية واتخاذ القرار وقد زج بافرادها في مختلف اجهزة الدولة بما فيها القسم الخارجي وكانت عيوناً ساهرة لصدام حسين حتى يوم سقوطه ، بعدما دمجت المنظمة كأفراد وليس كتنظيم في مؤسسات الدولة اصبحت الهيكل الفقري للنظام القمعي وحالة فريدة متطورة من التظيم كمنظمة سرية للدولة الاستبدادية وراحت تدير اكبر العمليات الارهابية بما فيها العلاقات مع المنظمات الارهابية السلفية والاصولية الدينية وبمختلف الطرق بدون ذكرها او حتى الاشارة لها ما عدا بعض المقالات او الكتب التي كتبت حول الدولة والمنظمة السرية ولهذا لم يجد احداً من الباحثين او الكتاب يشير ولو باشارة صغيرة تدل على وجود صلة من قبل مؤسسة امنية معروفة تابعة للنظام الشمولي مع منظمة القاعدة او انصار الاسلام او اية جهة ارهابية اخرى الا بعدما سقط النظام ووقع البعض من الارهابين بيد السلطة الجديدة.. بعد سقوط النظام الشمولي بفترة قصيرة استيقظت هذه المنظمة التي طور عملها وارتباطاتها وتنظيماتها بحيث اصبحت ايضاً العامود الفقري لصحوة حزب البعثفاشي العراقي فباشرت بلملمة اعضائها ومآزريها، وبواسطة الكيميات الهائلة من الاموال المسروقة من خزائن الدولة بدأت التحضير للعمليات الارهابية واستخدمت في البداية عتاة المجرمين الذين اطلق صدام حسين سراحهم وهي ادرى واعرف بهم وباماكن تواجدهم وبسبب انهيار الدولة والمؤسسات الامنية اصبحت كجهاز امني بدون دولة ولكن بقيادة قادة النظام الذين فروا منذ البداية واختفوا عن الانظار ثم اعادة تنظيم حزب البعث العراقي على ضوء الاسماء التي كانت تعتبر احتياط حسب الخطة التي رسمها صدام حسين واقطاب القيادة ولهذا نرى دقة الاغتيالات التي تطال ضباط معينين معروفين انسلخوا منهم بعد السقوط والاحتلال وانظموا الى قوى الامن او الجيش او الشرطة العراقية الجديدة كما طالت الاغتيالات شخصيات مختلفة ثقافية وسياسية وعسكرية وهذا المسلسل مستمر لحد هذه اللحظة وبواسطة البعض من افرادها الذين اندسوا للعمل في اجهزة الدولة وبدأوا ارسال المعلومات حول الاشخاص او االتحركات التي تقوم بها الشرطة او الجيش العراقي الجديد.. اذن ان المنظمة السرية حنين التي بقت تعمل تحت يد وسلطة صدام حسين مباشرة تحولت بعد ذلك الى جهاز متطور يعمل داخل حزب البعث العراقي وفي الاجهزة الاخرى ثم انتقلت بعد ذلك وبخاصة بعد القاء القبض على الطاغية باعتبارها العامود الفقري للمنظمة السرية الى العمل بديلاً عن حزب البعث ولكن تحت اسمه وبهذا دخلت مرحلة اخرى تعتبر مرحلة جديدة من العمل الارهابي وكونت لها دولة داخل الدولة الحقيقية واعتمدت بذلك على تقديم الدعم المالي للمنظمات الارهابية وفي مقدمتها منظمة الزرقاوي وعصابات الجريمة المنظمة ولا سيما ان لهم باع طويل مع الأخيرة في التعامل سابقاً وجرى استخدامهم في الكثير من القضايا وعندما انتفت الحاجة لهم بدأت المنظمة السرية عملها بالتخلص منهم فرداً فرداً كي لا يتم فضح الجرائم السياسية التي كلفوا بها سابقاً في المستقبل . قد يبدو الحديث عن هذه المنظمة التي اصبحت تقود حزب البعث العراقي بعد السقوط والاحتلال ضرباً من الطقوسية الا ان المتابع لمسلسل العمل الاجرامي الارهابي في الاغتيالات ومتابعة هذه الاغتيالات على اساس المعرفة والتشخيص القديمين ونوعية التعامل الجديد معهم ثم تطوير عمليات التفجير وتفخيخ السيارات ليس على طريقة الانتحاريين غير العراقيين نجدها واقعية لا بل أقرب للواقع من اي رأي او تفسير لهذه العمليات ، لأن التفجير كيفما اتفق وتدمير كل شيء وبدون اية حدود والانتقام من الجماهير الشعبية العراقية الكادحة واذية اكبر عدداً منهم بسبب موقفهم الجديد من النظام الشمولي السابق هي من اعمال وتخطيطات هذه المنظمة وان قد بدلت اسمها الى اسم حزب البعث وبقيادة جديدة بعد اجتماع الحسكة المعروف والاسماء التي حضرت وانتخبت فيها قيادة تقودها بدلاً من حالة التخبط والعمل الفردي غير المنسق وهو يدل على مدى جدية تأكيد صدام حسين السابق بتسليم العراق ارضاً خراباً لمن يستلمه بعدهم، كما ان المنظمة السرية راحت تتابع الاموال التي هربت باسماء معينة الى خارج العراق وتطالب بعودتها او استحصال ما تريد لها من نفقات على اعمالها وافرادها وقد نجحت الى حد بعيد في استعادة البعض ولا تخفى اساليب المنظمة وتهديداتها بتصفيات من يخونها او يمانع في اعادة او تزويدها بالاموال كما ان 5% من نفط كركوك التي كانت من حصة كولبكيان واستقطعت وحولت لحساب صدام حسين بانها حصة الحزب بدأت طريقها في الضخ على هذه العمليات وفي تصريح سابق لصدام حسين في احدى اجتماعاته مع الكادر البعثي في المجلس الوطني عندما كان نائباً" هذه الاموال هي التي ستعيدهم للسلطة اذا حدث اي انقلاب عسكري ضدهم " المتابع الجيد للعمليات الارهابية وتفجير المحلات التجارية وغير التجارية والاماكن الشعبية المكتظة بالمواطنين والقتل العشوائي والاغتيالات المنظمة وعصابات الاجرام والقتل ورمي جثث المغدور بهم في الاماكن العامة وتوجيه كامل الحقد لضرب الجيش والشرطة كمؤسستين حديثتين بهدف عدم تقدمهما وتطورهما وتخويف الناس بعدم الانتساب لهما وغيرها من الاعمال الارهابية الاجرامية دليل على ان هذه المنظمة السرية حقيقة واقعية وهي تخطط ان لم يكن العودة للسلطة فعلى الاقل رفع الضغط وعدم متابعة المجرمين من اقطاب النظام الشمولي السابق لا بل ربما وبعد فرض الامر الواقع المساومة على اطلاق سراح الطاغية واقطاب نظامه الذين يجب ان يقدموا الى العدالة لتأخذ مجراها الطبيعي ولهذا ان مطلب الاسراع بمحاكمة الطاغية واقطاب نظامه وغيرهم من الارهابين المجرمين واستكمال بناء المؤسسات الامنية بما فيهما الجيش والشرطة والتخلص من الفساد الاداري ومتابعة حاجات المواطنين والسعي من اجل ايجاد اماكن عمل لآلاف العاطلين والاسراع في تأمين الخدمات العامة واعتبار مهمة امن الموزاطنين من اول القضايا والتحضير الجيد للانتخابات القادمة وجعلها اكثر نزاهة وشفافية وغيرها من المهمات المطلوب تنفيذها سوف تشارك في اضعاف هذه المنظمة السرية والاعمال الارهابية وصولاً الى التخلص منهما في القريب العجل.. ان الارهاب الذي تصاعد مؤخرً بشقية التفجيرات والاغتيالات والخطف العشوائي دليل آخر بان المعركة مازالت في بدايتها وعلى القوى التي بهمها مستقبل العراق وبنائه وتطوير مؤسساته الديمقراطية ان تعي قضة في غاية الاهمية وهي ان المسؤولية جماعية وعليه يجب عدم الاستئثار وتهميش الآخرين من الوطنيين المخلصين كي لا يضيع العراق في دوامة النزاعات الطائفية وغير الطائفية وبذلك تكون الخسارة جسيمة اكبر مما يتصوره البعض.
#مصطفى_محمد_غريب (هاشتاغ)
Moustafa_M._Gharib#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الجامعة العراقية المفتوحة ومسؤولية الدولة والحكومة العراقية
...
-
ثقافـــة الفكــر الشمولي ومنهج الديمقراطية المصنّع
-
ما يكتبه البعض من الكتاب والحسابات حول واقع التيار الوطني ال
...
-
حكومة الحد الأدنى والموقف من التيار الوطني الديمقراطي
-
الثلج والذاكرة وصديقي عدنان جبر في سفينة الرحيل
-
المسؤولية التاريخية والانسانية لمقبرة الكرد الجديدة وللمقابر
...
-
أيــار الرمــز عيد الطبقة العاملة من شغيلة الفكر واليد
-
حكومـــة وحــدة وطنية أم حكومـــة طائفية قومية ضيقة ؟
-
حقـــوق الشعوب والقوميات المفقودة في ايران
-
عبد الرحمن مجيد الربيعي ووظيفته الجديدة القديمة
-
الحلــم المـــلازم
-
متى تتشكل الحكومة ويحاكم صدام حسين وزمرته؟ متى تأخذ العدالة
...
-
اختلاف وتضارب الآراء حول طريقة كتابة الدستور العراقي الدائم
-
التحليلات حول سقوط النظام الشمولي - طالما الوالي الأمريكي -
-
الوجـــه المظلم في الاعتداء على مقر الحزب الشيوعي في مدينة ا
...
-
عزْلـــــة العــــراق والعراقيين شعار صوفي
-
الدستور الجديد وحقوق القوميات وحرية المعتقدات الدينية في الع
...
-
لائحــــة حقوق الإنسان والإغتيال السياسي للنساء
-
قـــوى اليسار الديمقراطي ما لها وما عليها في الانتخابات القا
...
-
قلـــق مشــروع
المزيد.....
-
-نيويورك تايمز-: المهاجرون في الولايات المتحدة يستعدون للترح
...
-
الإمارات تعتقل ثلاثة أشخاص بشبهة مقتل حاخام إسرائيلي في ظروف
...
-
حزب الله يمطر إسرائيل بالصواريخ والضاحية الجنوبية تتعرض لقصف
...
-
محادثات -نووية- جديدة.. إيران تسابق الزمن بتكتيك -خطير-
-
لماذا كثفت إسرائيل وحزب الله الهجمات المتبادلة؟
-
خبراء عسكريون يدرسون حطام صاروخ -أوريشنيك- في أوكرانيا
-
النيجر تطالب الاتحاد الأوروبي بسحب سفيره الحالي وتغييره في أ
...
-
أكبر عدد في يوم واحد.. -حزب الله- ينشر -الحصاد اليومي- لعملي
...
-
-هروب مستوطنين وآثار دمار واندلاع حرائق-.. -حزب الله- يعرض م
...
-
عالم سياسة نرويجي: الدعاية الغربية المعادية لروسيا قد تقود ا
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|