أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - سلسلة في نقد العقل المصري – 1 – مروءة الرجال مع النساء!














المزيد.....

سلسلة في نقد العقل المصري – 1 – مروءة الرجال مع النساء!


توماس برنابا

الحوار المتمدن-العدد: 4206 - 2013 / 9 / 5 - 16:59
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


دائماً كنت أشاهد في الشارع المصري ووسائل التنقل العامة، طريقة تعامل الرجل مع المرأة التي يسير معها، سواء كانت صديقته أم خطيبته أم زوجته أم أبنته أم أخته أم أمه! أجد الذكر ( مراهقاً كان أم بالغاً) يحاول إستظهار مدى حرصه وحمايته لإنثاه بطريقة مفتعلة! عند ركوبه الأتوبيس المحتشد بالركاب نجده يحاوطها بيديه وهي أمامه، وعند ركوبه الميكروباص لا بد أن تركب المرأة بجانب الشباك وهو بجانبها حتى لا يجلس رجل بجانبها!

وقد حدث ورأيت في موقف سيارات سرفيس مزدحم في ميدان عام، كيف أخترق الصفوف شاب ليركب الميكروباص أولاً ويحجز المقعد الخلفي الذي يشغل أربع أفراد، وصاح فيمن خلفه هذا المقعد محجوز لأن معي حريم!! وفوجئ الجميع أن حريمه هم مجرد فتاه صغيرة واحدة، وقال للسائق سأدفع الاربع أفراد في الكرسي الخلفي!! أمتعض الكل فهناك موظفين راجعين من العمل متعبين ولا يجدون مواصلة في هذا الازدحام، وهناك كبار سن لا يمكنهم إختراق الصفوف، وهناك نساء لا يوجد معهم رجال ليزاحموا الناس على الركوب! نظرت لذلك الانسان وكدت أنفجر فيه، فإن كان معه فائض من النقود فكان الاولى عليه ركوب تاكسي مخصوص! ولكنه كان يريد أن يظهر بمظهر الذكر أمام أنثاه! ولكن ما الحكمة في حجز مقعد بأكمله ولماذا لا يريد رجال يجلسون معهما؟ ولماذا المواطن المصري بصورة عامة يسلك هذا السلوك؟!

المواطن المصري يعلم تماماً أن المرأة التي يحاوطها برعاية مفرطة حينما يخرج معها؛ أن لها عملاً أو جامعة أو زيارات للأقارب، أو ذهاب للتسوق دائما تقوم بها منفردة! هل يعلم الرجل حينئذ أن خياله أو قرينه يحمي نسائه في غيابه! لماذا يسمح لهن بالخروج من المنزل أساساً؟ كان يمكنه أن يوقرهن بالبيت ويرمي بالنقاب فوق وجوهن خشية الفتنة! ولكن لماذا هذا الفصام... يفرط في حمايتها حينما يكون معها.... وهو يعلم أن أغلبية الوقت ستكون وحدها وستزاحم الرجال في العمل والشارع و وسائل المواصلات بعيداً عنه! هل حينها سيكون مرتاح البال والضمير بعكس وقتما يكون معها؟ فكان بالأولى تدريبها على التعامل مع الرجال بصورة عامة لا تصويرهم كذئاب خاطفة بالنسبة لها!!!

في إحدى الميكروباصات التي كنت أركبها شاهدت شاب أعرف أنه يسئ معاملة أمه لدرجة أنه يهون عليه تفريغ مدفع رشاش في قلب أمه لو أستطاع لذلك سبيلاً! رأيته ينزل من السيارة ليحمل عجوز لا تقوى على الركوب الى السيارة وفعل المثل بعد حين لإنزالها وحين غادرها إنحنى ليقبل يدها ويطبطب على كتفها! بصراحة أصبت بالذهول وأنفرجت شفتايّ وتدلى الفك السفلي لفمي في بلاهة! أهذا هو ذات الانسان أم لا؟ وتأكدت أن عينيّ لم تخوناني؛ فهو بشحمه ولحمه! وتسائلت ألم تكن أمه أولى بهذا الحنان والاحترام؟ أمه حملت به و ولدته وتحملت أفظع الالام وربته وعلمته؛ فأيا كان سلوكها معه! ألم تكن أحق من هذه المرأة الغريبة بالحب والحنان؟!

لماذا هذا الفصام السلوكي في المجتمع المصري، أيهدف المصري أن يثير إعجاب الناس من حوله بأنه إنسان خلوق، وأنه يراعي المرأة ويحترمها ويبجلها؟ وهو في الحقيقة عكس ذلك تماماً! لماذا المصري دائما يعيش في عالمان؛ أحدهما عالم ظاهري غير حقيقي ومزيف، والأخر خفي حقيقي؟ لماذا المصري يبتغي أن يسلك سلوكيات هو نفسه غير مقتنع بها أن تنطبع على نفسه؟ نجده يحرص على الأمانة أمام الناس، وهو أشر اللصوص والمرتشين! نجده يحرص على فروض العبادة، وفي الحقيقة الشيطان تلميذ عنده وهكذا!!

صدقوني أعزائي هذه مظاهر فصام سلوكي ، أنا موقن أنه قد تقود للفصام العقلي مع تراكمها... وهو مرض لا يستهان به ... لك أن تعرف أنه لنجاح علاجه مع نسبة قليلة من المصابون به يحتاج من سنة الى سنتين لتنتظم كيمياء الدم لدى المريض ويعود له عقله مع إعتماد كلي طوال العمر على الدواء!!! فأنا أحذر؛ لقد أنتشرت هذه الأمراض بين المصريين بطريقة مبالغ فيها، فلنحاول أن نتصالح مع أنفسنا حتى تصفو ونتجنب هذه الفظائع! وأحب أن أنهي مقالي هذا بأن أكثر العوامل مسببة للفصام السلوكي الذي يتمتع به المصري عن جدارة هو الدين ولك أن تتصفح مقالاتي في النقد الديني لتعرف السبب!!



#توماس_برنابا (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- سلسلة في نقد العقل القبطي المسيحي – 1 – منع أبن الزوجة الثان ...
- العرب والشعر ... في مقابل ... الغرب والعلم!!!
- مهلاً أيها العلمانيون... فلم نتهيأ بعد!!!
- فلسفة إنكار الجميل المسيحية!!!
- مواجهة مشاعر الفقدان والحرمان ( من ضياع ويتم و ثُكل و ترمل و ...
- علاقة بولس ( الرسول) بأستاذه برنابا... هل هي علاقة عرفان أم ...
- يا ليت داروين يكون على حق؛ فسأحزن جداً إن كان على باطل!!!
- ( باراباس أم يسوع؟)... سؤال أولوياتي يميز الخائن من الوطني!! ...
- حينما تتبع الراعي بثقة عمياء، فلن تعلم أبداً هل سيقودك نحو ا ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 20 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 19 – الإيمان ...
- سلسلة ظواهر الباراسيكولوجي بين العلم والإيمان – 18 – الإيمان ...
- دعاء وصلاة مسيحيي الأمس ومسلمي اليوم للإله الأمريكي لضرب أوط ...
- هل فعلاً ما يزرعه الإنسان إياه يحصد أيضاً؟!!
- إنسانية الحيوان... أم... حيوانية الإنسان!!!
- السلفية المسيحية في الطريق!!!
- مغضوب عليهم من الله بلا ذنب أقترفوه – 9 – الأرض!
- اللغة حينما تكون سماً أو دواءاً للفكر !!!
- المسئولية والمساءلة داخل وخارج إطار عقيدة القضاء والقدر!!!
- رد فعل أخلاقي على إنتشار الإلحاد في الشرق الأوسط !!!


المزيد.....




- غزة.. مستعمرون يقتحمون المقبرة الاسلامية والبلدة القديمة في ...
- بيان للخارجية الإماراتية بشأن الحاخام اليهودي المختفي
- بيان إماراتي بشأن اختفاء الحاخام اليهودي
- قائد الثورة الاسلامية آية الله‌خامنئي يصدر منشورا بالعبرية ع ...
- اختفاء حاخام يهودي في الإمارات.. وإسرائيل تتحرك بعد معلومة ع ...
- إعلام العدو: اختفاء رجل دين اسرائيلي في الامارات والموساد يش ...
- مستوطنون يقتحمون مقبرة إسلامية في الضفة الغربية
- سفير إسرائيل ببرلين: اليهود لا يشعرون بالأمان في ألمانيا
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -أفيفيم- بصلية صا ...
- المقاومة الاسلامية في لبنان تستهدف مستوطنة -ديشون- بصلية صار ...


المزيد.....

- شهداء الحرف والكلمة في الإسلام / المستنير الحازمي
- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - توماس برنابا - سلسلة في نقد العقل المصري – 1 – مروءة الرجال مع النساء!