توماس برنابا
الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 23:16
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
أعزائي لتعرفوا حقيقة تشرب المجتمع المصري بالطائفية ونبذ الأخر وتكفيره في السر قبل العلن أحكي لكم عن هذه الخبرة الواقعية في قريتي ذات الأغلبية المسلمة:
هناك مدرسة إبتدائية بالقرية عبارة عن مدرستان بإسمين مختلفين كلاً منهما له فترة سواء صباحي أو مسائي.... هذه المدرسة ليست خاصة؛ إحادية الفكر والتوجه كمدرسة أزهرية أو إسلامية... بل هي حكومية صرف!
إحدى المدرستين من العرف السائد في المجتمع القروي لدينا على مدى سنوات طويلة مخصصة للمسلمين فقط؛ لا تلاميذ مسيحيين ولا حتى مدرسين مسيحيين! وبالرغم أن الأمر غير قانوني، لكنه يسري بكل سهولة داخل أروقة الادارة التعليمية فهم لا يرسلون مدرسين مسيحيين إليها أبداً! وحينما نرسل أبناؤنا الى هذه المدرسة ، يقال لنا لديكم الفترة الأخرى التى بها مسيحيين والمسيحيين غير مُرحب بهم في هذه المدرسة!
صراحة هذا أمر سكتنا عنه كثيرا وقد جاء الوقت لعدم السكوت عليه؛ فهل نحن في مكه التي يحرم على دخولها المسيحيين واليهود! اليس هذا بداية لفصم عُرى النسيج الوطني من كافة فئاته؟!
يا أصدقائي العلمانيين؛ هذا هو الواقع الغعلي على الارضية الحقيقية للشعب المصري في أغلبية القرى! فلا تأملوا أو ترتأوا أموراً فوق ما ينبغي و صعب جدا الوصول إليها قبل أن نقضي على هذه الافات التي تقوض أسس المجتمع من أسفل بطريقة غير ملحوظة! فربما تبني بناء رائع دونما ملاحظة السوس الذي ينخر فيه فينهار بعد لحظات من بنائه! فلنكن حكماء ولا نشرع في تنفيذ أحلامنا الأن... بل نقدم على تقديم العلاجات والأمصال والمبيدات التي تقضي على هذه الافات أولاً قبل أن نقدم على أي أمر كبير! فأنظروا تحت أقدامكم قبل أن تصعدوا العلىّ من الاماني والتطلعات!
#توماس_برنابا (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟