أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: الفرزدق يمر على التظاهرات














المزيد.....

تغريدة الاربعاء: الفرزدق يمر على التظاهرات


ابراهيم الخياط

الحوار المتمدن-العدد: 4205 - 2013 / 9 / 4 - 00:16
المحور: المجتمع المدني
    


الفرزدق شاعر من العصر الأموي، هو من تميم وكنيته أبو فراس، سمي الفرزدق لوجهه الذي يشبه الرغيف، ولد في 38 هجرية بالبصرة، ربّـته البادية فاستمد منها فصاحته، صدح بالفخر والهجاء والمدح، وتميز شعره بقوة الأسلوب والجودة، وقد أحيا الكثير من الكلمات العربية وبرع حتى قال أهل اللغة: لولا شعر الفرزدق لذهب ثلث العربية.
يعدّ من شعراء الطبقة الأولى، اشتهر بالنقائض مع جرير فتبادلا الهجاء لنصف قرن، وانشعب الناس في أمرهما شعبتين فصار لكل شاعر منهما فريق، عاش حتى بلغ المائة، وحين توفي رثاه جرير في قصيدته المشهورة:
لعمري، لقد أشجى تميماً وهدّها على نكبات الدهر موتُ الفرزدق
تنقل بين الأمراء والولاة يمدحهم ثم يهجوهم ثم يمدحهم، لكنه ناصر آل البيت وتشهد له رائعته في الامام زين العابدين:
هذا الذي تعرفُ البطحاءُ وطأته والبيت يعرفه والحِلّ ُ والحَرَمُ
وتحكي الروايات أنه كان قادماً من الكوفة أثناء مسير الإمام الحسين اليها، لقيه بمنزل بين الكوفة والبصرة فسأله الامام: كيف تركت الناس خلفك يا أبا فراس، فأجابه بمدوّيته: قلوبهم معك وسيوفهم عليك.
وصادف أن زار الفرزدق بغداد يوم الجمعة 30 آب 2013 لمتابعة اسمه في قائمة منحة الادباء والفنانين والصحفيين و"الملايات"، ولأن الجسور التي تربط الرصافة بالكرخ أغلقتها عمليات بغداد بالكونكريت، لذا ارتأى شاعرنا أن يبيت ليلته في اتحاد الادباء بساحة الاندلس، ولأن رواد النادي اللطيفين لم يدعوه أن ينام مبكرا، لذا غادر المبنى العريق في اليوم الثاني ظهرا، فمرّ على ساحة الاندلس قاصدا الكرادة، وحانت منه التفاتة لجهة القصر الابيض فرأى ألفين من العزل وقد طوّقتهم آلاف مدججة، وتتراشق في وجوههم الكلمات النابية، وتنزل على ظهورهم الاسواط الغليظة، ويتصاعد في الاثير فرمان بـ "سحلهم" في الازقة.
فرك الفرزدق عينيه غير مصدق، وحث الخطى مرعوبا نحو "ارخيته" كي يتزود قبل الربع الخالي بكسرة خبز وماء، فحط رحاله في مطعم "أبو أحمد"، وقبل أن يتغدى، انتبه للتلفاز وهاله أن قناة "العراقية" ليست على اسمها لانها تركت الشعب (العراقي) في الساحة المطوّقة وحيدا والتهت بتقديم درس "الشيف فراس" عن تحضير فيليه الدجاج، ولكن فجأة يطلّ المذيع الأنيق ليقول أن الحكومة تعلن دعمها ومساندتها للتظاهرات التي عمّت السبت العراق.
لملم الفرزدق عباءته، ونحر الجادرية قاصدا البرّية، وهو يتمتم: كما تركتَ الكوفة يا أبا فراس، اليوم تترك بغداد وقلوب الجماعة فيها مع الحق، ولكن (سواتــ)ـهم عليه.



#ابراهيم_الخياط (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عمّتنا أمريكا
- حشيشة بالنعناع
- خروقات انتخابية خضراء
- ميس الكلام قناة (العراقية) تأكل مع الكبار فقط
- ستوتة انتخابية
- وي وي .. انتخابات آخر زمن
- سجّل أيها التأريخ
- تارباش: عَشرة على عَشرة
- الملا عبود في تظاهرات الغربية
- البرلمان تحت منبر جامع حنّان
- الدنيا خوش دنيا
- ومن الحب صار فرحنا
- هادي الربيعي.. الطائر الغريب
- 2013 مش حتقدر تغمض عينيك
- وامعتصماه
- فغضّّ الطرف انك لم تقدم استقالتك
- تلويحة في ميناء الانتخابات
- ياحريمة سنينك العشرين
- الحسين برئ منهم
- نسوان ... ونساء


المزيد.....




- إسرائيل تبدأ عزل أطباء عسكريين وقّعوا عريضة لإعادة الأسرى
- مفوضة حقوق الطفل الروسية تتحدث عن عائلات روسية تخضع لإعادة ا ...
- RT تلتقي معتقلين سابقين لدى الدعم السريع
- فتح: ما يتعرض له الأسرى بسجون الاحتلال لا يقل بشاعة عن جرائم ...
- من قلب طهران.. العالم الإسلامي يناقش الحرية وحقوق الإنسان
- هيومن رايتس وتش: -الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة- في تونس
- رايتس ووتش تتهم السلطات التونسية بممارسة -القمع القضائي- لسح ...
- الإعلام الحكومي بغزة: مشاهد كارثية غير مسبوقة والوضع الإنسان ...
- هيومن رايتس واتش: الاحتجاز التعسفي يسحق المعارضة في تونس
- حماس: خطر الوفيات الجماعية يقترب.. والوضع الإنساني يدخل الان ...


المزيد.....

- أسئلة خيارات متعددة في الاستراتيجية / محمد عبد الكريم يوسف
- أية رسالة للتنشيط السوسيوثقافي في تكوين شخصية المرء -الأطفال ... / موافق محمد
- بيداغوجيا البُرْهانِ فِي فَضاءِ الثَوْرَةِ الرَقْمِيَّةِ / علي أسعد وطفة
- مأزق الحريات الأكاديمية في الجامعات العربية: مقاربة نقدية / علي أسعد وطفة
- العدوانية الإنسانية في سيكولوجيا فرويد / علي أسعد وطفة
- الاتصالات الخاصة بالراديو البحري باللغتين العربية والانكليزي ... / محمد عبد الكريم يوسف
- التونسيات واستفتاء 25 جويلية :2022 إلى المقاطعة لا مصلحة للن ... / حمه الهمامي
- تحليل الاستغلال بين العمل الشاق والتطفل الضار / زهير الخويلدي
- منظمات المجتمع المدني في سوريا بعد العام 2011 .. سياسة اللاس ... / رامي نصرالله
- من أجل السلام الدائم، عمونيال كانط / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - المجتمع المدني - ابراهيم الخياط - تغريدة الاربعاء: الفرزدق يمر على التظاهرات