أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - لماذا لم يزهر ربيع الإسلاميين ؟














المزيد.....

لماذا لم يزهر ربيع الإسلاميين ؟


أحمد عصيد

الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 22:04
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


وجدت تيارات الإسلام السياسي الإخوانية منها والسلفية الوهابية في الانتفاضات الشعبية التي عرفتها دول شمال إفريقيا والشرق الأوسط السياق المناسب لتصدر الحياة السياسية، واعتبرت ـ سواء منها الذين ساندوا جهارا هذه الانتفاضات وشاركوا فيها منذ البداية أو التي فضلت خوض مفاوضات التوافقات الهشة حتى اللحظات الأخيرة، أو تلك التي سارعت إلى تكفير المتظاهرين ـ اعتبرت أنها فرصتها لتولي إدارة الشأن العام ومحاولة تطبيق برنامجها بعد عقود من الحصار، غير أن طريق السلطة ليس مفروشا بالورود بالنسبة لأي كان، فالصعوبات التي تواجهها التيارات الإسلامية بكل فصائلها كثيرة نذكر منها:
1) أن الانتفاضات رفعت سقف المطالب الشعبية وحملت معها آمالا عريضة وشعارات سيصعب على الإسلاميين تحقيقها، لأن الكثير منها ـ بل الجوهرية منها وخاصة ما يتعلق بإسقاط الاستبداد وإنهاء السلطوية ـ تتعارض مع أهداف الإسلاميين المعلنة، والتي تقترح نمطا من الاستبداد الديني، بديلا للاستبداد القائم عسكريا كان أو أوليغارشيا أو فرديا. فمشروع الإسلام السياسي لا يتعارض فقط مع الديمقراطية بمبادئها وقيمها الأساسية، بل يهدّد الكثير من المكتسبات التي انتزعتها التيارات الديمقراطية والحداثية على مدى عقود من النضال المرير ضد سلطات الاستبداد.
2) أن مجيء الإسلاميين إلى السلطة تزامن مع أزمة اقتصادية ومالية خانقة ضربت العديد من بلدان العالم، وكانت لها انعكاساتها الخطيرة على بلدان الجنوب التي لا تتمتع بثروات نفطية أو باحتياطي من العملة يجنبها نتائج الأزمة.
3) ضعف الكفاءات والخبرات المتوفرة لدى التيار الإسلامي، وعدم استعداد الأطر التي يتوفرون عليها لتولي مناصب التسيير والتدبير العقلاني والعصري للمؤسسات، حيث تبين أنهم يحملون الكثير من الأفكار التي لم يضعوها قط في محكّ التجربة والفعل الإجرائي، وتبينت محدوديتها وعدم واقعيتها عند التطبيق.
4) سعي الإسلاميين المحموم إلى الاستيلاء على الدولة والمؤسسات بعد أن تبيّن لهم استحالة تنفيذ مخططهم بالتشارك مع غيرهم في الحكم، رغم أن نسبة الأصوات التي يحصلون عليها لا تؤهلهم لذلك، وهو ما يؤدي إلى خلق الكثير من التصادمات وإضعاف الحس التشاركي لدى الأطراف الحليفة لهم في التجربة الحكومية، مما يعرقل الحكامة ويؤدي إلى إضعاف الثقة في المؤسسات وفي التجربة بأكملها. وهو ما ظهرت نتائجه التي كانت منتظرة في انتفاضة المصريين الثانية ضدّ حكم الإخوان يوم 30 يونيو.
5) تطرف التيار السلفي واستعجاله للعب دور رئيسي في مسرح الأحداث رغم كونه أقلية صغيرة، مما يضطرّ هذا التيار إلى اللجوء إلى العنف وإيديولوجيا التكفير وإلحاق الأذى بمعارضيه، ويتسبّب بالتالي في الإضرار بتجربة الإسلاميين "الإخوانيين" الذين يجدون أنفسهم مضطرين ـ كما حدث في تونس ـ إلى التبرؤ من هذا التيار وإعلان الحرب عليه، وهو ما يساهم في إنهاكهم وإضعاف مردوديتهم.
6) من شأن تهديد الحريات والمكتسبات الديمقراطية أن يخلق تكتلات عديدة في المجتمع المدني والسياسي ضد الإسلاميين، مما قد يضعهم من جديد في مواجهة قوى الشارع والحركات الاحتجاجية التي لا يتحكمون فيها، وبحذو بهم بالتالي إلى استعمال العنف والسقوط في نفس الوضعية السابقة على الانتفاضات.
7) ارتباط الإسلاميين بالمخطط الدولي الذي يتمّ تحت مظلة أمريكية وبأموال سعودية وقطرية، قد يؤدي بهم إلى فقدان الشرعية في عيون أتباعهم بسبب اضطرارهم الذي لا مفرّ منه إلى الالتزام بنفس المواقف السابقة للأنظمة في القضية الفلسطينية، والتي ظلّ الإسلاميون يستغلونها للدعاية لأنفسهم باعتبارهم قوى "الممانعة" التي ستحرّر فلسطين.



#أحمد_عصيد (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- -صامدون- ضد من ؟
- أحمد عصيد - كاتب وشاعر وباحث أمازيغي مغربي، وناشط حقوقي وعلم ...
- حول -المحاكم الشعبية الأمازيغية-
- السلفية ومستقبل المسلمين
- دور الإسلاميين في المخطط الأمريكي الجديد
- كيف نحول الإسلاميين إلى ضحايا وهم في الحكم ؟
- الإعلام والوصاية الدينية
- تعليم الأمازيغية بين الشعار والممارسة
- المشروع الإسلامي والمشروع العلماني أو الدين ضد الإنسان
- الوصاية الدينية والدولة
- حوار مع السلفيين
- مفهوم الحرية بين العلمانيين والمحافظين
- هل تهدد حكومة الإسلاميين المكاسب الديمقراطية للمغاربة؟
- مستقبل المسلمين بين أردوغان و القرضاوي
- ردود سريعة إلى رئيس الحكومة الجديد
- أمازيغ -الويكيليكس- بين أمريكا والإسلاميين
- نماذج وتجارب من -ديمقراطية الأغلبية العددية-
- الديمقراطية والمشاركة السياسية للإسلاميين
- معنى الديمقراطية بين اليساريين والإسلاميين
- المنتخبون والسلطة


المزيد.....




- دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه ...
- في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا ...
- المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه ...
- عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
- مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال ...
- الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي ...
- ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات ...
- الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
- نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله ...
- الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية


المزيد.....

- مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي / حميد زناز
- العنف والحرية في الإسلام / محمد الهلالي وحنان قصبي
- هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا / محمد حسين يونس
- المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر ... / سامي الذيب
- مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع ... / فارس إيغو
- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - أحمد عصيد - لماذا لم يزهر ربيع الإسلاميين ؟