|
الالحاد الطائفي
صادق العلي
الحوار المتمدن-العدد: 4204 - 2013 / 9 / 3 - 08:07
المحور:
في نقد الشيوعية واليسار واحزابها
كارل ماركس اقرب الى المذهب الشيعي وما الروح الثورية والنظرية الاقتصادية الماركسية ما هي الا بنات الفكر الثوري الشيعي ... هذا ما طرحه الملحد الشيعي على الرغم من انه ينتقد شعائرالحزن المفرط في بعض المناسبات وايذاء النفس كما يقول كذلك الاموال الطائلة التي تصرف عليها والتي يجب الاستفادة منها بشكل عملي لمساعدة الفقراء . على العكس تماماً فماركس هو سني بأمتياز وعقليته هي امتداد لعقل عمر بن الخطاب وخصوصا في وضع اسس بناء الدولة وغيرها الكثير من اوجه التشابه كفكر وكتطبيق يصل حد التطابق ... الملحد السني قال هذا وهو يفاخر بإلحاده وبسنيته في آن معاً . ان تجد نفسك في جدال عقيم مع متدين فهذه كارثة لانك وبعد دقائق معدودة ستجد نفسك في الدرك الاسفل من النار وبئس المصير... او ان يقحمك احدهم بنظرية دارون ويحاول ان يثبت بانك قرد متقاعد او صرصار مصاب بمرض مزمن فهذه كارثة اخرى , او ان يوقفك غبي مُغيب العقل ويطلب منك تحليل الوضع السياسي والاقتصادي على اعتبار انه لا يعرف ماذا يفعل وبحياته غير التناسل بعد فلم السهرة فهذه كارثة الكوارث ... كل هذا يهون امام مواجهة انسان ( متدين ملحد غبي ) فلا تعرف بأي لغة تتحدث معه ولا الكيفية التي تجعلك تحافظ على توازنك امامه . يُلقي الشأن السياسي او بتعبير ادق الشأن الطائفي بظلاله على الجميع حد القيء لدرجة ان اليسار واليمين ( كأنظمة سياسية ) قد شمروا عن سواعدهم لأثبات احقية منّ بالخلافة الاسلامية ومحاكمة منّ منهم على حساب الاخر !... المؤمنون والملحدون قد اداروا ظهورهم الى فكرة الله ووجوده والدين الذي هو الافيون المزمن للشعوب ودخلوا نفق الروافض والنواصب !!!... تناقضات تُدخلك في حوارات عفنة مخجلة لا تحبذ ان تأخذك حيث تكره خصوصا مع اصدقاء ايام زمان ممن يختلفون معك بالتوجهات والاديان والمذاهب ناهيك عن ان بعضهم فرحون بالالحاد جواباً لاسئلتهم وأخرون بالشعر او بالفن كل هولاء الذين كانت تجمعنا معهم صداقات وطاولات المقاهي تجدهم الان وقد تناثروا وتناثرت صداقاتهم في سماء الطائفية المقيتة والتي لا تريد ان تفارق في عقولهم الصدئة . لم اكن اتصور وانا الباحث الموضوعي لأسئلة طالما شغلتني وما زالت كما شغلت غيري الكثيرين والتي تسمى الاسئلة الكونية منها الله , الوجود , الموت والحياة , الخلود , الاديان , الحضارات مع انني متيقن بأن الاجابة فردية بأمتياز على الرغم من كونها اسئلة جمعية ناهيك ان عن اجوبتها ( بالنسبة لي على اقل تقدير ) تفضي احدها الى الاخرى على اية حال لم اكن اتصور ان تتولد عندي اسئلة غبية ربما ذكية او هي نتاج مرحلة ربما لن تفارقنا لقرون وقرون مقبلة من هذه الاسئلة : هل يمكن للملحدين ان يخوضوا في بعض حيثيات الدين ويختلفوا ويتشاجروا مع انهم لا يعترفوا بوجوده اساساً ولا بوجود خالقه ؟؟؟؟!!!! هل يمكن ان يطلب مني احدهم مساندته على حساب الاخر ويطلب الاخر مني نفس الشيء وانا اقف مذهولاً بينهما ( بين ملحد الشيعي وملحد السني ) ؟؟؟؟!!!! هل يمكن ان يختلط الالحاد بالايمان لينتج ملحد مؤمن او مؤمن ملحد ؟؟؟؟!!!! هل هي ترسبات ( عراقية او عربية فقط ) في نفوسهم ام تراها نهاية الفكر الالحادي امام المد الاسلامي بالتحديد ؟؟؟؟!!!! هل هو الفراغ الفكري ( الجعبة الخالية والتشتت والتشرذم ) بالنسبة للشوعية كفكر يعتمد على التنظير او كحزب ما عاد منظماً بالدرجة الكافية ؟؟؟؟!!! كان اللقاء حميماً لدرجة لا تُصدق من عناق وقبلات حتى ان بعض الدمعات سقت ذلك اللقاء المقرف بعد فراق دام سنوات وسنوات , تجاذبا اطراف الحديث عن ايام زمان وعن بعض الاصدقاء ومقهى حسن عجمي والاتحاد مرورا بحوار وصولاً الى السهرة المرتقبة ( ما بعد هذا اللقاء ) وما يتخمض عنها من استحضار لما هو فوق رفوف الذاكرة ممن تشتتوا تحت سماء الغربة او تمددوا تحت تراب الوطن ... الاثنان كانوا اوفياء للحزب الشوعي العراقي عندما ذكروه بكل قداسة وذكروا رموزه الابطال الذين بذلوا نفوسهم من اجل الحزب والوطن ( انا استمع على مضض ) مرور بالوضع الراهن بدأت بوادر خلاف تلوح بالآفق فلقد اكتشفت ( من خلال استخدامهم بعض المفردات ) ان احدهم سني والاخر شيعي بعد صمتا لبرهة اخذ الاول بربط الفكر الثوري لكارل مارس وعلاقته الموصولة بالثورة الحسينية ولقد اسهب في تفاصيلها وهو في كل مرة ينتظر ان اوافقه ولو بنظرة مني او ابتسامة لكنه تأكد بأني لن اقوم بما يرضيه ( ولو كنوع من المجاملة ) ... اما الاخر فتحدت عن بناء الدولة الشيوعية بعقلية ماركسية بحتة تتصل تاريخيا بالخليفة الثاني عمر بن الخطاب الذي وضع أسس الدولة الاسلامية والذي انتصر على الفرس المجوس عبدة النار ولم ينسى الاشارة الى اني لا احب ايران ولا الايرانيين وحاول اقحامي بموافقته ولكني خذلته كما خذلت محدثه من قبل . بعد ان لعب هذا النقاش التافه ( بالنسبة لي ) بروؤسهم وبعد ان تملكتهم العصبية لدرجة الشجار والضرب حاولت ان اخرج الاول على ان يبقى الاخر في شقته فلقد نهرني الاول لدرجة الاتهام بأني مذهبي وقد انحزت الى الاخر !!!... اما الثاني فلقد طلب مني ان لا اتصل به مرة ثانية ولا يريد ان يتعرف علي لانني ناصرت الاول عليه بسكوتي !!! بالتأكيد هناك غيرهم الكثير وبالتأكيد نحن متورطون بهم كما تورط الوطن بتلك العقول وكما تورطت الثقافة العراقية بشخصيات لا تصلح الا للكأس والكرسي والك.......!!! . هولاء ليسوا حالة فردية انها نتاج لحالات المجتمع العربي ( والعراقي بالتحديد ) الذي يعاني من ويلات وويلات يصعب تناولها على عجالة تارة وعبثية تناولها تارة اخرى .
#صادق_العلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
كارل ماركس مؤمن ككل المؤمنين
-
ترهات 1
-
لوسيفر والايحاد*
-
لا مناص من
-
رأيت الموت ميتاً
-
هل يمكن ان نُجزء الحداثة كي تتقبلها مجتمعاتنا ؟
-
نهاري الضائع
-
بسقوط الانظمة السياسية العربية ... هل ستسقط الانظمة الثقافية
...
-
لماذا تراجعت الأشتراكية و الماركسية والشيوعية امام اليسارية!
-
كيف أضعنا مسراك !
-
هل الملحدون قساة القلوب ؟
-
الملحدون أكثر تطرفا ً من المتدينين !
المزيد.....
-
رجل وزوجته يهاجمان شرطية داخل مدرسة ويطرحانها أرضًا أمام ابن
...
-
وزير الخارجية المصري يؤكد لنظيره الإيراني أهمية دعم اللبناني
...
-
الكويت.. سحب الجنسية من أكثر من 1600 شخص
-
وزير خارجية هنغاريا: راضون عن إمدادات الطاقة الروسية ولن نتخ
...
-
-بينها قاعدة تبعد 150 كلم وتستهدف للمرة الأولى-..-حزب الله-
...
-
كتاب طبول الحرب: -المغرب جار مزعج والجزائر تهدد إسبانيا والغ
...
-
فيروز: -جارة القمر- تحتفل بذكرى ميلادها التسعين
-
نظرة خلف الجدران ـ أدوات منزلية لا يتخلى عنها الألمان
-
طائرة مساعدات روسية رابعة إلى بيروت
-
أطفال غزة.. موت وتشرد وحرمان من الحقوق
المزيد.....
-
عندما تنقلب السلحفاة على ظهرها
/ عبدالرزاق دحنون
-
إعادة بناء المادية التاريخية - جورج لارين ( الكتاب كاملا )
/ ترجمة سعيد العليمى
-
معركة من أجل الدولة ومحاولة الانقلاب على جورج حاوي
/ محمد علي مقلد
-
الحزب الشيوعي العراقي... وأزمة الهوية الايديولوجية..! مقاربة
...
/ فارس كمال نظمي
-
التوتاليتاريا مرض الأحزاب العربية
/ محمد علي مقلد
-
الطريق الروسى الى الاشتراكية
/ يوجين فارغا
-
الشيوعيون في مصر المعاصرة
/ طارق المهدوي
-
الطبقة الجديدة – ميلوفان ديلاس , مهداة إلى -روح- -الرفيق- في
...
/ مازن كم الماز
-
نحو أساس فلسفي للنظام الاقتصادي الإسلامي
/ د.عمار مجيد كاظم
-
في نقد الحاجة الى ماركس
/ دكتور سالم حميش
المزيد.....
|