حميد الهاشمي الجزولي
الحوار المتمدن-العدد: 1202 - 2005 / 5 / 19 - 10:31
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
حين وضع اللائحة التي سنرتكز عليها في توضيح رؤية اليسار بالمغرب، أخذنا بعين الاعتبار ثلاث محددات أساسية وهي:
1- الأصول التنظيمية والفكرية والسياسية.
2- المشروع المجتمعي المنشود (على الأقل على الأوراق وبالتصريح).
3- سيادة قواعد تنظيمية في حدودها الدنيا(المشروعية التنظيمية للقيادات وللسياسات).
وهنا لا بد من استحضار أن كل التنظيمات اليسارية التي ذكرناها سالفا، تعيش مخاضا تنظيميا وفكريا وسياسيا.
غير أن هذا المخاض لم تتوفر له شروط النضج والتبلور والوضوح بفعل عجز القيادات الحالية عن تدبير مرحلة نعتقدها صعبة رغم الشروط الموضوعية والذاتية المتاحة.
وهذا العجز لا ينتقص في شيء من كفاءة بعضها سواء على المستوى الفكري أو السياسي أو التنظيمي.
1- نقط ضعف القيادات:
• الفهم الميكانيكي للقيادة باعتبار أن القيادة هي التي ينبغي أن تكون على علم بكل ما يجري وبكل التفاصيل العامة والخاصة، وحين تتجسد القيادة في شخصية واحدة يتحول التنظيم إلى آلة ميكانيكية بمحرك، لا حياة فيه إلا بصلاح المحرك.
• عدم الفصل بين الإدارة السياسية والإدارة الإدارية: وهذا الخلط يجعل التنظيم فريسة سوء تدبير موارده البشرية والمالية والمعنوية، ويجعل القيادات تضيع في القضايا التنفيذية بدل التركيز على حسن القيادة السياسية.
• غياب استراتيجية واضحة المعالم في ميدان التكوين والتأطير رغم الرصيد التاريخي الذي يتوفر لليسار من خلال التجارب العالمية أو الخاصة.
• وصول العديد من الأعضاء إلى القيادة دون أن تتوفر فيهم الشروط الفكرية أو السياسية أو التنظيمية التي تجعلهم قادرين على لعب الدور الموكول للقيادة في توفير الشروط الذاتية والموضوعية لتنفيذ البرنامج العام المرحلي وخلق شروط التقدم إلى الأمام في تحقيق الاستراتيجية.
• عدم الفصل بين الممارسة السياسية من حيث الأهداف والوسائل، والممارسة الجماهيرية من نقابية وثقافية وحقوقية ونسائية وشبابية .....، حيث أن الفهم السائد هو أن الأخير يخدم الأول بشكل ميكانيكي والأول يوجه الثاني، وهذا الخلط أدى إلى فقدان التنظيمات السياسية لكنهها أو سياسيتها، وللتنظيمات الجماهيرية قاعدتها الجماهيرية، والمثال الأوضح هو العلاقة القائمة بين "المؤتمر الوطني الاتحادي" و"الكونفدرالية الديموقراطية للشغل"، حيث لا تدري أين تنتهي النقابة وأين يبدأ الحزب !!!!.
#حميد_الهاشمي_الجزولي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟